أهم القوى التي تعوق الفرد عن التمتع بالصحة النفسية:
سوف نتحدث عن أربعة معوقات فقط نري أنها الأشد تأثيرا علي صحة الفرد النفسية وهي:
(الإحباط - الصراع النفسي - فقدان الهدف في الحياة - التشاؤم)
1- الإحباط:
نحن نسلك في حياتنا سلوكا مدفوعا يهدف الي اشباع حاجات و دوافع وعندما تعترضنا عقبة تحول دون إشباع دوافعنا وحاجاتنا فإننا نتعرض للإحباط.
اذن الاحباط حالة انفعالية غير سارة ، شعور بالفشل و خيبة الأمل ، يبدأ بإدراك و وعيك بأن ثمة عقبة تعترض مسارك وتحول دون إشباع دوافعك و حاجاتك ، ومن هنا يصيبك شعور بالفشل و الضيق و القلق.
وجميعنا نواجه الشعور بالإحباط و في مختلف مراحل عمرنا في الطفولة والمراهقة و الشباب و الشيخوخة..لكن ردود أفعالنا تجاه الإحباط تتباين وتختلف.. بعضنا تكون له ردود أفعال إيجابية إزاء المواقف الإحباطية وبعضنا تكون له ردود أفعال سلبية تجاه المواقف الإحباطية...
والوقاية من الإحباط عمل ضروري لتحقيق السعادة ومهمة أساسية في سبيل تحقيق صحتك النفسية و يجب أن تلازم جهودنا خلال عملية التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة.
2- الصراع النفسي:
الصراع النفسي مصطلح لحالة من التوتر ناتجة عن وجود دافعية متناقضة أو عدة دوافع متناقضة في موقف معين ، وهذا الناقض يجعلك مترددا لا تقدر علي إشباع أحد الدافعين أو الدوافع المتناقضة.
والصراع النفسي يتعرض له الجميع حتي الأطفال ، من ذلك أن يجد الطفل نفسه حائرا بين رغبته في إرضاء الوالدين في مقابل إشباع أحد دوافعه أو حاجاته.
3- فقدان الهدف في الحياة:
إن الشخص الذي يعيش بلا هدف و يسلك من غير غاية هو شخص يعرض صحته النفسية للخلل و الاعتلال و يفقد الكثير من مظاهر التوافق النفسي والاجتماعي ، والإنسان الذي يعيش بلا هدف في الحياة حتما يصاب بالفراغ و اللامبالاة و الشك و يعجز عن إقامة علاقات اجتماعية ناجحة.
4- التشاؤم :
التشاؤم حالة انفعالية غير سارة تتضمن توقعا سلبيا تجاه الأشخاص و المواقف و الأحداث المستقبلية. وعندما نقول إن التشاؤم هو توقع سلبي للأحداث المقبلة فهذا يعني أن الشخص المتشائم ينتظر حدوث الأسوأ و يتوقع الشر و خيبة الأمل و الفشل.
وجدير بالذكر في هذا المقام أن نشير إلى بعض العوامل المساعدة التي تحقق للفرد درجة عالية من الصحة النفسية ، وهي على النحو التالي :
1- اجعل لحياتك قيمة وغاية:
عندما تحقق بعض المهام ، عندما تنجز أشياء هامة في حياتك مثل النجاح والتفوق في الدراسة أو العمل والمهنة أو الرياضة أو البحث العلمي أو العمل الاجتماعي إلى غير ذلك .. فإنك تجعل لحياتك قيمة وغاية .. تأمل ماذا يصنع المبدعون والمخترعون ، إنهم يطورون حياتنا ، يجعلونها أكثر جمالا ومتعة ورفاهية ، إنهم سعداء بما يصنعون و فيما يصنعون و لقد وجدوا لحياتهم معنى و هدفا.
2- الحب:
الحب أيضا يساعدك في فهم الحياة و إدراكها ، الحب طاقة روحية فعالة ، تجعل لحياتك معنى و غاية ، الحب يحقق لك الوعي و الإدراك وهذا يساعدك في فهم الحياة والتخطيط لأهدافك بها.
3- واجه معاناتك وحولها إلى وسائل للانتصار:
لا شك أنك ستواجه بعض المعاناة ، بعض المحن ، بعض الآلام .. في كل مرة تواجه فيها شيئا من هذا اكتشف معنى حياتك ، واجه معاناتك أيا كان نوعها أو شكلها أو حجمها ، واجه بشجاعة.
إن الاخفاق ، المرض ، الفقر ، الوحدة ، الفقد .. كلها فرص للانتصار و البطولة .. لو تعاملت مع معاناتك بهذا الفهم سوف تحولها إلى إنجاز و انتصار.
4- التوافق الجيد و المواجهة الإيجابية للضغوط:
فحياتك لا تخلو من التحولات و التغيرات و التبدلات .. و كل ذلك يصنع ضغوطا علي الإنسان .. وهذه التغيرات تحتاج منك أن تحدث تعديلا أو تغييرا في السلوك ، مما يتطلب حينئذ وجود المرونة النفسية.
و هنا يجدر بنا أن نعرض بعض الأمور التي تساعدك في تحقيق التمتع بالمرونة النفسية الايجابية و منها: الصبر و الصمود العفو و التسامح الثقة بالنفس- التفاؤل وعدم اليأس الإقدام و المبادرة تقبل النقد و التعلم من الأخطاء فهم الواجبات و المهام و المسئوليات التفاعل الاجتماعي الإيجابي .. وغير ذلك من سمات و خصائص يتميز بها أصحاب المرونة النفسية الإيجابية.
أخيرا يجب أن تعي جيدا أن المرونة النفسية الايجابية هي طريقك المضمون لتحقيق الصحة النفسية و الشعور بالسعادة و لبناء اتصال فعال و تواصل ناجح ولاكتساب نظرة إيجابية للحياة.
5- التفاؤل:
التفاؤل اتجاه عام إيجابي يشمل جوانب الحياة الحالية و المستقبلية. التفاؤل قوة دافعة نحو تحقيق رغبات وأهداف مستقبلية. التفاؤل ميل لبناء توقعات إيجابية خاصة بالمواقف والأحداث الصعبة التي من المحتمل وقوفها في سبيل طموحات وأهداف الفرد. التفاؤل نظرة استبشار نحو المستقبل تجعلك تتوقع الأفضل وتنتظر حدوث الخير ، تجعلك ترى النجاح و تستبعد ما خلا ذلك من توقعاتك.
إن توقعاتك التفاؤلية تجاه الأحداث سوف تساعدك علي تحقيق أهدافك بدلا من فقدان الأمل في تحقيقها .. و سوف تجعلك متقبلا للحياة مجاهدا فيها متمتعا بصحة نفسية وجسمية وعقلية سوية ، قادرا علي تجاوز أية ضغوط أو مشكلات .. وسوف يجعلك تشعر دوما بالبهجة والرضا عن الذات وعن الحياة بوجه عام.
فإذا كان التفاؤل يقدم لنا هذا القدر الهائل من السعادة والبهجة والسرور والنجاح فكيف نحافظ علي نعمة التفاؤل كيف نواجه التشاؤم و نتخلص منه
إليك بعض الطرق التي سوف تساعدك إن شاء الله في التخلص من التشاؤم ، وهي: تعامل مع الناس بشكل مختلف .. تعامل مع نفسك بشكل مختلف .. ابدأ في صنع القرارات .. قم بتغير ما لا تحبه قدر المستطاع .. أحط نفسك بالتأثيرات الإيجابية .. كن مؤمنا بالله و متوكلا عليه.







وائل الوائلي
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN