الثوم نبات بصلي معمر من الفصيلة الزنبقية التي منها البصل والكراث، ويسميه البعض الثوم. وهو يزرع حولياً باعتباره من محاصيل الخضار والتوابل. تحتوي بصلته على عدد من البصيلات (فصوص الثوم) يتراوح عددها (4 و30 حصا) ويحيط بالبصلة عدد من الحراشف الجافة البيضاء، كما أن البصيلات محاطة بحراشف جافة أيضاً. الأوراق شريطية طويلة.

أما الساق فزهرية طويلة يبلغ طولها بين متر ومتر ونصف، وأما الأزهار فبيضاء أو قرمزية، ونادراً حمراء. وفي النورة عدد من البصيلات تتكون من البراعم الزهرية، وتساعد في التكاثر الإعاشي، ولكل أجزاء نبتة الثوم رائحة مميزة وطعم خاص.

يجمع الثوم في شهر حزيران عندما تبدأ أوراقه بالاصفرار، وقبل مرحلة النضج التام، ويستدل على ذلك بسهولة نزع النبتة من التربة، وتوضع في أماكن ظليلة بشكل رزم. وبعد الجفاف الكامل تفصل الفصوص وتخزن في أماكن مبرده.

تاريخه:

الثوم عريق في القدم، ذكره القدماء واعجبوا به واحترموه، واطلقوا عليه تسميات تدل على التكريم والاعزاز، فقدسه الفراعنة وقدموه قرابين لألهتهم، وحرم كهنتهم مضغة واعتبروه جريمة عظيمة، غير ان الشعب المصري اقبل على اكل الثوم بشكل كبير مخالفين في ذلك اوامر كهنتهم ويروى لنا التاريخ ان البصل والثوم المادة الغذائية الاساسية للمصريين حين بناء الأهرام، وكانوا يعتقدون أنهما يعطيان لأجسامهم القوة والمناعة والصلابة.

أما اليونان فكان الثوم ذا مكانة كبيرة عندهم. وقدموه لألهتهم معتقدين آن الثوم يطرد الارواح الشريرة.

وعرف الاقدمون خصائص علاجية للثوم فاستعملوه مقوياً، ومشهياً، ومثيراً العطاس، وجالياً للصوت، ومطهراً للأمعاء.

وقد عرف العرب الثوم منذ القديم، ويظهر أنهم كانوا يكثرون من تناوله في طعامهم، ولذلك منع رسول الله المسلمين من تناول البصل والثوم عند الصلاة، وذلك لرائحتهما الشديدة التي تؤذي المصلين إذا كان أحدهم قد أكل من هاتين الشجرتين اللاذعتين الرائحة.

فوائده واستعمالاته الطبية:

يحتوي الثوم على فيتامينات، وهرمونات تشبه الهرمونات الجنسية، ومواد مضادة للعفونة ومخفضة لضغط الدم، وقاتله للديدان المعدية، ومدرة لإفرازات الكبد، وعلى زيت طيار، ومركبات الكبريت.

هذه المحتويات المهمة في الثوم جعل الطب القديم والحديث يهتم بدراسة وإجراء التجارب الكثيرة لمعرفة فوائده، وقد تبين من الدراسات انه ذو فوائد كثيرة يمكن تلخيصها بما يلي:

- لقشرة الراس: 4 رؤوس ثوم نيء يدق ويوضع في قارورة بيضاء فيها كمية من الكحول الجيد، وتوضع في الشمس 10 ايام، بعدها تخض القنينة وتصفى ويفرك بها الراس مرتين يوميا، فتزول القشرة.

- تصفية الصوت: أكل الثوم نيئاً أو مطبوخاً يصفي الصوت.

- التهاب اللوزتين والبلعوم: يقضم فص واحد من الثوم بين الاسنان ببطء، ويكون فص الثوم نيئا، فانه يقي اللوزتين والبلعوم من الالتهاب.

وللقضاء على رائحة الثوم تمضغ بضع وريقات خضر من نبات اخضر.

- تقوية الأسنان: يطبخ الثوم مع ورق الصنوبر والكمون اجزاء متساوية، ويمضمض به الفم، فإنه يقوي الأسنان ويصلحها.

- وجع الأسنان: يؤخذ فص ثوم نيء مقشور ومشقوق داخل الاسنان التي في جهة الوجع.

- ارتفاع ضغط الدم: يؤخذ من الثوم مقدار ۹۰ غراما، وينقع في مقدار 150 غراماً من الخل مدة 4 أسابيع، يأخذ المريض 15 نقطة في قليل من الماء ويزاد تدريجيا الى ۳۰ نقطة .

- يمضغ المصاب فصين من الثوم صغيرين ببطء بين أسنانه، فإنه ينزل الضغط. وللقضاء على رائحة الثوم يمضغ المصاب بضع وريقات خضراء من نبات اخضر.

- وأيضا يخلط الثوم المبشور مع مثله من العسل ويلطخ به الرأس مع التدليك، يفيد في إزالة القشرة من الرأس.

وجع الأذن: يؤخذ رأس ثوم ويجرح رأسه ويدخل في الأذن، فإن الألم يذهب حالا.

- رائحة الفم: يؤخذ الثوم والقرنفل أجزاء متساوية ويعجنان بالعسل، ويناوله المصاب على الريق وعند النوم، فإنه يقطع البخر وينقلب ينقلب رائحة طيبة، يواظب على ذلك.

رائحة الثوم: تزال رائحة الثوم بأكل ملعقة من العسل أو مضغ حبة من البن، أو مضغ ورق النعناع.

السعال المزمن: يؤخذ جزء من الثوم، وخمسة اجزاء من التمر الجيد والعسل والماء، يغلى الكل على نار خفيفة، يستعمل منه المصاب بالسعال المزمن ملعقتان كبيرتان صباحاً و ظهراً و مساء.

السعال: يؤخذ الثوم ويقشر ويوضع وسط شاش ويطبخ في كأس ماء ثم يرفع الشاش ويعصر جيدا، ويفطر المصاب بالسعال الحاد بالماء المقطر بالثوم، فإنه يشفى في اقرب وقت إذا واظب على هذه العملية.

الربو والسعال الديكي: يمضغ فص من الثوم النيء بين الأسنان ببطء، فإن مفيد في توقيف أزمة التنفس وحالة الربو والسعال الديكي. وللقضاء على رائحة الثوم تمضغ بضع ورقات خضراء من نبات أخضر كالنعناع أو تؤكل تفاحة.

الربو: ينقع كمية من الثوم المقشور في لتر حليب، يشرب منه 3 أكواب في اليوم مدة ۸ ايام، يصفى كل كوبا ثم يشرب.

البلغم: ينضج الثوم المقشر في بخار الماء المغلي، من دون أن يصل إليه الماء، ثم يخلط بسمن حتى يصبح مثله، ثم يضاف إليهما عسل ويخلط الكل جيداً، ويغلق عليه قارورة جيداً من أجل أن يواظب عليه مدة. فيأخذ المصاب منه 3 ملاعق كبيرة في اليوم، واحدة عند الصباح، والثانية وقت الظهر، والثالثة وقت المساء. ومن دون صعوبة يخرج البلغم من المصاب.

صلب الشرايين: يقشر الثوم بعد آن يغلى ويسحق في كوبا من الحليب مدة 5 دقائق ويشرب ، يواظب المريض على ذلك يومياً ولمدة.

قرحة المعدة والأمعاء: يبلع الثوم دون مضغه غضاً، ثم يعقبه شرب كوب ماء، يواظب على ذلك مدة.

البواسير: يطبخ الثوم ويخلط بخلل، ويفطر عليه المصاب بالبواسير، كما يدهنها ايضاً فانه جيد.

تفتيت حصى الكلى: إذا أكل الثوم مطبوخاً مدة أسبوع على الريق فتت حصى الكلى.

تقطير البول: الإدمان على أكل الثوم ينفع جيدا في حالات تقطير البول.

إخراج المشيمة: إذا قد تدخنت المرأة بورق الثوم وقشوره وساقة، خرجت المشيمة بسهولة.

الم الروماتيزم او العمود الفقري: يفرك مكان الالم الروماتيزم او العمود الفقري فركا جيدا بأسنان ثوم مسحوق وممزوج بزيت زيتون ساخن، فان الالم يسكن.

مسمار الرجل: يسحق فص ثوم صغير ويدهن به مسمار الرجال، يواظب المصاب على ذلك فإنه يزول.

- معجون الثوم: خذ الثوم وقشره وصب عليه حليب البقر حتى يخمر، ثم يطبخ على نار خفيفة حتى يصبح مثل العسل الجامد، ثم يحرك تحريكاً جيداً، ويوضع جانباً. ثم يؤخذ ثلاث أجزاء من الزنجبيل اليابس ونصف جزء من الزعفران وسنبل ودار فلفل ودار صيني و قرنفل وبسباس ويسحق الجميع ويرمى على العسل حتى يختلط، ثم اضف عليه الثوم المطبوخ وحركة تحريكا خفيفا وبشكل جيدا. يأخذ المصاب منه على الريق وعند النوم مقدار حبة الجوز فإنه جيد ونافع.

هذا المعجون نافع لجميع أنواع البرودة، والعلل الباردة، ويزيد في الباه، ويسخن الكليتين، وينفع في تقطير البول، ويذهب الحكة من المعدة، ويصفي اللون، ويذهب العقل، ويزيد في صفاء العينين، وينقي البلغم، ويخلص من السعال ويذهب بالنسيان، ويزيل قوة الذكاء.

لسع النحل: يدلك مكان لسع النحل بالثوم بشكل جيد، فإنه يزول.

لسع البعوض: يدهن مكان لسعة البعوض بالثوم.

التئام الجروح: إذا دق الثوم طرياً ووضع على الجروح التامت.

 فتح خراج الدمل: تؤخذ عدة اسنان من الثوم النيء المدقوق مع صفار البيض وبعض الطحين مع ملعقة صغيرة من الملح الناعم، يمزج مع الجميع ويجعل من المزيج لصقة توضع على راس الدمل الذي لم يخرج، وبعد اربع ساعات تقريبا يظهر راس الدمل.

المصدر:

يوسف البقاعي، الخضار غذاء وشفاء (الطبعة الثانية 2002).