Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
آيات قرآنية في كتاب الأديان والمذاهب من مناهج جامعة المدينة العالمية (ح 7)

منذ 10 شهور
في 2025/01/12م
عدد المشاهدات :1090
بيت القصيد
تتضمن فقرات الكتاب التي لها علاقة بالآيات القرآنية: دراسة الأديان، معنى وعناصر ووحدة وضرورة وانحراف وفطرة الدين، الدين السماوي والوضعي، الملة والنحلة، الشريعة والمنهاج، موقف الإسلام من الأديان، العقيدة والذات الالهية، اليهودية، التوراة والتلمود، ايمان اليهود، نبوة والوهية عيسى، النصرانية أو المسيحية، الدين المصري والصيني والهندي والفارسي، الكنفشيوسية والمانوية، والديانات القديمة. حلقات هذه السلسلة تنشر في مواقع مختلفة.
جاء في كتاب الأديان والمذاهب من مناهج جامعة المدينة العالمية: يستمر الكتاب عن نشأة العقيدة الإلهية، والرد على من قال بتطور العقيدة مبينا: والأدلة التي تؤكد أن الناس كانوا على التوحيد، ثم انحرفوا عنه ما قاله الله تعالى: "كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" (البقرة 213)، وقوله تعالى: "وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ" (يونس 19). يقول الأستاذ الدكتور/ نوح الغزالي رحمه الله: "إنه الإعجاز القرآني دون شك يلخص القصة الإنسانية في آية واحدة في نشأتها الأولى على الإيمان الحق، وفيما طرأ عليها من أهواء البشر، ونزغات الشيطان، وهو تلخيص في نفس الآية لكل مراحل الإنسانية، وهي تتكرر فيها العودة إلى الفطرة الأصيلة عن طريق نبي يتفضل المولى سبحانه وتعالى بإرساله، ثم تنتكس لتعيد الجاهلية الأولى بصورة، أو بأخرى حتى كانت النبوة الخاتمة "فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ" (البقرة 213). والطرف العقلي: فقط هو الذي حِدَا بقلة من المفسرين أن يذهبوا إلى أن الآية لم تقرر على الإيمان، أو على الكفر أمة واحدة حتى إذا ما طولبوا بالدليل عجزوا عنه والنص القرآني السابق يؤكد أن الناس كانوا أمة واحدة على الإيمان في أول نشأة الإنسان، وأن الكفر هو الذي طرأ عليه فبعث الله تعالى له النبيين. ويؤكد الرازي والقفال هذا بأدلة واضحة منها: "فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ" (البقرة 213) أن هذا يدل على أن الأنبياء -عليهم السلام- إنما بعثوا حين الاختلاف، ويؤكد ذلك قراءة ابن مسعود "كان الناس أمة واحدة؛ فاختلفوا فبعث الله النبيين" فالفاء في قوله: "فبعث" تدل على الترتيب السببي، وتقتضي أن يكون بعثهم بعد الاختلاف، ولو كان قبل ذلك أمة واحدة على الكفر لكانت بعثة الرسل قبل هذا الاختلاف أولى؛ لأنهم بعثوا عندما كان بعضهم محقًّا، وبعضهم مبطلًا، ولن يبعثوا عندما يكونون كلهم مصرين على الكفر فهذا أولى. دليل آخر أن الله تعالى حكم بأن الناس: "كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً" ثم درجنا فيه فاختلفوا بحسب دلالة الدليل، وقراءة ابن مسعود والظاهر أنه الاتفاق والحاصل المشار إليه بقوله: "كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً" كان قبل الاختلاف الذي حدث بسبب العداوة والبغي والحسد، دليل ثالث آدم عليه السلام لما بعثه الله رسولًا لأولاده الكل كانوا مسلمين مطيعين لله، ولم يحدث الاختلاف إلا بسبب البغي والحسد عندما قتل قابيل هابيل، كما هو ثابت في الآية الكريمة: "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ" (المائدة 27). هذا الصراع الذي انتهى إلى جريمة القتل أنهما كانا يتنافسان على القربى إلى الله تعالى، ويغمط أحدهما أخاه؛ لأنه تقبل من أخيه دونما يتقبل منه، وهنا ينتهز الشيطان تلك الفرصة وقعد لابن آدم بكل طريق؛ فدفعه إلى الحسد والحقد عليه حتى إذا ما سولت له نفسه قتل أخيه لم يعرف كيف يقتله ويتخلص منه، فتمثل له إبليس يضرب بالحجر رجلًا فقلده، ولم يعرف كيف يدفنه فعلمه الغراب دفن الموتى؛ فالحوار بين الأخوين يدل على معرفتهما بالله تعالى: "إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ" (المائدة: 27) "إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ" (المائدة 28) "فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ" (المائدة 29) دلالة واضحة على الإيمان بالله واليوم الآخر.

وعن العقيدة الإلهية يبين الكتاب: أنه لما غرقت الأرض بالطوفان لم يبق إلا أهل السفينة، وكلهم كانوا على الحق والدين الصحيح ثم اختلفوا بعد ذلك كما قال ابن عباس -رضي الله عنهما- كان بين نوح وآدم عشرة قرون كلهم على شريعة الحق فاختلفوا، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين، ومن الأدلة الآية الكريمة "أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى" (الأعراف 172). وقد كانت بعد خلق آدم عليه السلام والحديث: (كل مولود يولد على الفطرة) مما يؤكد أن الإنسان كان على التوحيد من البداية، وأن الشرك والوثنية أمر عارض على الإنسانية، وأن المقصود بآية البقرة ويونس بأن كون الكفر باطلًا، وتزييف طريق عبادة الأصنام، وتقرير أن الإسلام هو الدين الفاضل؛ فوجب أن يكون المراد بقوله: كان الناس، وأنهم كانوا أمة واحدة على الإسلام؛ فلما وقع الناس في الشرك بعث الله الرسل، قال تعالى: "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ" (النحل 36) فالآية صريحة الدلالة على أن الله تعالى بعث في كل أمة، وفي كل جماعة رسولًا يأمرهم بعبادة الخالق سبحانه وتعالى وهي عقيدة التوحيد "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا" (الروم 30). وكما في الحديث القدسي: (إني خلقت عبادي حنفاء؛ فَاجْتَالَتْهُم الشياطين عن دينهم) فالمعنى: أن الله تعالى خلق عباده يدينون بالتوحيد، فجاءتهم الشياطين وحولتهم عن التوحيد إلى الشرك والوثنية؛ فهذا هو الحق الذي ندين لله عز وجل به؛ والحمد لله على نعمة التوحيد، وعلى نعمة الإسلام والإيمان.

وعن اليهودية من حيث التسمية والنشأة: لغةً اليهودية مأخوذة من كلمة "هود " والهود في اللغة العربية يعني: التوبة يقال: هاد يهود هودًا وتهوَّد: تاب، ورجع إلى الحق فهو هائد، وفي كتاب الله تعالى "إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ" (الأعراف 156) أي: تبنا إليك، وهو قول مجاهد، وسعيد بن جبير، وإبراهيم. قال ابن سيده: وليس هذا بقوي، وقالوا: اليهود فأدخلوا الألف واللام فيها على إرادة النسب يريدون اليهوديين، وقوله تعالى: "وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ" (الأنعام 146) معناه: دخلوا في اليهودية، وقال الفراء في قوله تعالى: "وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى" (البقرة 111) قال: يريد يهودًا، فحذفت الياء الزائدة، ورجع إلى الفعل من اليهودية. أما اليهود اصطلاحًا: فهم قوم موسى عليه السلام جاءهم برسالته، ونزلت فيهم التوراة من عند الله تعالى، وذلك قبل ميلاد عيسى عليه السلام بثلاثة عشر قرنًا تقريبًا؛ فهذا هو المشهور وأذكر هنا أمرًا لابد منه أن اليهود، وإن كانوا قوم موسى عليه السلام لكن اليهودية ليست دين موسى عليه السلام فموسى عليه السلام ما جاء إلا بالإسلام كما أسلفنا من قبل، ودليل ذلك قول الله تعالى: "وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْم إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" (يونس 84-86) واشتد إيذاء فرعون لأتباع موسى عليه السلام فقالوا له: "وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ" (الأعراف 126). لكن هؤلاء القوم عرفوا بعد باسم اليهود، قلنا إن نسبة إلى قبيلة يهوذ التي عربت بقلب الذال دالًّا؛ فصارت يهودا أو من قولهم: "إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ" (الأعراف 156). قد ظهرت هذه التسمية بعد موسى عليه السلام فكيف نرجعها إلى عصور ما قبل موسى عليه السلام ولعل الراجح في هذه التسمية أنها بسبب توبتهم مع موسى عليه السلام مأخوذة من قولهم: "إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ" (الأعراف: 156) لأن هذه التسمية عرفت مع أيام موسى عليه السلام. من الأسماء التي اشتهر بها القوم بنو إسرائيل، وكلمة إسرائيل مركبة من جزأين "إسرا" ومعناها عبد، وإئيل ومعناها الله، فمعنى الكلمة عبد الله، والمراد به يعقوب عليه السلام حفيد إبراهيم، وابن إسحاق -عليهم السلام- فقد جاء في التوراة: "وظهر الله ليعقوب فباركه، وقال له: اسمك يعقوب لا يكون من بعد اسمك يعقوب، بل إسرائيل يكون اسمًا فسماه إسرائيل، ولا بأس فجل الأنبياء والرسل وصفوا بهذا الوصف عبد الله عباد الله: "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا" (مريم 41) أو قوله تعالى: "وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ" (ص 45) كذا "وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ" (ص 17) "وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ" (الجن 19) يراد به النبي محمد عليه الصلاة والسلام، فكذا سمي يعقوب بعبد الله، لكن أن يقال سماه الله كذلك بسبب ما جاء في التلمود: "أنه قام يصارع الرب، وكاد أن يغلب الرب؛ فمنحه الرب هذا النيشان، وذلك الوسام، وقال له: دعني يا يعقوب، وأنت من الآن إسرائيل" فهذا من كفر اليهود، ومن تخريفاتهم التي اشتملت عليها كتبهم المحرفة.

وعن التوراة والتلمود: اعترف القرآن الكريم بالتوراة التي أنزلها الله تعالى على موسى عليه السلام ومدحها في آيات كثيرة من ذلك قوله تعالى: "اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ" (آل عمران 2-4) وقوله تعالى: "إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ" (المائدة 44). وقد أخبرنا القرآن الكريم بأن اليهود قد امتدت أيديهم إلى التوراة فحرفوها، وبدلوها وأخفوا منها ما لا يتفق مع أهوائهم وشهواتهم كما قال تعالى: "أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ" (البقرة 75-79). كما قال تعالى: "يَا أَهْل الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ" (المائدة 15) كما قال تعالى أيضًا: "فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ" (المائدة 13). نرى أن سند التوراة الحالية منقطع، وأنها كتبت بعد موسى عليه السلام بأزمنة مختلفة وبأياد متعددة، ورحم الله الشيخ رحمة الله الهندي فقد تناول في الكلام على أسفار العهدين العتيق والجديد، أي: التوراة والإنجيل كل باب من أبوابها، واستشهد من كلام مؤرخيهم وعلمائهم على تبيان المطعون فيه من الأبواب والآيات، وبين بالحجج الدامغة: أنه لا يوجد لدى علمائهم سند متصل لأيِّ كتابٍ من كتب العهدين ثم تناول بعد ذلك ما في الكتابين من الاختلاف والأغلاط، ثم عقد بابًا خاصًّا؛ لإثبات التحريف في كتب العهدين القديم والجديد مصداقًا لقوله تعالى: "يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ" (النساء 46). وعن المصدر الثاني لليهودية: التلمود: فما هو التلمود وما اشتمل عليه، وهل هو تلمود واحد أم أكثر نشير إلى بعض الحقائق حول هذا التلمود الذي كان مخفيًّا حينًا من الزمان، والذي لا يعرفه كثير من الناس. فأقول بادئ ذي بدء: قد علمت أن الأسفار المقدسة عند اليهود ليست هي التوراة وحدها، بل هذا التلمود كتاب مقدس آخر يعتبرونه في منزلة لا تقل عن منزلة التوراة، بل على العكس من ذلك هو أرقى، وأقدس في نظر اليهود من التوراة.

اعضاء معجبون بهذا

الانقسام الاجتماعي في العراق من التناحر إلى الوحدة الإيمانية رؤية قرآنية
بقلم الكاتب : وائل الوائلي
إن العراق، ذلك البلد المبارك الذي ازدان بضياء النهرين وتراث الأنبياء، ظلّ عبر تاريخه الحديث يعاني من آفة التناحر والانقسام، حتى كادت نيران الفرقة أن تلتهم أخضرَه ويابسَه. ولئن تعددت مظاهر هذا الانقسام بين حزبيةٍ طاغية، وعشائريةٍ متجذرة، وطائفيةٍ مميتة، فإن المنهج القرآني يظلّ المنار الوضاء الذي... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى.... المزيد
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان...
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ...
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...


منذ 1 اسبوع
2025/11/03
عندما نقرا تاريخ الكرة الاسيوية ونحدد فترة معينة يمكن من خلالها معرفة من هم كبار...
منذ 1 اسبوع
2025/11/02
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء الثالث والسبعون: عودة الميكانيكا البوهمية: لماذا...
منذ اسبوعين
2025/10/31
عندما نفكّر اليوم في القنبلة النووية تنبثق أمامنا صورة طاقة هائلة تُطلق في لحظات...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )