Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
"بين آراء الجميع وحكمة الإمام السجاد: نصنع الفارق لحياة بالسلم والسلام"

منذ 6 شهور
في 2025/04/28م
عدد المشاهدات :3581
بيت القصيد
"اللهم وانطقني بالهُدى، والهمني التقوى، ووفقني للتي هي أزكى."



هذا الاقتباس يجمع بين:

الهُدى لاختيار الرأي الصائب وسط ضوضاء الآراء المتضاربة.

التقوى كأساس أخلاقي يبعدنا عن أهواء الشهرة أو المحتوى السطحي.

التي هي أزكى أي الأحسن والأرفع، بما يحقق سلامًا داخليًا وينعكس على علاقتنا بالآخرين.
في عالمنا المعاصر، تتعدد الآراء وتتسارع الأصوات من كل اتجاه. مع تزايد عدد الآراء والمقترحات التي نسمعها يوميًا، نجد أنفسنا في حالة من الارتباك والضياع أحيانًا، خاصة عندما نكون بحاجة إلى حكمة ورؤية واضحة تساعدنا في اتخاذ قرارات صائبة. كثيرًا ما ننصت إلى آراء الجميع، إلا أننا قد نغفل عن الاستماع إلى تلك التي تأتي من حكمة شخص كان قريبًا من الله، شخص مثل الإمام علي بن الحسين السجاد عليه السلام.

الإمام السجاد، الذي عاش في فترة كان فيها التحديات السياسية والاجتماعية في أوجها، لم يكن يتحدث بكلمات عابرة أو نصائح سطحية. بل كان يتوجه بكلامه إلى قلوب الناس وأرواحهم، ويسعى لتحقيق سلوكيات تعزز من قيم السلم والسلام في المجتمع. في دعائه المعروف، يظهر لنا الإمام السجاد كيف يمكن لنا أن نصنع الفارق في حياتنا وحياة من حولنا. وهو بذلك يضع أمامنا معايير فكرية وعاطفية تتجاوز مجرد التفاعلات اليومية إلى أبعاد أعمق.

التأمل في كلمات الإمام السجاد:

في دعاء الإمام السجاد، نجد الكثير من العبر التي يمكن أن تنير طريقنا في كيفية التعامل مع الآراء والأفكار التي نواجهها. فعندما نطالع كلمات مثل: "اللهم اجعلني من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه"، ندرك كيف أن الحكمة ليست مجرد أخذ النصيحة، بل هي قدرتنا على التمييز بين الآراء ومقارنة ما هو صالح وما هو نافع. في عالم مليء بالآراء المتضاربة، نجد أن الاستماع بحذر والتفكير العميق في ما يُقال هو سبيلنا الوحيد لاكتساب الحكمة.

التمييز بين آراء الجميع وحكمة السجاد:

ما يميز الإمام السجاد عن غيره من المتحدثين في عصره هو أنه كان يعبر عن رؤيته من منطلق القرب من الله. في كثير من الأحيان، نشعر بالضياع بسبب كثرة الآراء التي تأتي إلينا من كل جهة، سواء عبر وسائل الإعلام أو من خلال المحيطين بنا. لكن الحكمة التي كان يطرحها الإمام السجاد تتسم بالعمق الروحي والإنساني. فهو كان يدعو إلى تبني السلوك الحسن والأخلاق السامية، وينبّه إلى أن المعيار الأساسي في اتخاذ القرار هو ما يعين على بناء حياة سلمية مليئة بالتفاهم والاحترام المتبادل.

السلم والسلام كقيمة إنسانية:

عندما نتأمل دعاء الإمام السجاد، نلاحظ تركيزه على معاني السلام الداخلي والخارجي. فالحياة الطيبة التي يسعى الإمام لتحقيقها في قلوب الناس هي تلك التي تؤمن بمبدأ السلم الداخلي قبل كل شيء. فقط من خلال السلام الداخلي نستطيع أن نبني مجتمعًا يسوده الهدوء والاحترام المتبادل. وهذا هو الفارق الأكبر بين آراء الجميع وحكمة السجاد: أنه كان يتحدث عن سلام حقيقي ينبع من الإيمان بالله، وليس مجرد توافق اجتماعي زائف.

كيف نصنع الفارق بحياة مليئة بالسلم والسلام

لنأخذ من كلمات الإمام السجاد منارةً في حياتنا اليومية. في عالم مليء بالتحديات، يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع الآخرين. علينا أن نميّز بين ما يتناسب مع قيمنا ومبادئنا وما يتناقض معها. الفارق بين مجرد اتباع الآراء العشوائية وبين اتخاذ قرارات حكيمة يكمن في قدرتنا على الاستماع والتفكير العميق، مثلما كان الإمام السجاد يسعى لتوجيه أتباعه في طريق الإصلاح والتوازن.

في النهاية، يجب أن نضع نصب أعيننا أن الحكمة الحقيقية لا تأتي من كثرة الآراء المتداولة، بل من السعي لتحقيق السلم الداخلي الذي يقودنا للسلام في علاقتنا مع الآخرين.

اعضاء معجبون بهذا

الانقسام الاجتماعي في العراق من التناحر إلى الوحدة الإيمانية رؤية قرآنية
بقلم الكاتب : وائل الوائلي
إن العراق، ذلك البلد المبارك الذي ازدان بضياء النهرين وتراث الأنبياء، ظلّ عبر تاريخه الحديث يعاني من آفة التناحر والانقسام، حتى كادت نيران الفرقة أن تلتهم أخضرَه ويابسَه. ولئن تعددت مظاهر هذا الانقسام بين حزبيةٍ طاغية، وعشائريةٍ متجذرة، وطائفيةٍ مميتة، فإن المنهج القرآني يظلّ المنار الوضاء الذي... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى.... المزيد
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان...
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ...
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...


منذ 6 ايام
2025/11/03
عندما نقرا تاريخ الكرة الاسيوية ونحدد فترة معينة يمكن من خلالها معرفة من هم كبار...
منذ 1 اسبوع
2025/11/02
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء الثالث والسبعون: عودة الميكانيكا البوهمية: لماذا...
منذ 1 اسبوع
2025/10/31
عندما نفكّر اليوم في القنبلة النووية تنبثق أمامنا صورة طاقة هائلة تُطلق في لحظات...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )