علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
الأحاديث القدسيّة
علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
ردّ الرواية لمنافاتها الاعتقاد بالنبوّة (المثال الأول)
المؤلف:
السيد علي حسن مطر الهاشمي
المصدر:
منهج نقد المتن في تصحيح الروايات وتضعيفها
الجزء والصفحة:
ص 28 ــ 31
2025-10-20
22
النقطة الثانية: ردّ الرواية لمنافاتها الاعتقاد بالنبوة.
من موارد رد الرواية والعلم بعدم صدورها أن تنسب الى الأنبياء (عليهم السلام) ما ينافي عصمتهم وكمال ذواتهم وكونهم قدوة وأسوة للإنسانيّة. ومن أمثلة ذلك:
أولاً: الروايات التي تصوّر الأنبياء (عليهم السلام) أشخاصًا غارقين في الملذّات والشهوات الجنسيّة كالرواية المنقولة عن أنس بن مالك قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله) يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهنّ إحدى عشرة قال: قلت لأنس أو كان يطيقه؟ قال: كنّا نتحدّث أنّه أعطي قوة ثلاثين. وقال: سعيد عن قتادة أنّ أنسًا حدّثهم: تسع نسوة (1).
وهذا ليس من شأن الأنبياء (عليهم السلام) ولا يليق بهم وكان دأب نبيّنا (صلى الله عليه وآله) أن يشغل معظم ساعات الليل بالتهجّد والعبادة استجابة لأمر ربه تعالى اذ يقول له: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا * إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا * وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزمل: 1 - 8]. حتّى خاطبه الله تعالى بقوله: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المزمل: 20]. وكان يجهد نفسه بالعبادة حتّى نزل فيه قوله تعالى: {طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى} [طه: 1 - 3].
وكأنّ الوضّاعين أرادوا تأكيد هذه الظاهرة في أنبياء الله (عليهم السلام)، فنسبوها إلى نبي الله سليمان (عليه السلام) أيضاً؛ فقد روى أبو هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): «قال سليمان بن داود لأطوفنّ الليلة بمائة امرأة، تلد كلّ امرأة غلاماً يقاتل في سبيل الله، فقال له الملك: قُل: "إن شاء الله"، فلم يقل، فأطاف بهنَّ، فلم تلد منهنّ إلّا امرأة نصف إنسان!!! قال النبي (صلى الله عليه وآله): لو قال: "إن شاء الله" لم يحنث، وكان أرجى: لحاجته» (2).
وفي مسند أحمد: قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لو استثنى لولد له مائة غلام كلّهم يقاتل في سبيل الله (3).
وممّا لوحظ على هذه الرواية:
1 ـ أنّها منافية لأخلاق الأنبياء (عليهم السلام) وعصمتهم إذ لا يجوز على نبي الله تعالى سليمان (عليه السلام) أن يترك التعليق على المشيئة ولا سيما بعد تنبيه الملك إيّاه الى ذلك. وما يمنعه من قول: (إن شاء الله) وهو من الدعاة الى الله والادلاء عليه؟ وإنّما يتركها الغافلون عن الله (عزّ وجلّ) الجاهلون بأنّ الأمور كلّها بيده فما شاء منها كان وما لم يشأ لم يكن وحاشا أنبياء الله عن غفلة الجاهلين (4).
2 - أنّ الرواية مبتلاة بالاضطراب وهو من أسباب ضعف الرواية الموجب للشك في صدورها "ذلك أنّ أبا هريرة قد اضطرب في عدّة نساء سليمان فتارة روى أنّهنّ مائة امرأة كما سمعت (5) وتارة روى أنهّن تسعون (6) وتارة روى أنّهن سبعون (7) وتارة روى أنّهنّ ستّون (8).
وهذه الروايات كلّها [أثبتت] في صحيحَي البخاري ومسلم ومسند أحمد، فما أدري ما الذي يقوله فيها المعتذرون عن هذا الرجل، أيقولون: إنَّ هذه الحادثة تكرّرت من سليمان مع زوجاته وكنّ مرّة مئة، ومرّةً كنّ تسعين، ومرّة سبعين، وأُخرى ستّين، وفي كلّ مرّة ينبّهه الملك، فلا يقول" (9) إن شاء الله؟!!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) صحيح البخاري، كتاب الغسل، الحديث 268.
(2) صحيح البخاري، كتاب النكاح، الحديث 5242.
(3) مسند أحمد 2/ 457، الحديث رقم 7137.
(4) أبو هريرة، شرف الدين، ص69.
(5) صحيح البخاري، الحديث 5242؛ مسند أحمد 2/457، الحديث 7097.
(6) صحيح البخاري، الحديث 6639؛ صحيح مسلم، الحديث 4180.
(7) صحيح البخاري، الحديث 4177؛ صحيح مسلم، الحديث 4179.
(8) صحيح مسلم، الحديث 4176.
(9) أبو هريرة، شرف الدين، ص 70.
الاكثر قراءة في مقالات متفرقة في علم الحديث
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
