المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



خطب البيعة والولاية  
  
82   02:24 صباحاً   التاريخ: 2025-04-30
المؤلف : د. ابتسام مرهون الصفار
الكتاب أو المصدر : أثر القرآن في الأدب العربي في القرن الأول الهجري
الجزء والصفحة : ص: 143-153
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاسلامي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-03-2015 2565
التاريخ: 28-6-2021 4775
التاريخ: 5-7-2021 11062
التاريخ: 22-03-2015 2997

خطب البيعة والولاية

وحين قبض رسول الله(ﷺ) وصعدت روحه الطاهرة المطمئنة لتلقى ثوابها عند الله ذهل الناس جميعا وأفقدهم الحادث الجلل صوابهم وبكته العيون المؤمنة المسلمة وتلاعب الشك في قلوب ذوي النفوس الضعيفة الذين لما يدخل الإسلام حقا في قلوبهم وذهل المؤمنون وصعب عليهم ان يفقدوا النبي(ﷺ) الموجه القائد بين عشية وضحاها وفوجئ البعض الاخر وتزلزل ايمانه لأنه لم يكن يعتقد ان الرسول يمكن ان يموت كما يموت الناس كافة روى ابن إسحاق انه لما توفى الرسول(ﷺ) قام عمر بن الخطاب فقال ان رجالا من المنافقين يزعمون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توفى وان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مات ولكنه ذهب الى ربه كما ذهب موسى بن عمران فقد غاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع اليهم بعد أن قيل قد مات والله ليرجعن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رجع موسى فليقطعن ايدي رجال وارجلهم زعموا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مات (1) وحين بلغ أبا بكر الخبر ذهب الى بيت عائشة ليتأكد من صحة ما سمع فلما عرف الحقيقة خرج الى المسجد وعمر يكلم الناس فقال على رسلك يا عمر أنصت فأبى إلا ان يتكلم فلما رآه أبو بكر لا ينصت اقبل على الناس فلما سمع الناس كلامه اقبلوا عليه وتركوا عمر فحمد الله واثنى عليه ثم قال: أيها الناس من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت ثم تلا الآية (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا ويجزي الله الشاكرين ) (2) وهكذا تتبين لنا أهمية الخطابة في مثل هذه الاحداث لما لها من تأثير بالغ في نفوس السامعين وكيف انها تجمع كلمة الامة وتعيد الثقة الى نفسها اذا كان الخطيب بارعا في اقناع الناس والتأثير في نفوسهم اذا كان الخطيب بارعا في اقناع الناس والتأثير في نفوسهم ولقد كان من تأثير هذه الخطبة انه قيل ( لكان الناس لم يعلموا ان هذه الآية نزلت حتى تلاها أبو بكر يومئذ وقال عمر بن الخطاب حين سمعها : ما هو إلا ان سمعت أبا بكر تلاها فعقرت الى الأرض ما تحملني رجلاي وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات (3) وبعد وفاة الرسول(ﷺ) تطورت الخطابة وبلغت مرحلة جديدة اكتسبها أهمية اكثر من ذي قبل حين اصحبت وسيلة للنقاش والمحاجة والاعلان إضافة الى كونها وسيلة لابداء الرأي فقد كثرت الخطابة التي عبرت عن اراء اكثر من فريق المسلمين اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة ليقرروا بينهم أمر الخلافة وهذه الخطب وان لم تكن فيها دعوة الى الإسلام الا انها كانت في صدد الحديث عن الخلافة وقد استمد الخطباء معانيهم وأفكارهم من القرآن الكريم فسعد بن عبادة يدعو الأنصار ليتخذوه اميرا لأنه وقومه الأنصار الذين حموا الرسول(ﷺ) ودافعوا عنه واستقامت العرب بسيوفهم وانه (ﷺ) قد مات وهو راض عنهم فما عليهم الا أن ينتخبوه اميرا ثم خطب أبو بكر فذكر كيف ان الله بعث الرسول (ﷺ) والعرب كلهم يعبدون الاصنام فخص الله المهاجرين الاولين من قومه بتصديقه والايمان به فالمهاجرون اول الناس ايمانا وهم أولياء الرسول (ﷺ) وعشيرته ومن ينازعهم حقهم فهو ظالم اما معشر الأنصار ففضلهم لا ينكر في الدين لان هجرة الرسول فيهم وازواجه واصحابه منهم فهم الوزراء والمهاجرون الامراء اما الحباب بن المنذر بن الجموح فانه خاطب الأنصار بانهم اهل العز والثروة والعدد والمنعة والتجربة ولن يتجرئ عليهم في خلافتهم يتجرئ ثم يقول فان ابى هؤلاء فمنا امير ومنهم امير (4) وهكذا ابدى كل فريق رأيه بخطبة يعلنها على المجتمعين وناقش فيها حجج خصمه وفندها وبعد مناقشات انفض الاجتماع وانتهى بمبايعة ابي بكر خليفة للمسلمين . وحين بلغ امر البيعة رجال قريش خلا الزبير وأبو سفيان وجماعة من المهاجرين بالعباس وعلي عليهما السلام لاجالة الرأي وتكلموا بكلام يقتضي الاستنهاض والتهييج فقال العباس: قد سمعنا قولكم فلا لقلة نستعين بكم ولا لظنه نترك اراءكم فامهلونا نراجع الفكر..والله لو لا ان الإسلام قيد الفتك لتدكدت جنادل صخر يسمع اصطكاكها من المحل العلي فحل علي حبوته وقال:

لا الصبر حلم والتقوى دين والحجة محمدة والطريق الصراط أيها الناس شقوا أمواج الفتن الخطبة ثم نهض فدخل بيته وافترق وحين بلغ خبر الاجتماع أبا بكر وعمر انطلق أبو بكر وأبو عبيدة والمغيرة حتى دخلوا على العباس وذلك في الليلة الثانية بعد وفاة الرسول (ﷺ) وخطب فيهم أبو بكر وعمر ثم قام العباس فخطب ورد على ما جاء في خطبة ابي بكر وعمر ثم رد عليه أبو بكر بخطبة أخرى (5). وبعد ذلك خرج أبو بكر وجمع الناس وخطب خطبته المشهورة بقوله: (أيها الناس اني قد وليت عليكم ولست بخير كم فان رأيتموني على حق فاعينوني وان رأيتموني على باطل فسددوني اطيعوني ما اطعت الله فيكم فاذا عصيته فلا طاعة لي عليكم الا إن اقواكم عندي الضعيف حتى اخذ الحق له واضعفكم عندي القوم حتى اخذ الحق منه أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ) (6).هذه الخطبة التي خطبها أبو بكر أصبحت فيما بعد من مراسيم الخلافة حيث يخطب الخليفة بعد اعلان بيعته وفيها يعلن منهجه في معاملة الرعية وسياسة الدولة فالخليفة عمر بن الخطاب يخطب بعد توليه الخلافة ويدعو الله في خطبته أن يهديه ويوفقه للحكم العادل بين الرعية (7) وكذلك كانت خطبة عثمان بن عفان حيث عاهد الناس على الحكم العادل واتباع منهج القرآن والسنة (8) اما خطبة الامام علي فقد اختلفت عن سابقاتها نظرا للأحداث الجسمية التي سبقت خلافته والاضطراب الشامل الذي هز المدينة والامصار الإسلامية أيام الفتنة رمن عثمان وان لا بد له ان يشرح للناس الموقف الذي انتهت اليه الأمور والا يكتفي بمعاهدتهم بالحكم العادل فقال في خطبته :( ان الله قد داوى هذه الامة بدواءين السيف والسوط فلا هوادة عند الامام فيهما استتروا ببيوتكم واصلحوا فيما بينكم والتوبة من ورائكم من ابدى صفحته للحق هلك وقد كانت لكم أمور ملتم علي فيها ميلة لم تكونوا عندي فيها بمحدودين ولا مصيبين ثم يقول: انظروا فان انكرتم فانكروا وان عرفتم فآزروا حق وباطل ولكل اهل )(9) وهكذا وضح امامهم مجال الاختيار في تأييد الحق الذي يرونه وهي الفكرة الإسلامية التي اكدتها خطب البيعة السابقة وفي الامامة والسياسة (10) نص آخر للخطبة لم تذكر فيها هذه المعاني وانما نصح المسلمين بعدة نصائح إسلامية ومن الجائز ان تكون هذه جزء متقطعا من نفس الخطبة السابقة وانه بعد ان ذكر الاحداث التي حدثت أيام الفتنة اخذ يذكر الدنيا الفانية وما على الانسان ان يعمله لأجل آخرته الباقية: اما معاوية فقد اختلف نبرته في الخطبة التي خطبها حين قدم المدينة عام الجماعة سنة 42 هـ عن نبرة خطب البيعة السابقة وذلك انه حين تلقاه رجال من قريش وقالوا له الحمد لله الذي اعز نصرك واعلى كفك لم يجبهم حتى صعد المنبر وبين لهم بانه يعلم ان توليه الخلافة لم يكن عن محبة ورضى منهم وانما تولاها بعد مجالدة وقتال(11) ثم يقول فان لم تجدوني أقوم بحقكم كله فاقبلوا مني بعضه فان اتاكم مني خير فاقبلوه فان السيل اذا جاد اثرى واذا قل اغنى واياكم والفتنة فانها تفسد المعيشة (12) واذا كان الخلفاء الراشدون قد اعلنوا في خطبهم للرعية بانهم اذا رأوا فيهم اعوجاجا او ميلا عن الحق فعليهم ان يقوموه وان لهم الحق ق في عزلهم فان هذه الفكرة لا نجدها في خطب الخلفاء الامويين ويبدو ان سبب ذلك هو طريقة بيعتهم فالخلفاء الراشدون عينوا بالشورى كما هو الحال في العصر الاموي حيث تلزم الأمة ببيعة الخليفة الجديد سواء رضيت ام لا لأنه الوارث للخلافة بعد أبيه او أخيه يضاف الى هذا ان الخلفاء الراشدين اشد تمسكا بالإسلام ومثله من الامويين أما خطبة الخليفة عمر بن عبد العزيز فانها نابعة عن شخصية عمر نفسها وما عرف به من التقوى والورع وخشية الله وذلك انه ما دفن سليمان بن عبد الملك وخرج من قبره سار إلى المسجد وصعد المنبر واجتمع الناس اليه فقال:  ايها الناس اني قد ابتليت بهذا الامر على غير رأي كان مني ولا طلبة له. ولا مشورة من المسلمين واني قد خلعت ما في اعناقكم من بيعتي فاختاروا لأنفسكم. فصاح الناس صيحة واحدة. قد اخترناك يا أمير المؤمنين ورضينا بك فلما رأى الأصوات قد هدأت ورضى به الناس جميعا حمد الله واثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم خطب فيهم وأوصاهم بتقوى الله وطاعته والعمل لاجل رضاه. وختم خطبته بقوله أيها الناس من اطاع الله وجبت طاعته ومن عصى فلا طاعة له أطيعوني ما اطعت الله فيكم فاذا عصيت الله فلا طاعة لي عليكم  (13) . اما الخطابة بعد البيعة فانها أصبحت تقليدا اتبعه الخلفاء الأمويون وقد عرف جل الخلفاء بقدرتهم على الخطابة والمملكة البيانية التي اوتوها وقد ذكرهم الجاحظ في جملة الخطباء فقال: كان أبو بكر خليبا وكان عمر خطيبا وكان عثمان خطيبا وكان علي اخطبهم فكان من الخطباء معاوية ويزيد وعبد الملك ومعاوية بن يزيد ومروان وسليمان ویزید بن الوليد والوليد بن عبد الملك وعمر ابن عبدالعزيز (14) .

وتضاف الى خطب البيعة خطب الولاة الذين كثيرا ما كانوا يخطبون عند توليهم الولاية يبينون منهجهم في حكمهم أو يشرحون الوضع الراهن الذي بعثوا لاجله  وقد كثرت هذه الخطب في الولايات التي صعب قيادها وكثرت الفتن فيها فيتهيأ الوالي الجديد ليلقي الرعب في نفوسهم ويهيؤهم لحكم القوة والبطش الذي نوى اتباعه ومن هنا فقد اختلفت المثل والمعاني التي يؤكدها الولاة الخطباء عن خطب البيعة والخلافة خطب سعيد بن العاص حين قدم الكوفة واليا عليها بعد أن عزل الخليفة عثمان الوليد بن عقبة بن أبي معيط - وكان قد اتهم بشرب الخمر - وولى مكانه سعيد بن العاص سنة 30 هـ . فلما قدم الكوفة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: والله لقد بعثت اليكم واني لكاره ولكني لم أجد بدأ إذ أمرت أن التمر إلا أن الفتنة قد اطلعت خطمها وعينها ووالله لاضربن وجهها حتى اقمعها أو تعينوني وانني لرائد نفسي اليوم. ثم نزل (15) وخطب زياد بن أبيه سنة 45 هـ حسين ولاه معاوية بن أبي سفيان ولاية البصرة حيث واجه أهل البصرة بكلام فيه تقريع شديد وتأنيب مؤلم لتركهم الضعيف يقهر والمال يؤخذ والاضطراب يشمل المدينة دون أن يذبوا عن الضعيف أو يهبوا لنصرة الدين الذي انتهكت حرمته. وبعد ذلك يهددهم تهديدا رهيبا مفزعا حتى اذا رجعت القلوب واخذها الخوف عاد زياد وقد سلست نبرته في مخاطبتهم فيقول ايها الناس انا اصبحنا لكم ساسة وعنكم  ذادة نوسكم بسلطان الله الذي أعطانا ونذود مكم بفيء الله الذي خولنا فلنا عليكم السمع والطاعة فيما أحببنا ولكم علينا العدل فيما ولينا فاستوجبوا عدلنا وفيتنا بمناصحتكم لنا (16). وكذلك كانت خطبة الحجاج سنة 75 هـ حين ولى العراق (17). ويدخل في هذا الباب الوصايا التي يوصي بها الخليفة عماله وولاته وما يجب عمله لاجل نشر العدل بين الرعية أو السيسهم بالسياسة الحكيمة (18): وكان لابد للرقعة الاسلامية ان تمتد شرقا وغربا لينشر الإسلام وتعلو رايته. ومن هنا فقد فتح للخطابة باب واسع لتتطور الى مرحلة جديدة وأصبح من واجب الخليفة وهو القائد الاعلى للمسلمين ان يشجع الناس ويلهب الحماس في نفوسهم ليندفعوا مع الجيوش الفاتحة ويقاتلوا في سبيل الله من ذلك خطبة أبي بكر التي حرض فيها الناس لفتح الشام والانضمام مع جيوش المسلمين الفاتحة (19).

وقد يرسل أحد القادة رجلا يبلغ المسلمين والخليفة بأنباء المعارك والفتوح ويبشرهم بنصر الله وفتحه. من ذلك ما يذكر عن عبد الله بن الزبير انه قدم على عثمان بن عفان حاملاً اليه انباء فتوح افريقيا فاخبره الخبر مشافهة وقص عليه كيف كانت الوقعة فاعجب عثمان بما سمع فقال له تقوم بمثل هذا الكلام على الناس؟ لك فقال يا امير المؤمنين اني أهيب مني لهم فقام عثمان في الناس خطيباً فحمد الله واثنى عليه ثم قال ايها الناس ان الله قد فتح عليكم افريقيا. وهذا عبد الله بن الزبير يخبركم خيرها أن شاء الله. فقام عبد الله وذكر في خطبته تفاصيل المعركة ثم خاطب الناس ان يحمدوا الله على آلائه. ونعمه بنصرة المسلمين (20). وحين تشتد المعارك  ويحتدم اوراها  وتتطور ظروف الحرب يجد القادة انفسهم امام ظروف وملابسات لم يحسبوا لها حسابا وهنا تبدأ الحنكة السياسية والتدابير التي يسرع القادة باتخاذها فيعلنونها على الجيش بواسطة الخطابة ويبينون حال الحرب  وصلاحية خطتهم لها (21)وفي العصر الاموي زاد اتساع الدولة الاسلامية ولم تقتصو خطب التحريض على القتال على الخلفاء فقط بل كان الولاة في معظم الاحيان ينوبون عنهم، خاصة في المناطق البعيدة عن مركزالخلافة ويشجعون الناس على القتال والجهاد (22) واستمرت في هذا العهد خطب القادة الفاتحين لما لها من أهمية بالغة في اشعال جذوة الحماس والهاب النفوس قبل بدء المعركة مثل خطبة طارق بن زياد في المسلمين وقد حاصرهم الأعداء يحثهم فيها يبين لهم بانه من اول المقاتلين الذي سيحملون على طاغية الروم لقتله وتخليص المسلمين منه ويلهب الحماس في نفوسهم الى درجة جعلهم يقدمون على القتال بنفوس ملؤها الامل والفرحة وانهم مقدمون على الخلد وعلى النعيم الذي لا يزول فاستماتوا في القتال حتى كتب الله نصره (23).

 

___________

1-السيرة ق 2: 65 الاقتباس من القرآن الورقة 54 سيرة عمر بن الخطاب: 34 شرح نهج البلاغة 1: 154 البداية والنهاية 6: 312 تاريخ ابن خلدون 2: 269

2-ن. م.

3- ن. م.

4-السيرة ق2: 655 فما بعدها البيان والتبين 3: 297 عيون الاخبار 2: 233 تاريخ الطبري 3: 209 العقد الفريد 4: 58 سيرة عمر بن الخطاب: 35. ومثل هذه كانت خطب يوم الشورى حين خطب كل رجل من الرجال الذين اختارهم عمر بن الخطاب. انظر الكامل لابن الاثير 2: 136

5-شرح نهج البلاغة 1: 182- 183

6- السيرة ق2: 661 عيون الاخبار 2: 234 الامامة والسياسة 1: 16 تاريخ الطبري 3: 211 العقد الفريد 4: 59 اعجاز القرآن: 137

7-عيون الاخبار 2: 224 العقد الفريد 4: 65

8- تاريخ الطبري 5: 149 انساب الاشراف 5: 24 وانظر الاقتباس: 69

9- البيان والتبين 2: 51

10- الامامة والسياسة 1: 51

11-العقد الفريد 4: 82

12- ن. م.

(13) مروج الذهب 3: 184 سيرة عمر بن عبد العزيز- ابن الجوزي: 54

(14) البيان والتبيين 1: 353.

(15) تاريخ الطبري 5: 63

 (16) البيان والتبيين 2: 61 عيون الأخبار 1: 241 تاریخ الطبري 6 : 124 . العقد الفريد 4: 111 ذيل الامالي: 185 الكامل لابن الاثير 3: 214 .

(17) البيان والتبيين 2: 138 الكامل المبرد 1: 133 الطبري: 210 العقد الفريد 4: 118 الكامل لابن الأثير 4: 156 المستطرف 1: 64

(18) انظر الامامة والسياسة 1: 85

(19) تاريخ الطبري 4: 30 وانظر ص 60 خطبة عمر بن الخطاب في الليلة التي توفى فيها أبو بكر وهو يدعو الناس الى قتال بلاد فارس

(20) العقد الفريد 4: 107 وانظر خطبة عتبة بن غزوان بعد فتح الابلة في البيان والتبيين 2 : 57  العقد الفريد : 131 الكامل لابن الاثير 2 : 106

(21) تاريخ الطبري 4: 33

22-تاريخ الطبري 4: 33

23- نفخ الطيب 1: 225-226 وانظر النص الاخر للخطبة في الامامة والسياسة 2: 74

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.