لواقعة الطف صور سرمدية رسمها الامام الحسين بثورته العظيمة وخلدها التاريخ بصحائف من نور وترجمها عاشقوه على مر الدهور من خلال مواقفهم البطولية وتضحياتهم الكبيرة .
فالحاج ((زامل عبد الحسن الدراجي )) من سكنة محافظة العمارة التحق بصفوف الحشد الشعبي بعد سماعه فتوى الجهاد الكفائي التي اطلقتها المرجعية الدينية العليا غير أبه لعمره الكبير الذي تجاوز 63 عاما، الا انه قبل التحاقه بصفوف ابطال الحشد الشعبي أوصى ولده الوحيد "خضير" وقال له بالحرف الواحد "بوية الجهاد كفائي وانه رايح، وانت كن هنا يم امك، بوية ما اوصيك عليها ".
فالحاج زامل كان يقاتل مع ابطال الحشد ويوما بعد يوم يحصدون الانتصارات تلو الانتصارات على زمر داعش الإرهابية حتى وصل زحفهم منطقة الهياكل في الفلوجة الا انه طيلة تلك الفترة لايعلم بانه ولده الوحيد "خضير" قد التحق بعده بأيام بامر من والدته في صفوف الحشد الشعبي لكنه اوصى مسؤوله وجميع المتواجدين في المعسكر ان لا يخبروا ابيه بخبر التحاقه، وكان يعود الى المنزل قبل إجازة ابيه ليستقبله ويستمع لبطولاته وبطولات المقاتلين من الشباب كأنه لايعلم شيئا عن المعركة.
ويقول الحاج زامل بعد التحاقي بيومين (من آخر استراحه لي) تعرضت منطقة الهياكل لهجوم بسيارة مدرعة ومفخخة وكان ذلك اليوم عاصف برياح ترابية مما أدى الى صعوبة استهداف السيارة بصواريخ (الار بي جي 7) لانعدام الرؤيا، مبينا ان السيارة حين اقترابها من الساتر شاهدت شاب يركض مرتديا العلم العراقي ووقف امام المدرعة واستهدفها بصاروخ الا انه تأثر بالشظايا التي انتشرت نتيجة الانفجار.
وأضاف انني في تلك اللحظة قلت لنفسي (بوياي لو هيج الزلم لولا، بويه هذا بيه رس من علي الأكبر) فهرع من كان حوله لإنقاذه وانا سرت خلفهم مسرعا الا انهم منعوني من الوصول اليه وكان حينها ينزف دمه ويلفظ أنفاسه الأخيرة ولكنني كلما حاولت التقرب اليه اجد إصرار كبير من المقاتلين بمنعي، الا انني قلت لهم (شني السالفة بويه ليش، اريد اشوفه اتبارك بيه هذا البطل منين) فأذا بالشباب قد هموا بالبكاء والعويل!!!!
أقتربت من ذلك الشاب فإذا به ولدي!!! فقلت (بويه هذا خضير جدر كلبي) وحينها اردت ان اصرخ الا انني حبست انفاسي وعدت للنظر اليه ومن ثم عدت مرة أخرى ركزت بوجهه واذا به يقول لي ابي (اعذرني بس وحكـ العباس اخو زينب ماكدرت، بوية اريد اوكف كبال الحسين واني رافع راسي، بويه سامحني اذا ما سمعت كلامك بس صوت الحسين بأذني يصيح هيهات منا الذلة).
ففاضت روحه بين يدي وقلت لأصحابه (بويه شيلو تاج راسي) وعدت لوالدته ولم اعاتبها لكن قلت لها (زينب خلفت الف زينب).