1

بمختلف الألوان
إنَّ الفَضلَ في كتابِ اللهِ عَظيمٌ، واسِعٌ لا يُحَدُّ، فَقَد أغدَقَ اللهُ تَعالى على عِبادِهِ نِعَمًا ظاهِرَةً وباطِنَةً، مَنَحَهُمُ المالَ والبَنينَ، وأعلى شأنَهُم بالعِزَّةِ والكرامَةِ. وهذا الفَضلُ الإلهيُّ ليسَ مَحصُورًا في النِّعَمِ الدُّنيَوِيَّةِ فَحَسبُ، بَلْ يَتَجَلَّى بأسمَى... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات اجتماعية
البوصلة الكونيّة والهدف من وجودنا
عدد المقالات : 381
بقلم: زينة محمد الجانودي
نشعر في بعض الأحيان بضيق في صدورنا، وتشويش في عقولنا، وتضارب في أفكارنا، وقلق في قلوبنا، لابأس فنحن من عالم خلقه الله تعالى يسمّى عالم الإنسان، وما أدراك ماهو الإنسان هو مخلوق مركّب من الكثير من التّناقضات الغريبة والعجيبة، كالتّعقيد والبساطة، الذّكاء والغباء، النّجاح والفشل، القوّة والضّعف، الصحّة والمرض، الحبّ والكره، اللّيونة والقسوة، الطّيبة واللّؤم، والأغرب والأعجب أنّ كل هذه التّناقضات قد تجدها في إنسان واحد، فليس من المستغرب أبدا ونحن نحمل كل ذلك في جسد وعقل وقلب واحد وروح واحدة، أن نشعر بالضّيق والتّشويش والتّضارب والقلق...
ولكن لحظة لم ننتهِ هنا
هناك أسئلة تتزاحم في عقولنا...
هل هذا نحن وكفى أي هل الخطّة أن نستمرّ ونكمل حياتنا على هذا النحو وبشكل طبيعيّ وعادي
الحياة... نعم حياتنا التي نعيشها، كيف يجب أن نحياها
أعمارنا إن قصرت أو طالت، مامصيرها
السّؤال العميق الذي يطرح نفسه، بأنّ هناك لغز، فكيف نحلّه
الإجابة الواقعيّة والمنطقيّة لكلّ هذه التساؤلات من المفترض أن تكون هي:
(إذا عرفنا بدقّة الاتّجاه الصّحيح للبوصلة الكونيّة، التي خلقها الله لنا، وإذا فهمنا بيقين الهدف من وجودنا كبشر في هذه الحياة) ...
ولكن كيف سنعرف اتّجاه البوصلة الكونيّة وكيف سنفهم الهدف من وجودنا
أولا: إذا بحثنا واكتشفنا، على الرّغم من تناقضاتنا، ماخلقه الله بنا في فطرتنا منذ ولادتنا، وذلك قبل أن يشوّهنا مانتعرّض له في حياتنا من ظروف عائليّة واجتماعيّة ونفسيّة واقتصاديّة وغيرها...
ثانيا: والأهم هو إذا تعلّمنا بعد اكتشافنا وبحثنا المحافظة على ماخلقه الله بنا، وحمايته بكلّ ما أوتينا بقوّة وذلك بالعزم والإصرار والإرادة وهذه صفات خلقها الله فينا.
إنّ الله تعالى خلقنا على فطرة عظيمة، تترسّخ بقِيَم وفضائل إنسانيّة هائلة، وهي المحبّة والخير والرّحمة، وهذه في الأصل صفات إلهيّة وضعها الله في عباده، ولكن علينا أن نبحث جيدا عن هذه الفضائل في نفوسنا فنكتشفها، ونحافظ عليها، بل ونعمل على إحيائها مهما ما تعرّضنا له في حياتنا ولا نستسلم لأيّ تشوّهات.
إذا هل نكتفي هنا وهل انتهى المطاف بنا إلى هنا
لا علينا تطبيق هذه القِيَم والفضائل في حياتنا، أي في معاملاتنا مع غيرنا لنحميَ أنفسنا أولا ثمّ نحمي أبناء جنسنا، والنّتيجة تكون العيش بسكينة وراحة واستقرار لنا ولغيرنا، وهذا ما اختاره الله لنا كي نعيش في هذه الحياة بسلام.
نحن كبشر نستطيع مع كلّ تناقضتنا، العيش بسكينة وراحة واستقرار، لن أكون مثاليّة وبعيدة عن الواقع الإنسانيّ والحياتيّ، لأنّ الحياة ليست الجنّة، بل حياة انتقالية لعالم آخر ثابت، وهي مليئة بالمشاكل والمصائب والهموم، لذلك نعم سنصاب بالأحزان والخوف والتوتّر، سيتقلّب مزاجنا، سنشعر أحيانا بعدم المقدرة على التّعبير والكلام، فنشعر بلحظات سوداوية كئيبة تقيّدنا وكأنّ أنفاسنا انقطعت، فنحتاج حينها إلى عزلة مع أنفسنا، والتكلّم مع ذاتنا، لتنظيم مشاعرنا، وإعادة ترتيب أفكارنا.
فنعود، نعود إلى ثباتنا، وابتساماتنا وضحكاتنا، ولحظاتنا الجميلة، وخبايا ذاكرتنا الحالمة، ونمسك الممحاة و نحاول قدر استطاعاتنا محوَ ما فيها من أحزان، لنحيي أنفاسنا بعد انقطاعها، وكأنّنا نولد من جديد، بنبضات قلوب تتصاعد بقوّة، حينها سنستعيد انطلاق حريّتنا، وتستريح مكامن نفوسنا...
إنّ الكثير من النّاس يعجزون عن العودة، فيبقون مقيّدين ولا يستعيدون حريّتهم الداخليّة، فتكون موجودة الفضائل في نفوسهم، ولكن يبخلون بتقديمها لغيرهم من النّاس، وحتى أحيانا يبخلون بها على أنفسهم، كيف ذلك عندما لا نراهم مبتسمين، يكثرون من الشّكوى والاعتراض، يلومون وينتقدون غيرهم. وعندما تسألهم عن حالهم لاتسمع منهم كلمة الشكر والحمد، لانّهم لايريدون أن يتذكّروا أيّ نعمة من نعم الله تعالى عليهم، ممّا يدفعنا إلى الابتعاد قدر الإمكان عنهم، إذ أنّنا لم نجد فيهم شرارة إيجابية تعلّقنا بهم، بل نجد سلبيّة مدمّرة لأنفسهم قبل أن تكون مدمّرة لغيرهم، هؤلاء لا يحبّون ماخلقه الله تعالى بهم، وبالتّالي فإنّهم لن يحبّوا ماخلقه الله تعالى بغيرهم...
لن نستمرّ ونعود إلى الثّبات والاستقرار في حياتنا، والسّكينة والهدوء في نفوسنا، ولن نظفر بعد الخيبة، ولن نفرح بعد الأسى، ولن نتصالح بعد الخلاف، ولن ننتصر بعد الانكسار، ولن نستمرّ بعد التوقّف، إذا لم نطبّق المحبّة والخير والرّحمة في مابيننا، لأنّ هذا ما يجعلنا متصالحين مع ذاتنا، فنتصالح مع غيرنا. فيصبح الرّضى والقناعة سبيلا لطريقنا، والطّموح والنّجاح والتغيير نحو الأفضل دليلا لتقدّمنا، والعدل والإحسان عنوانا لقِيَمنا في مجتمعاتنا، وبهذا نكون قد عرفنا وأدركنا وسِرْنا في الاتّجاه الصّحيح للبوصلة الكونيّة، وفهمنا وتيقّنا وطبّقنا الهدف من وجودنا في هذه الحياة التي خلقها الله لنا فنعيش بسلام.
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 يوم
2025/07/14م
هنـــاك في الكرادة،حيث عبق الكرم وعباءة العقيدة التي تركها الأجدادُ للقادمين من أولادهم،هناك نشأ الشيخ خيري هادي الأسدي،سليل ذاك البيت الذي يذوب في حب الحسين ابن التنور الذي لاينطفئ والرغيف الساخن والمضيف الضاحك دائما في وجوه الوافدين، وُلد الشيخ الأسدي عام 1960م وركضت الأيام سريعا،وكأنّ الأمر... المزيد
عدد المقالات : 53
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 يوم
2025/07/14م
إن الادعاء بأن الشيعة "ليسوا أهلاً للحكم" مقولة لا أساس لها من الصحة التاريخية، بل هي نتاج للتعصب المذهبي والجهل بالتاريخ الإسلامي. والحقيقة أن التاريخ الإسلامي حافل بالأمثلة المشرقة للحكام والقادة الشيعة الذين أسسوا دولاً عظيمة وحضارات مزدهرة امتدت لقرون عديدة. 1-الدولة الفاطمية (909-1171م) **المؤسس**:... المزيد
عدد المقالات : 17
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 اسبوع
2025/07/05م
حسن الهاشمي لكي نحافظ على قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا، ولكي نواكب التطوّر التكنلوجي في العالم الغربي، نحن بحاجة الى إيجاد صيغة متوازنة تُراعي المنهج العلمي الحديث الذي تعتمده الجامعات الغربية، مع الحفاظ على القيم والرؤية المعرفية الإسلامية، وأبرز محاور الموائمة: 1. في المناهج: الاستفادة من المنهج... المزيد
عدد المقالات : 331
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/07/02م
الحُبُّ: نقيضُ البُغضِ والحُبُّ: الودادُ ،والمَحَبَّةُ اسمٌ للحبِّ،وحَبَّبَ إِلَيْهِ الأَمْرَ: جَعَلَهُ يُحِبُّه. وَهُم يَتَحابُّون: أَي يُحِبُّ بعضُهم بَعْضاً. وحَبَّ إليَّ هذا الشيء يحَبُّ حُبّاً، والحبُّ: الوِدادُ،والحَبِيبُ هو: المُحِبُّ(١) والحبُّ أيضا: هو ميلٌ قلبي إلی الإشخاص أو إلی... المزيد
عدد المقالات : 53
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 اسبوع
2025/07/07م
مـن زفـيرِ اليُـتم أشعلتُ اللظى ... وارتـشفتُ الحزنَ جمراً يُلفظا فاحـتواني وجــعٌ مـِن حـافـرٍ ... يشتكي ظـُلـماً بـوجهي يُلحظـا حـَسبكم رمشي يواري دمعةً ... لو جراحُ الطفِ ماجتْ بالشظى او يـُدوّي بين عمري هائماً ... يستغيثُ الصمتَ شعراً يُقرظـا إنني مُــذ كـنتُ غِـرّاً يـافـعاً ... قــدَّ سهوي... المزيد
عدد المقالات : 29
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/07/02م
كان جالسا وفي حضنه الطفل الملكوتيّ، وكنتُ جالسا أتأمل وجهيهما، ماهذا الجمع النورانيّ (محمد والحسين) أي صلواتٍ تفي بهذا اللقاء مازلتُ صامتا، مفعما بالمحبة، أنظرُ ولا أشبع، تُرى لماذا قلبي نهم لايعرف الاكتفاء لماذا روحي عطشی لاتصل الی الامتلاء الرسول الأعظم مازال يداعب صغيره، ومازلت أنا أجوب... المزيد
عدد المقالات : 53
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/07/02م
في البيداء وردة كسيرة عطشى أحاطت بها ضاريات الفلا فلا معين لها يروى ولا ساقي لها يسقى وقفت حيرى ورمقت بناظرها رب السما رباه لا تكسر خاطر أمرأة ثكلى... صليل سيوف غدت مسموعة فأودت بحياة أخيها صرعى... رفع رأسه على الرمح فاعتلى... فأصبحت في خربة الغربى... أسيرة البلدان... ومن حواليها أطفال تبكى... كأني... المزيد
عدد المقالات : 86
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 3 اسابيع
2025/06/22م
اليوم السبت، منذ الصغر وأنا لا أحب يوم السبت، إذ لم يكن عطلة، وكان يوما مدرسيا طويلا، ست حصص تمشي كسلحفاة عرجاء هذه المرة الأولی التي أنتظر فيها قدوم السبت لكنّ الساعةَ تسير حافية الأميال، تتعثر بالدقائق توسلتها أن تقهقه بوجهي، ولكن لاجدوی سلطة الزمن هي المتحكمة () جاء الصبح وتنفست المواعيد، يجب أن... المزيد
عدد المقالات : 53
علمية
سلسلة في مفاهيم الفيزياء الجزء الرابع والعشرون: اختزال الدالة الموجية مشكلة بلا مخرج كمومي الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي 15/7/2025 النتيجة التي توصلنا إليها، وهي أن نظرية الكم لا تسمح باختزال (أو تقليص) الدالة الموجية، تُعد من النتائج... المزيد
تُعد المبيدات من أبرز الوسائل التي اعتمدها الإنسان في العصر الحديث لحماية محاصيله الزراعية من الآفات والحشرات والأعشاب الضارة، ونتيجة لتزايد الطلب على الغذاء وتوسع رقعة الزراعة، أصبح استخدام المبيدات أمرًا واسع الانتشار في كل أنحاء العالم. لكن... المزيد
سلسلة في مفاهيم الفيزياء الجزء الثالث والعشرون: القياس الكمي واختزال الدالة الموجية الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي 14/7/2025 كما رأينا، فإنه من غير الصحيح عادةً أن نقول إن الجسيم، كما تصفه نظرية الكم، يوجد في موضع معين. بل إن الجسيم له دالة... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
تجربة شخصية ومراجعة علمية لحالة حنف القدم:...
محسن حسنين مرتضى السندي
2025/06/15م     
عظمة أهل البيت (عليهم السلام) وحدود القياس...
السيد رياض الفاضلي
2025/02/20م     
النخب والمفاهيم النمطية الموروثة
عبد الخالق الفلاح
2024/11/16م     
اخترنا لكم
إصدارات
2025/06/23
صدر عن قسمِ الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، دليلُ القصص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة عن الامام الحسن العسكري...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
2025/06/23
( تأخير التوبة اغترار، وطول التسويف حيرة )
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com