الموقتون الكذبة والمحاضير الحمقى والتمهيد للظهور
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي "عج"
الجزء والصفحة:
ص659-666
2025-06-23
597
الأئمة عليهم السلام يعالجون مشكلة المحاضير والمستعجلين !
المَحَاضير : اسم ابتكره أهل البيت عليهم السلام للمستعجلين من شيعتهم ، الذين كانت تدفعهم ظلامتهم وحبهم للقتال للإنضمام إلى أي داع يدعو إلى الثورة !
ومفردها مِحضار : لكن لا يقال إلا محضير بالياء « لسان العرب : 4 / 201 » وهو اسم للفرس الكثير العدو وليس للفرس السريع ! وقد سمى الأئمة عليهم السلام المستعجلين أصحاب المحاضير ، أي أصحاب أنفسهم التي هي كالخيل الراغبة في السباق ، وسموهم أيضاً : المحاضير ! وكانوا يهدئونهم ويشرحون لهم أن قضية الإمام المهدي عليه السلام خطة ربانية طويلة النفَس ، فعليهم أن يصبروا ولا يستعجلوا أمر الله تعالى . ويشرحون لهم عدم صحة تحركهم تحت راية لم تأخذ شرعيتها من الإمام عليه السلام ، ويحذرونهم من نتائج عجلتهم وتفريطهم بأنفسهم ، ويطمئنوهم بأن عدوهم مهما اضطهدهم فلن يستطيع أن يستأصلهم ، لأن استمرارهم مضمون من الله تعالى !
قال الإمام الصادق عليه السلام : « هلكت المحاضير ! قال قلت : وما المحاضير ؟ قال : المستعجلون ! ونجا المقربون وثبتت الحصن على أوتادها . كونوا أحلاس بيوتكم فإن الغَبَرة على من أثارها ، وإنهم لايريدونكم بجائحة ، إلا أتاهم الله بشاغل إلا من تعرض لهم » . « غيبة النعماني / 203 » .
وفي تاريخ الكوفة / 151 : « قال أمير المؤمنين عليه السلام للكوفة : ويحك يا كوفة وأختك البصرة ، كأني بكما تُمَدَّان مد الأديم وتُعركان عرك العكاظي « عرك الجلد للدبغ » . ألا إني أعلم فيما أعلمني الله عز وجل أنه ما أراد بكما جبار سوء ، إلا ابتلاه الله بشاغل » . عن البلدان لابن الفقيه / 200 ، ورواه ربيع الأبرار / 94 ، وشرح إحقاق الحق : 8 / 173 ، عن البلدان لليعقوبي / 164 ط . ليدن .
وروى الكشي / 459 : « عن علي بن جعفر عليه السلام قال : جاء رجل إلى أخي عليه السلام فقال له : جعلت فداك من صاحب هذا الأمر ؟ فقال : أما إنهم يفتنون بعد موتي فيقولون : هو القائم وما القائم إلا بعدي بسنين » .
وفي غيبة النعماني / 198 : « عن صالح بن ميثم ويحيى بن سابق ، جميعاً عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال : هلك أصحاب المحاضير ، ونجا المقربون ، وثبتت الحصن على أوتادها . إن بعد الغم فتحاً عجيباً » .
وتقدم في فصل السفياني : « عن عيص بن القاسم قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول :
عليكم بتقوى الله وحده لا شريك له ، وانظروا لأنفسكم ، فوالله إن الرجل ليكون له الغنم فيها الراعي فإذا وجد رجلاً هو أعلم بغنمه من الذي هو فيها يخرجه ويجئ بذلك الرجل الذي هو أعلم بغنمه من الذي كان فيها ! والله لو كانت لأحدكم نفسان يقاتل بواحدة يجرب بها ثم كانت الأخرى باقية فعمل على ما قد استبان لها ! ولكن له نفس واحدة إذا ذهبت فقد والله ذهبت التوبة ، فأنتم أحق أن تختاروا لأنفسكم . إن أتاكم آت منا فانظروا على أي شئ تخرجون ؟ ولا تقولوا خرج زيد فإن زيداً كان عالماً وكان صدوقاً ولم يدعكم إلى نفسه ، إنما دعاكم إلى الرضا من آل محمد عليهم السلام ولو ظهر لوفى بما دعاكم إليه ، إنما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه ، فالخارج منا اليوم إلى أي شئ يدعوكم ؟ إلى الرضا من آل محمد عليهم السلام ؟ فنحن نشهدكم أنا لسنا نرضى به ! وهو يعصينا اليوم وليس معه أحد ، وهو إذا كانت الرايات والألوية أجدر أن لا يسمع منا ، إلا مع من اجتمعت بنو فاطمة معه ، فوالله ما صاحبكم إلا من اجتمعوا عليه » . « الكافي : 8 / 264 ، وعلل الشرائع / 577 » .
وفي الكافي : 8 / 295 : « عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت ، يعبد من دون الله عز وجل » .
النعماني / 194 و 195 عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت له : أوصني ، فقال : أوصيك بتقوى الله وأن تلزم بيتك وتقعد في دهماء هؤلاء الناس ، وإياك والخوارج منا فإنهم ليسوا على شئ ولا إلى شئ ! واعلم أن لبني أمية ملكاً لا يستطيع الناس أن تردعه ، وأن لأهل الحق دولة إذا جاءت ولاها الله لمن يشاء منا أهل البيت ، فمن أدركها منكم كان عندنا في السنام الأعلى ، وإن قبضه الله قبل ذلك خار له .
واعلم أنه لا تقوم عصابة تدفع ضيماً أو تعز ديناً إلا صرعتهم المنية والبلية حتى تقوم عصابة شهدوا بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وآله ، لا يوارى قتيلهم ، ولا يرفع صريعهم ، ولا يداوى جريحهم ! قلت : من هم ؟ قال : الملائكة » .
الكافي : 2 / 23 : « عن إسماعيل الجعفي قال : دخل رجل على أبي جعفر عليه السلام ومعه صحيفة ، فقال له أبو جعفر عليه السلام : هذه صحيفة مخاصم ، يسأل عن الدين الذي يقبل فيه العمل ، فقال : رحمك الله هذا الذي أريد ، فقال أبو جعفر عليه السلام : شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً صلى الله عليه وآله عبده ورسوله وتقر بما جاء من عند الله ، والولاية لنا أهل البيت والبراءة من عدونا ، والتسليم لأمرنا ، والورع والتواضع وانتظار قائمنا ، فإن لنا دولة إذا شاء الله جاء بها » .
وفي البرهان للمتقي الهندي / 174 : « عن مسند المحاملي أن الإمام الباقر عليه السلام قال : يزعمون أني أنا المهدي ، وإني إلى أجلي أدنى مني إلى ما يدَّعون » .
في غيبة النعماني / 87 : « عن داود بن كثير الرقي قال : دخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام بالمدينة فقال لي : ما الذي أبطأ بك يا داود عنا ؟ فقلت : حاجة عرضت بالكوفة ، فقال : من خلفت بها ؟ فقلت : جعلت فداك خلفت بها عمك زيداً ، تركته راكباً على فرس متقلداً سيفاً ، ينادي بأعلى صوته : سلوني سلوني قبل أن تفقدوني ، فبين جوانحي علم جم ، قد عرفت الناسخ من المنسوخ والمثاني والقرآن العظيم ، وإني لعَلَمٌ بين الله وبينكم . فقال لي : يا داود لقد ذهبت بك المذاهب ، ثم نادى : يا سماعة بن مهران إيتني بسلة الرطب ، فأتاه بسلة فيها رطب فتناول منها رطبة فأكلها واستخرج النواة من فيه فغرسها في الأرض ، ففلقت وأنبتت وأطلعت وأغدقت ، فضرب بيده إلى بسرة من عذق فشقها واستخرج منها رقاً أبيض ففضه ودفعه إليَّ ، وقال : إقرأه ، فقرأته وإذا فيه سطران : السطر الأول : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ! والثاني : إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرض مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، الحسن بن علي ، الحسين بن علي ، علي بن الحسين ، محمد بن علي ، جعفر بن محمد ، موسى بن جعفر ، علي بن موسى ، محمد بن علي ، علي بن محمد ، الحسن بن علي ، الخلف الحجة .
ثم قال : يا داود أتدري متى كتب هذا في هذا ؟ قلت : الله أعلم ورسوله وأنتم ، فقال : قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام » .
كما عالج الأئمة عليهم السلام تسرع المستعجلين في توقيت ظهورالإمام المهدي عليه السلام ، وكذبوا الموقتين رجماً بالغيب ، جهلاً أو تضليلاً للناس ! ففي الكافي : 1 / 368 : « عن الفضل بن يسار ، عن أبي جعفر عليه السلام قال قلت لهذا الأمر وقت ؟ فقال : كذب الوقاتون كذب الوقاتون كذب الوقاتون . إن موسى عليه السلام لما خرج وافداً إلى ربه واعدهم ثلاثين يوماً ، فلما زاده الله على الثلاثين عشراً قال قومه قد أخلفنا موسى ، فصنعوا ما صنعوا ! فإذا حدثناكم الحديث فجاء على ما حدثناكم فقولوا : صدق الله ، وإذا حدثناكم الحديث فجاء على خلاف ما حدثناكم به فقولوا : صدق الله ، تؤجروا مرتين » .
وفي الإمامة والتبصرة / 94 : « عن أبي عبيدة الحذاء قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذا الأمر ، متى يكون ؟ قال : إن كنتم تؤملون أن يجيئكم من وجه ، ثم جاءكم من وجه فلا تنكروه » .
النعماني / 289 : « عن محمد بن مسلم قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : يا محمد ، من أخبرك عنا توقيتاً ، فلا تهابن أن تكذبه ، فإنا لا نوقت لأحد وقتاً » .
ومثله غيبة الطوسي / 262 : « وفيه : من وقَّت لك من الناس شيئاً فلا تهابَنَّ أن تكذبه . . ما وقتنا فيما مضى ، ولا نوقت فيما يستقبل » .
وفي الكافي : 1 / 368 : « عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن القائم عليه السلام فقال : كذب الوقاتون ، إنا أهل البيت لا نوقت . وفيها : أبى الله إلا أن يخالف وقت الموقتين » .
الكافي : 1 / 368 : « عن عبد الرحمن بن كثير قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه مهزم فقال له : جعلت فداك أخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظر متى هو ؟ فقال : يا مهزم كذب الوقاتون وهلك المستعجلون ونجا المسلمون » .
وفي الكافي : 1 / 368 : « عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : يا ثابت إن الله تبارك وتعالى كان وقَّت هذا الأمر في السبعين ، فلما أن قتل الحسين صلوات الله عليه اشتد غضب الله تعالى على أهل الأرض ، فأخره إلى أربعين ومائة ، فحدثناكم فأذعتم الحديث ، فكشفتم قناع الستر ، ولم يجعل الله له بعد ذلك وقتاً عندنا ، ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب . قال أبو حمزة : فحدثت بذلك أبا عبد الله عليه السلام فقال : قد كان ذلك » .
وفي غيبة الطوسي / 263 ، والعياشي : 2 / 218 : « قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : إن علياً عليه السلام كان يقول : إلى السبعين بلاء وكان يقول بعد البلاء رخاء ، وقد مضت السبعون ولم نر رخاء ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام . . قد كان ذاك » .
وفي إثبات الوصية / 131 ، والخرائج : 1 / 178 : « معنى قوله : إلى السبعين بلاء ، أن الله عز وجل وقت الفرج سنة سبعين ، فلما قتل الحسين غضب الله على أهل ذلك الزمان فأخره إلى حين » .
وفي تحف العقول / 310 : « عن الإمام الصادق عليه السلام في حديث قال : يا ابن النعمان إن العالم لا يقدر أن يخبرك بكل ما يعلم ، لأنه سر الله الذي أسره إلى جبرئيل ، وأسره جبرئيل إلى محمد ، وأسره محمد إلى علي ، وأسره علي إلى الحسن ، وأسره الحسن إلى الحسين ، وأسره الحسين إلى علي ، وأسره علي إلى محمد ، وأسره محمد إلى من أسرَّه . فلا تعجلوا ، فوالله لقد قرب هذا الأمر ثلاث مرات فأذعتموه فأخره الله . والله ما لكم سر إلا وعدوكم أعلم به منكم » .
وفي الكافي : 8 / 362 : « عن زرارة ، قال : سأله حمران فقال : جعلني الله فداك ، لو حدثتنا متى يكون هذا الأمر فسررنا به ؟ فقال : يا حمران إن لك أصدقاء وإخواناً ومعارف ، إن رجلاً كان فيما مضى من العلماء وكان له ابن لم يكن يرغب في علم أبيه ، ولايسأله عن شئ ، وكان له جار يأتيه ويسأله ويأخذ عنه ، فحضر الرجل الموت فدعا ابنه فقال : يا بني إنك قد كنت تزهد فيما عندي ، وتقل رغبتك فيه ، ولم تكن تسألني عن شئ ، ولي جار قد كان يأتيني ويسألني ويأخذ مني ويحفظ عني ، فإن احتجت إلى شئ فأته وعرفه جارك . فهلك الرجل وبقي ابنه فرأى ملك ذلك الزمان رؤيا فسأل عن الرجل فقيل له قد هلك ، فقال الملك : هل ترك ولداً ؟ فقيل له نعم ترك ابناً ، فقال إئتوني به ، فبعث إليه ليأتي الملك ، فقال الغلام : والله ما أدري لما يدعوني الملك وما عندي علم ، ولئن سألني عن شئ لأفتضحن ، فذكر ما كان أوصاه أبوه به ، فأتى الرجل الذي كان يأخذ العلم من أبيه فقال له : إن الملك قد بعث إلي يسألني ولست أدري فيم بعث إليَّ ، وقد كان أبي أمرني أن آتيك إن احتجت إلى شئ ، فقال الرجل : ولكني أدري فيما بعث إليك ، فإن أخبرتك فما أخرج الله لك من شئ فهو بيني وبينك ، فقال : نعم ، فاستحلفه واستوثق منه أن يفي له ، فأوثق له الغلام فقال : إنه يريد أن يسألك عن رؤيا رآها أي زمان هذا ؟ فقل له : هذا زمان الذئب . فأتاه الغلام فقال له الملك : هل تدري لم أرسلت إليك ؟ فقال : أرسلت إلي تريد أن تسألني عن رؤيا رأيتها أي زمان هذا ؟ فقال له الملك : صدقت ، فأخبرني أي زمان هذا ؟ فقال له : زمان الذئب ، فأمر له بجائزة ، فقبضها الغلام وانصرف إلى منزله وأبى أن يفي لصاحبه ، وقال : لعلي لا أنفذ هذا المال ولا آكله حتى أهلك ، ولعلي لا أحتاج ولا أسأل عن مثل هذا الذي سئلت عنه ، فمكث ما شاء الله .
ثم إن الملك رأى رؤيا فبعث إليه يدعوه فندم على ما صنع ، وقال : والله ما عندي علم آتيه به ، وما أدري كيف أصنع بصاحبي وقد غدرت به ولم أف له ، ثم قال : لآتينه على كل حال ولأعتذرن إليه ولأحلفن له فلعله يخبرني ، فأتاه فقال له : إني قد صنعت الذي صنعت ولم أف لك بما كان بيني وبينك ، وتفرق ما كان في يدي ، وقد احتجت إليك فأنشدك الله أن لاتخذلني ، وأنا أوثق لك أن لا يخرج لي شئ إلا كان بيني وبينك ، وقد بعث إليَّ الملك ولست أدري عما يسألني ، فقال : إنه يريد أن يسألك عن رؤيا رآها أي زمان هذا ؟ فقل له : إن هذا زمان الكبش ، فأتى الملك فدخل عليه ، فقال : لما بعثت إليك ؟ فقال : إنك رأيت رؤيا ، وإنك تريد أن تسألني أي زمان هذا ، فقال له : صدقت : فأخبرني أي زمان هذا ؟ فقال : هذا زمان الكبش ، فأمر له بصلة ، فقبضها وانصرف إلى منزله ، وتدبر في رأيه في أن يفي لصاحبه أو لا يفي له ، فهمَّ مرة أن يفعل ومرة أن لا يفعل ، ثم قال : لعلي أن لا أحتاج إليه بعد هذه المرة أبداً وأجمع رأيه على ما صنع على الغدر ، وترك الوفاء فمكث ما شاء الله .
ثم إن الملك رأى رؤيا فبعث إليه فندم على ما صنع فيما بينه وبين صاحبه ، وقال : بعد غدر مرتين كيف أصنع ، وليس عندي علم ، ثم أجمع رأيه على إتيان الرجل ، فأتاه فناشده الله تبارك وتعالى وسأله أن يُعَلِّمه ، وأخبره أن هذه المرة يفي له وأوثق له وقال : لاتدعني على هذه الحال فإني لا أعود إلى الغدر وسأفي لك ، فاستوثق منه . فقال : إنه يدعوك يسألك عن رؤيا رآها أي زمان هذا ؟ فإذا سألك فأخبره أنه زمان الميزان . قال فأتى الملك فدخل عليه فقال له : لم بعثت إليك ؟ فقال : إنك رأيت رؤيا وتريد أن تسألني أي زمان هذا ، فقال : صدقت فأخبرني أي زمان هذا ؟ فقال : هذا زمان الميزان ، فأمر له بصلة فقبضها وانطلق بها إلى الرجل ، فوضعها بين يديه وقال : قد جئتك بما خرج لي فقاسمنيه ، فقال له العالم : إن الزمان الأول كان زمان الذئب ، وإنك كنت من الذئاب ، وإن الزمان الثاني كان زمان الكبش يهم ولا يفعل ، وكذلك كنت أنت تهم ولا تفي ، وكان هذا زمان الميزان وكنت فيه على الوفاء ، فاقبض مالك لا حاجة لي فيه ورده عليه » !
وقال في البحار : 14 / 497 : « إن لك أصدقاء وإخواناً : لعل المقصود من إيراد الحكاية بيان أن هذا الزمان ليس زمان الوفاء بالعهود ، فإن عرفتك زمان ظهور الأمر فلك أصدقاء ومعارف ، فتحدثهم به فيشيع الخبر بين الناس وينتهي إلى الفساد » .
أقول : معناه أن الإمام الباقر عليه السلام يعرف وقت ظهور المهدي عليه السلام ولكن يخشى أن يتسرب الخبر كما ذكر المجلسي رحمه الله ، فالأئمة عليهم السلام يعرفون وقت الظهور . ويؤيده أنهم أخبروا أنه كان سنة كذا وتأخر بسبب إذاعته .
وهنا بحث آخر : هل أن وقت الظهور محدد في علم الله تعالى ، لا يتغير ، أم يتغير تبعاً لحالة الناس أو دعائهم ، وهل يؤثر دعاؤنا في تعجيل الفرج وتقريب وقته ، أم تنحصر فائدته بنا كما قال عليه السلام في التوقيع : وأكثروا من الدعاء بتعجيل الفرج فإن في ذلك فرجكم ؟
وبحث آخر ، في معنى توقيت ظهوره عليه السلام ، ومعنى تأخيره بسبب فعل الناس ، وفي معنى مشيئة الله وقضائه وقدره ، والحكمة من إظهار أمر سيكون فيه البداء .
وبحث آخر ، في معنى نهي الأئمة عليهم السلام عن الخروج على الحاكم الظالم ، وهل يحتاج الخروج والثورة إلى قيادة المعصوم عليه السلام أو إذنه ، أم أنها أحاديث تختص بظرفها فقط ، والثورة واجبة على من يستطيع ، كما يرى السيد الخميني قدس سره . . وكلها بحوث مفيدة لكن لا يتسع لها هذا الكتاب .
الاكثر قراءة في قضايا عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة