النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
شهادة الإمام العسكري "ع"
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
الإمام الحسن العسكري "ع" والد الإمام المهدي "عج"
الجزء والصفحة:
ص429-454
2025-09-01
150
آخر السجون وأقصرها : سجن الخليفة المعتمد
ذكرنا في الفصل الأول أن أربعة من الخلفاء العباسية حاولوا قتل الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، حتى قتله المعتمد سنة 260 هجرية .
وقد تولى المعتمد الخلافة سنة 256 ، وفي السنة الخامسة من خلافته أقدم على قتل الإمام ( عليه السلام ) . وكان كبقية الخلفاء العباسية يعمل للخلاص من أئمة العترة النبوية ( عليهم السلام ) ولو بالحبس والقتل . ومن المؤكد أنه حَبَسَهُ مدة قصيرة قبيل شهادته وأطلقه من السجن ، وأرسل معه حرساً وأطباء لمراقبته حتى توفي !
فقد ورد أنهم سجنوه في صفر سنة 260 ( إثبات الوصية : 1 / 253 ) ولا بد أنهم سَمُّوه في السجن لأنهم أرسلوا معه إلى بيته حرساً ومراقبين حتى استشهد بعد أسبوع ، فكتبوا محضراً بأن موته طبيعي وأشهدوا عليه شهودهم !
لكن لا يبعد أن يكون المعتمد حبسه قبل ذلك مرة أو أكثر ، فقد روى الكشي / 817 ، عن محمد بن إبراهيم الوراق السمرقندي أنه مر على سامراء في سنة ستين في طريقه إلى الحج ، قال : ( رأيتهم مغتمين محزونين فقلت لهم ما لكم ؟ قالوا : إن أبا محمد ( عليه السلام ) قد حبس . قال بورق : فحججت ورجعت ثم أتيت محمد بن عيسى ووجدته قد انجلى عنه ما كنت رأيت به ، فقلت : ما الخبر ؟ قال : قد خُلِّيَ عنه ) . وتقدم في الفصل الأول ما يدل على حبس المعتمد له .
سَمُّوهُ وأخرجوه من السجن ليموت في بيته !
جاء في رواية حبسه الأخير : ( حبسه المعتمد في يدي علي بن جَرِين ، وحبس جعفراً أخاه معه ، وكان المعتمد يسأل علياً عن أخباره في كل وقت فيخبره أنه يصوم النهار ويصلي الليل ، فسأله يوماً عن الأيام عن خبره فأخبره بمثل ذلك ، فقال له : إمض الساعة إليه وأقرئه مني السلام وقل له : انصرف إلى منزلك مصاحباً عليَّ جَرِين ، فجئت إلى باب الحبس فوجدت حماراً مسرجاً ، فدخلت عليه فوجدته جالساً وقد لبس خفه وطيلسانه وشاشه ، فلما رآني نهض فأديت إليه الرسالة ، فركب فلما استوى على الحمار وقف فقلت له : ما وقوفك يا سيدي ؟ فقال لي : حتى يجئ جعفر ، فقلت : إنما أمرني بإطلاقك دونه ، فقال لي ترجع إليه فتقول له : خرجنا من دارة واحدة جميعاً فإذا رجعت وليس هو معي كان في ذلك ما لا خفاء به عليك . فمضى وعاد فقال : يقول لك قد أطلقت جعفراً لك ، لأني حبسته بجنايته على نفسه وعليك وما يتكلم به ، وخلى سبيله فصار معه إلى داره ) . ( مهج الدعوات / 275 ) .
فكان سجن المعتمد له هذه المرة قصيراً أقل من شهر ، ولما صل إلى البيت اعتلَّ قال أحمد بن عبيد الله بن خاقان ( الكافي : 1 / 504 ) : ( لما اعتل بعث ( الخليفة ) إلى أبي ( وزيره ) أن ابن الرضا قد اعتل ، فركب من ساعته فبادر إلى دار الخلافة ثم رجع مستعجلاً ومعه خمسة من خدم أمير المؤمنين كلهم من ثقاته وخاصته ، فيهم نحرير ، فأمرهم بلزوم دار الحسن وتعرف خبره وحاله ، وبعث إلى نفر من المتطببين ، فأمرهم بالاختلاف إليه وتعاهده صباحاً ومساءً ، فلما كان بعد ذلك بيومين أو ثلاثة ، أُخبر أنه قد ضَعُفَ ، فأمر المتطببين بلزوم داره ، وبعث إلى قاضي القضاة فأحضره مجلسه ، وأمره أن يختار من أصحابه عشرة ممن يوثق به في دينه وأمانته وورعه ، فأحضرهم فبعث بهم إلى دار الحسن وأمرهم بلزومه ليلاً ونهاراً ، فلم يزالوا هناك حتى توفي ، فصارت سر من رأى ضجة واحدة ، وبعث السلطان إلى داره من فتشها وفتش حجرها ، وختم على جميع ما فيها ، وطلبوا أثر وُلده وجاؤوا بنساء يعرفن الحمل فدخلن إلى جواريه ينظرن إليهن ، فذكر بعضهن أن هناك جارية بها حمل فجعلت في حجرة ، ووكل بها نحرير الخادم وأصحابه ونسوة معهم ، ثم أخذوا بعد ذلك في تهيئته ، وعطلت الأسواق وركبت بنو هاشم والقواد وأبي وسائر الناس إلى جنازته ، فكانت سرمن رأى يومئذ شبيهاً بالقيامة ) !
وقال المفيد في الإرشاد ( 2 / 337 ) : ( ومرض أبو محمد ( عليه السلام ) في أول شهر ربيع الأول سنة ستين ومائتين ، ومات في يوم الجمعة لثمان ليال خلون من هذا الشهر في السنة المذكورة ، وله يوم وفاته ثمان وعشرون سنة ، ودفن في البيت الذي دفن فيه أبوه من دارهما بسر من رأى . وخلف ابنه المنتظر لدولة الحق ، وكان قد أخفى مولده وستر أمره ، لصعوبة الوقت ، وشدة طلب سلطان الزمان له ، واجتهاده في البحث عن أمره ، ولما شاع من مذهب الشيعة الإمامية فيه وعرف من انتظارهم له ، فلم يظهر ولده ( عليه السلام ) في حياته ، ولا عرفه الجمهور بعد وفاته .
وتولى جعفر بن علي أخو أبي محمد ( عليه السلام ) أخذ تركته ، وسعى في حبس جواري أبي محمد واعتقال حلائله ، وشنع على أصحابه بانتظارهم ولده وقطعهم بوجوده والقول بإمامته ، وأغرى بالقوم حتى أخافهم وشردهم وجرى على مخلفي أبي محمد ( عليه السلام ) بسبب ذلك كل عظيمة ، من اعتقال وحبس وتهديد وتصغير واستخفاف وذل ، ولم يظفر السلطان منهم بطائل . وحاز جعفر ظاهر تركة أبي محمد ( عليه السلام ) واجتهد في القيام عند الشيعة مقامه ، فلم يقبل أحد منهم ذلك ولا اعتقده فيه ، فصار إلى سلطان الوقت يلتمس مرتبة أخيه ، وبذل مالاً جليلاً ، وتقرب بكل ما ظن أنه يتقرب به ، فلم ينتفع بشئ من ذلك ) .
أقول : نص عدد من علمائنا على أن الخليفة المعتمد قتل الإمام العسكري ( عليه السلام ) بالسم ، قال الصدوق ( قدس سره ) في الإعتقادات / 99 : ( والحسن بن علي العسكري ( عليه السلام ) قتله المعتمد بالسم ) .
واصل الإمام ( عليه السلام ) عمله ونشاطه إلى آخر يوم !
في الغيبة للطوسي / 272 : ( قال إسماعيل بن علي : دخلت على أبي محمد الحسن بن علي ( عليهما السلام ) في المرضة التي مات فيها وأنا عنده ، إذ قال لخادمه عقيد وكان الخادم أسود نوبياً قد خدم من قبله علي بن محمد ، وهو رَبِيُّ الحسن ( عليه السلام ) فقال له : يا عقيد إغْلِ لي ماءً بمصطكي ، فأغلى له ثم جاءت به صقيل الجارية أم الخلف ( عليه السلام ) ، فلما صار القدح في يديه وهمِّ بشربه فجعلت يده ترتعد حتى ضرب القدح ثنايا الحسن ( عليه السلام ) فتركه من يده ، وقال لعقيد : أدخل البيت فإنك ترى صبياً ساجداً فأتني به .
قال أبو سهل : قال عقيد : فدخلت أتحرى فإذا أنا بصبي ساجد رافع سبابته نحو السماء ، فسلمت عليه فأوجز في صلاته فقلت : إن سيدي يأمرك بالخروج إليه ، إذا جاءت أمه صقيل فأخذت بيده وأخرجته إلى أبيه الحسن ( عليه السلام ) . قال أبو سهل : فلما مثل الصبي بين يديه سلم ، وإذا هو دري اللون ، وفي شعر رأسه قطط ، مفلج الأسنان ، فلما رآه الحسن ( عليه السلام ) بكى وقال : يا سيد أهل بيته ، إسقني الماء فإني ذاهب إلى ربي ، وأخذ الصبي القدح المغلي بالمصطكي بيده ، ثم حرك شفتيه ثم سقاه ، فلما شربه قال : هيئوني للصلاة ، فطرح في حجره منديل ، فوضأه الصبي واحدة واحدة ومسح على رأسه وقدميه .
فقال له أبو محمد ( عليه السلام ) إبشر يا بني فأنت صاحب الزمان ، وأنت المهدي وأنت حجة الله على أرضه ، وأنت ولدي ووصيي ، وأنا ولدتك وأنت محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) .
ولدك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأنت خاتم الأوصياء الأئمة الطاهرين ( عليهم السلام ) ، وبشر بك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وسماك وكناك ، بذلك عهد إلي أبي عن آبائك الطاهرين صلى الله على أهل البيت ، ربنا إنه حميد مجيد ، ومات الحسن بن علي من وقته ، صلوات الله عليهم أجمعين ) .
أقول : هذه هي الرواية المعتمدة في شهادة الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) . ولا بد أن يكون المصطكي وهو نوع من صمغ الشجر نافعاً في معالجة نوع السم الذي سقوه للإمام ( عليه السلام ) . وروى الصدوق ( رحمه الله ) رواية عن بعض الكتب ، حذف منها حضور الإمام المهدي ( عليه السلام ) في وفاة أبيه ( عليهما السلام ) ، ولو صحت فهي رواية قالها الراوي مداراة للسلطة ، وحذف منها ذكر ابنه خوفاً من الخليفة !
قال الصدوق ( رحمه الله ) في كمال الدين / 473 : ( وجدت مثبتاً في بعض الكتب المصنفة في التواريخ ، ولم أسمعه إلا عن محمد بن الحسين بن عباد أنه قال : مات أبو محمد الحسن بن علي ( عليهما السلام ) يوم جمعة مع صلاة الغداة ، وكان في تلك الليلة قد كتب بيده كتباً كثيرة إلى المدينة ، وذلك في شهر ربيع الأول لثمان خلون منه سنة ستين ومائتين من الهجرة ، ولم يحضره في ذلك الوقت إلا صقيل الجارية ، وعقيد الخادم ، ومن علم الله عز وجل غيرهما ( ولده المهدي ( عليه السلام ) ) قال عقيد : فدعا بماء قد أغلي بالمصطكي فجئنا به إليه ، فقال : أبدأ بالصلاة ، هيئوني ، فجئنا به وبسطنا في حجره المنديل فأخذ من صقيل الماء فغسل به وجهه وذراعيه مرة مرة ، ومسح على رأسه وقدميه مسحاً ، وصلى صلاة الصبح على فراشه ، وأخذ القدح ليشرب فأقبل القدح يضرب ثناياه ويده ترتعد ، فأخذت صقيل القدح من يده ومضى من ساعته .
ودفن في داره بسر من رأى إلى جانب أبيه صلوات الله عليهما ، فصار إلى كرامة الله جل جلاله ، وقد كمل عمره تسعاً وعشرين سنة ) .
التشييع الرسمي للإمام العسكري ( عليه السلام )
قال الصدوق ( رحمه الله ) في حديث أبي الأديان ( كمال الدين / 475 ) : ( وحدث أبو الأديان قال : كنت أخدم الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) وأحمل كتبه إلى الأمصار ، فدخلت عليه في علته التي توفي فيها صلوات الله عليه ، فكتب معي كتباً وقال : إمض بها إلى المدائن فإنك ستغيب خمسة عشر يوماً وتدخل إلى سر من رأى يوم الخامس عشر ، وتسمع الواعية في داري وتجدني على المغتسل . قال أبو الأديان فقلت : يا سيدي فإذا كان ذلك فمن ؟ قال : من طالبك بجوابات كتبي فهو القائم من بعدي ، فقلت : زدني ، فقال : من يصلي عليَّ فهو القائم بعدي ، فقلت : زدني ، فقال : من أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي .
ثم منعتني هيبته أن أسأله عما في الهميان ، وخرجت بالكتب إلى المدائن وأخذت جواباتها ودخلت سر من رأى يوم الخامس عشر كما ذكر لي فإذا أنا بالواعية في داره وإذا به على المغتسل ، وإذا أنا بجعفر بن علي أخيه بباب الدار ، والشيعة من حوله يعزونه ويهنونه ، فقلت في نفسي : إن يكن هذا الإمام فقد بطلت الإمامة ! لأني كنت أعرفه يشرب النبيذ ، ويقامر في الجوسق ( قصر ومحل للقمار ) ويلعب بالطنبور ، فتقدمت فعزيت وهنيت ، فلم يسألني عن شئ ، ثم خرج عقيد فقال : يا سيدي قد كُفن أخوك فقم وصل عليه ، فدخل جعفر بن علي والشيعة من حوله يقدمهم السمان والحسن بن علي قتيل المعتصم المعروف بسلمة ( أي أبوه قتله المعتصم ولعله الأطروش ) فلما صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن علي صلوات الله عليه على نعشه مكفناً ، فتقدم جعفر بن علي ليصلي على أخيه ، فلما همَّ بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة ، بشعره قطط ، بأسنانه تفليج ، فجبذ برداء جعفر بن علي وقال : تأخر يا عم فأنا أحق بالصلاة على أبي !
فتأخر جعفر وقد ارْبَدَّ وجهه واصفرّ ، فتقدم الصبي وصلى عليه !
ودفن إلى جانب قبر أبيه ( عليهما السلام ) . ثم قال : يا بصري هات جوابات الكتب التي معك ، فدفعتها إليه فقلت في نفسي : هذه بينتان ، بقي الهميان .
ثم خرجت إلى جعفر بن علي وهو يزفر ، فقال له حاجز الوشاء : يا سيدي من الصبي لنقيم الحجة عليه ؟ فقال : والله ما رأيته قط ولا أعرفه !
فنحن جلوسٌ إذ قدم نفر من قم فسألوا عن الحسن بن علي ( عليهما السلام ) فعرفوا موته فقالوا : فمن نعزي ؟ فأشارالناس إلى جعفر بن علي فسلموا عليه وعزوه وهنوه وقالوا : إن معنا كتباً ومالاً ، فتقول ممن الكتب وكم المال ؟ فقام ينفض أثوابه ويقول : تريدون منا أن نعلم الغيب !
قال : فخرج الخادم فقال : معكم كتب فلان وفلان وفلان ، وهميان فيه ألف دينار وعشرة دنانير منها مطلية ، فدفعوا إليه الكتب والمال ، وقالوا : الذي وجه بك لأخذ ذلك هو الإمام !
فدخل جعفر بن علي على المعتمد وكشف له ذلك ، فوجه المعتمد بخدمه فقبضوا على صقيل الجارية فطالبوها بالصبي فأنكرته ، وادعت حبلاً بها لتغطي حال الصبي ، فسلمت إلى ابن أبي الشوارب القاضي ، وبَغَتَهم موت عبيد الله بن يحيى بن خاقان فجأة ، وخروج صاحب الزنج بالبصرة ، فشغلوا بذلك عن الجارية ، فخرجت عن أيديهم ، والحمد لله رب العالمين ) .
وروى الخصيبي في الهداية / 383 : ( حدثني أحمد بن مطهر صاحب عبد الصمد بن موسى ، أنه كان بائتاً عند عبد الصمد في الليلة التي توفي بها أبو محمد ( عليه السلام ) ، فإنه دخل أحمد بن مطهر على عبد الصمد بن موسى ، فأخبره بوفاة أبي محمد ، فركب عبد الصمد إلى الوزير وأخبره بذلك ، فركب الوزير وعبد الصمد بن موسى بن بقاء إلى المعتمد وأخبراه بوفاة أبي محمد ( عليه السلام ) فأمر المعتمد أخاه بالركوب والوزير وعبد الصمد إلى دار أبي محمد حتى ينظروا إليه ، ويكشفوا عن وجه ويغسلوه ويكفنوه ويصلوا عليه ويدفنوه مع أبيه ( عليه السلام ) ، وينظروا من خلَّف ويرجعوا إليه بالخبر ، وتقدم إلى سائر الخاصة والعامة والدون أن يحضروا الصلاة عليه .
ففعل أبو عيسى والوزير وعبد الصمد جميع ما أمروا به ، ونظروا إلى من في الدار ، وانصرفوا إلى المعتمد ، فقال المعتمد لأخيه أبي عيسى : أبشر إنك ستلي الخلافة لأن أخانا المعتز لما توفي أبو الحسن علي بن محمد ، فخرجت وصليت وصلى بصلاتنا في الدار ، لأنه كان التكبير يصل ، فلما دفنا أبا الحسن ( عليه السلام ) ورجعت قال : أبشر يا أحمد فإنك صليت على أبي الحسن ، وأنت تجازى بالخلافة بصلاتك عليه . وأنت يا أبا عيسى قد صليت على أبي الحسن ، وأرجو أن تجازى بالخلافة مثلي ) .
أقول : تقدم التعليق على حديث أبي الأديان ، وتلاحظ أن رواية الخصيبي تقول إن الوزير أخبر الخليفة بمرض الإمام وموته ، ورواية ابن الوزير تقول إن الخليفة أخبر أباه ، وهو الصحيح لأن سمه كان من تدبير الخليفة !
وقال ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ( 2 / 1087 ) : ( وكانت وفاة أبي محمّد الحسن بن علي بسر من رأى في يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الأوّل سنة ستين ومائتين للهجرة ، ودُفن في البيت الّذي دُفن فيه أبوه بدارهما من سر من رأى ، وله يومئذ من العمر ثمان وعشرون سنة . وكانت مدّة إمامته ست سنين كانت في بقية ملك المعتز ابن المتوكل ، ثم ملك المهتدي ابن الواثق أحد عشراً شهراً ، ثم ملك المعتمد على الله أحمد بن المتوكل ثلاث وعشرين سنة ، مات في أوائل دولته .
خلف أبو محمد الحسن من الولد ابنه الحجة القائم المنتظر لدولة الحق ، وكان قد أخفى مولده وستر أمره لصعوبة الوقت وشدة طلب السلطان وتطلبه للشيعة وحبسهم والقبض عليهم . وتولى جعفر بن علي أخوه ، وأخذ تركته واستولى عليها ، وسعى في حبس جواري أبي محمد ، وشنع على أصحابه عند السلطان ، وذلك لكونه أراد القيام عليهم مقام أخيه فلم يقبلوه لعدم أهليته لذلك ، ولا ارتضوه ، وبذل جعفر على ذلك مالاً جليلاً لولي الأمر فلم يتفق له ، ولم يجتمع عليه اثنان .
ذهب كثير من الشيعة إلى أن أبا محمد الحسن مات مسموماً ، وكذلك أبوه وجده ، وجميع الأئمة الذين من قبلهم ( عليهم السلام ) خرجوا كلهم تغمدهم الله برحمته من الدنيا على الشهادة ، واستدلوا على ذلك بما روي عن الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : ما منا إلا مقتولٌ أو شهيد ) .
غارات الخليفة على بيت الإمام العسكري ( عليه السلام )
1 . قال الصدوق ( رحمه الله ) في كمال الدين / 473 : ( سمعت أبا الحسين الحسن بن وجناء يقول : حدثنا أبي عن جده ، أنه كان في دار الحسن بن علي ( عليهما السلام ) فكبستنا الخيل وفيهم جعفر بن علي الكذاب واشتغلوا بالنهب والغارة ، وكانت همتي في مولاي القائم ( عليه السلام ) قال : فإذا به قد أقبل وخرج عليهم من الباب وأنا أنظر إليه ، وهو ابن ست سنين ، فلم يره أحد حتى غاب ) .
أقول : الظاهر أن هذه الغارة كانت قبل وصول والدة الإمام العسكري ( عليه السلام ) من المدينة ، وإبرازها وصية الإمام لها . وعندما وصلت تسلمت الدار وطلبت من قاضي القضاة أن لا يحكم بعدم وجود ولد للإمام ، ولا بوراثة أخيه له .
2 . وفي الكافي ( 1 / 524 ) : ( عن علي بن محمد قال : باع جعفر فيمن باع صبية جعفرية كانت في الدار يربونها ، فبعث بعض العلويين وأعلم المشتري خبرها ، فقال المشتري : قد طابت نفسي بردها ، وأن لا أرزأ من ثمنها شيئاً فخذها ، فذهب العلوي فأعلم أهل الناحية الخبر فبعثوا إلى المشتري بأحد وأربعين ديناراً ، وأمروه بدفعها إلى صاحبها ) .
أقول : هذا يدل على أنهم أغاروا على بيت الإمام ( عليه السلام ) وأخذ جعفر من وجد من النساء وباعهن على أنهن جوارٍ ، وكانت منهن طفلة من ذرية جعفر بن أبي طالب يربونها في بيت الإمام ( عليه السلام ) ، فباعها ، فحررها أحد العلويين !
3 . وفي كمال الدين / 489 : ( حدثنا أبي رضي الله عنه ، عن سعد بن عبد الله قال : حدثني أبو علي المتيلي قال : جاءني أبو جعفر فمضى بي إلي العباسية وأدخلني خربة وأخرج كتاباً فقرأه عليَّ فإذا فيه شرح جميع ما حدث على الدار وفيه : أن فلانة ، يعني أم عبد الله ، تؤخذ بشعرها وتُخرج من الدار ويُحدر بها إلى بغداد ، فتقعد بين يدي السلطان ! وأشياء مما يحدث ، ثم قال لي : إحفظ ثم مزق الكتاب ، وذلك من قبل أن يحدث ما حدث بمدة ) .
يقصد بأبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري ( رحمه الله ) ، أي أخبره بهجوم السلطة لتفتيش بيت الإمام العسكري بحثاً عن المهدي ( عليهما السلام ) ، وأنهم يشكُّون في امرأة أنها أم المهدي ( عليه السلام ) ، فيطلب الخليفة إحضارها اليه إلى بغداد ، وذلك بعد هروب الخليفة والدولة من سامراء إلى بغداد !
وتقدم في فصل والدة الإمام المهدي ( عليه السلام ) أن الإمام العسكري ( عليه السلام ) أخبرها بما سيجري ، فطلبت منه أن يدعو لها أن تموت قبله ، فدعا لها وماتت قبله ، وكتب على قبرها : هذا قبر أم محمد ، رضي الله عنها .
4 . وروى الطوسي في الغيبة / 248 : ( عن رشيق صاحب المادرائي قال : بعث إلينا المعتضد ونحن ثلاثة نفر ، فأمرنا أن يركب كل واحد منا فرساً ونجنب آخر ، ونخرج مخفين لا يكون معنا قليل ولا كثير ، إلا على السرج مصلى ، وقال لنا : إلحقوا بسامرة ووصف لنا محلة وداراً وقال : إذا أتيتموها تجدون على الباب خادماً أسود فاكبسوا الدار ، ومن رأيتم فيها فأتوني برأسه ! فوافينا سامرة فوجدنا الأمر كما وصفه ، وفي الدهليز خادم أسود وفي يده تكة ينسجها ، فسألناه عن الدار ومن فيها فقال : صاحبها ، فوالله ما التفت إلينا وقلَّ اكتراثه بنا ، فكبسنا الدار كما أمرنا ، فوجدنا داراً سرية ومقابل الدار ستر ما نظرت قط إلى أنبل منه ، كأن الأيدي رفعت عنه في ذلك الوقت ، ولم يكن في الدار أحد ، فرفعنا الستر فإذا بيت كبير كأنه بحر ماء ، وفي أقصى البيت حصير قد علمنا أنه على الماء ، وفوقه رجل من أحسن الناس هيئة قائم يصلي ، فلم يلتفت إلينا ولا إلى شئ من أسبابنا ، فسبق أحمد بن عبد الله ليتخطى البيت فغرق في الماء ، وما زال يضطرب حتى مددت يدي إليه فخلصته وأخرجته وغشي عليه وبقي ساعة ، وعاد صاحبي الثاني إلى فعل ذلك الفعل فناله مثل ذلك ، وبقيت مبهوتاً . فقلت لصاحب البيت : المعذرة إلى الله وإليك ، فوالله ما علمت كيف الخبر ولا إلى من أجئ وأنا تائب إلى الله . فما التفت إلى شئ مما قلنا ، وما انفتل عما كان فيه فهالنا ذلك وانصرفنا عنه .
وقد كان المعتضد ينتظرنا ، وقد تقدم إلى الحُجَّاب إذا وافيناه أن ندخل عليه في أي وقت كان ، فوافيناه في بعض الليل فأُدخلنا عليه ، فسألنا عن الخبر فحكينا له ما رأينا ، فقال : ويحكم لقيكم أحد قبلي وجرى منكم إلى أحد سبب أو قول ؟ قلنا : لا ، فقال : أنا نفيٌ من جدي ، وحلف بأشد أيمان له ، أنه إن بلغ هذا الخبر رجلاً ليضربن أعناقنا ، فما جَسُرْنَا أن نحدث به إلا بعد موته ) .
أقول : النص المذكور مادة دراسة مهمة ، ورشيق الذي بعثه بالمهمة ، قائد مهم مقرب عند المعتضد ( الطبري : 8 / 97 ) وكذلك أحمد بن عبد الله .
المعتضد هو ابن الموفق الذي سيطر بعد موت أبيه على الجيش سنة 278 ، وفي تلك السنة أجبر عمه الخليفة المعتمد أن يعزل ابنه ويبايعه ولي عهده وفي السنة التالية مات عمه وقيل سمه المعتضد وصار هو الخليفة .
ويظهر أن هذه العملية التي أمر بها المعتضد على بيت الإمام ( عليه السلام ) في سامراء كانت في خلافته أي بعد نحو عشرين سنة من وفاة الإمام العسكري ( عليه السلام ) ، ومعناها أن بيت الإمام ( عليه السلام ) استنقذ من جعفر وكان الإمام المهدي ( عليه السلام ) يتواجد فيه ، ولا نعرف كيف تم استخلاصه .
وهناك مؤشرات على أن الشيعة كانوا يزورون قبر الإمامين الهادي والعسكري ( عليهما السلام ) وأن الدار كانت بيد سفراء الإمام المهدي ( عليه السلام ) .
5 . وفي كمال الدين ( 2 / 442 ) : ( عن محمد بن صالح بن علي بن محمد بن قنبر الكبير ، مولى الرضا ( عليه السلام ) ، قال : خرج صاحب الزمان على جعفر الكذاب من موضع لم يعلم به ، عندما نازع في الميراث بعد مضي أبي محمد ( عليه السلام ) فقال له : يا جعفر مالك تعرض في حقوقي ؟ ! فتحير جعفر وبُهت ! ثم غاب عنه فطلبه جعفر بعد ذلك في الناس فلم يره ! فلما ماتت الجدة أم الحسن أمرت أن تدفن في الدار فنازعهم وقال : هي داري لا تدفن فيها فخرج ( عليه السلام ) فقال : يا جعفر أدارك هي ؟ ثم غاب عنه فلم يره بعد ذلك ) .
وفد قم الذين قبض الخليفة عليهم
في كمال الدين ( 2 / 476 ) : ( عن أبي الحسن علي بن سنان الموصلي قال : حدثني أبي قال : لما قبض سيدنا أبو محمد الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليهما ، وَفَدَ من قم والجبال وُفُودٌ بالأموال التي كانت تحمل على الرسم والعادة ، ولم يكن عندهم خبر وفاة الحسن ( عليه السلام ) فلما أن وصلوا إلى سر من رأى سألوا عن سيدنا الحسن بن علي ( صلى الله عليه وآله ) فقيل لهم : إنه قد فُقد فقالوا : ومن وارثه ؟ قالوا : أخوه جعفر بن علي فسألوا عنه فقيل لهم إنه قد خرج متنزهاً وركب زورقاً في الدجلة يشرب ومعه المغنون ! قال : فتشاور القوم فقالوا : هذه ليست من صفة الإمام ، وقال بعضهم لبعض : إمضوا بنا حتى نرد هذه الأموال على أصحابها ! فقال أبو العباس محمد بن جعفر الحميري القمي : قفوا بنا حتى ينصرف هذا الرجل ونختبر أمره بالصحة . قال : فلما انصرف دخلوا عليه فسلموا عليه وقالوا : يا سيدنا نحن من أهل قم ومعنا جماعة من الشيعة وغيرها ، وكنا نحمل إلى سيدنا أبي محمد الحسن بن علي ( عليه السلام ) الأموال فقال : وأين هي ؟ قالوا : معنا ، قال : إحملوها إليَّ ، قالوا : لا ، إن لهذه الأموال خبراً طريفاً ، فقال : وما هو ؟ قالوا : إن هذه الأموال تجمع ويكون فيها من عامة الشيعة الدينار والديناران ، ثم يجعلونها في كيس ويختمون عليه ، وكنا إذا وردنا بالمال على سيدنا أبي محمد ( عليه السلام ) يقول : جملة المال كذا وكذا ديناراً ، من عند فلان كذا ، ومن عند فلان كذا ، حتى يأتي على أسماء الناس كلهم ، ويقول ما على الخواتيم من نقش .
فقال جعفر : كذبتم تقولون على أخي ما لا يفعله ، هذا علم الغيب ولا يعلمه إلا الله . قال : فلما سمع القوم كلام جعفر جعل بعضهم ينظر إلى بعض فقال لهم : احملوا هذا المال إليَّ ، قالوا : إنا قوم مستأجرون وكلاء لأرباب المال ولا نسلم المال إلا بالعلامات التي كنا نعرفها من سيدنا الحسن بن علي ( عليه السلام ) ، فإن كنت الإمام فبرهن لنا وإلا رددناها إلى أصحابها يرون فيها رأيهم . قال : فدخل جعفر على الخليفة وكان بسر من رأى فاستعدى عليهم ، فلما أُحْضِروا قال الخليفة : احملوا هذا المال إلى جعفر ، قالوا : أصلح الله أمير المؤمنين ، إنا قوم مستأجرون وكلاء لأرباب هذه الأموال ، وهي وداعة لجماعة ، وأمرونا بأن لا نسلمها إلا بعلامة ودلالة وقد جرت بهذه العادة مع أبي محمد الحسن بن علي ( عليه السلام ) !
