اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الأنباء
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
الأنترنيت والتلفزيون، من المنافسة المحمومة الى الاندماج والتكامل
المؤلف:
جودت هوشيار
المصدر:
السلطة الخامسة
الجزء والصفحة:
ص 90-94
2025-05-19
103
الأنترنيت والتلفزيون، من المنافسة المحمومة الى الاندماج والتكامل
لو ألقينا نظرة على تأريخ وسائل الإعلام لتبين لنا أن ظهور وسائل إعلامية جديدة لا يعني بالضرورة، انحسار أو زوال سابقاتها، فعلى سبيل المثال، لم يؤد ظهور التلفزيون الى اختفاء الراديو أو السينما والتلفزيون لم يختف بظهور الشبكة العنكبوتية (الأنترنيت)، والتأثير القوي لوسائل الاتصال الرقمية في عالم اليوم لم يكن على حساب الوسائل التقليدية ويبدو أن الوسائل القديمة والجديدة، يمكن أن تتعايش وتتفاعل معا وان تكمل الواحدة منها الأخرى وتساعدها على انتشار أوسع.
ولكن الوسائل القديمة - لكي تحافظ على مكانتها - مضطرة الى التكيف مع التطور السريع للتكنولوجيا الرقمية، فالتلفزيون اليوم لم يعد كما كان بالأمس القريب، واضطر الى إدخال تغيير جذري في البرامج التي يقدمها من أجل اجتذاب المشاهدين والصمود أمام المنافسة القوية المتنامية للأنترنيت.
ولا أحد - بين خبراء الإعلام - يعرف على وجه الدقة نتائج هذه المنافسة المحمومة، التي ستكون من دون شك طويلة وشاقة. أو بتعبير آخر، هل سيتمكن التلفزيون من الصمود أمام الأنترنيت ووسائل الإعلام الرقمية الأخرى، التي تتصدر اليوم المشهد الإعلامي وأصبحت تستحوذ على اهتمام الجمهور على نحو متزايد وتقتحم جميع مجالات النشاط البشري وبضمنها المجالات المتنوعة للإعلام والتثقيف والترفيه؟
الأستبيانات التي أجريت مؤخراً في بلدان متباينة التطور والثقافات تشير الى نتائج مختلفة:
ففي الدول النامية، التي ما زال انتشار الأنترنيت فيها محدوداً وبضمنها العراق، نرى ان التلفزيون فعال ويحظى بشعبية واسعة ويعد المصدر الرئيس للأخبار وتغطية الأحداث السياسية والرياضية الساخنة وعرض الأفلام السينمائية والمسلسلات الدرامية والكوميدية ونقل وقائع الندوات والمؤتمرات والحفلات وغير ذلك الكثير. أما في الدول الغربية المتقدمة، فأن الصورة مغايرة الى حد كبير، حيث تشير تلك النتائج الى ان شبكة الإنترنيت تتفوق على التلفزيون في النقل الفوري للأخبار وتحديثها على مدار الساعة والنشر الفوري للآراء والتعليقات وعرض المضامين المرئية التي ينتجها ويخرجها ملايين من مستخدمي الأنترنيت أضافة الى أجراء المكالمات الهاتفية المجانية لقاء أجور زهيدة وتقديم خدمات كثيرة للمشاهدين وبضمنها برامج المحادثة (الشات) والبريد الالكتروني، وخدمات أخرى كثيرة ومنوعة.
ازدهار أم تضخم؟
خلال السنوات القليلة الماضية تضاعف عدد القنوات التلفزيونية في العالم حوالي عشر مرات ويتوقع أن يستمر هذا النمو في المستقبل المنظور. وهذا يعني ان قطاع التلفزيون عموما يشهد ازدهاراً أو بتعبير أدق توسعاً أفقياً. ويدل على زيادة الطلب عليه. فعدد المشاهدين للأحداث السياسية والرياضية الساخنة هائل للغاية وقد تصل الى عشرات وربما الى مئات الملايين من البشر.
وكما قلنا آنفاً فأن التلفزيون أستطاع الاحتفاظ بمكانته بأعتباره الوسيلة الإعلامية الأكثر شعبية في العالم النامي والصمود أمام المنافسة القوية للأنترنيت في الدول المتقدمة ولم يكن هذا الصمود أمرا تلقائياً أو هيناً، فقد اضطر الى اجراء تغيير كبير، سواء في محتوى الرسالة الإعلامية أو في صيغ وأشكال تقديم البرامج المختلفة.
ان نشرات الأخبار التي تقدمها القنوات التلفزيونية ما زالت لها جمهور كبير ولكن الفرق هو ان المشاهدين يعرفون اليوم كل ما يجري في عالمنا فور وقوعها عن طريق الأنترنيت ولم تعد نشرات الأخبار في التلفزيون المصدر الرئيس للأخبار العالمية، فالأنترنيت أسرع في نقل الأخبار أولاً بأول. وأخذت البرامج الاخبارية للتلفزيون في مجاراة الأنترنيت واللجوء الى أساليب أكثر تشويقاً في تقديم الأخبار والتقارير واشراك المحللين السياسيين وما أكثرهم هذه الأيام - في التعليق على الأحداث الساخنة ومناقشة تداعياتها المحتملة.
نهاية الرقابة:
سمحت شبكة الأنترنيت بوضع نهاية للرقابة الحكومية على مضامين المواد الإعلامية. ولم يعد بإمكان التلفزيون أن يلزم الصمت أو يتجاهل بعض الأخبار والحوادث الحساسة التي تهم الجمهور، في حين تزخر بها المواقع الالكترونية بشتى لغات العالم.
ظاهرة (الويكيليكس) انتشرت بسرعة البرق وثمة اليوم مئات المواقع التي تقدم بأشكال مختلفة (نصوص) صور فيديوات كل ما يحدث وراء كواليس السياسة والمال. ولا يمكن للتلفزيون بعد اليوم ان يتغاضى عن نقلها، والشيء المدهش في شبكة الأنترنيت هو قدرتها على تخطي الحدود على نحو جعل كل محاولات الرقابة الحكومية بلا معنى، ولكن هذا لا يعني ان الرقابة انتهت تماما، وثمة أنظمة شمولية تحاول حجب الشبكة كلياً أو جزئياً (مواقع الكترونية معينة) ولكنها لن تنجح في مسعاها لسببين:
أولهما ان ذلك يعد خرقاً فاضحا لحرية التعبير ويلقى الاستهجان من المجتمع الدولي - وهذا ما شاهدناه خلال ثورة 25 شباط / فبراير 2011 في مصر حين حاول نظام مبارك قطع شبكة الأنترنيت لبضعة أيام وأضطر تحت ضغط المجتمع الدولي الى اعادتها. وثانيهما أن الشبكة نفسها لديها الوسائل الكفيلة بتخطي الحواجز والوصول الى أية نقطة في العالم.
ان شبكة الأنترنيت هي الوسيلة الإعلامية الفائقة - لأنها مزيج من ثلاث وسائل إعلامية (مقروءة مسموعة مرئية) - التي أضحت اليوم تؤثر في الممارسات الإعلامية والسلوك البشري، حيث لم تعد ثمة اية حدود بين العام والخاص. وسارع التلفزيون الى ركوب الموجة وازاحة الموانع والقيود الاجتماعية جانبا وكل شيء أخذ يتحول الى الترفيه وهذا تغيير جدي للغاية.
شبكة الأنترنيت أزالت أيضاً الفواصل التي كانت قائمة بين الإعلاميين وبين القراء والمستمعين والمشاهدين. وبفضل الأنترنيت اصبح المتلقي مساهما في المضمون الاعلامي. ويقول الإعلاميون في الغرب (من محررين ومصورين)، بأن تخصصاتهم تتلاشى وينتقل دورهم الى الناس العاديين.
ولا يقتصر الأمر على شبكة الأنترنيت بل أن كل من يظهر على شاشة التلفزيون يغدو مهنيا ولم نشاهد من قبل قط هذا العدد الكبير من المحللين السياسيين والخبراء في شتى مجالات الحياة، الذين يتكاثرون كالفطر بعد المطر.
اندماج وتكامل:
يمكنك اليوم مشاهدة البرامج التلفزيونية من دون التلفزيون، تستطيع تشغيل جهاز الكومبيوتر ومشاهدة البرامج التلفزيونية المفضلة لديك في الوقت المناسب لك. ومن اي مكان تشاء، من خلال تقنيات البحث والتصفية المتوفرة في الشبكة، مما يدل على ان التلفزيون لا يزال قوي التأثير لدرجة انه حتى أولئك الذين لا يحبون الجلوس أمام التلفزيون، يشاهدون البرامج التلفزيونية على شبكة الإنترنيت وعلى الهواتف الذكية.
ولكن التلفزيون اضطر الى أجراء تغيير كبير في المحتوى الإعلامي الذي يوجد فيه الآن ايقاع اكثر وصلات مع مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يمكن مثلا مشاهدة جميع برامج التلفزيون على التويتر. وتحميل الأفلام السينمائية ومشاهدتها حتى بعد انتهاء عرضها في دور السينما أو على شاشات التلفزيون. والحقيقة هي أن شبكة الإنترنيت أعطت دفعة قوية للتلفزيون، وبعثت فيه دماء جديدة.
كيف سيكون تلفزيون الغد؟
تعمل عدد من شركات تكنولوجيا المعلومات في السنوات الأخيرة على التوصل الى تقنية جديدة تسمح بالتزاوج بين التلفزيون والأنترنيت وبضمنها شركة (غوغل) التي قامت بطرح تقنية جديدة اسمها ( Google TV ) قد تكون الأنجح من بين ما تم التوصل اليه حتى الآن.