قال الله تعالى عن العدوان "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ۖ فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ" البقرة 193 عدوان اسم، واستمروا أيها المؤمنون في قتال المشركين المعتدين، حتى لا تكون فتنة للمسلمين عن دينهم ولا شرك بالله، ويبقى الدين لله وحده خالصًا لا يُعْبَد معه غيره. فإن كفُّوا عن الكفر والقتال فكُفُّوا عنهم؛ فالعقوبة لا تكون إلا على المستمرين على كفرهم وعدوانهم.، و "قَالَ ذَٰلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ۖ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ ۖ وَاللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ" القصص 28 فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ: فلا تطلب مني الزيادة على الثمانية أو العشرة، قال موسى: ذلك الذي قلته قائم بيني وبينك، أي المدتين أَقْضِها في العمل أكن قد وفيتك، فلا أُطالَب بزيادة عليها، والله على ما نقول وكيل حافظ يراقبنا، ويعلم ما تعاقدنا عليه، و "مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ" البقرة 85 وَالْعُدْوَانِ: وَ حرف عطف، الْ اداة تعريف، عُدْوَانِ اسم، يَأْتُوكُمْ: يَأْتُ فعل، الواو ضمير، كم ضمير، أسارى اسم، أُسارى: مأسورين وأن يأتوكم أسارى في يد الأعداء سعيتم في تحريرهم من الأسر، بدفع الفدية، مع أنه محرم عليكم إخراجهم من ديارهم،، ثم أنتم يا هؤلاء يقتل بعضكم بعضًا، ويُخرج بعضكم بعضًا من ديارهم، ويَتَقَوَّى كل فريق منكم على إخوانه بالأعداء بغيًا وعدوانًا، وأن يأتوكم أسارى في يد الأعداء سعيتم في تحريرهم من الأسر، بدفع الفدية، مع أنه محرم عليكم إخراجهم من ديارهم، ما أقبح ما تفعلون حين تؤمنون ببعض أحكام التوراة وتكفرون ببعضها فليس جزاء مَن يفعل ذلك منكم إلا ذُلا وفضيحة في الدنيا، ويوم القيامة يردُّهم الله إلى أفظع العذاب في النار، وما الله بغافل عما تعملون، و "وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا" النساء 30 عدوانا اسم، ومن يرتكب ما نهى الله عنه من أخذ المال الحرام كالسرقة والغصب والغش معتديًا متجاوزًا حد الشرع، فسوف يدخله الله نارًا يقاسي حرَّها، وكان ذلك على الله يسيرًا.
جاء في المعاجم: عُدوان: (اسم) عِدوان، عُدوان (مصدر عَدَا) ظلم واعْتِداء. عَدَوان: (اسم) العَدَوَانُ: الشديد العَدْوِ. أعداء: (اسم) أعداء: جمع عَدوّ. أعداء: (اسم) أعداء: جمع عَدَا. اِعتَدَى: (فعل) اعتدى على يعتدي، اعْتَدِ، اعتداءً، فهو مُعتَدٍ، والمفعول مُعتدًى عليه. اِعْتَدَى عَلَيْهِ ظُلْماً وَعُدْواناً: آذاهُ، ظَلَمَهُ. لِكَيْ لا يُعْتَدَى عَلَيْكَ لا تَعْتَدِ على أَحَدٍ: لاتُؤْذِ. اِعْتَدَى الحَقَّ: جاوَزَهُ، أي جازَ عَنِ الحَقِّ إلى الظُّلْمِ. اعتدت دولةٌ على أخرى: هاجمتها عسكريًّا، عَدَاءٌ شَدِيدٌ: عَدَاوَةٌ، خُصُومَةٌ، عُدوة: (اسم) الجمع: عُدُوات و عُدْوات و عِدَاء و عُدًى و عِدًى. العُدْوَةُ: المكانُ المرتفعُ. العُدْوَةُ:شاطئ الوادِي وجانبُه. (السياسة) هجوم ظالم أو غزوٌ مفاجئ، أو إعلان الحصار البحريّ على سواحل الدَّولة المُعْتَدَى عليها "فَلاَ عُدْوَانَ إلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ" (البقرة 193). عِدْوان: ظلم واعْتِداء: "وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عِدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا" (النساء 30). قوله تعالى "لا عدوان علي" (القصص 28): لا سبيل علي. لعُدْوَانُ العُدْوَانُ يقال: لا عُدْوانَ على فلان: لا سبيل ولا سلطان عليه. وفي التنزيل العزيز: البقرة آية 193 "فإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ" (البقرة 193). اعتدى على جاره عدا عليه؛ ظلمه وجار عليه، افترى عليه وجاوز الحدَّ:-اعتدى على حياة فلانٍ، "إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" (البقرة 190). لا تكن معاديًا صديقك يومًا ما، - سياسة معادية للشَّرق/ للغرب، - "عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً" (الممتحنة 7). العَدُوُّ أو الظَّالم:-طردنا العُداة من أرضنا شرَّ طردة- "بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ" (الشعراء 166). العَادِي: العَدُوُّ. والجمع: عُداةٌ. العَادِيَةُ: مؤنث العادِي. و العَادِيَةُ الخيلُ المغيرَة. وفي التنزيل العزيز: العاديات آية 1 "وَالعَاديَاتِ ضَبْحًا" (العاديات 1). العَادِيُّ: العتيق. العُدْوَةُ: المكانُ المرتفعُ. و العُدْوَةُ شاطئ الوادِي وجانبُه. وفي التنزيل العزيز: الأنفال آية 42 "إِذْ أَنْتُمْ بالعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ القُصْوَى" (الانفال 42). والجمع: عُدى (بضم العين وكسرها)، وعِدَاءٌ.
