Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 2)

منذ 1 سنة
في 2024/06/17م
عدد المشاهدات :781
بيت القصيد
فريضة الحج ركن من أركان الاسلام كالصلاة والصوم وبقية الاركان. وبمناسبة موسم الحج السنوي نتطرق الى مناسك الحج. وهذا المقال هو أحد حلقات من سلسلة تتطرق الى علاقة الحج بآيات القرآن الكريم لأحد الكتب المؤلفة عن الحج لأحد علماء أتباع أهل البيت وهو السيد محمد تقي المدرسي. يتطرق الكتاب الى علاقة الحج بموضوعات دعوة ابراهيم، ايمان وتقوى واخلاص ومنافع ورسالة الحج، اجتماع وتعارف الحجاج، أيام مباركات، الانفاق، المنافقون، الأمة والانفتاح، الحضور المعنوي، الميزان القرآني، الامتثال للقيادة، البيت الحرام.
جاء في كتاب الحج ضيافة الله للسيد محمد تقي المدرسي: عن منافع الحج: لذلك ترى الناس حين يأتي موسم الحج ترى قلوبهم تتلهف للحج، واذا بالامور تتهيأ لبعضهم فيوفقون للحج، ولا تتهيأ للبعض الاخر فلا يتوفقون. وهذا التوفيق، انما جاء منذ ذلك اليوم. بعد ذلك قال الله تعالى: "لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ" (الحج 28) ان الحج ليس مجرد عبادة فردية، وانما اضافة الى ذلك هي عبادة تتصل بالحياة وبتطوير الامم. فقد جعل الله سبحانه ارض مكة منطقة حرة اعطاها حرمة كاملة، هو سماها البيت الحرام الذي لا يحق للانسان فيه ان يتجاوز ويعتدي على أي شيء، حتى النملة اذا كانت على بدنه فلا يحق له ان يأخذها ويرميها على الارض، وانما عليه ان يضعها في مكان أمين، وحتى الطير لا يحق للحاج ان يكشه. لذلك تجد ان كل شيء هناك آمن. وكما يقول الشاعر العربي قبل الاسلام النابغة الذبياني: والمؤمن العائذات الطير يمسحها ركبان مكة بين العين والسلم.

وعن الحج محطّة التقوى يقول آية الله السيد محمد تقي المدرسي: قوله تعالى "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْه اللّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَآ أُوْلِي الأَلْبَابِ" (البقرة 197) تختصر الآية الكريمة أعلاه احكام الحج وفلسفته، كما تمنح الحاج بصيرة نافذة عن كيفية الحج، وبماذا يمكن أن يعود به، وكيف يتحول الحج بالنسبة إليه إلى نقطة تغيير ذاته في حياته، ليكون من قبل الحجّ وبعده نمطين من الشخصية؛ الاول: شخصيته قبل الوقوف بعرفة، والثاني: شخصيته بعد الوقوف بعرفة. فمن الناس من يستفيد من هذه النقطة الاساسية فيعود بزاد عظيم وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى، ومنهم من يقتصر الاستفادة القليلة. ولاريب إن أعمال ومواقف الحجّ كلّها فوائد تعود على الحاجّ، وفي الحديث المروي عن مولانا الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام جاء: (أعظم الناس ذنباً من طاف بهذا البيت مشيراً الى البيت العتيق ووقف هذا الموقف مشيراً الى الوقوف بوادي عرفة ثم ظنّ أن الله لم يغفر له ذنبه، فهو أعظم الناس ذنباً). "فَلا رَفَثَ" (البقرة 197) فكل ما يتصل بالجنس والشهوة يجب أن يتهاوى وأن يبتعد الحاجّ عنه، حتى قال الفقهاء: من ثبوت الاحرام يجدر بالحاج ان يمتنع حتى عن أن يكون شاهداً في عقد الزواج. فوجوب التخلص، ولو لفترة محدودة عن جاذبية الشهوات، أمر لابد من الالتزام به. "وَلا فُسُوقَ" (البقرة 197) وللفسوق تفسيرات عديدة، ولكنّ التفسير الاشمل هو كل ما يخرج الانسان عن جادة الصواب. أي ضرورة الالتزام بهجرة الذنوب؛ الصغائر منها والكبائر. بمعنى أن في الحجّ برنامج عمل متكامل لتربية وتزكية الحاج بصورة مباشرة. فكل ذنب من الذنوب له عقاب مباشر، وقد يصل بعض انواع العقاب الى بطلان الحجّ من الاساس، وذلك إذا تمادى الحاج في ارتكابها. هذا فضلًا عن مسألة قبول الله لها أو عدم قبوله. "وَلَا جِدَالَ" (البقرة 197) إن الانسان الذي يغفل عن حقيقة الوجود وعن حقيقة نفسه تجده مستميتاً في الذبّ والدفاع عن نفسه، "وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا" (الكهف 54) وهذه هي الإشكالية. إذن؛ فالحاج يقصد بيت الله ليتطهّر؛ ليس فقط من الذنوب، وإنما من تلك الجذور العميقة الضالة في عمقه، تلك الجذور التي تتفرع عنها الذنوب. فالمذنب يذنب بشهواته المادية أو بعصبياته وجدله ومفاخرته ومباهاته واستحقاره للآخرين جاء الحاج ليتطهّر منها في لحظات التجلي الربانية، اللحظات التي يتعرف فيها الانسان الى حقيقة نفسه المجردة العاجزة، فيزداد معرفة بربّه. وصدق الحديث الشريف القائل: (من عرف نفسه فقد عرف ربّه).

وعن علاقة الخير بالحج يقول السيد المدرسي حفظه الله في كتابه: قوله سبحانه "وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْه اللّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى" (البقرة 197). والخير الذي يمكن للانسان ان يفعله أثناء الحجّ بوجه خاص؛ الاخلاص لله سبحانه وتعالى، ووعي الاهداف الأصلية لأنواع المناسك والإتيان بها. والتزوّد الذي يأمر الله تعالى به، هو التزوّد بالتقوى. والتقوى عبارة عن حالة نفسية لا تنمو بالمال ولا بالدروس ولا بالمحاضرات، بل التقوى ملكة نفسية ينميها المرء من خلال تجارب عملية تترك في ذاته آثاراً ايجابية عميقة. إن قصد الهدف الاسمى من الحجّ بتجرد، والتوجه الى لبّ المسألة، هو المرآة الناصعة التي ينعكس فيها قوله تعالى: "وَاتَّقُونِ يَآ أُوْلِي الأَلْبَاب" (البقرة 197). فليس كل انسان ينخرط في عداد من سماهم القرآن الكريم "أُوْلِي الأَلْبَاب" (البقرة 197) بل هي تسمية تصدق على الذين يستهدفون عمق القضايا والمفاهيم فحسب. أما اولئك الذين يقنعون بالظاهر من الامور، فحري بهم العيش على السطح، أو يكتفوا من البحر بزبده.

وعن ايام مباركات يقول السيد محمد تقي المدرسي: ان الايام العشرة الاوائل من شهر ذي الحج، التي اشار اليها الله تبارك وتعالى في قوله: "وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ" (الفجر 1-3)، وقوله: "وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً" (الاعراف 142). هذه الايام تعتبر من الايام المباركة العظيمة، لان وفود الرحمان تستعد فيها للقيام بتلك الرحلة الالهية العظيمة. فلقد اذن مؤذن الرب تعالى ابراهيم الخليل عليه السلام في الناس بالحج، فاذا بقلوب الملايين تهوي الى الكعبة المباركة، والمسجد الحرام، والمشاعر المقدسة، وتتعلق بهذه الديار التي تتجلى فيها رحمة الله، وتستقطب نفوس المسلمين اينما كانوا. ولذلك فعلى الرغم من الصعوبات والاخطار التي كانت وما زالت تهدد الوافدين الى مكة المكرمة، وعلى الرغم من الاموال الهائلة التي لابد لكل انسان مسلم ان ينفقها ليصل الى تلك الديار على الرغم من كل ذلك ترى السلمن يعشقون الحج، ويبذلون الغالي والنفيس من اجل ادائه. وهذا دليل على ان هذه النفوس انما تهوي استجابة لنداء ابراهيم عليه السلام: "فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ" (ابراهيم 37). ومنذ ذلك الزمن البعيد والى الآن؛ اي بعد حوالي خمسة آلاف عام او اكثر مازال هذا البيت العتيق يستهوي الملايين من البشر، وكأنه مؤتمر الهي عظيم. فالذين يذهبون الى هذه الديار انما هم ممثلون عن المسلمين؛ اي عن اكثر من مليارد ومائتي مليون انسان مسلم منتشرين في بقاع الارض المختلفة، صهرتهم بوتقة التوحيد، وجعلتهم يحافظون على وحدتهم رغم انهم يتحدثون بلغات شتى، ويعيشون في بيئات مختلفة، ويتفاعلون مع مؤثرات متفاوته. فترى الواحد منهم ينتمي الى جنس من الممكن ان لايكون الآخر قد سمع به، ومع كل ذلك نرى هذه الامة المنتمية الى جميع الانبياء ما تزال هي الامة الواحدة كما يقول تعالى: "إِنَّ هَذِهِ امَّتُكُمْ امَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" (الانبياء 92) فالامة ماتزال بكل عنفوانها وشبابها ونظارتها وحيويتها، وما يزال الحج هو بوتقة هذه الأمة، والسبب الذي جعلها واحدة رغم كل الحواجز، لان الحج يصهر هذه النفوس انصهاراً عينياً واضحاً في تلك البوتقة الواحدة.
الانقسام الاجتماعي في العراق من التناحر إلى الوحدة الإيمانية رؤية قرآنية
بقلم الكاتب : وائل الوائلي
إن العراق، ذلك البلد المبارك الذي ازدان بضياء النهرين وتراث الأنبياء، ظلّ عبر تاريخه الحديث يعاني من آفة التناحر والانقسام، حتى كادت نيران الفرقة أن تلتهم أخضرَه ويابسَه. ولئن تعددت مظاهر هذا الانقسام بين حزبيةٍ طاغية، وعشائريةٍ متجذرة، وطائفيةٍ مميتة، فإن المنهج القرآني يظلّ المنار الوضاء الذي... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى.... المزيد
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان...
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ...
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...


منذ اسبوعين
2025/11/03
عندما نقرا تاريخ الكرة الاسيوية ونحدد فترة معينة يمكن من خلالها معرفة من هم كبار...
منذ اسبوعين
2025/11/02
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء الثالث والسبعون: عودة الميكانيكا البوهمية: لماذا...
منذ اسبوعين
2025/10/31
عندما نفكّر اليوم في القنبلة النووية تنبثق أمامنا صورة طاقة هائلة تُطلق في لحظات...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )