معجزة نزول المطر ببركة دعائه   					
				 
				
					
						
						 المؤلف:  
						 الشيخ عباس القمي					
					
						
						 المصدر:  
						منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل					
					
						
						 الجزء والصفحة:  
						ج2,ص51-52.					
					
					
						
						11-04-2015
					
					
						
						7168					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				روى الشيخ الطبرسي في الاحتجاج و غيره عن ثابت البناني قال: كنت حاجا و جماعة عبّاد البصرة مثل أيوب السجستاني و صالح المرّي و عتبة الغلام و حبيب الفارسي و مالك بن دينار، فلمّا دخلنا مكة رأينا الماء ضيقا و قد اشتد بالناس العطش لقلّة الغيث ففزع إلينا أهل مكة و الحجّاج يسألونا أن نستسقي لهم.
 فأتينا الكعبة و طفنا بها ثم سألنا اللّه خاضعين متضرّعين بها، فمنعنا الاجابة فبينما نحن كذلك إذا نحن بفتى قد أقبل قد أكربته أحزانه و أقلقته أشجانه، فطاف بالكعبة أشواطا ثم أقبل علينا فقال: يا مالك بن دينار، و يا ثابت البناني، و يا أيوب السجستاني و يا صالح المري و يا عتبة الغلام، و يا حبيب الفارسي، و يا سعد و يا عمر، و يا صالح الاعمى ... فقلنا: لبيك و سعديك يا فتى.
 فقال: اما فيكم أحد يحبّه الرحمن؟ فقلنا: يا فتى علينا الدعاء و عليه الاجابة، فقال: ابعدوا من الكعبة، فلو كان فيكم أحد يحبّه الرحمن لأجابه.
ثم أتى الكعبة فخرّ ساجدا فسمعته يقول في سجوده: «سيدي بحبك لي الّا سقيتهم الغيث» .
 قال فما استتم الكلام حتى أتاهم الغيث كأفواه القرب، فقلت: يا فتى من أين علمت انّه يحبّك؟ قال: لو لم يحبني لم يستزرني، فلمّا استزارني علمت انّه يحبني فسألته بحبّه لي فأجابني  ثم ولّى عنّا و أنشأ يقول:
من عرف الرب فلم تغنه                   معرفة الرب فذاك الشقي
ما ضرّ في الطاعة ما ناله                  في طاعة اللّه و ما ذا لقي
ما يصنع العبد بغير التقى                  و العزّ كلّ العزّ للمتقي
فقلت: يا أهل مكة من هذا الفتي؟ قالوا: عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السّلام) .
 يقول المؤلف: لا عجب من نزول المطر بدعائه (عليه السلام) بل أهون عبيد مولانا عليّ بن الحسين (عليه السلام) لو طلب المطر من اللّه، لأنزله لأجله، أ ما سمعت قول المسعودي في اثبات الوصية نقلا عن سعيد بن المسيب حيث قال: قحط الناس يمينا و شمالا فمددت عيني فرأيت شخصا أسود على تل قد انفرد، فقصدت نحوه فرأيته يحرك شفتيه فلم يتم دعاءه حتى أقبلت غمامة فلمّا نظر إليها حمد اللّه و انصرف و ادركنا المطر حتى ظنناه المغرق، فأتبعته حتى دخل دار عليّ بن الحسين (عليه السلام) .
 فدخلت إليه فقلت له: يا سيدي في دارك غلام أسود تفضل عليّ بيعه، فقال: يا سعيد و لم لا يوهب لك، ثم أمر القيم على غلمانه يعرض كل من في الدار عليه، فجمعوا فلم أر صاحبي بينهم، فقلت: فلم أره، فقال: انّه لم يبق الّا فلان السائس، فأمر به فاحضر فإذا هو صاحبي، فقلت له: هذا هو.
 فقال له: يا غلام ان سعيدا قد ملكك فامض معه، فقال لي الأسود: ما حملك على أن فرقت بيني و بين مولاي، فقلت له: إنّي رأيت ما كان منك على التل، فرفع يده الى السماء مبتهلا ثم قال: ان كانت سريرة ما بينك و بيني قد اذعتها عليّ فاقبضني إليك، فبكى عليّ بن الحسين (عليه السلام) و بكى من حضره، و خرجت باكيا.
فلمّا صرت الى منزلي وافاني رسوله فقال لي: ان أردت أن تحضر جنازة صاحبك فافعل، فرجعت معه و وجدت العبد قد مات بحضرته .
 
				
				
					
					
					 الاكثر قراءة في  مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)					
					
				 
				
				
					
					
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة