ما إن يدخل الزائرُ مرقدَ أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) حتّى تهبّ عليه نسائمُ الإيمان، وتبتهل القلوبُ بآيات الدعاء إلى الباري عزّ وجلّ، وهي في بيتٍ من بيوته التي أُذِن أن يُرفع فيها اسمُه، لتتعلّق روحُه بحبائل الرّحمةِ الإلهيّة وهو في هذه الأجواء، وإذا بأريجٍ عطرٍ ينساب إلى الروح.
ملاكاتُ شعبة رعاية الحرم الشريف لأبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، من جملة الأعمال التي تتشرّف بها هي تبخيرُ وتعطيرُ الحرم الطاهر وأروقته، من خلال وحدة التبخير والتعطير التابعة لها.
مسؤولُ الشعبة المذكورة الحاج نزار خليل غني بيّن لشبكة الكفيل قائلاً: "إنّ الوحدة تعمل على تبخير الحرم المطهّر، من خلال آليّة عملٍ دقيقة ومتّبعة ضمن جدولٍ زمانيّ محدّد، وباستخدام عطورٍ طبيعيّة ومركّزة تمتاز بعدّة مميّزات، منها أنّها صديقة للبيئة وتدوم طويلاً وذو عطرٍ مقبول ومستساغ ومتناغم مع الأجواء الروحانيّة للمرقد الطاهر، وتكون بنوعَيْن السائلة والصلبة (عيدان البخور)، إضافةً إلى ذلك فإنّها تعتبر عطوراً قاتلة للجراثيم ولا تشكّل حساسيّةً لكلّ من يستنشقها وتتلاءم مع قدسيّة المكان".
وأضاف: "أنّ العطور السائلة هي عطورٌ طبيعيّة أغلبُها مستخرَجٌ من الورود الطبيعيّة، أمّا البخور المستعملة فهي بخورٌ ذات جودة عالية من مناشئ شرق آسيويّة، تجمع بين البخور الطبيعيّ الخالص أو ما يُسمّى بالبخور المعمول، وهي أعوادٌ خشبيّة مشبّعة بالعطر ولها قابليّة على نشر العطور".
وأوضح غني: "أنّ التعطير يشمل كذلك أرضيّة الحرم والسجّاد والجدارن، إضافةً إلى شبّاك المرقد الطاهر، وإنّ جميع أعمال التعطير تكون إما بأجهزة تعطيرٍ خاصّة أو بصورةٍ يدويّة".