Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
مهدويات... عصرنة القيم وقيم العصرنة (11)

منذ 3 سنوات
في 2023/01/18م
عدد المشاهدات :1045
حسن الهاشمي
العصرنة والتطور والتقدم لابد لها من التأطر باطار القيم والفضيلة والا كانت وبالا على أهلها، وكأمثلة على ذلك فان مواقع التواصل الاجتماعي لها فوائد جمة في البحث والمعلومات والثقافة العامة، وانها في ضغطة زر واحدة باستطاعتها ان توفر لك المزيد من المصادر والمعلومات البحثية، ولكنها في الوقت نفسه باستطاعتها ان تغوي الشباب وتصطادهم في شباكها المضلة والمنحرفة عبر الخوض في متاهات كتب الضلال والأفلام الإباحية والألعاب الإلكترونية أو تلك الألعاب المخربة للأعصاب ولكن بدون جدوى، وهي غالبا ما تزج بالشباب والمراهقين في خانة العنف والجريمة والفساد، كذلك الأسلحة المتطورة الفتاكة التي تستخدم في ابادة البشرية ولا سيما اذا وقعت بأيدي الطغاة فانهم يستعملونها للدفاع عن سلطانهم وليس الدفاع عن الحق، وهكذا فإننا بحاجة الى عصرنة القيم بالاستفادة من التكنلوجيا الحديثة في طرح الأفكار الدينية والاخلاقية، وفي الوقت نفسه تأطير التكنلوجيا الحديثة بالقيم والأخلاق لكيلا تنساق الى خراب البشرية بدلا من اصلاحها، وافساد أخلاق الشباب بدلا من تشذيبها، وكل خطوة بهذا الاتجاه هي تمهيد لظهور المصلح الموعود الذي يقدم للعالم انموذجا دينيا متطورا يذهل العالم من حيث الشكل والمضمون.
لقد وردت روايات عديدة تصرح بأن الإمام المهدي (ع) سيقوم بالسيف، من قبيل التالي: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله اصادق (عليه السلام) أنه قال: (ما تستعجلون بخروج القائم، فو الله ما لباسه إلا الغليظ، ولا طعامه إلا الجشب، وما هو إلا السيف، والموت تحت ظل السيف) بحار الأنوار للمجلسي ٥٢: ٣٥٤ / ١١٥.
وهذا النوع من اللباس والطعام خاص بالإمام (ع)، أما رعيته فسيلعقهم العسل وتنهمر عليهم خيرات وبركات الأرض والسماء انهمارا، ويتعامل معهم بكل لين ولطف وحنان، ولا يتعامل معهم بالشدة إلا جيشه؛ لأنه يريد منهم القوة والمنعة ورباطة الجأش، ولكن ما المقصود بالسيف هل هو هذا السيف الحقيقي أي الآلة الحديدية أو إنَّ كلمة السيف رمزٌ يراد به غير المعنى الموضوع له
لا شك أن القرآن الكريم والرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام) كانت لهم طريقة معينة في إلقاء الخطابات الشرعية وروايات المستقبل، وتلك الطريقة لا شك أنها اتصفت بالخطاب الذي يتناسب مع افهام المخاطبين وحدودهم العلمية، وإن كانت هناك في بعض الأحيان إشارات لمفاهيم ومعانٍ علمية مستقبلية أوسع بكثير مما كان يفهمه المخاطبون في عصر النص، ولكن الطريقة العامة والمتعارفة في تلك الخطابات هي أن تكون متناسبة مع المستوى العلمي للمخاطبين، وعلى هذا شواهد عديدة، نذكر منها: عن الإمام الصادق عليه السلام: (ما كلَّم رسول الله العباد بكنه عقله قطُّ، قال: وقال الرسول الأكرم: إنّا معاشر الأنبياء أُمِرْنا أن نُكلِّم الناس علىٰ قدر عقولهم) بحار الأنوار للمجلسي ١: ٨٤ / 6، 7. ومن هنا نجد أن الروايات الشريفة ذكرت أسلحة البر والبحر، ولم تذكر سلاح الجو رغم أن الامام عالم بما ستؤول إليه حالة الأسلحة وتطورها.
ومن هذا القبيل ورد في الصحيح أنّ رجلاً من أهل الشام سأل الإمام الحسن عليه السلام: (...كم بين المشرق والمغرب فقال: بين المشرق والمغرب مسيرة يوم للشمس تنظر إليها حين تطلع من مشرقها وحين تغيب من مغربها) الخصال للصدوق: ص٤٤١. فنحن نعتقد أن الإمام (عليه السلام) ـ باعتبار عصمته وعلمه اللدني- يعلم مقدار المسافة بالميل أو بالكيلو متر مثلاً وبالدقة، ولكنه (صلوات الله عليه) لم يذكر المسافة إلا بما يفهمه الناس والسائل آنذاك.
ومن هنا، يتضح لنا جلياً السبب في تعبير أهل البيت (عليهم السلام) عن سلاح الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بأنه يخرج بالسيف، فما ذاك إلا لأن السيف هو رمز القوة والغلبة على مر العصور، وإلا فتصوروا دهشة وحيرة أصحاب الأئمة (عليهم السلام) في ذلك العصر لو كان أهل البيت (عليهم السلام) أخبروهم بأن المهدي يخرج مثلاً بدبابة من طراز كذا أو أن عنده مسدس ليزر قدرته كذا أو أن طائراته أسرع من لمح البصر
وبعبارة واضحة: نحن نعتقد أن الإمام صلوات الله عليه سيظهر بتكنلوجيا متطورة تحدث نهضة تنموية عظمى في المجالات الاقتصادية والتنموية والسياسية والاجتماعية، لتوفير سبل الراحة التامة للبشرية جمعاء، وكذلك انه قادر على مواجهة الأعداء والمعاندين والمعرقلين لحركته التصحيحية بأسلحة أقوى بكثير مما هو لديهم، أسلحة لا تقاوم ما هو موجود اليوم وحسب، وإنما تنتصر عليه أيما انتصار، اضافة الى المعجزة التي يؤيده الله تعالى بها لإنجاز وعده في تحقيق العدالة على وجه الأرض.
أما أنه يرجع إلى عصر السيف (بالمعنى الحقيقي) فهو رجوع بالحضارة إلى الوراء، وهو مما لا يتناسب مع عصر العلم الذي سيفجره الإمام (عجل الله تعالى فرجه) بصورة لم يسبق لها مثيل، فقد ورد عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: (العلم سبعة وعشرون حرفا فجميع ما جاءت به الرسل حرفان، فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين، فإذا قام القائم (عليه السلام) أخرج الخمسة والعشرين حرفاً، فبثّها في الناس، وضمّ إليها الحرفين، حتى يبثَّها سبعة وعشرين حرفا) بحار الأنوار للمجلسي: ٥٢ / ٣٣٦.
هو صاحب الولاية التكوينية بلا أدنى ريب، والخروج عن النظام العام للدنيا ولحركة الإمام (عجل الله تعالى فرجه) الذي هو نظام الأسباب والمسببات الطبيعية، مما لا دليل عليه ولا داعي له، أما المعجزة هي استثناء من هذا النظام في بعض الحالات التي تستوجبها.
فالأولى إذن والصحيح أن نلتزم بالنتيجة التي انتهينا إليها، أن الإمام لا يرجع البشرية الى القهقري حيث الجهل والتخلف، وانما تكون أسلحته تبعاً للتطور البشري، بل أكثر تطورا كما يظهر من الروايات الساندة في هذا المجال، وإذا أبى البعض إلا التمسك بظاهر الروايات الواردة في السيف، فيمكن القول: إن الإمام (عليه السلام) سيظهر بالسيف حقيقة ـ سيف ذي الفقار- ولكنه يظهر به من باب أنه من المواريث المهمة لديه، للدلالة على ارتباط قيامه المبارك بأمير المؤمنين (عليه السلام) الذي يمثل الإسلام المحمدي الأصيل، فيقارع الأعداء والمعاندين بأحدث التقنيات، ولكنه يرتدي ذلك السيف، وهذا الأمر طبيعي جداً، بل نرى اليوم أن الكثير من الرؤساء من يرتدي شيئاً يمثل ارتباطه بقوميته أو بدينه أو حتى ببلده، رغم امتلاكه أنواع الأسلحة الحربية المتطورة للقتال.
ولا غرابة في ذلك والحال كما علمنا ان العلم بظهوره المبارك سيتطور سبعا وعشرين ضعفا، فالطب يتطور، الاتصالات تتطور، النقل يتطور، السكن والطرق والانفاق والجسور والسدود تتطور، التطور سيعم العالم بشكل مذهل والعالم سيكون له وضع آخر، حتى يتمنى الاحياء ان يعود الاموات ليروا نوعية هذه الحياة، اذن التقدم العلمي على يد الامام المهدي (ع) سيكون تقدما غير عادي، بل سيكون انفتاحا على المجرات والكواكب الاخرى، بل انفتاح على الاخرة ايضا، وكيف لا والدنيا مزرعة الآخرة واذا زرعت فيها الخير والرفاه والفضيلة ستحصد في الآخرة الجنة والرحمة ورضوان من الله أكبر.
ويمكن الاشارة الى ان معجزة النبي (ص) كان الأبرز فيها اللفظ القرآني، يعني الجانب الادبي والبلاغي والشمولي في القرآن الكريم، اما معجزة ولده الامام المهدي (ع) فإنها تكمن في مضمون القرآن وما يحمل بين دفاته من علوم ونظريات ورؤى قادرة على اصلاح ما فسد من أمور الخلق، ومن المعلوم ان القرآن فيه اسرار كثيرة مدخورة يسخرها الله عز وجل لخاصة أوليائه ومنهم الإمام المهدي (ع) ليستخرج من آياته انواع العلوم والمعارف، هناك آيات لو يتعمق فيها الانسان باستطاعته ان يصوغ العالم صياغة جديدة ربما يندهش منها حتى العالم المتحضر في زماننا الحاضر، ولا نستغرب ان كل ذلك سيحصل عند الظهور المقدس، انه سيحصل على يد رجل استثنائي غير عادي، انه سيحصل على يد المخلص الموعود المرتبط بالسماء، المحقق لحلم الأنبياء في اقامة دولة العدل الإلهي في العالم.
كما هو معلوم ونحن نعيش زمن الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية التي جعلت من العالم قرية صغيرة، فان كل شيء مخزون في الاثير حتى الحوادث والحروب والكوارث واللقاءات والتصريحات وغيرها، والامام المهدي (ع) بما انه الحاضر الغائب في المسلسل الزمني لأكثر من 1400 عاما فان تسلسل التاريخ وانحراف الامم السابقة وما لحق بها من تعثر ونكبات، أو ما شهدته من تقنية وتطورات، فانه باستطاعته وبما يحمل من عقلية فذة وارادة صلبة في الاصلاح والتغيير، قادر على اطلاع العالم الحر على تلك التجارب والمعايشة معها، لاجتناب الغثيث منها واجتذاب الصالح، والانطلاق بالعلوم المضاعفة لصياغة عالم نوعي يأمن فيه الأحرار والمستضعفون ولا مكان فيه لكل جبار معتد أثيم.
الانقسام الاجتماعي في العراق من التناحر إلى الوحدة الإيمانية رؤية قرآنية
بقلم الكاتب : وائل الوائلي
إن العراق، ذلك البلد المبارك الذي ازدان بضياء النهرين وتراث الأنبياء، ظلّ عبر تاريخه الحديث يعاني من آفة التناحر والانقسام، حتى كادت نيران الفرقة أن تلتهم أخضرَه ويابسَه. ولئن تعددت مظاهر هذا الانقسام بين حزبيةٍ طاغية، وعشائريةٍ متجذرة، وطائفيةٍ مميتة، فإن المنهج القرآني يظلّ المنار الوضاء الذي... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى.... المزيد
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه، لكنه كان...
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ...
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...


منذ 1 اسبوع
2025/11/03
عندما نقرا تاريخ الكرة الاسيوية ونحدد فترة معينة يمكن من خلالها معرفة من هم كبار...
منذ 1 اسبوع
2025/11/02
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء الثالث والسبعون: عودة الميكانيكا البوهمية: لماذا...
منذ اسبوعين
2025/10/31
عندما نفكّر اليوم في القنبلة النووية تنبثق أمامنا صورة طاقة هائلة تُطلق في لحظات...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )