Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
أمّ أبيها

منذ 8 ساعات
في 2025/11/09م
عدد المشاهدات :8
-في أفياء المدينة، حيث تمتزج أنسام الوحي بعبق النبوّة، كان بيت صغير يضجّ بالنور، ويضوع منه عطر الرحمة والمحبّة، بيت فاطمة الزهراء (عليها السلام)، التي ورثت عن أبيها الحنان كلّه، فكانت له بردًا وسلامًا، وسكينةً بعد عناء، وبلسمًا لجراحٍ أدمت قلبه الشريف في طريق الرسالة.
كانت إذا دخلت على أبيها، تهشّ له بوجهٍ كالقمر، وتفرش له قلبها قبل يديها، تسكب الماء ليغتسل، وتعدّ له الطعام وإن قلّ، وتغسل ثيابه بدموع المحبّة قبل قطرات الماء. لم تكن تخدمه خدمة ابنةٍ لأبيها، بل كانت تفيض عليه حبّ أمٍّ فقدها صغيرًا، فوهبته روحها ليجد في ظلّها دفء الحنان المفقود.
وذات يومٍ في أُحد، حين سال الدم من جبين النبيّ الطاهر، هرعت فاطمة كحمامةٍ فزعة، تمسح دمه بيديها المرتجفتين، وحين لم ينقطع النزف، جمعت حصيرًا فأحرقته، وذرّت رماده على الجرح، فانقطع الدم كأنّ الرحمة نزلت على يديها. نظر إليها رسول الله (ص) بعينٍ تغمرها الدموع، وقال في سره: ما أعظمكِ يا فاطمة، أنتِ ابنتي... وأمّي أيضًا.
وفي يومٍ آخر، جاءت إليه بكسرة خبزٍ يابسة، قد خبزتها لابنيها الحسن والحسين (عليهما السلام)، فاقتطعت منها لقمةً يسيرة وقدّمتها لأبيها. نظر إليها وسألها برقةٍ تشوبها رهبة:
ـ ما هذه يا فاطمة
قالت بخجلٍ وابتسامةٍ تضيء وجهها:
ـ يا أبتاه، هي من قرصٍ اختبزته لابنيّ، أحببت أن أقدّم لك منه كسرة.
فأخذها رسول الله (ص) بين يديه وقال:
ـ يا بُنيّة، إنّها لأول طعامٍ يدخل فم أبيك منذ ثلاثة أيّام...
كانت تلك الكسرة في عين النبيّ أعظم من موائد الدنيا، لأنّها عجنت بالحبّ الخالص، وسُقيت بدمع البرّ والوفاء.
ومنذ ذلك الحين، كلّما عاد النبيّ من سفرٍ أو غزوة، كانت فاطمة أول من يستقبله، يبتسم لرؤيتها كما يبتسم الظمآن للغيث. يقبّل يدها، ويجلس عند قدميها كأنّما يستريح في حضن أمّه، فيجد في دفء أنفاسها ما يعينه على حمل الرسالة الثقيلة.
وهكذا كانت الزهراء...
لم تكن ابنة أبيها فحسب، بل كانت قلبه النابض، وأمه الثانية، وسرّ سكينته في دنيا تملؤها الجراح.
ومن هنا نطق النبيّ بالحقيقة الخالدة، وهو يشير إلى فلذة كبده قائلاً:
"فاطمة أمّ أبيها."
الانقسام الاجتماعي في العراق من التناحر إلى الوحدة الإيمانية رؤية قرآنية
بقلم الكاتب : وائل الوائلي
إن العراق، ذلك البلد المبارك الذي ازدان بضياء النهرين وتراث الأنبياء، ظلّ عبر تاريخه الحديث يعاني من آفة التناحر والانقسام، حتى كادت نيران الفرقة أن تلتهم أخضرَه ويابسَه. ولئن تعددت مظاهر هذا الانقسام بين حزبيةٍ طاغية، وعشائريةٍ متجذرة، وطائفيةٍ مميتة، فإن المنهج القرآني يظلّ المنار الوضاء الذي... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى.... المزيد
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان...
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ...
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...


منذ 6 ايام
2025/11/03
عندما نقرا تاريخ الكرة الاسيوية ونحدد فترة معينة يمكن من خلالها معرفة من هم كبار...
منذ 1 اسبوع
2025/11/02
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء الثالث والسبعون: عودة الميكانيكا البوهمية: لماذا...
منذ 1 اسبوع
2025/10/31
عندما نفكّر اليوم في القنبلة النووية تنبثق أمامنا صورة طاقة هائلة تُطلق في لحظات...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )