يعيش محبّو أهل البيت(عليهم السلام) وأتباعهم في مثل هذه الأيّام وفي التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة تحديداً ذكرى حزينة ومؤلمة ألمّت بأهل بيت النبوّة ومهبط الوحي والتنزيل من سنة (220هـ)، عندما أقدم المعتصمُ العبّاسي على ارتكاب أكبر جريمة في عصره بحقّ الإسلام والمسلمين، التي أحزن بها قلبَ رسول الله(صلّى الله عليه وآله) وأدمع عيني فاطمة الزهراء(عليها السلام) واعتصر بها قلبَ أمير المؤمنين(عليه السلام) في اغتياله إماماً من أئمّة أهل البيت(سلام الله عليهم) الذين فرض الله مودّتهم على هذه الأمّة.
وإحياءً لهذه الذكرى ضمن نشاطات العتبة العبّاسية المقدّسة المستمرّة والمتواصلة ‏لاستذكار ‏مصائب أئمّة أهل ‏البيت(عليهم السلام) وما جرى عليهم من ظلمٍ وجورٍ ‏قام خَدَمَةُ أبي الفضل العبّاس(سلام الله عليه) بإحياء هذه المناسبة الأليمة بنشاطات عدّة منها خروجهم بعد ظهر اليوم الجمعة (29ذي القعدة 1437هـ) الموافق لـ(2أيلول 2016م) بموكبٍ عزائيّ موحّد.
وبعد أن قاموا بتعزية أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) توجّهوا بعد ذلك لضريح أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) مروراً بما بين الحرمين الشريفين فاستقبلهم منتسبو العتبة الحسينيّة المقدّسة وحناجرهم تصدح بعبارات العزاء والمواساة.
هذا وقد أعدّت العتبةُ العبّاسية المقدّسة منهاجاً عزائيّاً خاصّاً لإحياء هذه المناسبة بإعلان حالة الحداد وتوشّح جدرانها بالسواد، فضلاً عن إقامتها مجلساً عزائيّاً استمرّ ليومين في قاعة الضيافة –التشريفات- وغيرها من الفعاليات التي جسّدت عظم وهول هذه الفاجعة.