فقال الخليفة : فما كانت العلامة التي كانت مع أبي محمد قال القوم : كان يصف لنا الدنانير وأصحابها والأموال وكم هي ؟ فإذا فعل ذلك سلمناها إليه ، وقد وفدنا إليه مراراً فكانت هذه علامتنا معه ودلالتنا ، وقد مات فإن يكن هذا الرجل صاحب هذا الأمر فليقم لنا ما كان يقيمه لنا أخوه ، وإلا رددناها إلى أصحابها !
فقال جعفر : يا أمير المؤمنين إن هؤلاء قوم كذابون يكذبون على أخي وهذا علم الغيب . فقال الخليفة : القوم رسل وما على الرسول إلا البلاغ المبين . قال : فبهت جعفر ولم يرد جواباً !
فقال القوم : يتطول أمير المؤمنين بإخراج أمره إلى من يبدرقنا حتى نخرج من هذه البلدة ، قال : فأمر لهم بنقيب فأخرجهم منها ، فلما أن خرجوا من البلد خرج إليهم غلام أحسن الناس وجهاً كأنه خادم ، فنادي يا فلان بن فلان ، ويا فلان بن فلان أجيبوا مولاكم ، قال فقالوا : أنت مولانا ، قال : معاذ الله أنا عبد مولاكم فسيروا إليه ، قالوا : فسرنا معه حتى دخلنا دار مولانا الحسن بن علي ( عليه السلام ) ، فإذا ولده القائم سيدنا ( عليه السلام ) قاعد على سرير كأنه فلقة قمر ، عليه ثياب خضر فسلمنا عليه فرد علينا السلام ثم قال : جملة المال كذا وكذا ديناراً حمل فلان كذا ، وفلان كذا ، ولم يزل يصف حتى وصف الجميع .
ثم وصف ثيابنا ورحالنا وما كان معنا من الدواب ، فخررنا سُجَّداً لله عز وجل شكراً لما عرفنا وقبلنا الأرض بين يديه وسألناه عما أردنا فأجاب ، فحملنا إليه الأموال ، وأمرنا القائم ( عليه السلام ) أن لا نحمل إلى سر من رأى بعدها شيئاً من المال ، فإنه ينصب لنا ببغداد رجلاً تُحمل إليه الأموال وتَخرج من عنده التوقيعات ، قال فانصرفنا من عنده ، ودفع إلى أبي العباس محمد بن جعفر القمي الحميري شيئاً من الحنوط والكفن فقال له : أعظم الله أجرك في نفسك ، قال : فما بلغ أبو العباس عقبة همدان حتى توفي ( رحمه الله ) . وكنا بعد ذلك نحمل الأموال إلى بغداد إلى النواب المنصوبين بها ، وتَخرج من عندهم التوقيعات .
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه : هذا الخبر يدل على أن الخليفة كان يعرف هذا الأمر كيف هو ، وأين موضعه ، فلهذا كف عن القوم عما معهم من الأموال ، ودفع جعفراً الكذاب عن مطالبتهم ولم يأمرهم بتسليمها إليه ، إلا أنه كان يحب أن يَخفى هذا الأمر ولا ينشر لئلا يهتدي إليه الناس فيعرفونه ! وقد كان جعفر الكذاب حمل إلى الخليفة عشرين ألف دينار لما توفي الحسن بن علي ( صلى الله عليه وآله ) وقال : يا أمير المؤمنين تجعل لي مرتبة أخي الحسن ومنزلته ! فقال الخليفة : إعلم أن منزلة أخيك لم تكن بنا ، إنما كانت بالله عز وجل ونحن كنا نجتهد في حط منزلته والوضع منه ، وكان الله عز وجل يأبى إلا أن يزيده كل يوم رفعة لما كان فيه من الصيانة وحسن السمت والعلم والعبادة ، فإن كنت عند شيعة أخيك بمنزلته فلا حاجة بك إلينا ، وإن لم تكن عندهم بمنزلته ولم يكن فيك ما كان في أخيك لم نغنك في ذلك شيئاً ) .
وفد قمي آخر رده الإمام ( عليه السلام ) قبل وصوله
في الهداية الكبرى / 342 : « عن أحمد بن داود القمي ، ومحمد بن عبد الله الطلحي ، قالا : حملنا ما جمعنا من خمس ونذور وبر من غير ورق وحلي وجوهر وثياب من بلاد قم وما يليها ، وخرجنا نريد سيدنا أبا محمد الحسن ( عليه السلام ) فلما وصلنا إلى دسكرة الملك تلقانا رجلٌ راكبٌ على جمل ، ونحن في قافلة عظيمة فقصد إلينا وقال : يا أحمد الطلحي معي رسالة إليكم ، فقلنا من أين يرحمك الله ، فقال : من سيدكم أبي محمد الحسن ( عليه السلام ) يقول لكم : أنا راحل إلى الله مولاي في هذه الليلة فأقيموا مكانكم حتى يأتيكم أمر ابني محمد ، فخشعت قلوبنا وبكت عيوننا وقرحت أجفاننا لذلك ولم نظهره . وتركنا المسير ، واستأجرنا بدسكرة الملك منزلاً وأخذنا ما حملنا إليه ، وأصبحنا والخبر شائع بالدسكرة بوفاة مولانا أبي محمد الحسن ( عليه السلام ) ، فقلنا لا إله إلا الله ترى الرسول الذي أتانا بالرسالة أشاع الخبر في الناس ، فلما تعالى النهار رأينا قوماً من الشيعة على أشد قلق لما نحن فيه ، فأخفينا أمر الرسالة ولم نظهره ، فلما جَن علينا الليل جلسنا بلا ضوء حزناً على سيدنا الحسن ( عليه السلام ) ، نبكي ونشكي إلى فقده ، فإذا نحن بيدٍ قد دخلت علينا من الباب فضاءت كما يضئ المصباح وهي تقول : يا أحمد هذا التوقيع إعمل به وبما فيه ، فقمنا على أقدامنا وأخذنا التوقيع فإذا فيه : بسم الله الرحمن الرحيم : من الحسن المسكين لله رب العالمين ، إلى شيعته المساكين : أما بعد ، فالحمد لله على ما نزل منه ونشكره إليكم جميل الصبر عليه ، وهوحسبنا في أنفسنا وفيكم ، ونعم الوكيل ، ردوا ما معكم ليس هذا أوان وصوله إلينا ، فإن هذا الطاغي قد دنت غشيته إلينا ، ولوشئنا ما ضركم ، وأمرنا يرد عليكم ، ومعكم صرة فيها سبعة عشر ديناراً في خرقة حمراء ، إلى أيوب بن سليمان ، الآن فردوها فإنه حملها ممتحناً لنا بها بما فعله ، وهو ممن وقف عند جدي موسى بن جعفر ( عليه السلام ) فردوا صرته عليه ، ولا تخبروه !
فرجعنا إلى قم ، فأقمنا بها سبع ليال ثم جاءنا أمر ابنه : قد بعثنا إليكم إبلاً غير إبلكم ، إحملا ما قِبَلَكُما عليها واخليا لها السبيل ، فإنها واصلةٌ إليَّ ! وكانت الإبل بغير قائد ولا سائق ، على وجه الأول منها بهذا الشرح ، وهو مثل الخط الذي بالتوقيع التي أوصلته إلى الدسكرة ، فحملنا ما عندنا واستودعناه وأطلقناهم ، فلما كان من قابل خرجنا نريده ( عليه السلام ) فلما وصلنا إلى سامرا دخلنا عليه فقال لنا : يا أحمد ومحمد ، أدخلا من الباب الذي بجانب الدار ، وانظرا ما حملتماه على الإبل ، فلا تفقدا منه شيئاً . فدخلنا من الباب فإذا نحن بالمتاع كما وعيناه وشددناه لم يتغير ، فحللناه كما أمرنا وعرضنا جمعه ، فما فقدنا منه شيئاً ، فوجدنا الصرة الحمراء والدنانير فيها بختمها ، وكنا قد رددناها على أيوب ، فقلنا : إنا لله وإنا إليه راجعون ، فقلنا : إنها من سيدنا ، فصاح بنا من مجلسه : فما لكما بدت لكما سؤاتكما ! فسمعنا الصوت فأتينا إليه فقال : من أيوب ، وقتَ وردت الصرة عليه فقبل الله إيمانه وقبل هديته ، فحمدنا الله وشكرناه على ذلك ، فكان هذا من دلائله ( عليه السلام ) » .
رأي الإمام المهدي ( عليه السلام ) في عمه جعفر
في كمال الدين / 483 : ( حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني رضي الله عنه ، عن إسحاق بن يعقوب قال : سألت محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه أن يوصل لي كتاباً قد سألت فيه عن مسائل أشكلت عليَّ ، فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان ( عليه السلام ) : أما ما سألت عنه أرشدك الله وثبتك من أمر المنكرين لي من أهل بيتنا وبني عمنا ، فاعلم أنه ليس بين الله عز وجل وبين أحد قرابة ، ومن أنكرني فليس مني ، وسبيله سبيل ابن نوح ( عليه السلام ) .
أما سبيل عمي جعفر وولده ، فسبيل إخوة يوسف ( عليه السلام ) .
وأما الفقاع فشربه حرام ، ولا بأس بالشلماب .
وأما أموالكم فلا نقبلها إلا لتطهروا ، فمن شاء فليصل ومن شاء فليقطع ، فما آتاني الله خير مما آتاكم .
وأما ظهور الفرج فإنه إلى الله تعالى ذكره ، وكذب الوقاتون .
وأما قول من زعم أن الحسين ( عليه السلام ) لم يقتل ، فكفر وتكذيب وضلال .
وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا ، فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم .
وأما محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه وعن أبيه من قبل ، فإنه ثقتي وكتابه كتابي . وأما محمد بن علي بن مهزيار الأهوازي فسيصلح الله له قلبه ، ويزيل عنه شكه .
وأما ما وصلتنا به فلا قبول عندنا إلا لما طاب وطهر ، وثمن المغنية حرام .
وأما محمد بن شاذان بن نعيم ، فهو رجل من شيعتنا أهل البيت .
وأما أبو الخطاب محمد بن أبي زينب الأجدع فملعون ، وأصحابه ملعونون ، فلا تجالس أهل مقالتهم فإني منهم برئ وآبائي ( عليهم السلام ) منهم براء .
وأما المتلبسون بأموالنا ، فمن استحل منها شيئاً فأكله فإنما يأكل النيران .
وأما الخمس فقد أبيح لشيعتنا وجعلوا منه في حل إلى وقت ظهور أمرنا لتطيب ولادتهم ولا تخبث .
وأما ندامة قوم قد شكوا في دين الله عز وجل على ما وصلونا به ، فقد أقلنا من استقال ، ولا حاجة لنا في صلة الشاكين .
وأما علة ما وقع من الغيبة ، فإن الله عز وجل يقول : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ . إنه لم يكن لأحد من آبائي ( عليهم السلام ) إلا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، وإني أخرج حين أخرج ، ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي .
وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالإنتفاع بالشمس إذا غيبتها عن الأبصار السحاب ، وإني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء ، فأغلقوا باب السؤال عما لا يعنيكم ، ولا تتكلفوا علم ما قد كفيتم ، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج ، فإن ذلك فرجكم .
والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب ، وعلى من اتبع الهدى ) .
ملاحظات
1 . هذا التوقيع صحيح السند ، ويدل على وثاقة إسحاق بن يعقوب رواية هؤلاء الأجلاء عنه وعلو المتن . وقد صححه الشيخ الأنصاري ( رحمه الله ) في كتاب القضاء / 34 ، فقال : ( وقوله ( عليه السلام ) في التوقيع الرفيع : وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا ، فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله ، عيَّن المرجع في مقام جواب السؤال عنه في الرواة ، فيدل على الحصر ) .
2 . قوله ( عليه السلام ) : ( ومن أنكرني فليس مني وسبيله سبيل ابن نوح ( عليه السلام ) ، وأما سبيل عمي جعفر وولده ، فسبيل إخوة يوسف ( عليه السلام ) ) .
تعبيٌر دقيق عن الطريق الذي يسلكه منكروا إمامة الإمام المهدي صلى الله عليه لكن لم يبين إلى أين وصلوا أو يصلون . وقد تمسك بعضهم بهذا الحديث للقول بنجاة جعفر الكذاب وأولاده ، لأن إخوة يوسف ( عليه السلام ) قد تابوا وأنجاهم الله تعالى بعد حسدهم ليوسف ، وكيدهم له .
والحق أن أكثر أولاد جعفر قد نجوا وقالوا بإمامة الإمام المهدي والأئمة الطاهرين ( عليهم السلام ) . أما هو فقد رووا توبته ولم تثبت عندي ، فالله أعلم به .
3 . الفقاع الحرام المعروف باسم البيرة . والشلماب : أصله شليم آب ، ومعناه ماء الشليم ، والشليم شبيه الشعير ، ولعله الدُّخْن .
4 . قوله ( عليه السلام ) : ( وأما أموالكم فلا نقبلها إلا لتطهروا ، فمن شاء فليصل ومن شاء فليقطع ، فما آتاني الله خير مما آتاكم ) . يتفق مع عقيدتنا في مقام الإمام عند الله تعالى ، وما أعطاه من معجزات ، وأن الأرض كلها له ( عليه السلام ) .
5 . قوله ( عليه السلام ) : ( وأما ظهور الفرج فإنه إلى الله تعالى ذكره ، وكذب الوقاتون ) . يتفق مع أحاديث متواترة في أن ظهوره ( عليه السلام ) من غيب الله تعالى ، والنهي عن تحديد وقته ، نعم ذكر النبي والأئمة ( صلى الله عليه وآله ) علامات .
6 . قوله ( عليه السلام ) : ( وأما قول من زعم أن الحسين ( عليه السلام ) لم يقتل ، فكفر وتكذيب وضلال ) . يدل على القول بغياب الحسين ( عليه السلام ) وأنه سيظهر ، قد يكون كفراً ، أو تكذيباً لقول المعصومين ( عليهم السلام ) ، أو ضلالاً عن الحق .
7 . قوله ( عليه السلام ) : ( وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا ، فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم ) . فهو دليل على المرجعية عند الشيعة للفقهاء المتخصصين بالقرآن الخبراء بحديث النبي وأهل البيت ( عليهم السلام ) .
8 . قوله ( عليه السلام ) : ( وأما محمد بن علي بن مهزيار الأهوازي فسيصلح الله له قلبه ، ويزيل عنه شكه ) . وقد أصلحه الله تعالى وألحقه بأبيه رحمهما الله .
9 . قوله ( عليه السلام ) : ( وأما المتلبسون بأموالنا ، فمن استحل منها شيئاً فأكله فإنما يأكل النيران . وأما الخمس فقد أبيح لشيعتنا وجعلوا منه في حل إلى وقت ظهور أمرنا لتطيب ولادتهم ولا تخبث ) .
أوجب الله الخمس على المسلمين قبل بدر ، ونزلت آيته في سورة الأنفال ببدر ، وهو فريضة واسعة تشمل كل ما يغنمه الإنسان ، فيجب أن يعطي خمس كل مدخوله إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم إلى الإمام المعصوم من عترته ( عليهم السلام ) .
وبما أنه يحق لصاحب الخمس ( عليه السلام ) رفعه ، فقد وردت الرواية بتحليله أو تحليل بعض موارده لشيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) حتى لا يكونوا في حرج .
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( هلك الناس في بطونهم وفروجهم ، لأنهم لا يؤدون إلينا حقنا ، ألا وإن شيعتنا من ذلك وأبناءهم في حل ) . ( علل الشرائع : 2 / 377 ) .
لكن أخبار التحليل لا تعني سقوط فريضة الخمس في عصرنا ولا في غيره ، ولذلك طالب بها الأئمة ( عليهم السلام ) وأخذوها من الشيعة في عصور مختلفة .
10 . قوله ( عليه السلام ) : ( وأما علة ما وقع من الغيبة ، فإن الله عز وجل يقول : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ . . الخ . ) .
يدل ذلك على أن غيبة المعصوم ( عليه السلام ) عقوبة للأمة تنتج عن أوضاع سيئة فيها ، ولم يرد الإمام ( عليه السلام ) الإفاضة فيها ، لأنها تسوء السائلين عنها .
11 . قوله ( عليه السلام ) : ( وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالإنتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب ، وإني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء ، فأغلقوا باب السؤال عما لا يعنيكم ، ولا تتكلفوا علم ما قد كفيتم ، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج ، فإن ذلك فرجكم ) .
دلت الأحاديث الصحيحة على أن وجود المعصوم ( عليه السلام ) ظاهراً أو مستوراً ضرورة تكوينية لعمل قوانين الطبيعة ، فلو خَليت الأرض من معصوم لخربت وساخت بأهلها . ونحن نؤمن بذلك ولو لم نعرف وجهه .
وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( مثل أهل بيتي كمثل نجوم السماء ، فهم أمان لأهل الأرض ، كما أن النجوم أمان لأهل السماء ، فإذا ذهبت النجوم طويت السماء ، وإذا ذهب أهل بيتي خربت الأرض ، وهلك العباد ) . ( المعتبر : 1 / 23 ) .
ومعنى : لايعنيكم : لا يمكنكم فهمه واستيعابه أو يشق عليكم ، فلا تتكلفوه .
وقوله : فإن ذلك فَرَجَكم ، يدل على تأثير دعائنا فينا بتعجيل الفرج ، أما تأثيره على مقادير الله تعالى في وقت الفرج ، فهو بعيد .
قبري أمان لأهل الجانبين
روى الشيخ الطوسي في التهذيب ( 6 / 93 ) بسند صحيح : ( عن أبي هاشم الجعفري قال : قال لي أبو محمد الحسن بن علي ( عليه السلام ) : قبري بسرَّ من رأى أمانٌ لأهل الجانبين ) .
وقال العلامة الحلي ( رحمه الله ) في تذكرة الفقهاء ( 8 / 455 ) : ( تستحب زيارة الإمام أبي الحسن علي بن محمد الهادي ( عليه السلام ) ، وولده الإمام أبي محمد الحسن بن علي العسكري ( عليه السلام ) . قال أبو هاشم الجعفري : قال أبو محمد الحسن بن علي ( عليه السلام ) : قبري بسر من رأى . . ) .
وفسره في الوافي ( 14 / 1562 ) : ( يعني أهل البلاد التي من جانبي القبر ) .
وفي روضة المتقين ( 5 / 402 ) : ( الخاصة والعامة أو عراق العرب والعجم ) .
والصحيح أنه يقصد جانبي نهر دجلة ، والقدر المتيقن من هذا الأمان التأمين من الخسف والزلازل الكبيرة ، وأن وجود البلد محفوظ منها ببركة هذا القبر . وقد ورد شبيهه في بغداد ببركة قبر الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وقبور الحسينيين فيها .
كما ورد في حفظ قم ببركة قبر زكريا بن آدم الأشعري ( رحمه الله ) .
الاكثر قراءة في شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
