فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

يسألُ البعضُ وخصوصاً الشبابُ لماذا ينبغي عليَّ أنْ أصبِرَ حتى أنالَ ما أُريدُ؟

ولا يَشُكُّ أحَدٌ أَنَّ الصَّبرَ يحتاجُ الى طاقةٍ نفسيّةٍ كافيةٍ لِضبطِ الذّاتِ؛ لأنَّ المفهومَ الأساسيَّ للصبرِ هوَ حَملُ النَّفسِ على التزامِ القِيَمِ معَ الإحساسِ بألمِ الضغوطاتِ الداخليّةِ والخارجيّةِ في طريقِ تحقيقِ الأهدافِ ورَفعِ المكارِهِ.

فهوَ ليسَ مفهوماً يختَزِلُ مَعنى السُّكونِ والتَّجَمُّدِ والاتِّكاليّةِ؛ كما يتوَهَّمُ البعضُ بل هوَ يختَزِلُ معاني القُوَّةِ والحُرِّيةِ والعَملِ والشَّجاعةِ والثّباتِ والوفاءِ والصّدقِ وكثيرٍ مِنَ المعاني السّاميةِ.

ويرتبطُ الصّبرُ بعامِلِ بناءِ الذّاتِ على القِيَمِ وبدونِهِ لا يُمكِنُ بناءُ الذّاتِ مُطلَقاً، ولهذا تَعَشَّقَ مفهومُ الصّبرِ بالدّينِ؛ لأنَّ الدينَ يستَنِدُ على منظومةِ القِيَمِ الأخلاقيّةِ، ورأسُها الصّبرُ!

عنِ الإمامِ جعفَرٍ الصادِق -عليهِ السَّلامُ-قالَ: " الصَّبرُ مِنَ الإيمانِ بمنزلةِ الرأسِ مِنَ الجَّسَدِ، فإذا ذهبَ الرأسُ ذهبَ الجَّسَدُ، كذلكَ إذا ذهبَ الصَّبرُ ذهبَ الإيمانُ ".

لذا يُعاني الإنسانُ المُعاصِرُ مِن مِشاكِلَ نفسيّةٍ كثيرةٍ، فيعتَبِرُ البعضُ أنَّ قضيّةَ الصّبرِ تعني إضاعةَ الوقتِ وغيابَ التخطيطِ الناجحِ، كما أنَّهُ دعوةٌ للتَّراجُعِ والخُنوعِ والخُضوعِ! فلماذا يصبِرُ الإنسانُ؟

لهذا يلجَأُ البعضُ الى اختيارِ طُرُقٍ تُخَفِّفُ مِن شعورِهِ بالضَّغطِ النفسيِّ أو الخارجيِّ في حياتِهِ كاللّجوءِ الى شُربِ الكُحُولِ أو تناوُلِ المُخدِّراتِ أو الوقوعِ في وَحْلِ الغَرائزِ وإشباعِها عِبرَ الفَواحِشِ؛ أو إدمَانِ تَصَفُّحِ الهاتِفِ الذّكيِّ ومُتابَعَةِ الأفلامِ وغيرِها كمُتَنَفَّسٍ وهُروبٍ مِنَ الواقِعِ!

وقد يختارُ البعضُ الانتحارَ!! وهيَ مرحلةُ الفَشَلِ الكبيرةِ في تَقَبُّلِ الذاتِ أو التَّكَيُّفِ معَ الواقعِ والحياةِ لحينِ تحقيقِ أهدافِهِ ورَغَباتِهِ أو انتهاءِ الأزمةِ!

ولكي يتعلَّمَ الإنسانُ مَلَكَةَ الصَّبرِ؛ عليهِ أنْ ينظُرَ لصُنعِ اللهِ في الكونِ كيفَ أنَّهُ –سُبحانَهُ-خلقَ السمواتِ والأرضَ في سِتَّةِ أيّامٍ معَ نفوذِ قُدرتِهِ وعَظمَةِ أمرِهِ –سُبحانَهُ-ففي هذا درسٌ وعِبرَةٌ معرفيّةٌ وأخلاقيّةٌ مِنْ أنَّ الحياةَ تجري على نظامِ المُقتَضياتِ والاستحقاقِ ولا يُمكِنُ أنْ تحصُلَ الأمورُ بكَبسَةِ زِرٍّ، أو مَسحَةٍ لمصباحِ عَلاءِ الدِّين!