تميز مذهبنا بثروة الأدعية والزيارات للنبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام ، وقد اهتم رواتنا وعلماؤنا رضوان الله عليهم بتدوينها في كتب خاصة ، وهي ثروةٌ مهمة علمية وتربوية ، وتسجيلٌ تاريخي لارتباط الشيعة بنبيهم صلى الله عليه وآله وأئمتهم الطاهرين عليهم السلام .
ومن أقدم كتب الأدعية في الإسلام الصحيفة السجادية ، التي كتبها الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام ، وهي تدهش العلماء بأفكارها وبلاغتها .
ومن أقدم كتب الزيارة كتاب كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه رحمه الله المتوفى سنة 368 ، هجرية ، وهوأستاذ الشيخ المفيد محمد بن النعمان رحمه الله المتوفى سنة 413 ، فنُحيل إلى تلك المصادر وما فيها من ثروة ، من زيارات الأئمة عليهم السلام عامة ، والإمام المهدي عليه السلام خاصة ، ونكتفي هنا بذكر نماذج منها :
الصلاة والتسليم على أطائب العترة عليهم السلام والدعاء لهم
الصحيفة السجادية / 250 ، قال عليهم السلام بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله : « ربِّ صل على أطائب أهل بيته الذين اخترتهم لأمرك ، وجعلتهم خَزَنةَ علمك ، وحَفَظةَ دينك ، وخلفاءك في أرضك ، وحججك على عبادك ، وطهرتهم من الرجس والدنس تطهيراً بإرادتك ، وجعلتهم الوسيلة إليك والمسلك إلى جنتك .
ربِّ صل على محمد وآله ، صلاةً تُجْزِلُ لهم بها من نِحلك وكرامتك ، وتكمل لهم الأشياء من عطاياك ونوافلك ، وتوفر عليهم الحظ من عوائدك وفوائدك .
ربِّ صل عليه وعليهم صلاةً لا أمَد في أولها ، ولا غاية لأمدها ولا نهاية لآخرها . ربِّ صل عليهم زِنَةَ عرشك وما دونه ، ومِلْءَ سمواتك وما فوقهن ، وعدد أرضيك وما تحتهن وما بينهن ، صلاةً تقربهم منك زلفى ، وتكون لك ولهم رضاً ، متصلة بنظائرهن أبداً .
اللهم إنك أيدت دينك في كل أوان بإمام ، أقمته علماً لعبادك ، ومناراً في بلادك ، بعد أن وصلت حبله بحبلك ، وجعلته الذريعة إلى رضوانك ، وافترضت طاعته وحذرت معصيته ، وأمرت بامتثال أمره والانتهاء عند نهيه ، وألا يتقدمه متقدم ، ولا يتأخر عنه متأخر ، فهو عصمة اللائذين ، وكهف المؤمنين ، وعروة المتمسكين ، وبهاء العالمين .
اللهم فأوزع لوليك شكر ما أنعمت به عليه ، وأوزعنا مثله فيه ، وآته من لدنك سلطاناً نصيراً ، وافتح له فتحاً يسيراً ، وأعنه بركنك الأعز ، واشدد أزره ، وقوِّ عضده ، وراعه بعينك ، واحمه بحفظك ، وانصره بملائكتك ، وامدده بجندك الأغلب ، وأقم به كتابك وحدودك وشرائعك ، وسنن رسولك صلواتك اللهم عليه وآله ، وأحْيِ به ما أماته الظالمون من معالم دينك ، واجْلُ به صدأ الجور عن طريقتك ، وأَبِنْ به الضرَّاء من سبيلك ، وأزل به الناكبين عن صراطك ، وامحق به بغاة قصدك عوجاً ، وألن جانبه لأوليائك ، وابسط يده على أعدائك .
وهب لنا رأفته ورحمته وتعطفه وتحننه ، واجعلنا له سامعين مطيعين ، وفي رضاه ساعين ، وإلى نصرته والمدافعة عنه مكنفين ، وإليك وإلى رسولك صلواتك اللهم عليه وآله بذلك متقربين .
اللهم وصل على أوليائهم المعترفين بمقامهم ، المتبعين منهجهم المقتفين آثارهم ، المستمسكين بعروتهم ، المتمسكين بولايتهم ، المؤتمين بإمامتهم ، المسلِّمين لأمرهم ، المجتهدين في طاعتهم ، المنتظرين أيامهم ، المادين إليهم أعينهم ، الصلوات المباركات الزاكيات الناميات الغاديات الرائحات ، وسلم عليهم وعلى أرواحهم ، واجمع على التقوى أمرهم ، وأصلح لهم شؤونهم ، وتب عليهم إنك أنت التواب الرحيم وخير الغافرين ، واجعلنا معهم في دار السلام ، برحمتك يا أرحم الراحمين » .
الدعاء للإمام المهدي عليه السلام يوم الجمعة ويوم العيد
الصحيفة السجادية / 283 : « وكان من دعائه عليه السلام يوم الأضحى ويوم الجمعة :
اللهم هذا يوم مبارك والمسلمون فيه مجتمعون في أقطار أرضك . . . اللهم صل على محمد وآل محمد إنك حميد مجيد ، كصلواتك وبركاتك وتحياتك على أصفيائك ، إبراهيم وآل إبراهيم ، وعجل الفرج والروح والنصرة والتمكين والتأييد لهم . اللهم واجعلني من أهل التوحيد والإيمان بك والتصديق برسولك ، والأئمة الذين حتمت طاعتهم ، ممن يجري ذلك به وعلى يديه . آمين رب العالمين » .
الدعاء له عليه السلام في ليالي شهر رمضان
رواه في الكافي : 3 / 422 ، عن الإمام الباقر عليه السلام علمه لمحمد بن مسلم رحمه الله كجزء من الخطبة الأولى في صلاة الجمعة ، ويقصد به الدعاء للإمام المعصوم في كل عصر ، وروته مصادرنا ضمن الدعاء المعروف بدعاء الإفتتاح ، الذي يقرؤه الشيعة في ليالي شهر رمضان ، سمي بذلك لأن أوله : اللهم إني أفتتح الثناء بحمدك . .
وفيه تمجيد بليغ لله تعالى ، وصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وعلى عترته الطاهرين عليهم السلام . وفيه الدعاء التالي للإمام المهدي عليه السلام :
« اللهم وصلِّ على وليِّ أمرك القائم المؤمَّل والعدل المنتظر ، أحففه بملائكتك المقربين ، وأيده بروح القدس يا رب العالمين . اللهم اجعله الداعيَ إلى كتابك والقائمَ بدينك ، استخلفه في الأرض كما استخلفت الذين من قبله ، مكِّنْ له دينه الذي ارتضيته له ، أبدله من بعد خوفه أمناً ، يعبدك لا يشرك بك شيئاً .
اللهم أعزه وأعزز به وانصره وانتصر به ، وانصره نصراً عزيزاً .
اللهم أظهر به دينك وملة نبيك ، حتى لا يستخفي بشئ من الحق مخافة أحد من الخلق . اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله ، وتذل بها النفاق وأهله ، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك ، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة . اللهم ما عرفتنا من الحق فحملناه ، وما قصرنا عنه فبلغناه . اللهم المُمْ به شعثنا ، واشعب به صدعنا ، وارتق به فتقنا ، وكثر به قلتنا ، وأعز به ذلتنا ، وأغن به عائلنا ، واقض به عن مغرمنا واجبر به فقرنا ، وسُدَّ به خَلتنا ، ويسر به عسرنا ، وبيض به وجوهنا ، وفك به أسرنا ، وأنجح به طلبتنا ، وأنجز به مواعيدنا ، واستجب به دعوتنا ، وأعطنا به فوق رغبتنا .
يا خير المسؤولين ، وأوسع المعطين ، إشف به صدورنا ، وأذهب به غيظ قلوبنا ، واهدنا به لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ، وانصرنا على عدوك وعدونا إله الحق آمين .
اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا ، وغيبة إمامنا ، وكثرة عدونا ، وشدة الفتن بنا ، وتظاهر الزمان علينا ، فصل على محمد وآل محمد وأعنا على ذلك بفتح تعجله ، وبضر تكشفه ، ونصر تعزه ، وسلطان حق تظهره ، ورحمة منك تجللناها ، وعافية منك تلبسناها ، برحمتك يا أرحم الراحمين » .
الدعاء له عليه السلام بالحفظ والنصر
روي هذا الدعاء عن الأئمة عليهم السلام ، تدعو به لأحدهم وتسميه ، ففي الكافي : 4 / 162 : « تكرر في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان هذا الدعاء ، ساجداً وقائماً وقاعداً ، وعلى كل حال ، وفي الشهر كله ، وكيف أمكنك ، ومتى حضرك من دهرك ، تقول بعد تحميد الله تبارك وتعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله : اللهم كن لوليك فلان بن فلان في هذه الساعة ، وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وناصراً ودليلاً وقائداً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً » .
دعاء الندبة الذي يقرؤه الشيعة صباح يوم الجمعة
رواه السيد ابن طاووس في الإقبال : 1 / 504 ، ورواه في بحار الأنوار في مواضع ، منها : 99 / 104 ، عن كتاب محمد بن الحسين بن سفيان البزوفري رضي الله عنه : دعاء الندبة ، وذكر أنه الدعاء لصاحب الزمان صلوات الله عليه ، ويستحب أن يدعى به في الأعياد الأربعة ، والذي أطمئن به أن الحيري رواه عن أحد السفراء الأربعة رضوان الله عليهم ، فقد رواه ابن المشهدي في المزار / 573 ، وقال : « الدعاء للندبة : قال محمد بن أبي قرة : نقلت من كتاب أبي جعفر محمد بن الحسين بن سفيان البزوفري رضي الله عنه هذا الدعاء ، وذكر فيه أنه الدعاء لصاحب الزمان صلوات الله عليه وعجل فرجه وفرجنا به ، ويستحب أن يدعى به في الأعياد الأربعة .
وفي هامشه : رواه الطبرسي في الإحتجاج : 2 / 492 ، بإسناده عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، وعنه البحار : 53 / 171 ، ورواه في : 94 / 2 ، و : 102 / 81 ، باختلاف يسيرعن السيد في مصباح الزائر 223 ، ورواه عنه البحار : 102 / 92 ، ورواه في : 94 / 36 ، مع اختلاف عن خط الشيخ الجبعي ، نقلاً عن خط الشيخ الأجل علي بن السكون ، عن أبي محمد عربي بن مسافر العبادي ، عن أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن طحال المقدادي ، عن أبي علي الطوسي ، عن والده ، عن محمد بن إسماعيل ، عن محمد بن حسين البزا ر ، عن محمد بن أحمد بن يحيى القمي ، عن محمد بن علي بن زنجويه القمي ، عن الحميري قدس سره » .
وهو دعاء طويل رقيق ، ومنه :
« الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وآله وسلم تسليماً ، اللهم لك الحمد على ما جرى به قضاؤك في أوليائك الذين استخلصتهم لنفسك ودينك ، إذ اخترت لهم جزيل ما عندك من النعيم المقيم الذي لا زوال له ولا اضمحلال ، بعد أن شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وزخرفها وزبرجها فشرطوا لك ذلك ، وعلمت منهم الوفاء به فقبلتهم وقربتهم وقدمت لهم الذكر العلي والثناء الجلي ، وأهبطت عليهم ملائكتك وكرمتهم بوحيك ورفدتهم بعلمك ، وجعلتهم الذرائع إليك والوسيلة إلى رضوانك . فبعضٌ أسكنته جنتك إلى أن أخرجته منها ، وبعضهم حملته في فلكك ونجيته مع من آمن معه من الهلكة برحمتك ، وبعض اتخذته لنفسك خليلاً ، وسألك لسان صدق في الآخرة فأجبته ، وجعلت ذلك علياً ، وبعض كلمته من شجرة تكليماً وجعلت له من أخيه ردءاً ووزيراً ، وبعض أولدته من غير أب وآتيته البينات وأيدته بروح القدس . وكل شرعت له شريعة ونهجت له منهاجاً وتخيرت له أوصياء مستحفظاً بعد مستحفظ ، من مدة إلى مدة ، إقامةً لدينك وحجة على عبادك ولئلا يزول الحق عن مقره ويغلب الباطل على أهله ، ولئلا يقول أحد : لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً منذراً وأقمت لنا علماً هادياً ، فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى . إلى أن انتهيت بالأمر إلى حبيبك ونجيبك محمد صلى الله عليه وآله فكان كما انتجبته سيد من خلقته وصفوة من اصطفيته وأفضل من اجتبيته ، وأكرم من اعتمدته ، قدمته على أنبيائك وبعثته إلى الثقلين من عبادك ، وأوطأته مشارقك ومغاربك وسخرت له البراق ، وعرجت بروحه إلى سمائك ، وأودعته علم ما كان وما يكون إلى انقضاء خلقك ، ثم نصرته بالرعب وحففته بجبرئيل وميكائيل والمسومين من ملائكتك ، ووعدته أن تظهر دينه على الدين كله ، ولو كره المشركون وذلك بعد أن بوأته مبوأ صدق من أهله ، وجعلت له ولهم أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين ، فيه آيات بينات مقام إبراهيم ، ومن دخله كان آمناً ، وقلت : إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً . ثم جعلت أجر محمد صلواتك عليه وآله مودتهم في كتابك ، فقلت : قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ، وقلت : قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ، وقلت : قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً ، فكانوا هم السبيل إليك ، والمسلك إلى رضوانك . فلما انقضت أيامه ، قام وليه علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما وعلى آلهما هادياً إذ كان هو المنذر ولكل قوم هاد ، فقال والملا أمامه : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ، وقال : من كنت نبيه فعلي أميره ، وقال : أنا وعلي من شجرة واحدة وسائر الناس من شجر شتى ، وأحله محل هارون من موسى ، فقال : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وزوجه ابنته سيدة نساء العالمين ، وأحل له من مسجده ما حل له ، وسد الأبواب إلا بابه ، ثم أودعه علمه وحكمته ، فقال : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها ، ثم قال : أنت أخي ووصيي ووارثي ، لحمك لحمي ودمك دمي وسلمك سلمي وحربك حربي ، والإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي ، وأنت غداً على الحوض خليفتي ، وأنت تقضي ديني وتنجز عداتي ، وشيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي في الجنة وهم جيراني . ولولا أنت يا علي لم يعرف المؤمنون بعدي . وكان بعده هدى من الضلال ونوراً من العمى وحبل الله المتين وصراطه المستقيم ، لا يسبق بقرابة في رحم ولا بسابقة في دين ولا يلحق في منقبة يحذو حذو الرسول صلى الله عليهما وآلهما ويقاتل على التأويل ولا تأخذه في الله لومة لائم ، قد وتر فيه صناديد العرب وقتل أبطالهم وناوش ذؤبانهم ، فأودع قلوبهم أحقاداً بدرية وخيبرية وحنينية وغيرهن ، فأضبت على عداوته وأكبت على منابذته حتى قتل الناكثين والقاسطين والمارقين .
ولما قضى نحبه وقتله أشقى الآخرين يتبع أشقى الأولين لم يمتثل أمر رسولالله صلى الله عليه وآله في الهادين بعد الهادين ، والأمة مصرةٌ على مقته مجتمعة على قطيعة رحمه وإقصاء ولده إلا القليل ممن وفى لرعاية الحق فيهم ، فقتل من قتل وسبي من سبي وأقصي من أقصي ، وجرى القضاء لهم بما يرجى له حسن المثوبة ، وكانت الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ، وسبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً ، ولن يخلف الله وعده هو العزيز الحكيم .
فعلى الأطائب من أهل بيت محمدٍ وعليٍّ صلى الله عليهما وآلهما فليبك الباكون ، وإياهم فليندب النادبون ، ولمثلهم فلتَدُرَّ الدموع ، وليصرخ الصارخون ، ويعجَّ العاجون !
أين الحسن ، أين الحسين ، أين أبناء الحسين ، صالحٌ بعد صالح ، وصادقٌ بعد صادق ، أين السبيل بعد السبيل ، أين الخيرة بعد الخيرة ، أين الشموس الطالعة ، أين الأقمار المنيرة ، أين الأنجم الزاهرة ، أين أعلام الدين ، وقواعد العلم . أين بقية الله التي لا تخلو من العترة الهادية . . الخ .
زيارة آل ياسين والدعاء بعدها
نص الزيارة برواية الطبرسي رحمه الله في الإحتجاج : 2 / 316 :
« 1 . سلامٌ على آل ياسين .
2 . السلامُ عليك يا داعيَ الله وربانيَّ آياته .
3 . السلام عليك يا بابَ الله ودَيَّانَ دينه .
4 . السلام عليك يا خليفةَ الله وناصرَ حقه .
5 . السلام عليك يا حجةَ الله ودليل إرادته .
6 . السلام عليك يا تاليَ كتاب الله وترجمانه .
7 . السلام عليك يا بقيةَ الله في أرضه .
8 . السلام عليك يا ميثاقَ الله الذي أخذه ووكَّده .
9 . السلام عليك يا وعدَ الله الذي ضمنه .
10 . السلام عليك أيها العلمُ المنصوب ، والعِلْمُ المصبوب ، والغوْث والرحمة الواسعة وعداً غير مكذوب .
11 . السلام عليك حين تقعد ، السلام عليك حين تقوم .
12 . السلام عليك حين تقرأ وتُبين .
13 . السلام عليك حين تُصلي وتقنت .
14 . السلام عليك حين تركع وتسجد .
15 . السلام عليك حين تُكبر وتُهلل .
16 . السلام عليك حين تحمد وتستغفر .
17 . السلام عليك حين تُمسي وتصبح .
18 . السلام عليك في الليل إذا يغشى ، والنهار إذا تجلى .
19 . السلام عليك أيها الإمام المأمون .
20 . السلام عليك أيها المُقَدَّمُ المأمول .
21 . السلام عليك بجوامع السلام .
22 . أشهدك يا مولاي أني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .
23 . وأن محمداً عبده ورسوله ، لا حبيب إلا هو وأهله .
24 . وأشهد أن أمير المؤمنين حجته ، والحسن حجته ، والحسين حجته ، وعلي بن الحسين حجته ، ومحمد بن علي حجته ، وجعفر بن محمد حجته ، وموسى بن جعفر حجته ، وعلي بن موسى حجته ، ومحمد بن علي حجته ، وعلي بن محمد حجته ، والحسن بن علي حجته ، وأشهد أنك حجة الله .
25 . أنتم الأول والآخر ، وأن رجعتكم حق لا شك فيها ، يوم : لايَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا .
26 . وأن الموت حق ، وأن ناكراً ونكيراً حق .
27 . وأشهد أن النشر والبعث حق ، وأن الصراط والمرصاد حق ، والميزان والحساب حق ، والجنة والنار حق ، والوعد والوعيدبهما حق .
28 . يا مولاي شقيَ من خالفكم ، وسَعِدَ من أطاعكم .
29 . فاشهد على ما أشهدتك عليه ، وأنا وليٌّ لك ، برئٌ من عدوك ، فالحق ما رضيتموه ، والباطل ما سخطتموه ، والمعروف ما أمرتم به ، والمنكر ما نهيتم عنه . فنفسي مؤمنة بالله وحده لا شريك له ، وبرسوله وبأميرالمؤمنين ، وبأئمة المؤمنين . بكم يا مولاي ، أولكم وآخركم . ونصرتي معدة لكم ، ومودتي خالصة لكم » .
نص الزيارة برواية كتاب المزار لمحمد بن جعفر المشهدي / 566 :
« حدثنا الشيخ الأجل الفقيه العالم أبو محمد ، عربي بن مسافرالعبادي رضي الله عنه ، قراءةً عليه بداره بالحلة السيفية ، في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين وخمس مائة .
وحدثني الشيخ العفيف أبو البقاء ، هبة الله بن نماء بن علي بن حمدون رحمه الله ، قراءة عليه أيضاً بالحلة السيفية ، قالا جميعاً :
حدثنا الشيخ الأمين أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن علي بن طحال المقدادي رحمه الله ، بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ، في الطرز الكبير الذي عند رأس الإمام عليه السلام ، في العشر الأواخر من ذي الحجة ، سنة تسع وثلاثين وخمس مائة ، قال : حدثنا الشيخ الأجل السيد المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي رضي الله عنه ، بالمشهد المذكور ، في العشر الأواخر من ذي العقدة ، سنة تسع وخمس مائة ، قال : حدثنا السيد السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي رضي الله عنه ، عن محمد بن إسماعيل ، عن محمد بن أشناس البزاز ، قال : أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن يحيى القمي ، قال : حدثنا محمد بن علي بن زنجويه القمي ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : قال أبو علي الحسن بن أشناس ، وأخبرنا أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني ، أن أبا جعفر محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري أخبره وأجاز له جميع ما رواه ، أنه خرج إليه من الناحية ، حرسها الله ، بعد المسائل والصلاة والتوجه ، أوله :
بسم الله الرحمن الرحيم ، لا لأمر الله تعقلون ولا من أوليائه تقبلون ، حكمةٌ بالغةٌ ، وَمَا تُغْنِى الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ . والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين . فإذا أردتم التوجه بنا إلى الله تعالى وإلينا ، فقولوا كما قال الله تعالى : سلام على آل يس . ذلك هو الفضل المبين ، والله ذو الفضل العظيم ، لمن يهديه صراطه المستقيم .
التوجه : قد آتاكم الله يا آل يس خلافته ، وعِلْمَ مجاري أمره ، فيما قضاه ودبره وأراده في ملكوته ، وكشف لكم الغطاء ، وأنتم خزنته وشهداؤه وعلماؤه وأمناؤه ، وساسة العباد ، وأركان البلاد ، وقضاة الأحكام ، وأبواب الإيمان .
ومن تقديره منائح العطاء بكم ، إنفاذه محتوماً مقروناً ، فما شئ منه إلا وأنتم له السبب واليه السبيل ، خياره لوليكم نعمة ، وانتقامه من عدوكم سخطة ، فلا نجاة ولا مفزع إلا أنتم ، ولا مذهب عنكم ، يا أعين الله الناظرة ، وحملة معرفته ، ومساكن توحيده في أرضه وسمائه . أنت يا حجة الله وبقيته ، كمال نعمته ، ووارث أنبيائه وخلفائه ، ما بلغناه من دهرنا ، وصاحب الرجعة لوعد ربنا ، التي فيها دولة الحق وفرجنا ، ونصر الله لنا وعزنا .
السلام عليك أيها العلم المنصوب ، والعلم المصبوب ، والغوث والرحمة الواسعة ، وعداً غير مكذوب . السلام عليك يا صاحب المرأى والمسمع ، الذي بعين الله مواثيقه ، وبيد الله عهوده ، وبقدرة الله سلطانه .
أنت الحكيم الذي لا تعجله العصبية ، والكريم الذي لا تبخله الحفيظة ، والعالم الذي لا تجهله الحمية ، مجاهدتك في الله ذات مشية الله ومقارعتك في الله ذات انتقام الله ، وصبرك في الله ذو أناة الله ، وشكرك لله ذو مزيد الله ورحمته .
السلام عليك يا محفوظاً بالله ، الله نَوَّرَ أمامه ووراءه ويمينه وشماله وفوقه وتحته . السلام عليك يا مخزوناً في قدرة الله ، الله نَور سمعه وبصره . السلام عليك يا وعد الله الذي ضمنه ، ويا ميثاق الله الذي أخذه ووكده .
السلام عليك يا داعي الله ورباني آياته . السلام عليك يا باب الله وديان دينه . السلام عليك يا خليفة الله وناصر حقه . السلام عليك يا حجة الله ودليل إرادته . السلام عليك يا تالي كتاب الله وترجمانه . السلام عليك في آناء ليلك ونهارك . السلام عليك يا بقية الله في أرضه . السلام عليك حين تقوم ، السلام عليك حين تقعد ، السلام عليك حين تقرأ وتبين ، السلام عليك حين تصلي وتقنت ، السلام عليك حين تركع وتسجد ، السلام عليك حين تعوذ وتسبح ، السلام عليك حين تهلل وتكبر ، السلام عليك حين تحمد وتستغفر ، السلام عليك حين تمجد وتمدح ، السلام عليك حين تمسي وتصبح ، السلام عليك في الليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى ، السلام عليك في الآخرة والأولى .
السلام عليكم يا حجج الله ، ورعاتنا ، وقادتنا ، وأئمتنا ، وسادتنا ، وموالينا . السلام عليكم ، أنتم نورنا ، وأنتم جاهنا أوقاتَ صلواتنا ، وعصمتنا لدعائنا وصلاتنا ، وصيامنا واستغفارنا ، وسائر أعمالنا .
السلام عليك أيها الإمام المأمول ، السلام عليك بجوامع السلام . أشهدك يا مولاي ، أني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، لا حبيب إلا هو وأهله ، وأن أمير المؤمنين حجته ، وأن الحسن حجته ، وأن الحسين حجته ، وأن علي بن الحسين حجته ، وأن محمد بن علي حجته ، وأن جعفر بن محمد حجته ، وأن موسى بن جعفر حجته ، وأن علي بن موسى حجته ، وأن محمد بن علي حجته ، وأن علي بن محمد حجته ، وأن الحسن بن علي حجته ، وأنت حجته ، وان الأنبياء دعاة وهداة رشدكم . أنتم الأول والآخر وخاتمته ، وإن رجعتكم حق لا شك فيها يوم ، لايَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ، وأن الموت حق ، وأن منكراً ونكيراً حق ، وأن النشر حق ، والبعث حق ، وأن الصراط حق ، والمرصاد حق ، وأن الميزان حق ، والحساب حق ، وأن الجنة والنار حق ، والجزاء بهما للوعد والوعيد حق ، وأنكم للشفاعة حق ، لاتُردون ولا تُسبقون بمشية الله ، وبأمره تعملون . ولله الرحمة والكلمة العليا ، وبيده الحسنى ، وحجة الله النعمى ، خلق الجن والإنس لعبادته ، أراد من عباده عبادته ، فشقيٌّ وسعيد ، قد شقي من خالفكم ، وسعد من أطاعكم . وأنت يا مولاي فاشهد بما أشهدتك عليه ، تخزنه وتحفظه لي عندك ، أموت عليه وأنشر عليه وأقف به ، ولياً لك ، بريئاً من عدوك ، ماقتاً لمن أبغضكم ، وادّاً لمن أحبكم . فالحق ما رضيتموه ، والباطل ما سخطتموه ، والمعروف ما أمرتم به ، والمنكر ما نهيتم عنه ، والقضاء المثبت ما استأثرت به مشيتكم ، والمحو ما استأثرت به سنتكم . فلا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ومحمد عبده ورسوله ، وعلي أمير المؤمنين حجته ، والحسن حجته ، والحسين حجته ، وعلي حجته ، ومحمد حجته ، وجعفر حجته ، وموسى حجته ، وعلي حجته ، ومحمد حجته ، وعلي حجته ، والحسن حجته ، وأنت حجته وأنتم حججه وبراهينه .
أنا يا مولاي مستبشر بالبيعة التي أخذ الله عليَّ شرطها قتالاً في سبيله ، اشترى به أنفس المؤمنين ، فنفسي مؤمنة بالله وبكم يا مولاي ، أولكم وآخركم ، ونصرتي لكم معدة ، ومودتي خالصة لكم ، وبراءتي من أعدائكم ، أهل الحردة والجدال ثابتة لثاركم . أنا ولي وحيد ، والله إله الحق يجعلني كذلك ، آمين آمين . من لي إلا أنت فيما دِنت واعتصمت بك فيه ، تحرسني فيما تقربت به إليك ، يا وقاية الله وستره وبركته ، أغثني أدركني ، صلني بك ولا تقطعني .
اللهم إليك بهم توسلي وتقربي . اللهم صل على محمد وآله وصلني بهم ولا تقطعني ، اللهم بحجتك اعصمني ، وسلامك على آل يس . مولاي ، أنت الجاه عند الله ربك وربي » . انتهى .
هذا هو النص الكامل للزيارة برواية ابن المشهدي رحمه الله ، وقد صرح بحَذْف مسائل الحميري رحمه الله وأجوبة الإمام عليه السلام عليها من النص ، وليته أوردها كاملة ، لأنها جزءٌ من الرسالة توضح المقصود بالتوبيخ في الفقرة الأولى وهي قوله : لا لأمر الله تعقلون ولا من أوليائه تقبلون . . الخ . فلا بد أن تكون جواباً لأناس طرحوا بعض المقولات .
ومع ثقتنا بصحة السند وأمانة الرواة ، من محمد بن المشهدي إلى عبد الله بن جعفرالحميري ، فإنا نتوقف في الدعاء المروي بعدها ، لوجود خلل في لفظه . والمرجح عندي أنها من نص الحسين بن روح ، وقد نص هو قدس سره على أنه كان مجازاً من الإمام عليه السلام بكتابة أجوبة بعض المسائل . قال الشيخ الطوسي في الغيبة / 373 : « أخبرنا جماعة عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود القمي قال : وجدت بخط أحمد بن إبراهيم النوبختي ، وإملاء أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه ، على ظهر كتاب فيه جوابات ومسائل أنفذت من قم ، يسأل عنها : هل هي جوابات الفقيه عليه السلام أو جوابات محمد بن علي الشلمغاني ، لأنه حكي عنه أنه قال : هذه المسائل أنا أجبت عنها ، فكتب إليهم على ظهر كتابهم : بسم الله الرحمن الرحيم : قد وقفنا على هذه الرقعة وما تضمنته فجميعه جوابنا عن المسائل ، ولا مدخل للمخذول الضال المضل المعروف بالعزاقري لعنه الله ، في حرف منه » .
فنلاحظ أن الحسين بن روح قدس سره قال إنها « جوابنا » وهو أعم من أن يكون بخط الإمام عليه السلام ونصه ، أو بمضمونه عن الإمام عليه السلام ونص وكيله الحسين بن روح . وليس عجيباً أن يأمر الإمام عليه السلام الحسين بن روح رحمه الله بالإجابة على نوع من المسائل ، ويخوله أن يُعَلِّمَ الشيعة زيارة الأئمة عليهم السلام .
وهذا الاحتمال لايقلل من قيمة الزيارة ، خاصة أن بلاغتها من نوع كلام الأئمة عليهم السلام ، فإن تكن من إملاء الحسين بن روح رضي الله عنه ، فهو أتقى من أن يقول شيئاً في الدين لم يسمعه من إمامه المهدي عليه السلام بلفظه أو بمعناه .
كما ترى في هذه القصة البليغة التي رواها الصدوق رحمه الله في علل الشرائع « 1 / 241 » قال : « حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال : كنت عند الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه ، مع جماعة فيهم علي بن عيسى القصري ، فقام إليه رجل فقال له : أريد أسألك عن شئ ، فقال له : سل عما بدا لك ، فقال الرجل : أخبرني عن الحسين بن علي عليه السلام أهو ولي الله ؟ قال : نعم . قال : أخبرني عن قاتله لعنه الله ، أهو عدو الله ؟ قال : نعم . قال الرجل : فهل يجوز أن يسلط الله عدوه على وليه ؟ ! فقال له أبو القاسم قدس الله روحه : إفهم عني ما أقول لك ، إعلم أن الله تعالى لا يخاطب الناس بشهادة العيان ، ولا يشافههم بالكلام ، ولكنه عز وجل بعث إليهم رسلاً من أجناسهم وأصنافهم ، بشراً مثلهم ، فلو بعث إليهم رسلاً من غير صنفهم وصورهم لنفروا عنهم ولم يقبلوا منهم ، فلما جاؤوهم وكانوا من جنسهم ، يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ، قالوا لهم : أنتم مثلنا فلا نقبل منكم حتى تأتونا بشئ نعجز أن نأتي بمثله ، فنعلم أنكم مخصوصون دوننا بما لا نقدر عليه . فجعل الله تعالى لهم المعجزات التي يعجز الخلق عنها ، فمنهم من جاء بالطوفان بعد الإنذار والإعذار ، فغرق جميع من طغى وتمرد ، ومنهم من ألقيَ في النار فكانت عليه برداً وسلاماً ، ومنهم من أخرج له من الحجر الصلد ناقة وأجرى في ضرعها لبناً ، ومنهم من فلق له البحر وفجر له من الحجر العيون ، وجعل له العصا اليابسة ثعباناً فتلقف ما يأفكون . ومنهم من أبرأ الأكمه والأبرص وأحيا الموتى بإذن الله تعالى ، وأنبأهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم . ومنهم من انشق له القمر وكلمته البهائم ، مثل البعير والذئب وغير ذلك .
فلما أتوا بمثل ذلك وعجز الخلق من أممهم عن أن يأتوا بمثله ، كان من تقدير الله تعالى ولطفه بعباده وحكمته ، أن جعل أنبياءه عليهم السلام مع هذه المعجزات ، في حالٍ غالبين وفي أخرى مغلوبين ، وفي حالٍ قاهرين وفي حالٍ مقهورين . ولو جعلهم عز وجل في جميع أحوالهم غالبين وقاهرين ، ولم يبتلهم ولم يمتحنهم ، لاتخذهم الناس آلهة من دون الله تعالى ، ولما عُرِفَ فضل صبرهم على البلاء والمحن والاختبار .
ولكنه عز وجل جعل أحوالهم في ذلك كأحوال غيرهم ، ليكونوا في حال المحنة والبلوى صابرين ، وفي حال العافية والظهور على الأعداء شاكرين ، ويكونوا في جميع أحوالهم متواضعين غير شامخين ولا متجبرين ، وليعلم العباد أن لهم عليهم السلام إلهاً هو خالقهم ومدبرهم فيعبدوه ويطيعوا رسله ، وتكون حجة الله تعالى ثابتة على من تجاوز الحد فيهم ، وادعى لهم الربوبية ، أو عاند وخالف وعصى وجحد بما أتت به الأنبياء والرسل عليهم السلام : لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ .
قال محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه : فعدت إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه من الغد ، وأنا أقول في نفسي : أتراه ذكر ما ذكر لنا يوم أمس من عند نفسه ؟ فابتدأني فقال لي : يا محمد بن إبراهيم ، لأن يُلْقَى بي من شاهق ، أو أَخِرَّ من السماء فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح في مكان سحيق ، أحبُّ إليَّ من أن أقول في دين الله تعالى ذكره برأيي ومن عند نفسي ، بل ذلك عن الأصل ، ومسموع من الحجة صلوات الله وسلامه عليه » .
أقول : هذا يدل على مقام عظيم للحسين بن روح قدس سره ، وأنه عرف ما في نفس الشخص ، وأن سفراء الإمام عليه السلام لا يقولون إلا بعلم ويقين ، ورواية عن الإمام عليه السلام ، وليس باجتهاد وظن .
زيارة لكل معصوم يزار بها المهدي عليهم السلام
في مصباح المتهجد / 357 : « عن عبد الله بن محمد بن العابد قال : سألت مولاي أبا محمد الحسن بن علي عليه السلام في منزله بسر من رأى سنة خمس وخمسين ومائتين أن يملي علي من الصلاة على النبي وأوصيائه عليه وعليهم السلام ، وأحضرت معي قرطاساً كثيراً ، فأملى علي لفظاً من غير كتاب :
اللهم صلِّ على وليك وابن أوليائك الذين فرضت طاعتهم ، وأوجبت حقهم وأذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيراً . اللهم انصره وانتصر به لدينك ، وانصر به أولياءك وأولياءه وشيعته وأنصاره واجعلنا منهم . اللهم أعذه من شر كل باغ وطاغ ومن شر جميع خلقك ، واحفظه من بين يديه ومن خلفه ، وعن يمينه وعن شماله ، واحرسه وامنعه أن يوصل إليه بسوء ، واحفظ فيه رسولك وآل رسولك ، وأظهر به العدل وأيده بالنصر ، وانصر ناصريه واخذل خاذليه ، واقصم به جبابرة الكفر واقتل به الكفار والمنافقين وجميع الملحدين حيث كانوا وأين كانوا من مشارق الأرض ومغاربها وبرها وبحرها ، واملأ به الأرض عدلاً وأظهر به دين نبيك عليه وآله السلام . واجعلني اللهم من أنصاره وأعوانه وأتباعه وشيعته ، وأرني في آل محمد ما يأملون وفي عدوهم ما يحذرون . إله الحق آمين » .
زيارة الإمام عليه السلام في داره
رواها في مصباح الزائر / 332 ، وأولها : « الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله والله أكبر ، ولله الحمد ، الحمد لله الذي هدانا لهذا ، وعرفنا أولياءه وأعداءه ، ووفقنا لزيارة أئمتنا ولم يجعلنا من المعاندين الناصبين ، ولا من الغلاة المفوضين ، ولا من المرتابين المقصرين ، السلام على ولي الله وابن أوليائه . . الخ . » .
وفي كتاب مزار المفيد / 95 : الدعاء له عليه السلام بالحفظ والنصر ، بعد زيارة الحسين عليه السلام .
وروى في مصباح الكفعمي / 550 : دعاء آخر لتجديد العهد مع الإمام عليه السلام .
وروى في مهج الدعوات / 16 و 232 : مناجاة الإمام المهدي عليه السلام لله تعالى .
وروى في الكافي : 3 / 325 : الدعاء للنبي والأئمة عليهم السلام في سجدة الشكر .
وروى في كامل الزيارات / 174 : « عن الباقر عليه السلام ، دعاء في الولاية والبراءة .
وروى في جمال الأسبوع / 285 ، الدعاء له عليه السلام بعد صلاة جعفر الطيار .
وروى في مصباح المتهجد / 326 ، الدعاء له عليه السلام في قنوت صلاة الجمعة .
وفي من لا يحضره الفقيه : 1 / 329 ، الدعاء له عليه السلام في سجدة الشكر .
وفي مصباح المتهجد / 328 ، الدعاء بتعجيل الفرج بالمهدي عليه السلام .
وفي الكافي : 2 / 547 ، والفقيه : 1 / 327 ، الدعاء له عليه السلام بعد الفريضة .
وروى في دلائل الإمامة / 300 ، الصلاة على النبي والأئمة والدعاء للمهدي عليهم السلام . وفي مصباح المتهجد / 708 ، وإقبال الأعمال / 515 ، ومصباح الكفعمي / 688 ، والبلد الأمين / 265 ، الدعاء له عليه السلام في يوم المباهلة .
وفي مصباح الزائر / 178 ، زيارة الأئمة والإمام المهدي عليهم السلام .
وروى في مصباح الزائر / 327 ، زيارة أخرى للإمام عليه السلام .
وروى السيد ابن طاووس في المصباح / 312 ، والحر العاملي في الإيقاظ / 296 ، زيارة الإمام المهدي عليه السلام في بيته بعد زيارة قبر والده وجده عليهم السلام ، عن مزار المفيد والشهيد وابن طاووس ، والبحار : 102 / 178 ، وهي طويلة .
وفي مهج الدعوات / 165 ، دعاء التوسل بالنبي والأئمة عليهم السلام : « قال أبو حمزة الثمالي :
انكسرت يد ابني مرة ، فأتيت به يحيى بن عبد الله المجبر ، فنظر إليه فقال : أرى كسراً قبيحاً ، ثم صعد غرفته ليجئ بعصابة ورفادة ، فذكرت في ساعتي تلك ما علمني علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام فأخذت يد ابني فقرأت عليه ومسحت الكسر ، فاستوى الكسر بإذن الله تعالى ، فنزل يحيى بن عبد الله فلم ير شيئاً ! فقال : ناولني اليد الأخرى فلم ير كسراً ، فقال : سبحان الله ، أليس عهدي به كسراً قبيحاً فما هذا ؟ ! أما إنه ليس بعجب من سحركم معاشر الشيعة ! فقلت : ثكلتك أمك ليس هذا بسحر ، بل إني ذكرت دعاء سمعته من مولاي علي بن الحسين عليه السلام فدعوت به ، فقال : علمنيه . فقلت : أبعد ما سمعتُ ما قلتَ ! لا ولا نعمة عين لست من أهله . قال حمران بن أعين : فقلت لأبي حمزة : نشدتك بالله إلا ما أوردتناه وأفدتناه ، فقال : سبحان الله ما ذكرت ما قلت إلا وأنا أفيدكم ، أكتبوا : بسم الله الرحمن الرحيم ، يا حي قبل كل حي ، يا حي بعد كل حي ، يا حي مع كل حي ، يا حي حين لا حي ، يا حي يبقى ويفنى كل حي ، لا إله إلا أنت . يا حي يا كريم ، يا محيي الموتى ، يا قائم على كل نفس بما كسبت ، إني أتوجه إليك ، وأتوسل إليك ، وأتقرب إليك ، بجودك وكرمك ورحمتك التي وسعت كل شئ ، وأتوجه إليك وأتوسل إليك بحرمة هذا القرآن ، وبحرمة الإسلام ، وشهادة أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، وأن محمداً عبدك ورسولك ، وأتوجه إليك وأتوسل إليك وأستشفع إليك ، بنبيك نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله ، بحق خلف الأئمة الماضين ، والإمام الزكي الهادي المهدي ، الحجة بعد آبائه على خلقك ، المؤدي عن علم نبيك ، ووارث علم الماضين من الوصيين ، المخصوص الداعي إلى طاعتك وطاعة آبائه الصالحين . يا محمد يا أبا القاسماه ، بأبي أنت وأمي ، إلى الله أتشفع بك ، وبالأئمة من ولدك ، وبعلي أمير المؤمنين ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر ، وعلي بن موسى ، ومحمد بن علي ، وعلي بن محمد ، والحسن بن علي والخلف القائم المنتظر » .
وفي مهج الدعوات / 253 ، والبحار : 94 / 346 ، والمصباح للكفعمي / 278 . دعاء الإعتقاد والتوسل به عليه السلام إلى الله تعالى . ودعاء آخر يسمى دعاء الإعتقاد أيضاً ، ذكره في مهج الدعوات / 233 ، والكفعمي / 278 ، والبلد الأمين / 387 ، عن الكاظم عليه السلام .
وهناك مجموعة أدعية أخرى في : مهج الدعوات / 295 ، و 302 ، وفي 334 : « عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن الإمام الباقر عليه السلام » . « حجاب مولانا صاحب الزمان عليه السلام » .
وروى في مهج الدعوات / 278 : دعاء العلوي المصري ، وأن الإمام المهدي عليه السلام علمه إياه ، والبحار : 95 / 266 ، وتبصرة الولي : / 212 .
وفي مصباح المتهجد / 639 ، وإقبال الأعمال / 364 ، والبلد الأمين / 250 ، والبحار : 98 / 234 : « دعاء الموقف لعلي بن الحسين عليه السلام » وفيه دعاء لكل الأئمة عليهم السلام
وفي مصباح المتهجد / 54 : « تعقيب صلاة الظهر . . . وذكر دعاء للإمام عليه السلام ، أوله : يا سامع كل صوت ، يا جامع كل فوت ، يا بارئ النفوس بعد الموت . . » .
وفي فلاح السائل / 170 : « ومن المهمات عقيب الظهر الاقتداء بالصادق عليه السلام في الدعاء للمهدي عليه السلام الذي بشر به محمد رسول الله صلى الله عليه وآله أمته في صحيح الروايات ، ووعدهم أنه يظهر في آخر الأوقات » . ثم ذكر سنده .
وفي مصباح المتهجد / 345 : « روي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه يستحب أن يصلي على النبي صلى الله عليه وآله بعد العصر يوم الجمعة بهذه الصلاة .
وفي التهذيب : 3 / 143 : « الدعاء له عليه السلام يوم غدير خم » .
وفي مصباح المتهجد / 266 : « بعد ركعتي صلاة الزهراء عليها السلام » .
وفي مهج الدعوات / 68 ، والإيقاظ / 313 : « دعاء روي أنه عليه السلام دعا به في قنوته » .
« تم كتاب المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف »
« والحمد لله رب العالمين » .
الاكثر قراءة في قضايا عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة