المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


تفسير الآيات [88 - 90] من سورة البقرة


  

1969       04:12 مساءاً       التاريخ: 12-06-2015              المصدر: محمد جواد البلاغي
قال تعالى : {وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ (88) وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ } [البقرة : 88 ، 90] .
{كَذَّبْتُمْ وفَرِيقاً تَقْتُلُونَ  وقالُوا} اي بنو إسرائيل‏ {قُلُوبُنا غُلْفٌ}‏ اي في غلاف لا نفهم ما يقول الرسول في تبليغه وغرضهم العيب لما يقوله في التبليغ كما حكى اللّه عن المشركين في سورة حم السجدة {وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ} [فصلت : 5] ‏ وليسوا لا يفهمون ما يقول رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) فإنه أتى في رسالته وتبليغه بما تقتضيه الفطرة وبداهة العقول ولا يخفى صلاحه على احد بَلْ‏ تمردوا على اللّه وكفروا على عمد فحرمهم بركة التوفيق و{لَعَنَهُمُ اللَّهُ‏} وابعدهم عن رحمته‏ {بِكُفْرِهِمْ‏‏} وعنادهم‏ {فَقَلِيلًا ما يُؤْمِنُونَ‏} الفاء للتفريع على حرمانهم من التوفيق وطردهم عن رحمة اللّه بعتوهم في كفرهم و«قليلا» صفة للمصدر اي إيمانا قليلا و«ما» لتأكيد القلة بزيادة الإبهام في القليل. والظاهر ان المراد بقلة ايمانهم قلة من يؤمن منهم { ولَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ‏} وهو القرآن الكريم بما فيه من دلائل الاعجاز والحجج على انه من اللّه‏ {مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ‏} من التوحيد وإرسال الرسل وإنزال الكتب والشريعة وكانُوا اي هؤلاء المردة المعاندون‏ مِنْ قَبْلُ‏ اي من قبل إنزال القرآن او مجي‏ء الرسول الى المدينة {يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا}
روى في الكافي في الموثق عن الصادق عليه السلام ما ملخصه‏ ان اليهود كانت تجد في كتبها ان مهاجرة محمد (صلى الله عليه واله وسلم) ما بين عير واحد فخرجوا يطلبون الموضع ونزله قوم منهم ثم صاروا يقولون للأوس والخزرج اما لو قد بعث محمد لنخرجنكم من ديارنا فلما بعث اللّه محمدا (صلى الله عليه واله وسلم) آمنت به الأنصار وكفرت به اليهود وهو قول اللّه‏ {وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ‏}. وعن تفسير العياشي عن الصادق (عليه السلام) مثله. وفي صحيحة اسحق بن عمار عن الصادق (عليه السلام) ما يقرب من هذا.

وكذا الحديث الأول والسابع والثامن الذي صححه الحاكم مما رواه في الدرّ المنثور. فيكون معنى يستفتحون يستنصرون بالتهديد او يطلبون في كلامهم ما يأملون من الفتح والنصر في المستقبل. وروى في الدرّ المنثور ايضا ان اليهود كانوا عند محاربتهم للعرب يستنصرون اللّه في الدعاء باسم النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) {فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا} من امر النبي (صلى الله عليه واله وسلم) ورسالته وان اللّه يجعل كلامه في فمه‏ {كَفَرُوا بِهِ}‏ مع معرفتهم به ككفر إبليس‏ {فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ‏} في مجمع البيان اكثر الكلام اشتريت بمعنى ابتعت وربما استعمل اشتريت بمعنى بعت انتهى ولكن فيه هنا كما في التبيان والكشاف اشتروا بمعنى باعوا أقول ويجوز إبقاء الاشتراء على معناه المتعارف وتكون الآية توبيخا وتسفيها لليهود فإن حق النفس ان تشترى بالإيمان والأخلاق الفاضلة والعمل الصالح في هذه الحياة الدنيا لتكون كاملة زكية فائزة بالسعادة الأبدية. اذن فما بال هؤلاء السفهاء قد حملهم الحسد الذميم على ان يحفظوا لأنفسهم خرافات القومية والجامعة اليهودية وجعلوا الثمن لاشترائها لهذا الغرض الوخيم هو الكفر بآيات اللّه حسدا وبغيا فبئس ما فعلوا وبئس الذي اشتروا به أنفسهم او بئس شيئا اشتروا به‏ {أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللَّهُ‏} اى كفرهم بما انزل اللّه وهو المخصوص بالذم مثل عمرو في قولهم بئس الرجل عمرو وتزداد شناعة كفرهم بما انزل اللّه مع معرفتهم بأنه كلام اللّه المنزل الذي وعدوا به بأن كفرهم هذا كان حسدا وبَغْياً على ان يبعث اللّه من غيرهم رسولا و{أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ‏} كلامه وآياته ووحي إرساله‏ {عَلى‏ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ‏} ويعلم أهليته للرسالة من ولد إسماعيل‏ {فَباؤُ} نحو معنى رجعوا {بِغَضَبٍ عَلى‏ غَضَبٍ‏} غضب اللّه عليهم من أجل الكفر مع المعرفة وقيام الحجة وغضبه من أجل حسدهم وبغيهم وعنادهم للرسول لكونه من غيرهم‏{وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ‏} يذلهم ويهينهم‏.


Untitled Document
د. فاضل حسن شريف
كتاب الامام الباقر عليه السلام للشيخ الكعبي والقرآن...
حسن الهاشمي
الآثار الوضعية للذنوب... معالجة الاسلام لآفة الزنا (14)
د. فاضل حسن شريف
كتاب الامام الباقر عليه السلام للشيخ الكعبي والقرآن...
محمدعلي حسن
لا تعجب بعملك
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية في كتاب مناسك الحج للسيد السيستاني (ح 2)
إسلام سعدون النصراوي
زواج النورين
د. فاضل حسن شريف
كتاب الحج للشيخ السبحاني والقرآن الكريم (ح 7)
عبد الهادي حسني
أسعد الناس
د. فاضل حسن شريف
مفاهيم من دعاء يوم دحو الارض (ح 11) (اهل البيت الأطهار)
حسن الهاشمي
الآثار الوضعية للذنوب... معطيات الزواج وتداعيات الزنا...
د. فاضل حسن شريف
مفاهيم من دعاء يوم دحو الارض (ح 10) (اهل البيت الأطهار)
حسن الهاشمي
رفقا بالفرقة الناجية؟!
أقلام بمختلف الألوان
جوائز مسابقة كنز المعرفة لشهر أيّار 2024
منتظر جعفر الموسوي
ما الفرق بين موازنة البرامج وموازنة البنود؟