1

بمختلف الألوان
إنَّ الفَضلَ في كتابِ اللهِ عَظيمٌ، واسِعٌ لا يُحَدُّ، فَقَد أغدَقَ اللهُ تَعالى على عِبادِهِ نِعَمًا ظاهِرَةً وباطِنَةً، مَنَحَهُمُ المالَ والبَنينَ، وأعلى شأنَهُم بالعِزَّةِ والكرامَةِ. وهذا الفَضلُ الإلهيُّ ليسَ مَحصُورًا في النِّعَمِ الدُّنيَوِيَّةِ فَحَسبُ، بَلْ يَتَجَلَّى بأسمَى... المزيد
أخر المواضيع
الرئيسة / مقالات اجتماعية
ومضات اجتماعية... أحسنْ لنعمة الولد واستبشرْ بحسنات البنت (38)
عدد المقالات : 331
حسن الهاشمي
عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: (البنات حسنات، والبنون نعمة، والحسنات يثاب عليها، والنعمة يسأل عنها) ثواب الأعمال للصدوق: 239 / 1.
الذرية الصالحة زينة الحياة الدنيا، كيف لا تكون كذلك وهي حسنات ونعم جمة تنهال علينا وتغمرنا بهجة وتنسينا صخب الحياة ومتاعبها وأوجاعها ومآسيها نعم انها العصا السحرية التي نتوكأ عليها اعانة واستراحة وانطلاقة، ونهشّ بها على منافعنا ومغانمنا ومصالحنا المشروعة، مع هن وهن من مآرب أخرى قد تعيننا على سبل الخير والرشاد والفلاح، وما زال الأمل المتجدد يحدونا في حياتنا وبعد مماتنا ويكون بحق قرة عين وبهجة فؤاد وسعادة مستدامة تنير لنا الدرب في حياة صاخبة لا تخلو عادة من مصاعب ومتاعب وملمات، ولكنها تتهاوى كلها على عتبة مال حلال وذرية صالحة وعمل دؤوب لا يعرف الكلل والملل للوصول الى التكامل الذي يتوخاه كل ذي لب في خضمّ هذه الحياة الصاخبة.
اعالة البنات والتودد لهن واغداق المحبة والمودة والعشرة الحسنة عليهن والتعامل معهن كالورود النادية بكل لطف وعطف ورقة ومسامحة، خطوات حانية ستغمر الأب الرؤوم والمربي الحنون بوابل من الحسنات يقطف ثمارها ويتمتع بخيراتها الوارفة الظلال جزاء بما وهب لألطف العباد من رب العباد، نعم انه عالم البنات، عالم الرقة والعطف والحنان، عالم الطمأنينة والسكينة والوقار، عالم صناعة الرجال والابطال، وكل من يطرق بابه برفق وتأن وتسامح وتوادد ستصيبه لا محالة شآبيب الرحمة الالهية، ويا لها من مهمة عابقة في المورد والمسعى والمآل.
الأولاد هم السند والمتكأ والمرتكز، هم الشافعون المشفعون، هم الامتداد للذرية الصالحة بعضها من بعض، هم الذين يثقل الله بهم الارض بالتسبيح والتهليل والتعظيم، هم الوراثة الحقة في الخَلق والخُلق والشمائل، هم الذين يتباهى ويتكاثر الرسول الأعظم بهم على سائر الأمم، هم الذين يرى الانسان بهم خلفا من نفسه يقضي عنه سائر التبعات الدينية والدنيوية، هم العون في الملمات والسند في الكربات والفخر في المهمات، وما يزال حب الولد والعطف عليه من المكرمات، والصالح منهم لما يؤدي من الدعاء والاستغفار والمبرات يعدّ بحق خير ميراث بعد الممات، هذه النعم الجمة وغيرها يقطفها الانسان من شجرة الزواج المباركة، وحري به أن يشكر الله تعالى عليها، ويحسن التصرف ازاءها تربية ورعاية ومتابعة، وليعلم ان الله تعالى يسأل عن كيفية التعامل مع هذه النعم ليجزي بها العباد خيرا فخير وشرا فشر.
ما أحلى الحياة والانسان يتقلب بين الحسنات والنعم، انها فعلا قرة عين له ولأهله ولعائلته شريطة أن يحسن التصرف ازاء هذه الهبات الالهية العظيمة بحسن التبعل أولا والتربية الصالحة للأولاد ثانيا والسعي للحصول على لقمة الحلال ثالثا، هذه المقومات وغيرها كفيلة بأن يتذوق الانسان لذة الذرية الكريمة المباركة وإلا فإنها تكون غصة وفتنة وضياعا، نعم الاثابة للحسنات الصالحات والشكر للنعم السابغات، أما اذا ما حوّل الحسنات الى موبقات والنعم الى كفر وزيغ وانحراف، فإنه لا محالة يستبدل الذي هو خير بالذي هو أدنى، ولا أدنى أتعس من العقوبة والغضب الالهي.
الكثير من الأزواج يتمنون ان يرزقهم الله تعالى بالذرية لا فرق في ذلك ذكورا كانوا أم اناثا، ذلك ليملئوا البيت بهجة وسرورا لما يبدر منهم من تصرفات وحركات وألفاظ متقطعة وتدافع وتشاجر وضحك وبكاء، وتبعا لذلك يقوم الأبوان باللعب معهم والتسلية بما يشاهدانه من عالم الأطفال وهو غالبا ما يثير الاهتمام والالتفات والتفاعل، والجميع يعلم ان عقارب الساعة تمضي ولا ترجع الى الوراء والعمر ينقضي ويترك خلفه الأثر الطيب، والعاقل الحصيف هو الذي يستصحب بهجة الأطفال الى لذة دائمية طوال حياته من خلال التربية الصالحة، فالبذرة الطيبة في الأرض الخصبة تؤتي أكلها ثمارا ناضجة تسر الناضرين والآكلين على حد سواء، أما البذرة اذا ما وضعتها في أرض سبخة فانه لا تجني منها سوى الشوك والحنظل والأدغال الضارة، واذا ما أردت أن تكون سعادتك بذريتك دائمية وليست مقتصرة على فترة الطفولة، فما عليك الا ان تنفخ فيهم مبادئ الاصلاح وشيم الرجولة وروح القيم وسمو الاخلاق الفاضلة منذ نعومة أظفارهم؛ ليرسموا على لوحة الحياة خارطة السعادة، وهذا ما أشار اليه الامام الصادق عليه السلام بقوله: (من سعادة الرجل الولد الصالح) الكافي للكليني 6 : 3 / 6 .
الذرية الصالحة كلها خير وبركة بيد ان للبنات طعم خاص ووجود متميز وصفحة مشرقة في أجواء العائلة تزيل منها لغواء التعب وتنفض عنها ترهلات الكسل والخمود والجمود، بحركاتها وتغنجها ودلالها وتحببها الى الأب خاصة تطبع في القلوب المحبة الآكدة وترسم على الشفاه الابتسامة الواعدة، انها منبع العطف والحنان واللطافة، تحنو على الأب والام كل الأوقات وخصوصا ايام المحن والنكبات، تبكي لما يصيبهما من مرض أو أذى، تحوم حولهما كما تحوم الفراشة حول الأزهار فتزيدها ألقا ورونقا وجمالا، تلطّف الأجواء بما يبدر منها من كلمات معسولة وحركات ساحرة، تجهّز البيت نظافة وأناقة وجمالا، إنها فعلا مؤنسة مباركة في صغرها وعند بلوغها، وانها تبقى السند والظهير القوي لكل من يروم النجاح في الحياة، فعلا أنها الرحمة المهداة من رب العباد، ولاستدامتها والتمتع بفيوضاتها الغامرة، حري بالإنسان السوي أن يتعامل معها بكل لطف وعناية ووداعة ويتأسى بالرسول الأعظم حينما أشار الى هذه الحسنات المهداة من رب الرحمة بقوله: (نعم الولد البنات ملطفات مجهزات مؤنسات مباركات مفليات ـ ذات أولاد ـ ) الكافي للكليني 6 : 5 / 5 .
اعضاء معجبون بهذا
جاري التحميل
ثقافية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 يوم
2025/07/14م
هنـــاك في الكرادة،حيث عبق الكرم وعباءة العقيدة التي تركها الأجدادُ للقادمين من أولادهم،هناك نشأ الشيخ خيري هادي الأسدي،سليل ذاك البيت الذي يذوب في حب الحسين ابن التنور الذي لاينطفئ والرغيف الساخن والمضيف الضاحك دائما في وجوه الوافدين، وُلد الشيخ الأسدي عام 1960م وركضت الأيام سريعا،وكأنّ الأمر... المزيد
عدد المقالات : 53
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 يوم
2025/07/14م
إن الادعاء بأن الشيعة "ليسوا أهلاً للحكم" مقولة لا أساس لها من الصحة التاريخية، بل هي نتاج للتعصب المذهبي والجهل بالتاريخ الإسلامي. والحقيقة أن التاريخ الإسلامي حافل بالأمثلة المشرقة للحكام والقادة الشيعة الذين أسسوا دولاً عظيمة وحضارات مزدهرة امتدت لقرون عديدة. 1-الدولة الفاطمية (909-1171م) **المؤسس**:... المزيد
عدد المقالات : 17
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 اسبوع
2025/07/05م
حسن الهاشمي لكي نحافظ على قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا، ولكي نواكب التطوّر التكنلوجي في العالم الغربي، نحن بحاجة الى إيجاد صيغة متوازنة تُراعي المنهج العلمي الحديث الذي تعتمده الجامعات الغربية، مع الحفاظ على القيم والرؤية المعرفية الإسلامية، وأبرز محاور الموائمة: 1. في المناهج: الاستفادة من المنهج... المزيد
عدد المقالات : 331
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/07/02م
الحُبُّ: نقيضُ البُغضِ والحُبُّ: الودادُ ،والمَحَبَّةُ اسمٌ للحبِّ،وحَبَّبَ إِلَيْهِ الأَمْرَ: جَعَلَهُ يُحِبُّه. وَهُم يَتَحابُّون: أَي يُحِبُّ بعضُهم بَعْضاً. وحَبَّ إليَّ هذا الشيء يحَبُّ حُبّاً، والحبُّ: الوِدادُ،والحَبِيبُ هو: المُحِبُّ(١) والحبُّ أيضا: هو ميلٌ قلبي إلی الإشخاص أو إلی... المزيد
عدد المقالات : 53
أدبية
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 1 اسبوع
2025/07/07م
مـن زفـيرِ اليُـتم أشعلتُ اللظى ... وارتـشفتُ الحزنَ جمراً يُلفظا فاحـتواني وجــعٌ مـِن حـافـرٍ ... يشتكي ظـُلـماً بـوجهي يُلحظـا حـَسبكم رمشي يواري دمعةً ... لو جراحُ الطفِ ماجتْ بالشظى او يـُدوّي بين عمري هائماً ... يستغيثُ الصمتَ شعراً يُقرظـا إنني مُــذ كـنتُ غِـرّاً يـافـعاً ... قــدَّ سهوي... المزيد
عدد المقالات : 29
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/07/02م
كان جالسا وفي حضنه الطفل الملكوتيّ، وكنتُ جالسا أتأمل وجهيهما، ماهذا الجمع النورانيّ (محمد والحسين) أي صلواتٍ تفي بهذا اللقاء مازلتُ صامتا، مفعما بالمحبة، أنظرُ ولا أشبع، تُرى لماذا قلبي نهم لايعرف الاكتفاء لماذا روحي عطشی لاتصل الی الامتلاء الرسول الأعظم مازال يداعب صغيره، ومازلت أنا أجوب... المزيد
عدد المقالات : 53
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ اسبوعين
2025/07/02م
في البيداء وردة كسيرة عطشى أحاطت بها ضاريات الفلا فلا معين لها يروى ولا ساقي لها يسقى وقفت حيرى ورمقت بناظرها رب السما رباه لا تكسر خاطر أمرأة ثكلى... صليل سيوف غدت مسموعة فأودت بحياة أخيها صرعى... رفع رأسه على الرمح فاعتلى... فأصبحت في خربة الغربى... أسيرة البلدان... ومن حواليها أطفال تبكى... كأني... المزيد
عدد المقالات : 86
عدد الاعجابات بالمقال :0
عدد التعليقات : 0
منذ 3 اسابيع
2025/06/22م
اليوم السبت، منذ الصغر وأنا لا أحب يوم السبت، إذ لم يكن عطلة، وكان يوما مدرسيا طويلا، ست حصص تمشي كسلحفاة عرجاء هذه المرة الأولی التي أنتظر فيها قدوم السبت لكنّ الساعةَ تسير حافية الأميال، تتعثر بالدقائق توسلتها أن تقهقه بوجهي، ولكن لاجدوی سلطة الزمن هي المتحكمة () جاء الصبح وتنفست المواعيد، يجب أن... المزيد
عدد المقالات : 53
علمية
سلسلة في مفاهيم الفيزياء الجزء الرابع والعشرون: اختزال الدالة الموجية مشكلة بلا مخرج كمومي الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي 15/7/2025 النتيجة التي توصلنا إليها، وهي أن نظرية الكم لا تسمح باختزال (أو تقليص) الدالة الموجية، تُعد من النتائج... المزيد
تُعد المبيدات من أبرز الوسائل التي اعتمدها الإنسان في العصر الحديث لحماية محاصيله الزراعية من الآفات والحشرات والأعشاب الضارة، ونتيجة لتزايد الطلب على الغذاء وتوسع رقعة الزراعة، أصبح استخدام المبيدات أمرًا واسع الانتشار في كل أنحاء العالم. لكن... المزيد
سلسلة في مفاهيم الفيزياء الجزء الثالث والعشرون: القياس الكمي واختزال الدالة الموجية الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي 14/7/2025 كما رأينا، فإنه من غير الصحيح عادةً أن نقول إن الجسيم، كما تصفه نظرية الكم، يوجد في موضع معين. بل إن الجسيم له دالة... المزيد
آخر الأعضاء المسجلين

آخر التعليقات
تجربة شخصية ومراجعة علمية لحالة حنف القدم:...
محسن حسنين مرتضى السندي
2025/06/15م     
عظمة أهل البيت (عليهم السلام) وحدود القياس...
السيد رياض الفاضلي
2025/02/20م     
النخب والمفاهيم النمطية الموروثة
عبد الخالق الفلاح
2024/11/16م     
اخترنا لكم
إصدارات
2025/06/23
صدر عن قسمِ الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، دليلُ القصص الفائزة في مسابقة القصة القصيرة عن الامام الحسن العسكري...
المزيد

صورة مختارة
رشفات
الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
2025/06/23
( تأخير التوبة اغترار، وطول التسويف حيرة )
المزيد

الموسوعة المعرفية الشاملة
القرآن وعلومة الجغرافية العقائد الاسلامية الزراعة الفقه الاسلامي الفيزياء الحديث والرجال الاحياء الاخلاق والادعية الرياضيات سيرة الرسول وآله الكيمياء اللغة العربية وعلومها الاخبار الادب العربي أضاءات التاريخ وثائقيات القانون المكتبة المصورة
www.almerja.com