موضوع علم الكلام
المؤلف:
محمد جعفر الاسترآبادي المعروف بــ(شريعتمدار)
المصدر:
البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة
الجزء والصفحة:
67-69/ج1
12-08-2015
6263
اعلم أنّ موضوع كلّ علم ما يبحث فيه عن عوارضه الذاتيّة التي
تعرض لذاته أو لجزئه أو لأمر يساويه ، كالتعجّب العارض للإنسان لذاته ، والحركة
بالإرادة اللاحقة له بواسطة أنّه حيوان ، والضحك العارض له بواسطة التعجّب المساوي
في الوجود.
وموضوع هذا العلم هو المبدأ والمعاد ؛ لكون البحث فيه عن
عوارضهما الذاتيّة ولو بحسب الاعتبار في الصفات الثبوتيّة الحقيقيّة ، وكذا الوجود
أو الصانع الواجب من حيث هو صانع لغرض عائد إلى العباد في المعاد.
وحكي عن المتقدّمين من علماء الكلام أنّهم جعلوا موضوعه
الموجود بما هو موجود ؛ لرجوع مباحثه إليه ، لكون نظرهم في أعمّ الأشياء ، وهو
الموجود المنقسم إلى القديم والمحدث المنقسم إلى الجوهر المنقسم إلى الحيوان
والنبات والجماد ،
وإلى العرض المنقسم إلى ما يشترط فيه الحياة كالعلم والقدرة
، وما لا يشترط فيه كالطعم واللون .
وفيه نظر ؛ لعدم انحصار الأمر في الموجود ، وعدم اقتصار
النظر على صرف الوجود.
وعن القاضي الأرموي ـ من المتأخّرين ـ أنّ موضوع علم الكلام
ذات الله تعالى ؛ لأنّه يبحث عن صفاته الثبوتيّة والسلبيّة ، وأفعاله المتعلّقة
بأمر الدنيا : ككيفيّة صدور العالم عنه بالاختيار ، وحدوث العالم ، وخلق الأعمال ،
وكيفيّة نظام العالم بالبحث عن النبوّة وما يتبعها ؛ أو بأمر الآخرة كبحث المعاد
وسائر السمعيّات ، فيكون الكلام هو العلم الباحث عن أحوال الصانع من صفاته
الثبوتيّة والسلبيّة وأفعاله المتعلّقة بأمر الدنيا والآخرة .
وتبعه صاحب الصحائف ـ على ما حكي عنه ـ إلاّ أنّه زاد فجعل
الموضوع ذات الله من حيث هي ، وذوات الممكنات من حيث إنّها تحتاج إلى الله ، وجهة
الوحدة هي الوجود ، فكان هو العلم الباحث عن أحوال الصانع وعن أحوال الممكنات من
حيث احتياجها إلى الله تعالى على قانون الإسلام ، بناء على كون البحث عن الأمور
العامّة ونحوها استطرادا موجبا لتكميل الصناعة ، أو على سبيل الحكاية لكلام
المخالف، قصدا إلى تزييفه أو لتوقّف بعض المسائل .
وفيه أيضا نظر.
وعن أكثر المتأخّرين : أنّ موضوع علم الكلام هو المعلوم من
حيث يتعلّق به إثبات العقائد الدينيّة ، كما أنّه يبحث عن أحوال الصانع من القدم
والوحدة والإرادة وغيرها ، وأحوال الجسم والعرض من الحدوث والافتقار والتركيب من
الأجزاء وقبول الفناء ، ونحو ذلك ممّا هي عقيدة إسلاميّة أو وسيلة إليها.
وكلّ هذا بحث عن أحوال المعلوم ، يعني مفهومه لا مصداقه وإن
كان محمولات المسائل أخصّ منه ، بناء على أنّ العرض الذاتي يجوز أن يكون أخصّ من معروضه
.
__________________
(4)
انظر : « شرح المقاصد » 1 : 173.
الاكثر قراءة في مصطلحات عقائدية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة