نستلهم من حدث عاشوراء كل معاني الرفعة والنجاح والثبات على المواقف الصحيحة والمؤثرة في المجتمعات الانسانية وتحقيق هدفية الحركة الفاعلة في وسط نسى اصله وعمل بما املى عليه عامل الرغبة التي تجردت من اصالة التفكير الانساني حيث لاوجود للغاية السامية في متبنيات افعالهم المجردة من النتائج المستقبلية التي تأخذ بنظر الاعتبار ما سيؤول الامر اليه، فكان لزاما على الناصح ان يقدم النصيحة وان يهدي من ظل في شعاب الضياع فنجد ان المعادلة في عاشوراء ذات معطيات غاية بالدقة التي ضمنت الاستدامة الفكرية والثقافية والحرارة التي لن يعادلها معادل فمع كل الجهود الرامية لحلحلة الاصرار الحسيني ووسائل الضغط المباشرة وغير المباشرة نجد ان المنتصر في عاشوراء يبدى ردا شعوريا ابويا لهداية الاخر المخالف رغم ردوده التي تتسم بالعنف المطبق هنا كانت الحقائق لا تقل شأنا عن ما ورد بوصف قائد الطف وسيد شهداء التضحية الامام الحسين عليه السلام حيث وقف موجها مذكرا واعظا لقوم تهالكوا على اعواد زائلة لا قيمة لها.
وبين هذا الموقف وتلك الامثلة التي جسدها الاصحاب الطاهرين تتجلى صور النصر الابدي والخلود الذي لا يماثله حدث في التاريخ تقتضي ضرورة الواقعة ان نمأسس لنتيجة غير قابلة للنقد وهي ان الدم انتصر على السيف رغم النتيجة العسكرية وفقا للمتعارف الا اننا اليوم امام حشود مليونية تتجه صوب كربلاء بين سائر على قدميه ومبدع يسطر ابيات قصيدته ليتحدث واصفا النصر وكاتبا يعدد النتائج والحقائق المستقبلية لتكون الثورة عالمية بكل تجلياتها وهناك الفنان وهو يلوح بتراجديته معبرا عن تلك الصرخات النابضة بحكمة التضحية ويعبر الشاعر بسرياليته عن اعمدة الرايات التي رفعت هيهات منا الذلة شعارا استثنائيا هز عروش الملوك وهوت لثباتته القصور وقامات الاجيال حيث لايجد علماء الاكسولوجيا بد من ان الثوابت التي حققتها ثورة قافلة نينوى اطروحة وضعت الجميع امام التصديق بنتائجها الحتمية التي اعطت درسا واعيا للحركيين والاسلاميين الانسانيين لياخذوا بالقيم العظيمة ليجسدوا تلك اللوائح الحسينية لتكون اسرجة تعلوا فوق شاهقات الانطلاقات التغييرية لتكوين الامم وكان الكثير من خبراء الأنتولوجيا يجدون من عطاء الطف واردا من القواعد التكوينية الناهضة وها هو المفكر الهندي المهاتما غاندي يطلق مقولته الشهيرة " تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فانتصر " لذا حققت هذه الثورة سيلا من البناء الرصين لدولة العدل والرفض لكل اشكال العنف والتهميش والاقصاء وان مقولة ابا الشهداء لازالت راسخة في اذهان الكل حين قال " إِنِّي لا أرَى المَوتَ إلا سَعادةً ، وَالحَياةَ مَع الظالمين إِلاَّ بَرَماً " هنا نجد الصفات والمواقف والمصير تحددها الارادة وبنفس المستوى من التوازن يتغذى خبراء الإيثولوجيا كيفية التعامل بمعاني الاخلاق والتعاطي مع المجتمع بوزن وحكمة وروية رغم عداونية المقابل حيث جسد الامام الحسين عليه السلام دورا مثاليا في الخلق السامي ومقابلة الاساءة بالاحسان والنصح والارشاد لتكون حادثة عاشوراء خير مثال لانتصار الارادة .







وائل الوائلي
منذ 1 يوم
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN