تعتبر زراعة النخيل وإنتاج التمور من الموروثات العريقة في مناطقنا، وتستدعي تحقيق أعلى مستويات الإنتاجية والجودة تطبيق سلسلة من العمليات الزراعية الدقيقة التي تُعنى بعذوق النخيل منذ مراحل تكوينها الأولى وحتى الحصاد. هذه العمليات تضمن نموًا صحيًا للثمار وحمايتها من العوامل البيئية والآفات والأمراض، مما ينعكس إيجابًا على كمية وجودة المحصول.
1. التلقيح:
تُعد عملية التلقيح الخطوة الأولى والأساسية في تكوين الثمار. النخيل نبات ثنائي المسكن، أي توجد أشجار مذكرة تحمل الأزهار الذكرية وأشجار مؤنثة تحمل الأزهار الأنثوية. لضمان الإخصاب وتكوين الثمار، يجب نقل حبوب اللقاح من الأزهار الذكرية إلى الأزهار الأنثوية. يتم ذلك عادةً بالطرق اليدوية التقليدية، حيث يقوم العامل بقطف الشماريخ الذكرية الناضجة ونفضها على العذوق المؤنثة بعد تفتحها. كما توجد طرق ميكانيكية حديثة للتلقيح تُستخدم في المزارع الكبيرة لتوفير الوقت والجهد.
2. خف الثمار:
بعد عملية التلقيح وتكوين العقد الصغير للثمار، قد تحتاج بعض أصناف النخيل إلى عملية خف. تهدف هذه العملية إلى تقليل عدد الثمار في العذق الواحد لتحسين حجم وجودة الثمار المتبقية. عن طريق إزالة بعض الشماريخ أو جزء من الثمار في الشماريخ المتبقية، تحصل الثمار المتبقية على كمية أكبر من الغذاء والماء، مما يؤدي إلى زيادة حجمها وتحسين مظهرها ونسبة السكر فيها. يتم تحديد نسبة الخف بناءً على صنف النخيل وعمر الشجرة وحجم العذوق.
3. حماية العذوق:
خلال فترة نمو وتطور الثمار، تتعرض العذوق للعديد من المخاطر التي قد تؤثر على جودة المحصول. تشمل هذه المخاطر:
الآفات والأمراض: هناك العديد من الآفات الحشرية والأمراض الفطرية التي تستهدف ثمار النخيل. لحماية العذوق، يتم تطبيق برامج مكافحة متكاملة تشمل استخدام المبيدات الحشرية والفطرية المناسبة في الأوقات المحددة، بالإضافة إلى اتباع ممارسات زراعية جيدة تقلل من انتشار الآفات والأمراض.
الظروف الجوية: يمكن أن تؤدي الظروف الجوية القاسية مثل ارتفاع درجات الحرارة الشديدة، والأمطار الغزيرة، والرطوبة العالية، والرياح القوية إلى تلف الثمار وتشققها وتساقطها. لحماية العذوق من هذه الظروف، يتم استخدام أغطية خاصة مصنوعة من مواد مختلفة مثل القماش أو الورق أو البلاستيك. توفر هذه الأغطية حماية من أشعة الشمس المباشرة والأمطار والرياح، كما تساعد في الحفاظ على رطوبة مناسبة حول الثمار.
الطيور والقوارض: تتسبب الطيور والقوارض في أضرار كبيرة للثمار الناضجة. يمكن استخدام الشباك أو الأكياس لتغطية العذوق ومنع وصول هذه الحيوانات إليها.
4. التدعيم والربط:
مع ازدياد حجم ووزن الثمار في العذق، قد تحتاج بعض الأصناف ذات العذوق الكبيرة والمتدلية إلى عملية تدعيم أو ربط. يتم ذلك باستخدام حبال أو أسلاك لرفع العذق وتثبيته على السعف أو الجذع، مما يمنع انكساره أو ملامسته للأرض، وبالتالي الحفاظ على الثمار من التلف.
5. المتابعة والمراقبة:
تتطلب عمليات خدمة عذوق النخيل متابعة دقيقة ومستمرة لحالة العذوق والثمار. يجب فحص العذوق بشكل دوري للكشف المبكر عن أي علامات للإصابة بالآفات أو الأمراض أو الأضرار الناتجة عن الظروف الجوية. كما يجب مراقبة نمو وتطور الثمار وتحديد الوقت المناسب للتدخل بالعمليات الزراعية المختلفة مثل الخف والحماية والتدعيم.
إن الاهتمام بعمليات خدمة عذوق النخيل وتنفيذها بشكل صحيح وفي التوقيت المناسب يلعب دورًا حاسمًا في تحقيق إنتاجية عالية وجودة متميزة للتمور. هذه العمليات تضمن الحصول على ثمار صحية وكبيرة الحجم وذات مظهر جذاب وقيمة تسويقية عالية، مما يعود بالنفع على المزارعين ويساهم في تعزيز قطاع زراعة النخيل.







وائل الوائلي
منذ 5 ساعات
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN