الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
التجوية بفعل الكائنات الحية Biotic Weathering
المؤلف:
د. احمد العينين
المصدر:
أصول الجيومورفولوجيا دراسة الاشكال التضاريسية لسطح الأرض
الجزء والصفحة:
ص 307 ـ 313
2025-07-19
39
لبعض الكائنات الحية أثرا فاعلا في تفتيت جزيئات الصخر بل واضعافه جيولوجيا ، ومن ثم تسهل فعل عمليات التعرية المختلفة ، فجذور الأشجار التي تتوغل في باطن التربة وأسطح الصخور عبر فتحات الشقوق والصدوع تعمل على اتساع هذه الشقوق وتفكيك الصخر. فإذا كانت جذور هذه الأشجار تحتل أعالى حافات جبلية عالية ، فقد ينجم عنها سقوط الكتل الصخرية بعد تفكيكها ومن ثم سرعة تراجع الحافات الجبلية خلفيا. ونتيجة لاستمرار تغلغل الجذور الرئيسة للنبات في التربة وفى الشقوق الصخرية ، تزداد نسبة ثاني أكسيد الكربون داخل الفراغات الصخرية ، ويساعد ذلك من ناحية أخرى على وقد تبين بأن الجذور الرئيسة للنباتات Tap roots قد تصل في التربة إلى عمق 10 أقدام من سطح الأرض، في حين تنتشر الجذور الثانوية والفرعية إلى أعماق أبعد من ذلك حيث قد تمتد لنحو 20 قدماً في سطح الأرض ، ومع ذلك فقد يظهر مدى تأثر التكوينات الصخرية بفعل امتداد جذور النباتات فيها عند أعماق بعيدة عن سطح الأرض قد تبلغ نحو 175 قدما من سطح الأرض . ولا يقتصر عملية تفتيت التربة أو الصخر بفعل امتداد جذور النباتات نفسها ، بل أيضا بفعل التأثير الكيميائي الناتج عنها ، ويظهر أثر ذلك أسفل أطراف جذور النباتات لمسافات بعيدة في الصخر.
وأظهرت نتائج البحوث الحقلية الأثر الناتج عن الديدان في تفتيت التربة فقد لاحظ العالم دارون Darwin هذه الحقيقة منذ أكثر من قرنين من الزمان ، وأكد بأن الديدان Warms تعمل على تفكيك الصخر وتقليب التربة . ولكنه كان مغاليا حين اقترح بأن الديدان يمكن لها أن تقلب نحو 15 ألف طن من مكونات التربة في الفدان الواحد خلال العام. ويذكر الأستاذ كينج. King أن تأثير الديدان فى تقليب التربة في مناطق جنوب أفريقيا أقل من التقدير الذي اقترحه دارون من قبل ، ويصل هذا الأثر إلى تفتيت ما يقدر بنحو 10 إلى 20 طناً من مواد التربة في الفدان الواحد خلال العام. أما النمل الأبيض Termites والذي ينتشر في الأراضي الطينية وحول المجارى النهرية بأواسط أفريقيا فإنه يعمل على تقليب التربة بسرعة ، ونقل مفتتاتها واستخدامها في بناء أعمدة طينية رأسية الامتداد يبلغ متوسط ارتفاعها نحو 35 قدما فوق سطح الأراضي المجاورة. وقد صادف الجيومورفولوجيين في بداية الأمر عدة صعوبات عند تفسير نشوء مثل هذه الأعمدة الطينية الغريبة الشكل في مثل هذه المناطق، ولكن عند تكسير أجزاء من هذه الأعمدة انبثقت منها جيوش النمل الأبيض، واتضح لهم بأنها بيوت للنمل الأبيض وعرفت باسم Termitaria . ومن بين أحسن أمثلة هذه الأعمدة الطينية تلك التي تتمثل في بعض أجزاء من روديسيا وحوض الكنغو وفي مناطق متفرقة من كينيا ، وتنزانيا. ولبعض الكائنات الحية الأخرى مثل البكتريا Bacteria أثرا ملحوظا في تشكيل التربة، وتعديل تركيبها الكيميائي بل وخواصها الطبيعية كذلك ، وقد ينتج عنها أيضا تحسين تركيب التربة ومكوناتها ، والبكتريا أنواع متعددة ، تصلف عامة إلى مجموعتين هما:
أ - البكتريا متعددة التغذية Heterotrophic وهذه تستمد غذائها من المصادر العضوية.
ب - البكتريا ذاتية التغذية Atrophic ، وهذه تستمد غذائها من الأشعة الشمسية عن طريق عملية التمثيل الضوئي ومن ثم تعرف باسم Photo synthetic ، وبعضها الآخر يعمل على أكسدة بعض المواد المعدنية مثل الكبريت والحديد ، وتعرف باسم بكتريا كيميائية التغذية Chemotrophic ويعد هذا ا النوع الأخيرمن بين أهم أنواع البكتريا التي تؤثر في تفتيت السطح، وتقليب مكونات التربة وتغييرها.
ولا يخفى علينا أثر فعل الحيوانات القارضة Burrowing animals في حفر التربة السطحية وتسويتها . فقد تبين بأن أسطح التربة الرملية في أواسط استراليا مفتتة تماما ويكثر فيها الحفر والكهوف المحفورة بفعل جيوش الأرانب البرية التي تعيش فيها وتعمل مجموعات كلاب البراري البرية نفس هذا العمل في مناطق تربة التشرنوزم. وعندما تتجمع الأعداد الكبيرة من القطعان والحيوانات حول العيون المائية بقصد الشرب فى المناطق شبه الصحراوية التي تتميز بندرة غطائها النباتي ، تساعد حوافرها على تكسير سطح التربة وتسويته بل وتفكيك أجزاء التربة كذلك وتحويلها إلى أتربة ورمال دقيقة الحجم. وتحمل هذه الرمال بدورها بفعل الرياح الشديدة فى فصل الجفاف إلى مناطق قد تبعد مئات الأميال عن المنطقة التي اشتقت منها . وقد أكد بعض الكتاب أن نشأة السهول المستوية الواسعة الامتداد حول العيون المائية في هضبة هيريرو Herero في جنوب أفريقيا ترجع إلى أثر تفكك جزيئات التربة ثم تسويتها من جديد بفعل حوافر الحيوانات وليس لعوامل تحانية.
ويعتبر الانسان كذلك عامل من بين أهم العوامل التي تنظم عمليات التجوية والتعرية في الصخور فعند بناء الطرق وشق الممرات والانفاق وتسوية الأرض من شأن كل هذه الأعمال أن تؤدى إلى تجديد نشاط عوامل التعرية المختلفة كما يعمل الانسان على تنظيم فعل عوامل التعرية ، حيث لجأ الى استزراع الغابات من جديد على السفوح الجبلية الشديدة الانحدار والتي كانت من قبل مسرحا لكل من عمليات الزحف والانزلاق والتساقط الصخري ، أما في المناطق الساحلية المنخفضة والتي كثيرا ما تتعرض الطغيان مياه البحر عليها ، لجأ الانسان إلى بناء الجسور لحماية الأرض الطيبة التي يقوم بزراعتها. وبمساعدة التقدم التكنولوجي لا يزال يعمل الانسان على استخدام أنسب الوسائل لحماية الشواطئ من فعل التعرية البحرية ، وجوانب المنحدارات الجبلية من فعل الانزلاقات الأرضية ، واقامة الأسوار الصناعية الحماية الأراضي الزراعية من تحرك الكثبان الرملية وانشاء مصدات الرياح ، ويبنى الانسان في المناطق الباردة اسواراً أو مصدات للحد من تقدم الجليد والثلج لحماية الطرق البرية.
الاكثر قراءة في الجيومورفولوجيا
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
