سنن الله الثابتة  					
				 
				
					
						
						 المؤلف:  
						ناصر مكارم الشيرازي					
					
						
						 المصدر:  
						تفسير الامثل					
					
						
						 الجزء والصفحة:  
						ج10,ص483-484					
					
					
						
						28-09-2014
					
					
						
						5974					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				 أنّ القرآن ذكر أنّ إحدى سنن الله التي لا تقبل التغيير هي إقتلاع جذور التآمر بهجوم عامّ، وقد كانت هذه السنّة جارية في الاُمم السابقة.
 
وقد ورد نظير هذا التعبير في مواضع اُخرى من القرآن، ومن جملتها ما ورد في الآية (38) من سورة الأحزاب هذه، فبعد أن أجاز سبحانه مخالفة سنّة جاهلية خاطئة وإلغاءها في مسألة مطلقة الابن بالادّعاة ، يقول : ليس للنبي أيّ ذنب إذا ما نفّذ أوامر الله مهما كانت.
 
ثمّ يضيف تعالى : { سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا } [الأحزاب: 38].
 
وفي الآية (43) من سورة فاطر، وبعد أن هدّد الكافرين والمجرمين بالفناء والهلاك، يقول سبحانه : {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا}.
 
وفي الآية (85) من سورة غافر، وبعد أن صرّح بأنّ إيمان الكفّار العنودين من الأقوام الماضين عند مشاهدتهم عذاب الإستئصال لم ينفعهم شيئاً، يضيف : {سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ}.
 
وفي الآية (23) من سورة الفتح، وبعد أن ذكر إنتصار المؤمنين وهزيمة الكفّار في الحروب، وأن ليس لهم ولي ولا نصير، يضيف : {سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا}.
 
وكذلك في الآية (77) من سورة الإسراء عندما يبيّن مؤامرة إبعاد النّبي أو قتله، يضيف : {وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا * سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا}.
 
يستفاد من مجموع هذه الآيات جيّداً أنّ المراد من السنّة في مثل هذه الموارد: القوانين الإلهيّة الثابتة والأساسية، سواء التكوينية منها أم التشريعية، التي لا تتغيّر مطلقاً.
 
وبتعبير آخر: فإنّ لله سبحانه في عالم التكوين والتشريع قوانين واُصولا ثابتة، كالقوانين الأساسية والدساتير المسنونة بين شعوب العالم والتي لا تتبدّل، ولا تكون عرضةً للتغيير، وهذه القوانين الإلهية كانت حاكمة على الأقوام الماضين، وتحكّمنا اليوم، وستكون حاكمة في المستقبل على الأجيال الآتية.
 
إنّ نصرة النّبي، وهزيمة الكفّار، ووجوب تنفيذ أوامر الله والعمل بموجبها، حتّى وإن أدّت إلى إثارة سخط الناس وعدم رضاهم، عدم جدوى التوبة حين نزول العذاب الإلهي، وأمثال ذلك هي جزء من هذه السنن الخالدة.
 
إنّ هذه التعبيرات تسلّي خواطر كلّ السائرين في طريق الحقّ، وتمنحهم الهدوء والطمأنينة من جهة، وتوضّح من جهة اُخرى وحدة دعوة الأنبياء وإنسجامها، وتناسق القوانين الحاكمة على نظام الخلقة ونظام الحياة الإنسانية وإتّحادها، وهي في الحقيقة فرع من فروع التوحيد.
 				
				
					
					
					 الاكثر قراءة في  مقالات عقائدية عامة					
					
				 
				
				
					
					
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة