رُوِيَ عَنِ اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِه)أَنَّهُ قَالَ: "فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ إِنَّهُ لاَ يُجَاوِزُ قَدَمَا عَبْدٍ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ عَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبَلاَهُ وَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَ عَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ جَمَعَهُ وَ فِيمَا أَنْفَقَهُ وَ عَنْ حُبِّنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ"، علل الشرائع.
رأس مال الإنسان هو عمره الذي لا يتكرّر مرّة أخرى، وليس له بديل، وما يمضي منه لا يسترجع ولا يعود، فهو أثمن شيء فسحة منحها الله تعالى لعبده كي يستعد للنعيم الأبدي والفوز برضا الله تعالى.
أول شيء يسأل عنه العبد يوم القيامة هو العمر واين افناه الإنسان ثم بسأل عن الأمور التي ذكرت في الحديث الشريف. وقد ورد الحديث بعبارة أخرى وبسند آخر في جامع الأخبار ج١ وهو: عَلِيُّ بْنُ مُوسَى اَلرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) بِإِسْنَادِهِ عَنِ اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَالَ: "إِذَا كَانَ يَوْمُ اَلْقِيَامَةِ لاَ يَزُولُ اَلْعَبْدُ قَدَماً عَنْ قَدَمٍ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَ عَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاَه وَ عَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اِكْتَسَبَهُ وَ فِيمَا ذَا أَنْفَقَهُ وَ عَنْ حُبِّنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ".
والأمور التي ذكرت في الحديث الشريف أولها العمر وثانيها الأموال وطريق إنفاقها، وحب أهل البيت عليهم السّلام وولايتهم وهي التي تبلغ بها الأعمال.
والحديث ورد حتى عن طريق العامّة حيث ورد عن اَلثَّعْلَبِيُّ فِي (تَفْسِيرِهِ) : عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ اِبْنِ عَبَّاسٍ ، وَ أَبُو اَلْقَاسِمِ اَلْقُشَيْرِيُّ ، فِي : (تَفْسِيرِهِ) عَنِ اَلْحَاكِمِ اَلْحَافِظِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ ، وَ اِبْنُ بَطَّةَ فِي (إِبَانَتِهِ) : عَنِ أَبِي سَعِيدٍ اَلْخُدْرِيِّ ، كُلُّهُمْ، عَنِ اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، قَالَ: لاَ تَزُولُ قَدَمُ عَبْدٍ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ ، وَ عَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاَهُ، وَ عَنْ مَالِهِ: مِنْ أَيْنَ اِكْتَسَبَهُ، وَ فِيمَا أَنْفَقَهُ، وَ عَنْ حُبِّنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ . كما نقله صاحب تفسير البرهان.
أخطر الأعداء للوقت والعمر هي آفة الغفلة عن الأربعة التي مرّ ذكرها في الروايات الشريفة فينام الإنسان عن وقته وعمري كم يركب في وسيلة النقل وينام الطريق بأكمله حتى يصل المحل الذي ييدسافر إليه فيجد نفسه قد فاته الطريق بأكمله فلم ير شيئاً منه كما ورد في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين(عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) أنّه قَالَ: "أَهْلُ اَلدُّنْيَا كَرَكْبٍ يُسَارُ بِهِمْ وَ هُمْ نِيَامٌ".
وقد ورد في دعاء مكارم الأخلاق للامام علي بن الحسين (عليهما السّلام):
" اللهم صل على محمد وآله، ما يشغلني الاهتمام به، واستعملني بما تسألني غدا عنه، واستفرغ أيامي فيما خلقتني له، وأغنني وأوسع علي في رزقك..".
عمرنا كنزنا فالننتبه إليه جيداً، اللهم ارزقنا توفيق الطاعة وبعد المعصية بمحمد وآل محمد الطيبين الطاهرين.







وائل الوائلي
منذ 4 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN