المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الإمام عليٌ (عليه السلام) بشّره رسول الله بالجنة
2024-05-04
معنى الـمُبطئ
2024-05-04
{فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم}
2024-05-04
معنى الصد
2024-05-04
معنى الظليل
2024-05-04
معنى النقير
2024-05-04

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الرثاء  
  
4368   05:06 مساءً   التاريخ: 5-6-2017
المؤلف : ابتسام مرهون الصفار
الكتاب أو المصدر : الأمالي في الأدب الإسلامي
الجزء والصفحة : ص157-161
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاسلامي /

   يعدّ الرثاء من الأغراض التقليدية في الشعر العربي؛ لأنّه مرتبط بالنفس الإنسانية والحقيقة الأزلية التي تتجلّى في أنّ نهاية كلّ كائن حي هو الموت والزوال، ممّا جعل الشعراء يبكون على موتاهم أو قتلاهم، ويسجّلون ذلك شعراً، إلّا أنّ هذا البكاء فيه جانبان، الأوّل تسجيل مشاعر الراثي واظهار لوعة حزنه وفجيعته، والثاني بيان مكانة المرثي وتأبينه، أي ذكر خصال الخير التي عرف بها في زمانه. من هنا صور الرثاء عناصر الخير والمثل الأعلى في المجتمع فهو مثل المديح، إلّا أنّه يخصّ ممدوحاً غائباً عن الوجود وهو المرثي، من هنا وجدنا الرثاء في العصر الإسلامي يصيبه تطوّر كبير في العنصرين اللذين يشكّلان جوهر المرثية، ففيما يخصّ العنصر الأوّل وهو اظهار اللوعة والحزن والفجيعة وجدناه يتطوّر تطوّراً كبيراً عند شعراء الدعوة الإسلامية إذ تختفي معالم اليأس والحزن في رثاء الشهداء ويشير الشعراء الراثون إلى أنّ هؤلاء الشهداء ما فقدوا الحياة الدنيا إلّا ليهنأوا بالحياة الآخرة، حيث ثواب الله للمجاهدين والشهداء في الجنّة، ومع أنّ الحزن على فقد الأحبّة عاطفة إنسانية لا تختلف باختلاف العصور، إلّا أنّها كادت أن تبهت في فجر الدعوة الإسلامية، لتحلّ محلّها صورة البشرى لتلقي الشهداء ثواب الله في الجنّة. وهذا يواكب طبيعة الدعوة التي اقتضت من المسلمين أن يصبروا ويجاهدوا في سبيل الله، لا يثبط عزائمهم موت عزيز أو استشهاد قريب. ووجدناهم يتّخذون من استشهاد المسلمين مادّة ينطلقون منها لتثبيت نفوس المؤمنين على الإيمان، وتقوية عزائمهم، مع اقترانه في بعض الأحيان بالحزن ــ حزن النفس الإنسانية الطبيعي ــ فإذا أراد الشعراء بيان العنصر الثاني من عناصر المرثية وهو تعداد مناقب المرثي، ومدحه بما عرف به في حياته وجدنا أثر الإسلام في هذه المناقب واضحاً حين تقترن المناقب بسيرة المرثي الإسلامية، وبقربه من النبيq وأدائه واجب الشهادة، والتزامه بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف. وتظهر هذه المعاني في مراثي كثير من شعراء المسلمين لقتلاهم، فهذا حسّان بن ثابت يرثي حمزة بن عبدالمطّلب وقد قدمت ابنته تسأل عن قبره، فيجيبها حسّان بتأبين القتيل وذكر خصاله، وتكون البداية أقرب إلى مراثي الجاهليين

في البيتين الأوّلين حين يصفه بأنّه سيّد قومه، شجاع مغوار في الحرب، وكريم يستبشر وجهه للعطاء، وهو ثابت الجنان صابر في المعارك: ــ

تسائل عن قرم هجان سميدع
 

 

لدى البأس مغوار الصباح جسور
 

أخي ثقةٍ يهتزُّ للعُرفِ والنّدى
 

 

بعيدِ المدى في النائبات صبورِ
 

 

وإذا كان تعداد هذه الصفات على شاكلة رثاء الجاهليين، فلأنّها صفات استمرّت في العصر الإسلامي على أنّها مثل عليا للرجولة والبطولة، ومع ذلك يتّضح الأثر الإسلامي في الأبيات الأُخرى التي تليها حين يذكّر البنت المفجوعة بأبيها بأنّ الاستشهاد في سبيل الله راحة أبدية في الجنّة، ويذكّرها بصفات أبيها الإسلامية، ويصفه بأنّه كان وزير رسول اللهq، وأنّه أجاب دعوة الرسول وأجاب داعي الله في الجهاد، فلقي ما كان يرتجيه من شرف الاستشهاد في سبيل الله والعقيدة:

فقلت لها إنّ الشهادة راحة
 

 

ورضوانُ ربّ يا امامُ غفورُ
 

فإنّ أباكِ الخير حمزةَ فاعلمي
 

 

وزيرَ رسول الله خير وزير
 

دعاه إله الخلق ذو العرش دعوة
 

 

إلى جنّة يرضى بها وسرور
 

 

وبعد هذه الصفات الإسلامية التي يصف بها المرثي يعود إلى إظهار حزنه وألمه لفراقه، ولكنّه حزن مقترن بالاستشهاد والشهادة، ولم يستطع فيه حسّان أن يرقى فنياً فهو أقرب إلى الكلام المنظوم منه إلى الشعر العاطفي، خاصّة أنّ الرثاء أقرب الأشعار إلى صدق العاطفة التي تثير انفعال الشاعر، ومن ثمّ تهزّ السامعين، فيشاركونه أحزانه على المرثي. بدت عاطفة حسّان باهتة ضعيفة إذا قيست بشخصية حمزة الشهيد الذي هزّ استشهاده المسلمين.

وفي قصيدة أُخرى تنسب إلى كعب بن مالك أو عبدالله بن رواحة يذكر الشاعر حزنه ولوعته على فقد جعفر الشهيد، ولكنّه يسلّي نفسه بالدعاء له بالجنّة، ويذكر المسلمين بوجوب الصبر، لأنّ الرسولq وهو أقرب الناس إلى الشهيد صابر محتسب الأجر:

عليك سلامُ ربّك في جنان
 

 

يخالطها نعيم لا يزول
 

ألا يا هاشم الأخيار صبراً
 

 

فكلّ فعالكم حسن جميل
 

رسول الله مصطبر كريم
 

 

بأمر الله ينطق إذ يقول
 

 

ويقارن كعب بن مالك بين قتلى المشركين مقارنة قائمة على العقيدة الإسلامية، فيقول بعد أن ذكر شماتة قريش بمقتل حمزة، ويذكرهم بقتلاهم الذين قتلهم المسلمون ببدر يقارن بين قتلى الطرفين:

شتّان من هو في جهنّم ثاوياً
 

 

أبداً ومن هو في الجنان مخلّد
 

 

وتتكرّر عناصر الرثاء الإسلامي في رثاء المسلمين للنبيq فقد ورد في معظم هذه المراثي ذكر صفاته الخلقية الزاكية، وتأكيد حزن الشاعر وألمه لفقد شخص الرسولq النبي الذي هدى الأُمّة إلى طريق الخير، وعلّمها الرسالة السماوية، أمّا تسلية الشعراء أنفسهم فتظهر في تذكّرهم ما أورده الله في كتابه الكريم من وجوب الموت، وانّ لكلّ إنسان أجلاً لا يتقدّم ولا يتأخّر، ولكن فراق النبيq هو الذي يدعوهم إلى البكاء وقد أشار أحد الشعراء إلى أنّه حين يبكي الرسولq، ويتذكّر مصيبة المسلمين بفقده، يقول إنّا لله وإنّا إليه راجعون، لأنّ الله تعالى ذكر في كتابه المحكم ﴿الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون﴾ سورة البقرة 2 / 156.

فلو ردّ ميت قتل نفس قتلتها
 

 

ولكنّه لا يدفع الموت دافع
 

فآليت لا أثني على هلك هالك
 

 

من الناس ما أوفى ثبير وفارع
 

ولكنّني باك عليه ومتبع
 

 

مصيبته إنّي إلى الله راجع
 

 

وقد مرّ بنا أنّ حسان بن ثابت حين رثى الرسولq حاول أن يبكي الديار على طريقة الجاهليين، ولكنّه رآها دياراً مختلفة لم يمح رسمها، لأنّ الرسولq ترك بعده القرآن الكتاب الخالد، والمنبر الذي سيشهد استمرار الدعوة.

ثمّ وقف متذكّراً خلق النبيq وصفاته، فيعدّدها واحدة بعد الآخر بنفس إسلامي ورؤية إسلامية فهو لا يرثيه لشخصه بقدر ما يرثيه بأنّه نبي الأُمّة، هداها من الضلالة والجهل إلى الهدى والنور والعقيدة، وأنّه كان رؤوفاً بالمسلمين، كثير العفو عن الزلّات، عطوفاً على صغيرهم وكبيرهم، تحدوه رغبة كبيرة في أداء الرسالة السماوية، وهداية قومه إلى الحقّ، وهو أطيب الناس خلقاً، وأكرمهم أصلاً وأدباً، لأنّ الذي أدّبه هو الله تعالى حين أرسله نبياً. ويختم قصيدته بأن يعزّي نفسه، ويؤمّلها باللقاء القريب مع النبي محمّدq في جنّة الخلد.

هذه القيم الإسلامية التي دخلت في الرثاء تستمرّ في قصائد الشعراء في عصر صدر الإسلام ولكن نسبة ورودها تختلف باختلاف الشاعر، واختلاف المراثي فتتجلّى هذه المعاني كلّما كان المرثي مرتبطاً بحدث سياسي أو ديني، متلازماً اسمه مع قضيّة من القضايا. وتظهر هذه المعاني إذا كان الشاعر متمثّلاً لها واعياً لأهميتها وتأثيرها في نفوس السامعين، وتخفّ في بعض القصائد إذا كان الشاعر يرثي شخصاً قلّ ارتباطه بالقيم التي كوّنت المجتمع العربي آنذاك، مثلما نراه في رثاء متمّم بن نويرة لأخيه مالك.

وعلى أيّة حال فرثاء متمم بن نويرة لأخيه أو شعره عموماً لا يقاس عليه، لأنّ العناصر الإسلامية والمثل الجديدة التي عرضناها من قبل استمرّت في السيطرة على القصيدة الرثائية، مع المثل العليا التي كانت في الجاهلية، وأقرّها الإسلام مثل الشجاعة والكرم والحياء.

وإذا راجعنا مراثي الشعراء للخلفاء الراشدين وجدناها تدور حول المعاني الإسلامية والصفات الخلقية التي يتّسمون بها، وتقترن بصفات إسلامية أمر القرآن الكريم بالتحلّي بها، فالأبيات المشهورة التي قيلت في رثاء الخليفة عمر بن الخطّاب تؤبّنه من خلال وصفه بالإمام ـ إمام المسلمين ـ وإنّ الله هو الكفيل به، وهو الذي سيجازيه خيراً عن سيرته في حياته الدنيا، أمّا سيرته فهي العدل والبرّ والتقى، والحكم بين الناس بسنّة الدين القويم:

جزى الله خيراً من أمير وباركت
 

 

يد الله في ذاك الأديم الممزّق
 

قضيت أُموراً ثمّ غادرت بعدها
 

 

بوائق في أكمامها لم تمزّق
 

أمين النبي في وحيه وصفيه
 

 

كساه المليك جبةً لم تمزّق
 

من الدين والإسلام والعدل والتقى
 

 

وبابك من كلّ الفواحش مغلق
 

 

أمّا الخليفة عثمان فقد أُضيفت في رثائه معانٍ أُخرى غير التي ذكرت في رثاء الخليفة عمر رضي الله عنه، وهي وصفه بالشهيد، وذكر جهاده مع شيخوخته، و مدارسته لكتاب الله، يقول تميم بن مقبل:

ليبك بنو عثمان ما دام جذمهم
 

 

عليه بأصلال تعرّى وتخشب
 

ليبكوا على خير البرية كلّها
 

 

تخوّنه ريب من الدهر معطب
 

يدارسهم أُمّ الكتاب ونفسه
 

 

تنازعه وثقى الخصال وينصب
 

 

ويرثي أبو الأسود الدؤولي الإمام علي بن أبي طالب، ويبكيه من خلال صفات الإيمان والإسلام، فهو أمير المؤمنين وأقرب الناس إلى النبيq وحبيبه وصفيه، أقام الحقّ وكان يقرؤهم آيات القرآن، ويصلّي في الناس أحسن الصلاة، فيكون قدوة للمسلم التقي العادل، وفوق هذا وذاك قتله الخوارج في شهر الصيام:

ألا يا عين ويحك أسعدينا
 

 

ألا تبكي أمير المؤمنينا
 

وتبكي أُمّ كلثوم عليه
 

 

بعبرتها وقد رأت اليقينا
 

ألا قل للخوارج حيث كانوا
 

 

فلا قرّت عيون الحاسدينا
 

أفي شهر الصيام فجعتمونا
 

 

بخير الناس طرّاً أجمعينا
 

وكنّا قبل مقتله بخير
 

 

نرى مولى رسول الله فينا
 

يقيم الحقّ لا يرتاب فيه
 

 

ويعدل في العدى والأقربينا
 

وليس بكاتم علماً لديه
 

 

ولم يخلق من المتكبرّينا
 

ولا والله لا أنسى علياً
 

 

وحسن صلاته في الراكعينا
 

 

لكن قراءة هذه المقطوعات تدلّنا على نفس قصير، يفتقد كثيراً إلى جمالية الفنّ، وحلاوة التعبير، ولا تعكس انفعالاً صادقاً، أو قوّة مشاعر قد يكون سببها سرعة الحدث، الذي تبعه سرعة نظم الشاعر شعره. يصدق هذا على معظم مقطوعات الرثاء. فرثاء الشهداء لم يرق أيضاً في قوّة التعبير عن الحزن أو الانفعال إلى مستوى التضحية التي قدّمها أُولئك الشهداء. هنا فقط ربّما يكون العامل الفكري وهو أنّ الشهيد حي لا يموت، وراء ضعف شعر رثاء الشهداء في هذا العصر.

أمّا المراثي التي قيلت في الرسولq فإنّها لم ترق إلى مستوى الحدث العظيم، فهل يكون هول المصيبة سبباً في عجز الشعراء عن تصوير صدق مشاعرهم وإحساسهم بالفجيعة؟! بينما وجدنا الجمال الفنّي، وصدق العاطفة في الرثاء الشخصي رثاء متمّم لأخيه، أو رثاء أبي ذؤيب لأبنائه؟.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.


موكب أهالي كربلاء يستذكر شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
العتبة العباسية تستذكر شهادة الإمام الصادق (عليه السلام) بإقامة مجلس عزاء
أهالي كربلاء يحيون ذكرى شهادة الإمام الصادق (عليه السلام) في مدينة الكاظمية
شعبة مدارس الكفيل النسوية تعقد اجتماعًا تحضيريًّا لوضع الأسئلة الامتحانية