ردّ الرواية لمنافاتها الاعتقاد بالنبوّة (المثال الثالث)
المؤلف:
السيد علي حسن مطر الهاشمي
المصدر:
منهج نقد المتن في تصحيح الروايات وتضعيفها
الجزء والصفحة:
ص 32 ــ 34
2025-10-21
26
ثالثًا: ومن الروايات التي تنافي قدسية الأنبياء (عليهم السلام) الرواية التي تنسب الى داود (عليه السلام) ـ حاشاه ـ أنّه شاهد زوجة (أوريا) عارية فهام بحبّها وجعل زوجها أمام التابوت فقُتل ثم تزوّج امرأته فولدت له سليمان (عليه السلام).
وهذا الخبر «ممّا لا شبهة في فساده؛ فإنَّ ذلك ممّا يقدح في العدالة، فكيف يجوز أن يكون أنبياء الله الذين هم أمناؤه على وحيه وسفراؤه بينه وبين خلقه، بصفة مَن لا تقبل شهادته، وعلى حالة تنفر من الاستماع إليه والقبول منه؟! جلَّ أنبياء الله عن ذلك»(1).
وقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): أنّه قال لعلقمة: «إنَّ رضا الناس لا يملك، وألسنتهم لا تنضبط... ألم ينسبوا داود إلى أنه تبع الطير حتّى نظر إلى امرأة أوريا فهواها وأنّه قدّم زوجها أمام التابوت حتّى قُتل، ثُمّ تزوّج بها؟!» (2).
وهناك كلام بارد تقدّم به بعضهم لتوجيه هذه الرواية، ردّه ابـن العربي بقوله: (وأمّا قولهم: إنّها لمّا أعجبته، أمر بتقديم زوجها للقتل في سبيل الله، فهذا باطل قطعاً؛ فإنَّ داود (عليه السلام) لم يكن ليريق دمه في غرض نفسه) (3).
ولا بُدَّ من الإشارة إلى أنَّ أصل هذه الرواية موجود في التوراة المحرّفة [العهد القديم] في الإصحاحين (11، 12) من [سفر] صموئيل الثاني، وقد تسرّبت إلى مصادر المسلمين بعد إجراء بعض التعديل والتلطيف عليها، وإلّا فإنّها في التوراة أشدّ شناعة وفظاعة؛ ففيها: أنَّ داود عليه السلام تزوّج بالمرأة وحملت منه في حياة زوجها، فخطّط لقتل زوجها أوريّا والخلاص منه بالطريقة المذكورة!!!!!
______________
(1) مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي، 8/274.
(2) الأمالي، الصدوق، ص 91 - 92.
(3) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، الألباني، 1/325.
الاكثر قراءة في مقالات متفرقة في علم الحديث
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة