على الخطيب ان يدفع بعد الموافقة مهرا لأبيها، ويختلف مقداره باختلاف مركز الخطيب وابيه، او الفتاة وأبيها(1). ولا ريب في ان العرب كانت تراعي في تزويج بناتها الاكفاء. وقد تعطى المرأة صداقا او هدية لها. ولا يحق للرجل استرداد الصداق؛ ولكن يحق له رد المهر اذا لم يتم الزواج، بل كان الزوج أحياناً يطلب رد المهر اذا ماتت زوجته، او قد يطلب من أبيها ان يزوجه بأختها  بعد موتها.

واذا مات الرجل، فلأبنه الأكبر حق التزوج بها من دون مهر، لان اللاب كان قد دفع المهر. ويدعى هذا الزواج زواج الضيزن؛ وقد حرمه القرآن بقوله تعالى : (ولا تنكحوا ما نكح اباءكم من النساء الا ما قد سلف انه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا)(النساء 22).

كما ان القرآن منع استرداد ما يعطى للمرأة  (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آَتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ)(البقرة 229)؛ (وان طلقتموهن من قبل ان تمسوهن فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم الا ان يعفون او يعفوا الذي بيده عقدة النكاح)(البقرة 237)؛ (وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآَتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (20) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا)(النساء 20-21).

وقد يستعاض عن المهر بان يدفع الخطيب اخته لأخي خطيبته بدل المهر، ويدعى هذا الزواج زواج الشغار، وقد حرمه الإسلام فقا تعالى : (وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فان طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا)(النساء 4).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الحوفي : المرأة العربية ص149، 151؛ جمعة : ص44 فما بعد؛ سميث : Kinshiy and marriage ص50 فما بعد.