في حوار على موقع العقائد الاسلامية:
الشيخ محمد السند : السؤال : ورقة بن نوفل هل هو شخصيّة حقيقيّة في التاريخ أم أنّه خيالي
الجواب : الخيال المنسوج ليس في شخصيّة ورقة بن نوفل بل في القصّة التي يرويها العامّة من التجاء خاتم الأنبياء ، وتثبّته من نبوّته إلى قول ورقة بن نوفل ، وأنّه صلّى الله عليه وآله كان شاكّاً من الوحي ونحو ذلك من الأساطير الباطلة.
و قد اعقب على ذلك السيد جعفر علم الهدى بقوله :
كان ورقة بن نوفل شخصيّة حقيقيّه وقد ورد انه عمّ خديجة الكبرى سلام الله عليها وكان قد أخبرها بزواجها من النبي الأعظم قبل ان يتزوّجها وكان حاضراً في مجلس نكاح خديجة لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأراد التكلّم في جواب أبي طالب فتلجلج وقصّر عن جوابه.
فما ذكره سماحة الشيخ محمد السند من أن التخيّل المنسوخ ليس في شخصيّة ورقة بن نوفل بل فيما لفّقه العامة من رجوع النبي إليه مما يدل على انّه كان شاكاً في نبوته وهذا باطل قطعاً.
وإليك بعض الشواهد على وجود شخصيّة باسم ورقة بن نوفل :
۱ ـ في الكافي بسنده عن أبي عبد الله عليه السلام قال لما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتزوّج خديجة بن خويلد أقبل أبو طالب في أهل بيته معه نفر من قريش حتّى دخل على ورقة بن نوفل عمّ خديجة فابتدأ أبو طالب الكلام فقال الحمد لله ربّ هذا البيت الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذريّة إسماعيل ـ إلى أن قال ـ ثم سكت أبو طالب فتكلم عمها وتلجلج وقصّر عن جواب أبي طالب وأدركه القطع والبهر وكان رجلاً من القسيسين ... [ بحار الأنوار ج ۱٦ / ۱٤ ].
۲ ـ قال أبوالحسن البكري في كتاب الأنوار ... وكان لخديجة عمّ يقال له ورقة وكان قد قرأ الكتب كلّها وكان عالماً حبراً وكان يعرف صفات النبي الخارج في آخر الزمان وكان عند ورقة أنه يتزوج بامرأة من قريش تكون سيدة قومها و أميرة عشيرتها تساعده وتعاضده وتنفق عليه مالها فعلم ورقة ان ليس بمكّة أكثر مالاً من خديجة فرجا ورقة ان تكون ابنة أخيه خديجة وكان يقول لها يا خديجة سوف تتصيلن برجل يكون فيه شرف الدنيا ونعيم الآخرة ... .
۳ ـ قال الكازروني في المنتقى وفي رواية اخرى انّ خديجة اتت ورقة وقالت أخبرني عن جبرئيل ما هو قال قدوس قدوس ما ذكر جبرئيل في بلدة لا يعبدون فيها الله قالت ان محمّد بن عبد الله أخبرني انّه أتاه قال فان جبرئيل هبط إلى هذه الأرض لقد أنزل الله إليها خيراً عظيماً هو الناموس الأكبر الذي أتى موسى وعيسى بالرسالة والوحي ... .
٤ ـ وفي إكمال الدين أنّ زيد بن عمرو بن نفيل خرج في طلب الدين الحنيف إلى الشام ولقي هناك راهباً من أهل البلقاء فأخبره بخروج نبي يبعث بمكة فرجع إلى مكة وفي الطريق قتل زيد في أرض لخم.
فقال ورقة بن نوفل ـ وكان قد اتّبع مثل رأي زيد ولم يفعل ما فعل فبكاه ورقة وقال فيه :
رَشَدْتَ وَأَنْعَمْتَ ابْنَ عَمْرٍو وَإِنَّمَا ... تَجَنَّبْتَ تَنُّورًا مِنَ النَّارِ حَامِيَا
بِدِينِكَ رَبًّا لَيْسَ رَبٌّ كَمِثْلِهِ ... وَتَرْكِكَ أَوْثَانَ الطَوَاغِي كَمَا هِيَا
وَقَدْ تُدْرِكُ الْإِنْسَانَ رَحْمَةُ رَبّهِ ... وَلَوْ كَانَ تَحْتَ الأَرْضِ سَبْعِينَ وَادِيَا

كمال الدين ۱۱٥ ـ المناقب
بحار الانوار ۱٥ / ۲۰٤

٥ ـ وفي الخرائج : روي ان زيد بن عمرو بن نقيل وورقة بن نوفل خرجا يلتمسان الدين حتى انتهيا إلى راهب بالموصل فقال لزيد من أين أقبلت يا صاحب البعير قال من بنيّة إبراهيم قال وما تلتمس قال الدين قال ارجع فانّه يوشك ان يظهر الذي تطلب في أرضك فرجع يريد مكّة حتى إذا كان بأرض لخم عدوا عليه فقلتوه ، وكان يقول أنا على دين إبراهيم وكان يقول إنّا ننتظر نبيّاً من ولد إسماعيل من ولد عبد المطلب. [ بحار الانوار ۱٥ / ۲۲۰ ].
ويظهر من هذا الكلام الأخير انّ ورقة بن نوفل كان مع زيد بن عمرو وخرج في طلب الدين الصحيح.