جاء في تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: قوله تعالى "قالَ ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ وَاللهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ" (القصص 28) الضمير لموسى عليه السلام. وقوله "ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ" (القصص 28) أي ذلك الذي ذكرته وقررته من المشارطة والمعاهدة وعرضته علي ثابت بيننا ليس لي ولا لك أن نخالف ما شارطناه، وقوله "أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَ" (القصص 28) بيان للأجل المردد المضروب في كلام شعيب عليهالسلام وهو قوله: ثَمانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ أي لي أن أختار أي الأجلين شئت فإن اخترت الثماني سنين فليس لك أن تعدو علي وتلزمني بالزيادة وإن اخترت الزيادة وخدمتك عشرا فليس لك أن تعدو علي بالمنع من الزيادة. قوله تعالى "فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين" (البقرة 193)، أي فإن انتهوا عن الفتنة وآمنوا بما آمنتم به فلا تقاتلوهم فلا عدوان إلا على الظالمين، فهو من وضع السبب موضع المسبب كما مر نظيره في قوله تعالى: "فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم (البقرة 193) الآية، فالآية كقوله تعالى "فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين" (التوبة 12). قوله تعالى "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم" (البقرة 194)، فالمعنى أن الله سبحانه إنما شرع القصاص في الشهر الحرام لانه شرع القصاص في جميع الحرمات وإنما شرع القصاص في الحرمات لانه شرع جواز الاعتداء بالمثل. ثم ندبهم إلى ملازمة طريقة الاحتياط في الاعتداء لان فيه استعمالا للشدة والبأس والسطوة وسائر القوى الداعية إلى الطغيان والانحراف عن جادة الاعتدال والله سبحانه وتعالى لا يحب المعتدين، وهم أحوج إلى محبة الله تعالى وولايته ونصره فقال تعالى "واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين" (البقرة 194). وأما أمره تعالى بالاعتداء مع انه لا يحب المعتدين فأن الاعتداء مذموم إذا لم يكن في مقابله اعتداء وأما إذا كان في مقابله الاعتداء فليس إلا تعاليا عن ذل الهوان وارتقاء عن حضيض الاستعباد والظلم والضيم، كالتكبر مع المتكبر، والجهر بالسوء لمن ظلم. قوله تعالى: "فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم" (البقرة 193)، الانتهاء الامتناع والكف، والمراد به الانتهاء عن مطلق القتال عند المسجد الحرام دون الانتهاء عن مطلق القتال بطاعة الدين وقبول الاسلام فإن ذلك هو المراد بقوله ثانيا: فإن انتهوا فلا عدوان، وأما هذا الانتهاء فهو قيد راجع إلى أقرب الجمل إليه وهو قوله: ولا تقاتلوهم عند المسجد، وعلى هذا فكل من الجملتين اعني قوله تعالى: فإن انتهوا فان الله، و قوله تعالى: فان انتهوا فلا عدوان، قيد لما يتصل به من الكلام من غير تكرار. قوله تعالى "وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَظُلْما" (النساء 30) الآية العدوان مطلق التجاوز سواء كان جائزا ممدوحا أو محظورا مذموما قال تعالى "فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ" (البقرة 193)، وقال تعالى "وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ" (المائدة 2)، فهو أعم موردا من الظلم، ومعناه في الآية تعدي الحدود التي حدها الله تعالى، والإصلاء بالنار الإحراق بها.