المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


حقوق الجار


  

845       04:10 مساءً       التاريخ: 2023-07-08              المصدر: د. صبحي العادلي

أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-04-2015 1716
التاريخ: 2023-07-25 1098
التاريخ: 10-10-2014 1730
التاريخ: 22-04-2015 1911
التاريخ: 2023-06-13 667
ويتضمن الفقرات الاتية:
يُعرف الجار لغة: هو الذي يجاورك، وجاور الرجل مجاورة وجوارًا وجُوارًا، والكسر أفصح، وجارك: الذي يجاورك، والجمع: أجوار وجيرة وجيران، وعن ابن الأعرابي: الجار: الذي يجاورك بيت بيت، والجار: الشريك في العقار، والمقاسم، والحليف، والناصر، والشريك في التجارة، وقال الراغب: الجار: من يقرب مسكنه منك .  
واصطلاحا: اختلف العلماء في المقدار الذي يصدق عليه مسمى الجوار الى عدة أقوال، فمنهم من قال: أربعون دارًا من كل ناحية، وقيل: كل من سمع النداء فهو جار، لذلك قالوا ان الذين يسكنون في المدينة الواحدة مهما بلغوا وهم يسمعون نداء الصلاة فهم جيران، واستدلوا بقوله تعالى: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا}.
ويترتب على حق الجوار القائم على أخوة الإسلام الكثيرمن الاحكام، كالشفعة والمساعدة وغيرهما، لذلك فان حرمة الجوار كانت عظيمة في الجاهلية وقد عظمها الإسلام اكثر مما كانت عليه .
  وتتلخص حقوق الجار في النقاط الآتية: 
كف الأذى عنه.
حمايته من الخطر والاذى.
معاونته: وكلما كان قريبا لزمك حمايته ومعاونته أكثر.
اخباره بما جهل به. 
الصبر على اذاه بالقدر الممكن.
غض البصر عن عيوبه.
   ومن كمال إيمان المسلم رعايته المتواصلة لجارة وكف الأذى عنه، كما قال رسول الله(صل الله عليه واله وسلم ) : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤِذي جاره) .
أهم مظاهر حسن الجوار:
النظر في العواقب الحسنة في حسن الجوار. 
تحذير المسلم في عواقب الإساءة إلى الجار.
التهادي بين الجيران والاطعام.
قبول العذر والعفو عن الزلات.
تجنب الاكثار من الهزل والمزاح.
تجنب الاحتقار.
تجنب الجدال الشديد والشدة في الكلام .
حقوق الجار في القرآن والسُنة:
قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا}.
بعد ما أمرنا بعبادته تعالى وعدم الشرك بربوبيته عندئذ أمرنا بالإحسان للوالدين واليتامى والمساكين، ثم أمرنا برعاية الجار، حيث روي ان الرسول الأكرم (صل الله عليه واله وسلم ) قال: (الجيران ثلاثة: جار له ثلاثة حقوق: حق الجوار وحق القرابة وحق الإسلام، وجار له حقان: حق الجوار وحق الإسلام، وجار له حق الجوار، وهو إذا كان من غير المسلمين).
وقال (صل الله عليه واله وسلم ) ايضا: (لقد أوصاني الله تعالى بالجارحتى ظننت انه سيورثه). 
وجاء عن الامام زين العابدين(عليه السلام) في رسالة الحقوق: (وأما حق جارك فأحفظه غائبا وأكرمه شاهدا، وانصره إذا كان مظلوما، ولا تتبع له عورة، فأن علمت عليه مصيبة إحزن لحزنه، ولا تستطيل عليه ببناء سكنه فتؤذيه بإشرافك عليه، وسدك منافذ الريح عنه، وان اهدى الى منزلك طرفه اهدى له منها إذا علمت انه ليس عنده مثلها، أو فلتسترها عنه وعياله ان شحت نفسك بها) ثم قال(عليه السلام): (اسمعوا ما أقول لكم لم يؤد حق الجار إلا القليل) . 
ومن سيرة الامام زين العابدين(عليه السلام) مع جاره يُذكر ان هشام بن اسماعيل بن هشام بن الوليد كان واليا على المدينة لعبد الملك بن مروان، وقد أساء جوار الإمام ولحق منه أذى، فلما مات عبد الملك عزله الوليد بن عبد الملك مما أوقفه الناس لكي يقتصوا منه، فقال: والله اني لا أخاف إلا من علي بن الحسين، ولكن مر عليه الامام(عليه السلام) وسلم عليه وأمر خاصته أن لا يتعرض له أحد بسوء، وارسل له: ان كان أعجزك مال تؤخذ به فعندنا مال ما يسعك ويسد حاجتك فطب نفسا منا ومن كان من يطيعنا، فقال له هشام بن اسماعيل: الله أعلم حيث يجعل رسالته .
وكان الامام(عليه السلام) يدعو لجيرانه خالص الدعاء، حيث جاء عنه: (اللهم تولني في جيراني بإقامة سُنتك والأخذ بمحاسن أدبك في أرفاق ضعيفهم وسد خلتهم وتعهد قادمهم وعيادة مريضهم وهداية مسترشدهم وكتمان اسرارهم وستر عوراتهم ونصرة مظلومهم وحُسن مواساتهم بالماعون والعود عليهم بالجد والفضل واعطاء ما يجب لهم قبل السؤال ... يا أرحم الراحمين)  . 
ومما يؤسف اليه حيث اصاب علاقة الجيران في عصرنا ابشع الأذى والتردي بسبب تطور المجتمع التكنولوجي دون تطوره الاخلاقي، حيث وصلت العلاقة في بعض الاحيان الى القطيعة بين الجيران، بل وصلت الى الشجار والتباغض والعدوان، ويموت الكثير من الناس أو يصاب بمرض دون ان يعلم به جاره، او انه يعلم ولكن لا تجده الى جانبه في المحن والمصائب .
 


Untitled Document