تشير المصادر التاريخية أن أول من رصد المشتري بواسطة التلسكوب هو الايطالي (غاليليو غاليلي) سنة 1610م، وربما يكون (سيمون ماريوس) قد شاهد الكوكب بالتلسكوب في نفس الفترة أيضاً التي رصد فيها غاليلو المشتري. وشاهد غاليليو من خلال تلسكوبه الذي صنعه بنفسه أحزمه على سطح الكوكب وأربعة أقمار تدور حوله سميت (أقمار غاليليو) وهي (أيو، يوروبا، جانيميد، كاليستو) وتمكن من خلال حركة الأقمار حول الكوكب معرفة أن الأرض ليست مركز المجموعة الشمسية بل تدور مثل هذه الكواكب السيارة حول الشمس، مؤكداً بذلك نظرية ( كوبر نيكوس) حول مركزية الشمس التي وضعها سنة 1543م. كانت (بايونير-10) أول مركبة تصل المشتري وذلك يوم 3 كانون أول سنة 1973م ودارت حوله على بعد 131 ألف و400 كيلومتر، والتقطت 300 صورة للكوكب، وأجرت دراسات على المجال المغناطيسي والغلاف الغازي.

ثم وصلت المركبة (بايونير-11) إلى المشتري يوم 4 كانون أول 1974م، أي بعد عام واحد من وصول المركبة السابقة، ودارت حوله على بعد 46 ألف و400 كيلومتر، وارسلت صوراً رائعة ونقية للكوكب، كما أجرت نفس التجارب التي أجرتها المركبة السابقة. وفي 5 ايلول 1977 أطلقت مركبة الفضاء (فواياجير-1) ووصلت المشتري يوم 5 آذار 1979 واقتربت مسافة 350 ألف كيلومتر من سطح الكوكب، وكانت قد أطلقت المركبة الفضائية (فواياجير-2) يوم 20 آب 1977 أي قبل المركبة الأولى بحوالي ستة عشر يوماً وذلك لأسباب تعود إلى وكالة الفضاء الأمريكية ناسا.

ووصلت فوايجير-2 الى المشتري يوم 9 تموز 1979م، أي وصلت متأخرة عن المركبة الأولى رغم إطلاقها قبلها بسبب خطة رحلتها المختلفة، واقتربت من المشتري لمسافة 714 ألف كيلومتر، وقامت بنفس عمل المركبة الأولى الا أنها زارت القمر (يوروبا) الذي لم تزره المركبة الأولى. في 18 تشرين أول 1989 أطلقت المركبة الفضائية (غاليليو) ووصلت الكوكب سنة 1995م، ودخلت (كبسولة) في الغلاف الغازي للكوكب وتمكنت من دراسة الغلاف الغازي وسمكه وتكوينه، ودرجة الحرارة في أعماق مختلفة، والمجال المغناطيسي ودراسات مختلفة. ثم أطلقت يوم 6 تشرين أول سنة 1990 المركبة (اوليسيس)Ulysses ووصلت المشتري يوم 8 شباط 1992 بعد أن زارت الشمس وهي في طريقها للكوكب، واقتربت من المشتري على بعد 378 ألف كيلومتر، وتمكنت من قياس الحقل المغناطيسي ومجال الجاذبية وغيرها من الدراسات.