جاء في كتاب موازين الهداية ومراتبها المؤلف للدكتور نور الدين أبو لحية: ما ورد في الأحاديث النبوية: من الأحاديث الواردة في هذا الباب في المصادر الشيعية:عن الإمام الصادق قال: أتى رجل رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فقال: يا رسول الله إني جئتك أبايعك على الإسلام، فقال له رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: أبايعك على أن تقتل أباك، قال: نعم، فقال له رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: (إنا والله لا نأمركم بقتل آبائكم، ولكن الآن علمت منك حقيقة الإيمان، وأنك لن تتخذ من دون الله وليجة، أطيعوا آباءكم فيما أمروكم، ولا تطيعوهم في معاصي الله). وعن الإمام الصادق قال: قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم: (الإسلام عريان فلباسه الحياء، وزينته الوفاء، ومروءته العمل الصالح، وعماده الورع، ولكل شيء أساس وأساس الإسلام حبنا أهل البيت). وعن الإمام الصادق: قال: إن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم كان يسير في بعض ميسره فقال لأصحابه: يطلع عليكم من بعض هذه الفجاج شخص ليس له عهد بإبليس منذ ثلاثة أيام، فما لبثوا أن أقبل أعرابي قد يبس جلده على عظمه وغارت عيناه في رأسه، واخضرت شفتاه من أكل البقل، فسأل عن النبي صلی الله علیه وآله وسلم في أول الرفاق حتى لقيه، فقال له: اعرض علي الإسلام، فقال: قل أشهد أن لا إله إلا الله وأني محمد رسول الله، قال: أقررت، قال تصلي الخمس، وتصوم شهر رمضان، قال: أقررت، قال: تحج البيت الحرام، وتؤدي الزكاة، وتغتسل من الجنابة، قال: أقررت فتخلف بعير الاعرابي ووقف النبي صلی الله علیه وآله وسلم فسأل عنه فرجع الناس في طلبه فوجدوه في آخر العسكر قد سقط خف بعيره في حفرة من حفر الجرذان فسقط فاندقت عنق الاعرابي وعنق البعير، وهما ميتان، فأمر النبي صلی الله علیه وآله وسلم فضربت خيمة فغسل فيه ثم دخل النبي فكفنه، فسمعوا للنبي حركة فخرج وجبينه يترشح عرقا وقال: إن هذا الاعرابي مات وهو جائع، وهو ممن آمن ولم يلبس إيمانه بظلم، فابتدره الحور العين بثمار الجنة يحشون بها شدقه، هذه تقول: يا رسول الله اجعلني في أزواجه، وهذه تقول: يا رسول الله اجعلني في أزواجه.
وعن ما ورد عن أئمة الهدى يقول الدكتور أبو لحية في كتابه: وهي أحاديث كثيرة، وقد قسمناها بحسب من وردت عنهم، وأحيانا قد يرد الحديث الواحد عن أكثر من إمام، وهو يدل على ما أشرنا إليه سابقا من أن كل أحاديثهم من مشكاة واحدة. ما روي عن الإمام الصادق عن علاقة الاسلام والايمان: عن سفيان بن المسط قال: سأل رجل الإمام الصادق عن الإسلام والإيمان، ما الفرق بينهما فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه ثم التقيا في الطريق وقد أزف من الرجل الرحيل فقال له الإمام الصادق: كأنه قد أزف منك رحيل فقال: نعم، فقال: فالقني في البيت، فلقيه فسأله عن الإسلام والإيمان ما الفرق بينهما فقال: الإسلام هو الظاهر الذي عليه الناس شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصيام شهر رمضان، فهذا الإسلام، وقال: الإيمان معرفة هذا الأمر، مع هذا فان أقر بها ولم يعرف هذا الأمر كان مسلما وكان ضالا. و قال الإمام الصادق: (إن الإيمان يشارك الإسلام، ولا يشاركه الإسلام، إن الإيمان ما وقر في القلوب، والإسلام ما عليه المناكح والمواريث وحقن الدماء، والإيمان يشرك الإسلام والإسلام لا يشرك الإيمان). وعن الكناني قال: قلت للإمام الصادق: أيهما أفضل الإيمان أم الإسلام فان من قبلنا يقولون: إن الإسلام أفضل من الإيمان، فقال: الإيمان أرفع من الإسلام، فأوجدني ذلك، قال: ما تقول فيمن أحدث في المسجد الحرام معتمدا قلت: يضرب ضربا شديدا قال: أصبت.. فما تقول فيمن أحدث في الكعبة متعمدا قلت: يقتل، قال: أصبت ألا ترى أن الكعبة أفضل من المسجد، وإن الكعبة تشرك المسجد، والمسجد لا يشرك الكعبة، وكذلك الإيمان يشرك الإسلام والإسلام لا يشرك الإيمان. و قال الإمام الصادق: (إن القلب ليترجج فيما بين الصدر والحنجرة، حتى يعقد على الإيمان، فاذا عقد على الإيمان قر وذلك قول الله: "وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ" (التغابن 11)، أي يسكن). وعن عبد الرحيم القصير قال: كتبت مع عبد الملك إلى الإمام الصادق أسأله عن الإيمان ما هو فكتب إلي مع عبد الملك بن أعين: (سألت رحمك الله عن الإيمان، والإيمان هو الإقرار باللسان، وعقد في القلب، وعمل بالأركان، والإيمان بعضه من بعض، وهو دار، وكذلك الإسلام دار، والكفر دار، فقد يكون العبد مسلما قبل أن يكون مؤمنا، ولا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما، فالإسلام قبل الإيمان، وهو يشارك الإيمان، فاذا أتى العبد كبيرة من كبائر المعاصي أو صغيرة من صغائر المعاصي التي نهى الله عز وجل عنها كان خارجا من الإيمان، ساقطا عنه اسم الإيمان، وثابتا عليه اسم الإسلام، فان تاب واستغفر عاد إلى دار الإيمان ولا يخرجه إلى الكفر إلا الجحود والاستحلال، بأن يقول للحلال هذا حرام، وللحرام هذا حلال، ودان بذلك، فعندها يكون خارجا من الإسلام والإيمان، داخلا في الكفر، وكان بمنزلة من دخل الحرم، ثم دخل الكعبة وأحدث في الكعبة حدثا فاخرج عن الكعبة، وعن الحرم، فضربت عنقه، وصار إلى النار).
ويستطرد الدكتور نور الدين أبو لحية عن ما روي عن الإمام الصادق عن علاقة الاسلام والايمان قائلا: عن عبد الله بن مسكان، عن بعض أصحابه، عن الإمام الصادق قال: قلت له ما الإسلام فقال: (دين الله اسمه الإسلام، وهو دين الله قبل أن تكونوا حيث كنتم، وبعد أن تكونوا، فمن أقر بدين الله فهو مسلم، ومن عمل بما أمر الله عز وجل به فهو مؤمن). قال الإمام الصادق: (الإسلام غير الإيمان، وكل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو ومؤمن، ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، وأصحاب الحدود مسلمون، ولا مؤمنون ولا كافرون، فان الله تبارك وتعالى لا يدخل النار مؤمنا وقد وعده الجنة ولا يخرج من النار كافرا وقد أوعده النار، والخلود فيها، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فأصحاب الحدود فساق، لا مؤمنون ولا كافرون، ولا يخلدون في النار، ويخرجون منها يوما ما، والشفاعة جائزة لهم، وللمستضعفين إذا ارتضى الله عز وجل دينهم). وعن أبي بصير قال: سألت الإمام الصادق: ما الإيمان فجمع لي الجواب في كلمتين فقال: الإيمان بالله وأن لا تعصي الله، قلت: فما الإسلام فجمعه في كلمتين فقال: من شهد شهادتنا، ونسك نسكنا، وذبح ذبيحتنا. قال الإمام الصادق: (لو أن العباد وصفوا الحق وعملوا به، ولم يعقد قلوبهم على أنه الحق ما انتفعوا). و قال الإمام الصادق في قول الله تعالى: "سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا" (الإسراء 77): (هي سنة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن كان قبله من الرسل وهو الإسلام). وقال الإمام الصادق: (الإيمان أن يطاع الله فلا يعصى). و قال الإمام الصادق: (لا يخرج المؤمن من صفة الإيمان إلا بترك ما استحق أن يكون به مؤمنا، وإنما استوجب واستحق اسم الإيمان ومعناه بأداء كبار الفرائض موصولة، وترك كبار المعاصي واجتنابها، وإن ترك صغار الطاعة وارتكب صغار المعاصي فليس بخارج من الإيمان، ولا تارك له مالم يترك شيئا من كبار الطاعة، وارتكاب شيء من المعاصي، فما لم يفعل ذلك فهو مؤمن لقول الله: "إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا" (النساء 31) يعني مغفرة ما دون الكبائر، فان هو ارتكب كبيرة من كبائر المعاصي كان مأخوذا بجميع المعاصي صغارها وكبارها معاقبا عليها معذبا بها).







وائل الوائلي
منذ 3 ساعات
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN