بداية البث التلفزيوني المنتظم

كانت هيئة الإذاعة البريطانية في بريطانيا، وشركتا سي بي إس والإذاعة القومية بالولايات المتحدة هي الرائدة في تجارب البث التلفزيوني الأولى في العالم. وبدأت هيئة الإذاعة البريطانية BBC أول بث تلفزيوني منتظم عام 1936م، وذلك بالبث من قصر ألكسندرا في لندن. وتعتبر أيضاً أولى مؤسسات التلفزيون التي تقدم التصوير والبث الحي من خارج الإستوديوهات المغلقة.

وفي العام نفسه، وضعت شركة لاسلكي أمريكا والتي تمتلك شركة الإذاعة القومية إن بي سي - أجهزة استقبال في 150 منزلاً بمدينة نيويورك. وبدأت محطة نيويورك التابعة لشركة الإذاعة القومية أول بث تلفزيوني تجريبي لهذه المنازل. وكان أول برامجها برنامجا للرسوم المتحركة.

ومع حلول عام 1939م بدأت الشركة أول بث تلفزيوني منتظم في الولايات المتحدة الأمريكية، وبحلول عام 1951م غطّى البث التلفزيوني كامل الأراضي البريطانية والأمريكية.

وفي الخمسينيات حدثت زيادة هائلة في استخدام التلفزيون بظهور قنوات جديدة عمومية وتجارية في الدول الغربية، ويمكن أن نذكر هنا بعض البلدان على سبيل المثال لا الحصر أهمها:

ظهر أول نظام عملي للتلفزيون الملون في الولايات المتحدة عام 1953، وسمي نظام NTSC. وفي الستينيات أصبح تطور التلفزيون أكثر سرعة؛ بإدخال التلفزيون الملون في عدة دول بنظامين هما بال وسيكام، وبدأت هيئة الإذاعة البريطانية البث الملون المنتظم في عام 1966م على القناة الثانية.

أُطلق أول قمر صناعي للاتصالات التجارية في عام 1965م، ولقد جعلت الأقمار الصناعية البث التلفزيوني عالمي النطاق وتجاوز العوائق الجغرافية والحدود السياسية.

ولكن البث عبر الأقمار الصناعية للقنوات التلفزيونية أخذ وقتا ليصبح منتشرا في العالم وكانت البداية محصورة في أمريكا وأوروبا وفيما يتعلق بالتبادل الإخباري والنقل لبعض الفعاليات المهمة مباشرة على الهواء، ومع مرور الوقت وبحلول أوائل التسعينات أصبحت كثير من الدول في العالم قد دخلت عصر البث التلفزيوني الفضائي.

وخلال الثمانينيات أصبحت أجهزة الفيديو متاحة للاستخدام المنزلي. وتمكن كثير من المشاهدين من استئجار أو شراء أفلام سابقة التسجيل وتمتعوا بمشاهدتها في منازلهم. وفي الثمانينيات أيضًا ازداد استخدام الأقمار الصناعية في نقل البرامج التلفزيونية لمشتركي قنوات التلفزيون بالكابل.

ويستقبل بعض المشاهدين الإشارات التلفزيونية المنبعثة من الأقمار الصناعية باستخدام هوائي كبير يسمى الطبق، ولذلك ابتدأت بعض النظم الكبلية في خلط إشارتها لتمنع مالكي الأطباق من استقبال برامجهم دون دفع رسوم الاشتراك. وتعطي شركات التلفزيون الكبلي للمشتركين الذين لديهم أطباق الاستقبال أجهزةً، ليتسنى لهم استقبال البرامج.

وشكل الانتقال إلى التلفزيون الرقمي مع بداية العام 1990 ثورة اتصالية كبيرة في عالم التلفزيون، فتقنية التلفزيون الرقمية تعتمد على تحويل الإشارة المرئية من شكلها الأصلي التمثيلي إلى الشكل الرقمي، وقد تحولت كثير من قنوات التلفزيون ومنذ أواخر القرن العشرين إلى البث التلفزيوني الرقمي عن طريق الأقمار الصناعية.

ولم يكد هذا النظام من الانتشار في الكثير من دول العالم حتى ظهرت تقنية جديدة أكثر جودة وفعالية وهي التلفزيون عالي الدقة (HD)، حيث تتميز الصورة في التلفزيون عالي الدقة، بوضوح المعالم والتفاصيل الدقيقة فيها حتى في حالة تكبيرها على شاشة كبيرة بمساحة الحائط، بسبب زيادة عدد خطوط الشاشة، كما أن أجهزة الاستقبال بنظام عالي الدقة تعيد إنتاج الصوت رقميًا، أي شفرة عددية، تضاهي جودة الصوت فيها صوت الأقراص المدمجة.

ولقد بدأ إرسال محدود للتلفزيون عالي الدقة أو بتعبير أخر ذي الوضوح العالي في اليابان عام 1989م. ولم يشهد هذا النظام انتشارا في بقية العالم على مستوى القنوات التلفزيونية إلا بعد عقد من الزمن في السنوات الأولى من القرن الواحد والعشرين.

مواضيع ذات صلة

سلبيات البث الفضائي العربي

مميزات البث الفضائي العربي

تصنيف القنوات الفضائية العربية

الأقمار الفضائية العربية

تطور الأقمار الصناعية

الإستوديو التلفزيوني

التلفزيون في العالم العربي

التلفزيون كوسيلة إعلام

تاريخ التلفزيون في العالم

مميزات التلفزيون

واقع الفضائيات العربية

اغلق التلفزيون وابدأ الحياة