لا شكّ أنّ الحياة التي نعيشها، لو نظرنا لمجرياتها بموضوعيّة تضمن سلامة النتائج ؛ كي نحفظ ما لنا وما علينا فنصل إلى معرفة معطيات الأحداث بصورة صحيحة وتشخيص دقيق فيكون قرارنا وفق الأطر العقلائيّة ليست على وتيرة واحدة وهذه سمتها وسنّتها.
الحياة دروس وعبر لا ينتفع منها إلّا من كان له واعظ من نفسه وسعة أفق فلا تدفعك الحياة لإرتكاب ما يربك مسيرتك في أيّ مجال صالح للمؤمن العاقل، وتجعلك مفرّطاً، ببهرجة نصرك ونجاحك، عندما ترى أن بوادر علامات بدر اقتربت، وجيوش الكسل والخمول وتشتت الذهن انقشعت عن سماء ظرفك التي كانت ملبّدة بها فعليك بالثبات والصبر.
وإن توالت عليك الخيبات والنكبات فهي أحد الحياة التي تريك أجلى صور التراجع والاستضعاف وعليك بالصبر، كما قال الشاعر:
قد عِيلَ صَبرُك والظَّلْماءُ داجِيَةٌ
فاصبِرْ قليلًا لَعَلَّ الصُّبْحَ ينبَلِجُ
فالصبر مفتاح الفرج، وباب نجاة الصابرين، ورفعة مقام المؤمن عند الله سبحانه وتعالى كما روى أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه (صلى الله عليه واله): "..الصَّبْرُ ثَلَاثَةٌ: صَبْرٌ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ وصَبْرٌ عَلَى الطَّاعَةِ وصَبْرٌ عَنِ الْمَعْصِيَةِ فَمَنْ صَبَرَ عَلَى الْمُصِيبَةِ حَتَّى يَرُدَّهَا بِحُسْنِ عَزَائِهَا كَتَبَ اللَّه لَه ثَلَاثَمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ الدَّرَجَةِ إِلَى الدَّرَجَةِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ومَنْ صَبَرَ عَلَى الطَّاعَةِ كَتَبَ اللَّه لَه سِتَّمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ الدَّرَجَةِ إِلَى الدَّرَجَةِ كَمَا بَيْنَ تُخُومِ الأَرْضِ إِلَى الْعَرْشِ ومَنْ صَبَرَ عَنِ الْمَعْصِيَةِ كَتَبَ اللَّه لَه تِسْعَمِائَةِ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ الدَّرَجَةِ إِلَى الدَّرَجَةِ كَمَا بَيْنَ تُخُومِ الأَرْضِ إِلَى مُنْتَهَى الْعَرْشِ..". الكافي، ج ٢.







وائل الوائلي
منذ 3 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN