النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
من الأدعية للإمام المهدي "عج" والزيارات
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي "عج"
الجزء والصفحة:
ص929-946
2025-07-02
45
تميز مذهبنا بثروة الأدعية والزيارات للنبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام ، وقد اهتم رواتنا وعلماؤنا رضوان الله عليهم بتدوينها في كتب خاصة ، وهي ثروةٌ مهمة علمية وتربوية ، وتسجيلٌ تاريخي لارتباط الشيعة بنبيهم صلى الله عليه وآله وأئمتهم الطاهرين عليهم السلام .
ومن أقدم كتب الأدعية في الإسلام الصحيفة السجادية ، التي كتبها الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام ، وهي تدهش العلماء بأفكارها وبلاغتها .
ومن أقدم كتب الزيارة كتاب كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه رحمه الله المتوفى سنة 368 ، هجرية ، وهوأستاذ الشيخ المفيد محمد بن النعمان رحمه الله المتوفى سنة 413 ، فنُحيل إلى تلك المصادر وما فيها من ثروة ، من زيارات الأئمة عليهم السلام عامة ، والإمام المهدي عليه السلام خاصة ، ونكتفي هنا بذكر نماذج منها :
الصلاة والتسليم على أطائب العترة عليهم السلام والدعاء لهم
الصحيفة السجادية / 250 ، قال عليهم السلام بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله : « ربِّ صل على أطائب أهل بيته الذين اخترتهم لأمرك ، وجعلتهم خَزَنةَ علمك ، وحَفَظةَ دينك ، وخلفاءك في أرضك ، وحججك على عبادك ، وطهرتهم من الرجس والدنس تطهيراً بإرادتك ، وجعلتهم الوسيلة إليك والمسلك إلى جنتك .
ربِّ صل على محمد وآله ، صلاةً تُجْزِلُ لهم بها من نِحلك وكرامتك ، وتكمل لهم الأشياء من عطاياك ونوافلك ، وتوفر عليهم الحظ من عوائدك وفوائدك .
ربِّ صل عليه وعليهم صلاةً لا أمَد في أولها ، ولا غاية لأمدها ولا نهاية لآخرها . ربِّ صل عليهم زِنَةَ عرشك وما دونه ، ومِلْءَ سمواتك وما فوقهن ، وعدد أرضيك وما تحتهن وما بينهن ، صلاةً تقربهم منك زلفى ، وتكون لك ولهم رضاً ، متصلة بنظائرهن أبداً .
اللهم إنك أيدت دينك في كل أوان بإمام ، أقمته علماً لعبادك ، ومناراً في بلادك ، بعد أن وصلت حبله بحبلك ، وجعلته الذريعة إلى رضوانك ، وافترضت طاعته وحذرت معصيته ، وأمرت بامتثال أمره والانتهاء عند نهيه ، وألا يتقدمه متقدم ، ولا يتأخر عنه متأخر ، فهو عصمة اللائذين ، وكهف المؤمنين ، وعروة المتمسكين ، وبهاء العالمين .
اللهم فأوزع لوليك شكر ما أنعمت به عليه ، وأوزعنا مثله فيه ، وآته من لدنك سلطاناً نصيراً ، وافتح له فتحاً يسيراً ، وأعنه بركنك الأعز ، واشدد أزره ، وقوِّ عضده ، وراعه بعينك ، واحمه بحفظك ، وانصره بملائكتك ، وامدده بجندك الأغلب ، وأقم به كتابك وحدودك وشرائعك ، وسنن رسولك صلواتك اللهم عليه وآله ، وأحْيِ به ما أماته الظالمون من معالم دينك ، واجْلُ به صدأ الجور عن طريقتك ، وأَبِنْ به الضرَّاء من سبيلك ، وأزل به الناكبين عن صراطك ، وامحق به بغاة قصدك عوجاً ، وألن جانبه لأوليائك ، وابسط يده على أعدائك .
وهب لنا رأفته ورحمته وتعطفه وتحننه ، واجعلنا له سامعين مطيعين ، وفي رضاه ساعين ، وإلى نصرته والمدافعة عنه مكنفين ، وإليك وإلى رسولك صلواتك اللهم عليه وآله بذلك متقربين .
اللهم وصل على أوليائهم المعترفين بمقامهم ، المتبعين منهجهم المقتفين آثارهم ، المستمسكين بعروتهم ، المتمسكين بولايتهم ، المؤتمين بإمامتهم ، المسلِّمين لأمرهم ، المجتهدين في طاعتهم ، المنتظرين أيامهم ، المادين إليهم أعينهم ، الصلوات المباركات الزاكيات الناميات الغاديات الرائحات ، وسلم عليهم وعلى أرواحهم ، واجمع على التقوى أمرهم ، وأصلح لهم شؤونهم ، وتب عليهم إنك أنت التواب الرحيم وخير الغافرين ، واجعلنا معهم في دار السلام ، برحمتك يا أرحم الراحمين » .
الدعاء للإمام المهدي عليه السلام يوم الجمعة ويوم العيد
الصحيفة السجادية / 283 : « وكان من دعائه عليه السلام يوم الأضحى ويوم الجمعة :
اللهم هذا يوم مبارك والمسلمون فيه مجتمعون في أقطار أرضك . . . اللهم صل على محمد وآل محمد إنك حميد مجيد ، كصلواتك وبركاتك وتحياتك على أصفيائك ، إبراهيم وآل إبراهيم ، وعجل الفرج والروح والنصرة والتمكين والتأييد لهم . اللهم واجعلني من أهل التوحيد والإيمان بك والتصديق برسولك ، والأئمة الذين حتمت طاعتهم ، ممن يجري ذلك به وعلى يديه . آمين رب العالمين » .
الدعاء له عليه السلام في ليالي شهر رمضان
رواه في الكافي : 3 / 422 ، عن الإمام الباقر عليه السلام علمه لمحمد بن مسلم رحمه الله كجزء من الخطبة الأولى في صلاة الجمعة ، ويقصد به الدعاء للإمام المعصوم في كل عصر ، وروته مصادرنا ضمن الدعاء المعروف بدعاء الإفتتاح ، الذي يقرؤه الشيعة في ليالي شهر رمضان ، سمي بذلك لأن أوله : اللهم إني أفتتح الثناء بحمدك . .
وفيه تمجيد بليغ لله تعالى ، وصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وعلى عترته الطاهرين عليهم السلام . وفيه الدعاء التالي للإمام المهدي عليه السلام :
« اللهم وصلِّ على وليِّ أمرك القائم المؤمَّل والعدل المنتظر ، أحففه بملائكتك المقربين ، وأيده بروح القدس يا رب العالمين . اللهم اجعله الداعيَ إلى كتابك والقائمَ بدينك ، استخلفه في الأرض كما استخلفت الذين من قبله ، مكِّنْ له دينه الذي ارتضيته له ، أبدله من بعد خوفه أمناً ، يعبدك لا يشرك بك شيئاً .
اللهم أعزه وأعزز به وانصره وانتصر به ، وانصره نصراً عزيزاً .
اللهم أظهر به دينك وملة نبيك ، حتى لا يستخفي بشئ من الحق مخافة أحد من الخلق . اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله ، وتذل بها النفاق وأهله ، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك ، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة . اللهم ما عرفتنا من الحق فحملناه ، وما قصرنا عنه فبلغناه . اللهم المُمْ به شعثنا ، واشعب به صدعنا ، وارتق به فتقنا ، وكثر به قلتنا ، وأعز به ذلتنا ، وأغن به عائلنا ، واقض به عن مغرمنا واجبر به فقرنا ، وسُدَّ به خَلتنا ، ويسر به عسرنا ، وبيض به وجوهنا ، وفك به أسرنا ، وأنجح به طلبتنا ، وأنجز به مواعيدنا ، واستجب به دعوتنا ، وأعطنا به فوق رغبتنا .
يا خير المسؤولين ، وأوسع المعطين ، إشف به صدورنا ، وأذهب به غيظ قلوبنا ، واهدنا به لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ، وانصرنا على عدوك وعدونا إله الحق آمين .
اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا ، وغيبة إمامنا ، وكثرة عدونا ، وشدة الفتن بنا ، وتظاهر الزمان علينا ، فصل على محمد وآل محمد وأعنا على ذلك بفتح تعجله ، وبضر تكشفه ، ونصر تعزه ، وسلطان حق تظهره ، ورحمة منك تجللناها ، وعافية منك تلبسناها ، برحمتك يا أرحم الراحمين » .
الدعاء له عليه السلام بالحفظ والنصر
روي هذا الدعاء عن الأئمة عليهم السلام ، تدعو به لأحدهم وتسميه ، ففي الكافي : 4 / 162 : « تكرر في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان هذا الدعاء ، ساجداً وقائماً وقاعداً ، وعلى كل حال ، وفي الشهر كله ، وكيف أمكنك ، ومتى حضرك من دهرك ، تقول بعد تحميد الله تبارك وتعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله : اللهم كن لوليك فلان بن فلان في هذه الساعة ، وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وناصراً ودليلاً وقائداً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً » .
دعاء الندبة الذي يقرؤه الشيعة صباح يوم الجمعة
رواه السيد ابن طاووس في الإقبال : 1 / 504 ، ورواه في بحار الأنوار في مواضع ، منها : 99 / 104 ، عن كتاب محمد بن الحسين بن سفيان البزوفري رضي الله عنه : دعاء الندبة ، وذكر أنه الدعاء لصاحب الزمان صلوات الله عليه ، ويستحب أن يدعى به في الأعياد الأربعة ، والذي أطمئن به أن الحيري رواه عن أحد السفراء الأربعة رضوان الله عليهم ، فقد رواه ابن المشهدي في المزار / 573 ، وقال : « الدعاء للندبة : قال محمد بن أبي قرة : نقلت من كتاب أبي جعفر محمد بن الحسين بن سفيان البزوفري رضي الله عنه هذا الدعاء ، وذكر فيه أنه الدعاء لصاحب الزمان صلوات الله عليه وعجل فرجه وفرجنا به ، ويستحب أن يدعى به في الأعياد الأربعة .
وفي هامشه : رواه الطبرسي في الإحتجاج : 2 / 492 ، بإسناده عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، وعنه البحار : 53 / 171 ، ورواه في : 94 / 2 ، و : 102 / 81 ، باختلاف يسيرعن السيد في مصباح الزائر 223 ، ورواه عنه البحار : 102 / 92 ، ورواه في : 94 / 36 ، مع اختلاف عن خط الشيخ الجبعي ، نقلاً عن خط الشيخ الأجل علي بن السكون ، عن أبي محمد عربي بن مسافر العبادي ، عن أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن طحال المقدادي ، عن أبي علي الطوسي ، عن والده ، عن محمد بن إسماعيل ، عن محمد بن حسين البزا ر ، عن محمد بن أحمد بن يحيى القمي ، عن محمد بن علي بن زنجويه القمي ، عن الحميري قدس سره » .
وهو دعاء طويل رقيق ، ومنه :
« الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وآله وسلم تسليماً ، اللهم لك الحمد على ما جرى به قضاؤك في أوليائك الذين استخلصتهم لنفسك ودينك ، إذ اخترت لهم جزيل ما عندك من النعيم المقيم الذي لا زوال له ولا اضمحلال ، بعد أن شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وزخرفها وزبرجها فشرطوا لك ذلك ، وعلمت منهم الوفاء به فقبلتهم وقربتهم وقدمت لهم الذكر العلي والثناء الجلي ، وأهبطت عليهم ملائكتك وكرمتهم بوحيك ورفدتهم بعلمك ، وجعلتهم الذرائع إليك والوسيلة إلى رضوانك . فبعضٌ أسكنته جنتك إلى أن أخرجته منها ، وبعضهم حملته في فلكك ونجيته مع من آمن معه من الهلكة برحمتك ، وبعض اتخذته لنفسك خليلاً ، وسألك لسان صدق في الآخرة فأجبته ، وجعلت ذلك علياً ، وبعض كلمته من شجرة تكليماً وجعلت له من أخيه ردءاً ووزيراً ، وبعض أولدته من غير أب وآتيته البينات وأيدته بروح القدس . وكل شرعت له شريعة ونهجت له منهاجاً وتخيرت له أوصياء مستحفظاً بعد مستحفظ ، من مدة إلى مدة ، إقامةً لدينك وحجة على عبادك ولئلا يزول الحق عن مقره ويغلب الباطل على أهله ، ولئلا يقول أحد : لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً منذراً وأقمت لنا علماً هادياً ، فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى . إلى أن انتهيت بالأمر إلى حبيبك ونجيبك محمد صلى الله عليه وآله فكان كما انتجبته سيد من خلقته وصفوة من اصطفيته وأفضل من اجتبيته ، وأكرم من اعتمدته ، قدمته على أنبيائك وبعثته إلى الثقلين من عبادك ، وأوطأته مشارقك ومغاربك وسخرت له البراق ، وعرجت بروحه إلى سمائك ، وأودعته علم ما كان وما يكون إلى انقضاء خلقك ، ثم نصرته بالرعب وحففته بجبرئيل وميكائيل والمسومين من ملائكتك ، ووعدته أن تظهر دينه على الدين كله ، ولو كره المشركون وذلك بعد أن بوأته مبوأ صدق من أهله ، وجعلت له ولهم أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين ، فيه آيات بينات مقام إبراهيم ، ومن دخله كان آمناً ، وقلت : إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً . ثم جعلت أجر محمد صلواتك عليه وآله مودتهم في كتابك ، فقلت : قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ، وقلت : قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ، وقلت : قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً ، فكانوا هم السبيل إليك ، والمسلك إلى رضوانك . فلما انقضت أيامه ، قام وليه علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما وعلى آلهما هادياً إذ كان هو المنذر ولكل قوم هاد ، فقال والملا أمامه : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ، وقال : من كنت نبيه فعلي أميره ، وقال : أنا وعلي من شجرة واحدة وسائر الناس من شجر شتى ، وأحله محل هارون من موسى ، فقال : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وزوجه ابنته سيدة نساء العالمين ، وأحل له من مسجده ما حل له ، وسد الأبواب إلا بابه ، ثم أودعه علمه وحكمته ، فقال : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها ، ثم قال : أنت أخي ووصيي ووارثي ، لحمك لحمي ودمك دمي وسلمك سلمي وحربك حربي ، والإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي ، وأنت غداً على الحوض خليفتي ، وأنت تقضي ديني وتنجز عداتي ، وشيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي في الجنة وهم جيراني . ولولا أنت يا علي لم يعرف المؤمنون بعدي . وكان بعده هدى من الضلال ونوراً من العمى وحبل الله المتين وصراطه المستقيم ، لا يسبق بقرابة في رحم ولا بسابقة في دين ولا يلحق في منقبة يحذو حذو الرسول صلى الله عليهما وآلهما ويقاتل على التأويل ولا تأخذه في الله لومة لائم ، قد وتر فيه صناديد العرب وقتل أبطالهم وناوش ذؤبانهم ، فأودع قلوبهم أحقاداً بدرية وخيبرية وحنينية وغيرهن ، فأضبت على عداوته وأكبت على منابذته حتى قتل الناكثين والقاسطين والمارقين .
ولما قضى نحبه وقتله أشقى الآخرين يتبع أشقى الأولين لم يمتثل أمر رسولالله صلى الله عليه وآله في الهادين بعد الهادين ، والأمة مصرةٌ على مقته مجتمعة على قطيعة رحمه وإقصاء ولده إلا القليل ممن وفى لرعاية الحق فيهم ، فقتل من قتل وسبي من سبي وأقصي من أقصي ، وجرى القضاء لهم بما يرجى له حسن المثوبة ، وكانت الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ، وسبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً ، ولن يخلف الله وعده هو العزيز الحكيم .
فعلى الأطائب من أهل بيت محمدٍ وعليٍّ صلى الله عليهما وآلهما فليبك الباكون ، وإياهم فليندب النادبون ، ولمثلهم فلتَدُرَّ الدموع ، وليصرخ الصارخون ، ويعجَّ العاجون !
أين الحسن ، أين الحسين ، أين أبناء الحسين ، صالحٌ بعد صالح ، وصادقٌ بعد صادق ، أين السبيل بعد السبيل ، أين الخيرة بعد الخيرة ، أين الشموس الطالعة ، أين الأقمار المنيرة ، أين الأنجم الزاهرة ، أين أعلام الدين ، وقواعد العلم . أين بقية الله التي لا تخلو من العترة الهادية . . الخ .
زيارة آل ياسين والدعاء بعدها
نص الزيارة برواية الطبرسي رحمه الله في الإحتجاج : 2 / 316 :
« 1 . سلامٌ على آل ياسين .
2 . السلامُ عليك يا داعيَ الله وربانيَّ آياته .
3 . السلام عليك يا بابَ الله ودَيَّانَ دينه .
4 . السلام عليك يا خليفةَ الله وناصرَ حقه .
5 . السلام عليك يا حجةَ الله ودليل إرادته .
6 . السلام عليك يا تاليَ كتاب الله وترجمانه .
7 . السلام عليك يا بقيةَ الله في أرضه .
8 . السلام عليك يا ميثاقَ الله الذي أخذه ووكَّده .
9 . السلام عليك يا وعدَ الله الذي ضمنه .
10 . السلام عليك أيها العلمُ المنصوب ، والعِلْمُ المصبوب ، والغوْث والرحمة الواسعة وعداً غير مكذوب .
11 . السلام عليك حين تقعد ، السلام عليك حين تقوم .
12 . السلام عليك حين تقرأ وتُبين .
13 . السلام عليك حين تُصلي وتقنت .
14 . السلام عليك حين تركع وتسجد .
15 . السلام عليك حين تُكبر وتُهلل .
16 . السلام عليك حين تحمد وتستغفر .
17 . السلام عليك حين تُمسي وتصبح .
18 . السلام عليك في الليل إذا يغشى ، والنهار إذا تجلى .
19 . السلام عليك أيها الإمام المأمون .
20 . السلام عليك أيها المُقَدَّمُ المأمول .
21 . السلام عليك بجوامع السلام .
22 . أشهدك يا مولاي أني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .
23 . وأن محمداً عبده ورسوله ، لا حبيب إلا هو وأهله .
24 . وأشهد أن أمير المؤمنين حجته ، والحسن حجته ، والحسين حجته ، وعلي بن الحسين حجته ، ومحمد بن علي حجته ، وجعفر بن محمد حجته ، وموسى بن جعفر حجته ، وعلي بن موسى حجته ، ومحمد بن علي حجته ، وعلي بن محمد حجته ، والحسن بن علي حجته ، وأشهد أنك حجة الله .
25 . أنتم الأول والآخر ، وأن رجعتكم حق لا شك فيها ، يوم : لايَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا .
26 . وأن الموت حق ، وأن ناكراً ونكيراً حق .
27 . وأشهد أن النشر والبعث حق ، وأن الصراط والمرصاد حق ، والميزان والحساب حق ، والجنة والنار حق ، والوعد والوعيدبهما حق .
28 . يا مولاي شقيَ من خالفكم ، وسَعِدَ من أطاعكم .
29 . فاشهد على ما أشهدتك عليه ، وأنا وليٌّ لك ، برئٌ من عدوك ، فالحق ما رضيتموه ، والباطل ما سخطتموه ، والمعروف ما أمرتم به ، والمنكر ما نهيتم عنه . فنفسي مؤمنة بالله وحده لا شريك له ، وبرسوله وبأميرالمؤمنين ، وبأئمة المؤمنين . بكم يا مولاي ، أولكم وآخركم . ونصرتي معدة لكم ، ومودتي خالصة لكم » .
نص الزيارة برواية كتاب المزار لمحمد بن جعفر المشهدي / 566 :
« حدثنا الشيخ الأجل الفقيه العالم أبو محمد ، عربي بن مسافرالعبادي رضي الله عنه ، قراءةً عليه بداره بالحلة السيفية ، في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين وخمس مائة .
وحدثني الشيخ العفيف أبو البقاء ، هبة الله بن نماء بن علي بن حمدون رحمه الله ، قراءة عليه أيضاً بالحلة السيفية ، قالا جميعاً :
حدثنا الشيخ الأمين أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن علي بن طحال المقدادي رحمه الله ، بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ، في الطرز الكبير الذي عند رأس الإمام عليه السلام ، في العشر الأواخر من ذي الحجة ، سنة تسع وثلاثين وخمس مائة ، قال : حدثنا الشيخ الأجل السيد المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي رضي الله عنه ، بالمشهد المذكور ، في العشر الأواخر من ذي العقدة ، سنة تسع وخمس مائة ، قال : حدثنا السيد السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي رضي الله عنه ، عن محمد بن إسماعيل ، عن محمد بن أشناس البزاز ، قال : أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن يحيى القمي ، قال : حدثنا محمد بن علي بن زنجويه القمي ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : قال أبو علي الحسن بن أشناس ، وأخبرنا أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني ، أن أبا جعفر محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري أخبره وأجاز له جميع ما رواه ، أنه خرج إليه من الناحية ، حرسها الله ، بعد المسائل والصلاة والتوجه ، أوله :
بسم الله الرحمن الرحيم ، لا لأمر الله تعقلون ولا من أوليائه تقبلون ، حكمةٌ بالغةٌ ، وَمَا تُغْنِى الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ . والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين . فإذا أردتم التوجه بنا إلى الله تعالى وإلينا ، فقولوا كما قال الله تعالى : سلام على آل يس . ذلك هو الفضل المبين ، والله ذو الفضل العظيم ، لمن يهديه صراطه المستقيم .
التوجه : قد آتاكم الله يا آل يس خلافته ، وعِلْمَ مجاري أمره ، فيما قضاه ودبره وأراده في ملكوته ، وكشف لكم الغطاء ، وأنتم خزنته وشهداؤه وعلماؤه وأمناؤه ، وساسة العباد ، وأركان البلاد ، وقضاة الأحكام ، وأبواب الإيمان .
ومن تقديره منائح العطاء بكم ، إنفاذه محتوماً مقروناً ، فما شئ منه إلا وأنتم له السبب واليه السبيل ، خياره لوليكم نعمة ، وانتقامه من عدوكم سخطة ، فلا نجاة ولا مفزع إلا أنتم ، ولا مذهب عنكم ، يا أعين الله الناظرة ، وحملة معرفته ، ومساكن توحيده في أرضه وسمائه . أنت يا حجة الله وبقيته ، كمال نعمته ، ووارث أنبيائه وخلفائه ، ما بلغناه من دهرنا ، وصاحب الرجعة لوعد ربنا ، التي فيها دولة الحق وفرجنا ، ونصر الله لنا وعزنا .
السلام عليك أيها العلم المنصوب ، والعلم المصبوب ، والغوث والرحمة الواسعة ، وعداً غير مكذوب . السلام عليك يا صاحب المرأى والمسمع ، الذي بعين الله مواثيقه ، وبيد الله عهوده ، وبقدرة الله سلطانه .
أنت الحكيم الذي لا تعجله العصبية ، والكريم الذي لا تبخله الحفيظة ، والعالم الذي لا تجهله الحمية ، مجاهدتك في الله ذات مشية الله ومقارعتك في الله ذات انتقام الله ، وصبرك في الله ذو أناة الله ، وشكرك لله ذو مزيد الله ورحمته .
السلام عليك يا محفوظاً بالله ، الله نَوَّرَ أمامه ووراءه ويمينه وشماله وفوقه وتحته . السلام عليك يا مخزوناً في قدرة الله ، الله نَور سمعه وبصره . السلام عليك يا وعد الله الذي ضمنه ، ويا ميثاق الله الذي أخذه ووكده .
السلام عليك يا داعي الله ورباني آياته . السلام عليك يا باب الله وديان دينه . السلام عليك يا خليفة الله وناصر حقه . السلام عليك يا حجة الله ودليل إرادته . السلام عليك يا تالي كتاب الله وترجمانه . السلام عليك في آناء ليلك ونهارك . السلام عليك يا بقية الله في أرضه . السلام عليك حين تقوم ، السلام عليك حين تقعد ، السلام عليك حين تقرأ وتبين ، السلام عليك حين تصلي وتقنت ، السلام عليك حين تركع وتسجد ، السلام عليك حين تعوذ وتسبح ، السلام عليك حين تهلل وتكبر ، السلام عليك حين تحمد وتستغفر ، السلام عليك حين تمجد وتمدح ، السلام عليك حين تمسي وتصبح ، السلام عليك في الليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى ، السلام عليك في الآخرة والأولى .
السلام عليكم يا حجج الله ، ورعاتنا ، وقادتنا ، وأئمتنا ، وسادتنا ، وموالينا . السلام عليكم ، أنتم نورنا ، وأنتم جاهنا أوقاتَ صلواتنا ، وعصمتنا لدعائنا وصلاتنا ، وصيامنا واستغفارنا ، وسائر أعمالنا .
السلام عليك أيها الإمام المأمول ، السلام عليك بجوامع السلام . أشهدك يا مولاي ، أني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، لا حبيب إلا هو وأهله ، وأن أمير المؤمنين حجته ، وأن الحسن حجته ، وأن الحسين حجته ، وأن علي بن الحسين حجته ، وأن محمد بن علي حجته ، وأن جعفر بن محمد حجته ، وأن موسى بن جعفر حجته ، وأن علي بن موسى حجته ، وأن محمد بن علي حجته ، وأن علي بن محمد حجته ، وأن الحسن بن علي حجته ، وأنت حجته ، وان الأنبياء دعاة وهداة رشدكم . أنتم الأول والآخر وخاتمته ، وإن رجعتكم حق لا شك فيها يوم ، لايَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ، وأن الموت حق ، وأن منكراً ونكيراً حق ، وأن النشر حق ، والبعث حق ، وأن الصراط حق ، والمرصاد حق ، وأن الميزان حق ، والحساب حق ، وأن الجنة والنار حق ، والجزاء بهما للوعد والوعيد حق ، وأنكم للشفاعة حق ، لاتُردون ولا تُسبقون بمشية الله ، وبأمره تعملون . ولله الرحمة والكلمة العليا ، وبيده الحسنى ، وحجة الله النعمى ، خلق الجن والإنس لعبادته ، أراد من عباده عبادته ، فشقيٌّ وسعيد ، قد شقي من خالفكم ، وسعد من أطاعكم . وأنت يا مولاي فاشهد بما أشهدتك عليه ، تخزنه وتحفظه لي عندك ، أموت عليه وأنشر عليه وأقف به ، ولياً لك ، بريئاً من عدوك ، ماقتاً لمن أبغضكم ، وادّاً لمن أحبكم . فالحق ما رضيتموه ، والباطل ما سخطتموه ، والمعروف ما أمرتم به ، والمنكر ما نهيتم عنه ، والقضاء المثبت ما استأثرت به مشيتكم ، والمحو ما استأثرت به سنتكم . فلا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ومحمد عبده ورسوله ، وعلي أمير المؤمنين حجته ، والحسن حجته ، والحسين حجته ، وعلي حجته ، ومحمد حجته ، وجعفر حجته ، وموسى حجته ، وعلي حجته ، ومحمد حجته ، وعلي حجته ، والحسن حجته ، وأنت حجته وأنتم حججه وبراهينه .
أنا يا مولاي مستبشر بالبيعة التي أخذ الله عليَّ شرطها قتالاً في سبيله ، اشترى به أنفس المؤمنين ، فنفسي مؤمنة بالله وبكم يا مولاي ، أولكم وآخركم ، ونصرتي لكم معدة ، ومودتي خالصة لكم ، وبراءتي من أعدائكم ، أهل الحردة والجدال ثابتة لثاركم . أنا ولي وحيد ، والله إله الحق يجعلني كذلك ، آمين آمين . من لي إلا أنت فيما دِنت واعتصمت بك فيه ، تحرسني فيما تقربت به إليك ، يا وقاية الله وستره وبركته ، أغثني أدركني ، صلني بك ولا تقطعني .
اللهم إليك بهم توسلي وتقربي . اللهم صل على محمد وآله وصلني بهم ولا تقطعني ، اللهم بحجتك اعصمني ، وسلامك على آل يس . مولاي ، أنت الجاه عند الله ربك وربي » . انتهى .
هذا هو النص الكامل للزيارة برواية ابن المشهدي رحمه الله ، وقد صرح بحَذْف مسائل الحميري رحمه الله وأجوبة الإمام عليه السلام عليها من النص ، وليته أوردها كاملة ، لأنها جزءٌ من الرسالة توضح المقصود بالتوبيخ في الفقرة الأولى وهي قوله : لا لأمر الله تعقلون ولا من أوليائه تقبلون . . الخ . فلا بد أن تكون جواباً لأناس طرحوا بعض المقولات .
ومع ثقتنا بصحة السند وأمانة الرواة ، من محمد بن المشهدي إلى عبد الله بن جعفرالحميري ، فإنا نتوقف في الدعاء المروي بعدها ، لوجود خلل في لفظه . والمرجح عندي أنها من نص الحسين بن روح ، وقد نص هو قدس سره على أنه كان مجازاً من الإمام عليه السلام بكتابة أجوبة بعض المسائل . قال الشيخ الطوسي في الغيبة / 373 : « أخبرنا جماعة عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود القمي قال : وجدت بخط أحمد بن إبراهيم النوبختي ، وإملاء أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه ، على ظهر كتاب فيه جوابات ومسائل أنفذت من قم ، يسأل عنها : هل هي جوابات الفقيه عليه السلام أو جوابات محمد بن علي الشلمغاني ، لأنه حكي عنه أنه قال : هذه المسائل أنا أجبت عنها ، فكتب إليهم على ظهر كتابهم : بسم الله الرحمن الرحيم : قد وقفنا على هذه الرقعة وما تضمنته فجميعه جوابنا عن المسائل ، ولا مدخل للمخذول الضال المضل المعروف بالعزاقري لعنه الله ، في حرف منه » .
فنلاحظ أن الحسين بن روح قدس سره قال إنها « جوابنا » وهو أعم من أن يكون بخط الإمام عليه السلام ونصه ، أو بمضمونه عن الإمام عليه السلام ونص وكيله الحسين بن روح . وليس عجيباً أن يأمر الإمام عليه السلام الحسين بن روح رحمه الله بالإجابة على نوع من المسائل ، ويخوله أن يُعَلِّمَ الشيعة زيارة الأئمة عليهم السلام .
وهذا الاحتمال لايقلل من قيمة الزيارة ، خاصة أن بلاغتها من نوع كلام الأئمة عليهم السلام ، فإن تكن من إملاء الحسين بن روح رضي الله عنه ، فهو أتقى من أن يقول شيئاً في الدين لم يسمعه من إمامه المهدي عليه السلام بلفظه أو بمعناه .
كما ترى في هذه القصة البليغة التي رواها الصدوق رحمه الله في علل الشرائع « 1 / 241 » قال : « حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال : كنت عند الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه ، مع جماعة فيهم علي بن عيسى القصري ، فقام إليه رجل فقال له : أريد أسألك عن شئ ، فقال له : سل عما بدا لك ، فقال الرجل : أخبرني عن الحسين بن علي عليه السلام أهو ولي الله ؟ قال : نعم . قال : أخبرني عن قاتله لعنه الله ، أهو عدو الله ؟ قال : نعم . قال الرجل : فهل يجوز أن يسلط الله عدوه على وليه ؟ ! فقال له أبو القاسم قدس الله روحه : إفهم عني ما أقول لك ، إعلم أن الله تعالى لا يخاطب الناس بشهادة العيان ، ولا يشافههم بالكلام ، ولكنه عز وجل بعث إليهم رسلاً من أجناسهم وأصنافهم ، بشراً مثلهم ، فلو بعث إليهم رسلاً من غير صنفهم وصورهم لنفروا عنهم ولم يقبلوا منهم ، فلما جاؤوهم وكانوا من جنسهم ، يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ، قالوا لهم : أنتم مثلنا فلا نقبل منكم حتى تأتونا بشئ نعجز أن نأتي بمثله ، فنعلم أنكم مخصوصون دوننا بما لا نقدر عليه . فجعل الله تعالى لهم المعجزات التي يعجز الخلق عنها ، فمنهم من جاء بالطوفان بعد الإنذار والإعذار ، فغرق جميع من طغى وتمرد ، ومنهم من ألقيَ في النار فكانت عليه برداً وسلاماً ، ومنهم من أخرج له من الحجر الصلد ناقة وأجرى في ضرعها لبناً ، ومنهم من فلق له البحر وفجر له من الحجر العيون ، وجعل له العصا اليابسة ثعباناً فتلقف ما يأفكون . ومنهم من أبرأ الأكمه والأبرص وأحيا الموتى بإذن الله تعالى ، وأنبأهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم . ومنهم من انشق له القمر وكلمته البهائم ، مثل البعير والذئب وغير ذلك .
فلما أتوا بمثل ذلك وعجز الخلق من أممهم عن أن يأتوا بمثله ، كان من تقدير الله تعالى ولطفه بعباده وحكمته ، أن جعل أنبياءه عليهم السلام مع هذه المعجزات ، في حالٍ غالبين وفي أخرى مغلوبين ، وفي حالٍ قاهرين وفي حالٍ مقهورين . ولو جعلهم عز وجل في جميع أحوالهم غالبين وقاهرين ، ولم يبتلهم ولم يمتحنهم ، لاتخذهم الناس آلهة من دون الله تعالى ، ولما عُرِفَ فضل صبرهم على البلاء والمحن والاختبار .
ولكنه عز وجل جعل أحوالهم في ذلك كأحوال غيرهم ، ليكونوا في حال المحنة والبلوى صابرين ، وفي حال العافية والظهور على الأعداء شاكرين ، ويكونوا في جميع أحوالهم متواضعين غير شامخين ولا متجبرين ، وليعلم العباد أن لهم عليهم السلام إلهاً هو خالقهم ومدبرهم فيعبدوه ويطيعوا رسله ، وتكون حجة الله تعالى ثابتة على من تجاوز الحد فيهم ، وادعى لهم الربوبية ، أو عاند وخالف وعصى وجحد بما أتت به الأنبياء والرسل عليهم السلام : لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ .
قال محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه : فعدت إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه من الغد ، وأنا أقول في نفسي : أتراه ذكر ما ذكر لنا يوم أمس من عند نفسه ؟ فابتدأني فقال لي : يا محمد بن إبراهيم ، لأن يُلْقَى بي من شاهق ، أو أَخِرَّ من السماء فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح في مكان سحيق ، أحبُّ إليَّ من أن أقول في دين الله تعالى ذكره برأيي ومن عند نفسي ، بل ذلك عن الأصل ، ومسموع من الحجة صلوات الله وسلامه عليه » .
أقول : هذا يدل على مقام عظيم للحسين بن روح قدس سره ، وأنه عرف ما في نفس الشخص ، وأن سفراء الإمام عليه السلام لا يقولون إلا بعلم ويقين ، ورواية عن الإمام عليه السلام ، وليس باجتهاد وظن .
زيارة لكل معصوم يزار بها المهدي عليهم السلام
في مصباح المتهجد / 357 : « عن عبد الله بن محمد بن العابد قال : سألت مولاي أبا محمد الحسن بن علي عليه السلام في منزله بسر من رأى سنة خمس وخمسين ومائتين أن يملي علي من الصلاة على النبي وأوصيائه عليه وعليهم السلام ، وأحضرت معي قرطاساً كثيراً ، فأملى علي لفظاً من غير كتاب :
اللهم صلِّ على وليك وابن أوليائك الذين فرضت طاعتهم ، وأوجبت حقهم وأذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيراً . اللهم انصره وانتصر به لدينك ، وانصر به أولياءك وأولياءه وشيعته وأنصاره واجعلنا منهم . اللهم أعذه من شر كل باغ وطاغ ومن شر جميع خلقك ، واحفظه من بين يديه ومن خلفه ، وعن يمينه وعن شماله ، واحرسه وامنعه أن يوصل إليه بسوء ، واحفظ فيه رسولك وآل رسولك ، وأظهر به العدل وأيده بالنصر ، وانصر ناصريه واخذل خاذليه ، واقصم به جبابرة الكفر واقتل به الكفار والمنافقين وجميع الملحدين حيث كانوا وأين كانوا من مشارق الأرض ومغاربها وبرها وبحرها ، واملأ به الأرض عدلاً وأظهر به دين نبيك عليه وآله السلام . واجعلني اللهم من أنصاره وأعوانه وأتباعه وشيعته ، وأرني في آل محمد ما يأملون وفي عدوهم ما يحذرون . إله الحق آمين » .
زيارة الإمام عليه السلام في داره
رواها في مصباح الزائر / 332 ، وأولها : « الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله والله أكبر ، ولله الحمد ، الحمد لله الذي هدانا لهذا ، وعرفنا أولياءه وأعداءه ، ووفقنا لزيارة أئمتنا ولم يجعلنا من المعاندين الناصبين ، ولا من الغلاة المفوضين ، ولا من المرتابين المقصرين ، السلام على ولي الله وابن أوليائه . . الخ . » .
وفي كتاب مزار المفيد / 95 : الدعاء له عليه السلام بالحفظ والنصر ، بعد زيارة الحسين عليه السلام .
وروى في مصباح الكفعمي / 550 : دعاء آخر لتجديد العهد مع الإمام عليه السلام .
وروى في مهج الدعوات / 16 و 232 : مناجاة الإمام المهدي عليه السلام لله تعالى .
وروى في الكافي : 3 / 325 : الدعاء للنبي والأئمة عليهم السلام في سجدة الشكر .
وروى في كامل الزيارات / 174 : « عن الباقر عليه السلام ، دعاء في الولاية والبراءة .
وروى في جمال الأسبوع / 285 ، الدعاء له عليه السلام بعد صلاة جعفر الطيار .
وروى في مصباح المتهجد / 326 ، الدعاء له عليه السلام في قنوت صلاة الجمعة .
وفي من لا يحضره الفقيه : 1 / 329 ، الدعاء له عليه السلام في سجدة الشكر .
وفي مصباح المتهجد / 328 ، الدعاء بتعجيل الفرج بالمهدي عليه السلام .
وفي الكافي : 2 / 547 ، والفقيه : 1 / 327 ، الدعاء له عليه السلام بعد الفريضة .
وروى في دلائل الإمامة / 300 ، الصلاة على النبي والأئمة والدعاء للمهدي عليهم السلام . وفي مصباح المتهجد / 708 ، وإقبال الأعمال / 515 ، ومصباح الكفعمي / 688 ، والبلد الأمين / 265 ، الدعاء له عليه السلام في يوم المباهلة .
وفي مصباح الزائر / 178 ، زيارة الأئمة والإمام المهدي عليهم السلام .
وروى في مصباح الزائر / 327 ، زيارة أخرى للإمام عليه السلام .
وروى السيد ابن طاووس في المصباح / 312 ، والحر العاملي في الإيقاظ / 296 ، زيارة الإمام المهدي عليه السلام في بيته بعد زيارة قبر والده وجده عليهم السلام ، عن مزار المفيد والشهيد وابن طاووس ، والبحار : 102 / 178 ، وهي طويلة .
وفي مهج الدعوات / 165 ، دعاء التوسل بالنبي والأئمة عليهم السلام : « قال أبو حمزة الثمالي :
انكسرت يد ابني مرة ، فأتيت به يحيى بن عبد الله المجبر ، فنظر إليه فقال : أرى كسراً قبيحاً ، ثم صعد غرفته ليجئ بعصابة ورفادة ، فذكرت في ساعتي تلك ما علمني علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام فأخذت يد ابني فقرأت عليه ومسحت الكسر ، فاستوى الكسر بإذن الله تعالى ، فنزل يحيى بن عبد الله فلم ير شيئاً ! فقال : ناولني اليد الأخرى فلم ير كسراً ، فقال : سبحان الله ، أليس عهدي به كسراً قبيحاً فما هذا ؟ ! أما إنه ليس بعجب من سحركم معاشر الشيعة ! فقلت : ثكلتك أمك ليس هذا بسحر ، بل إني ذكرت دعاء سمعته من مولاي علي بن الحسين عليه السلام فدعوت به ، فقال : علمنيه . فقلت : أبعد ما سمعتُ ما قلتَ ! لا ولا نعمة عين لست من أهله . قال حمران بن أعين : فقلت لأبي حمزة : نشدتك بالله إلا ما أوردتناه وأفدتناه ، فقال : سبحان الله ما ذكرت ما قلت إلا وأنا أفيدكم ، أكتبوا : بسم الله الرحمن الرحيم ، يا حي قبل كل حي ، يا حي بعد كل حي ، يا حي مع كل حي ، يا حي حين لا حي ، يا حي يبقى ويفنى كل حي ، لا إله إلا أنت . يا حي يا كريم ، يا محيي الموتى ، يا قائم على كل نفس بما كسبت ، إني أتوجه إليك ، وأتوسل إليك ، وأتقرب إليك ، بجودك وكرمك ورحمتك التي وسعت كل شئ ، وأتوجه إليك وأتوسل إليك بحرمة هذا القرآن ، وبحرمة الإسلام ، وشهادة أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، وأن محمداً عبدك ورسولك ، وأتوجه إليك وأتوسل إليك وأستشفع إليك ، بنبيك نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله ، بحق خلف الأئمة الماضين ، والإمام الزكي الهادي المهدي ، الحجة بعد آبائه على خلقك ، المؤدي عن علم نبيك ، ووارث علم الماضين من الوصيين ، المخصوص الداعي إلى طاعتك وطاعة آبائه الصالحين . يا محمد يا أبا القاسماه ، بأبي أنت وأمي ، إلى الله أتشفع بك ، وبالأئمة من ولدك ، وبعلي أمير المؤمنين ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر ، وعلي بن موسى ، ومحمد بن علي ، وعلي بن محمد ، والحسن بن علي والخلف القائم المنتظر » .
وفي مهج الدعوات / 253 ، والبحار : 94 / 346 ، والمصباح للكفعمي / 278 . دعاء الإعتقاد والتوسل به عليه السلام إلى الله تعالى . ودعاء آخر يسمى دعاء الإعتقاد أيضاً ، ذكره في مهج الدعوات / 233 ، والكفعمي / 278 ، والبلد الأمين / 387 ، عن الكاظم عليه السلام .
وهناك مجموعة أدعية أخرى في : مهج الدعوات / 295 ، و 302 ، وفي 334 : « عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن الإمام الباقر عليه السلام » . « حجاب مولانا صاحب الزمان عليه السلام » .
وروى في مهج الدعوات / 278 : دعاء العلوي المصري ، وأن الإمام المهدي عليه السلام علمه إياه ، والبحار : 95 / 266 ، وتبصرة الولي : / 212 .
وفي مصباح المتهجد / 639 ، وإقبال الأعمال / 364 ، والبلد الأمين / 250 ، والبحار : 98 / 234 : « دعاء الموقف لعلي بن الحسين عليه السلام » وفيه دعاء لكل الأئمة عليهم السلام
وفي مصباح المتهجد / 54 : « تعقيب صلاة الظهر . . . وذكر دعاء للإمام عليه السلام ، أوله : يا سامع كل صوت ، يا جامع كل فوت ، يا بارئ النفوس بعد الموت . . » .
وفي فلاح السائل / 170 : « ومن المهمات عقيب الظهر الاقتداء بالصادق عليه السلام في الدعاء للمهدي عليه السلام الذي بشر به محمد رسول الله صلى الله عليه وآله أمته في صحيح الروايات ، ووعدهم أنه يظهر في آخر الأوقات » . ثم ذكر سنده .
وفي مصباح المتهجد / 345 : « روي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه يستحب أن يصلي على النبي صلى الله عليه وآله بعد العصر يوم الجمعة بهذه الصلاة .
وفي التهذيب : 3 / 143 : « الدعاء له عليه السلام يوم غدير خم » .
وفي مصباح المتهجد / 266 : « بعد ركعتي صلاة الزهراء عليها السلام » .
وفي مهج الدعوات / 68 ، والإيقاظ / 313 : « دعاء روي أنه عليه السلام دعا به في قنوته » .
« تم كتاب المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف »
« والحمد لله رب العالمين » .
الاكثر قراءة في قضايا عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
