المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17615 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02



حقائق التفسير للسُلميّ : تفسير عرفاني  
  
9499   06:30 مساءاً   التاريخ: 16-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج2 ، ص963-967.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / منهج التفسير العرفاني /

ثـانـي تـفـاسـير الصوفية التي ظهرت الى الوجود ، تفسير أبي عبد الرحمان السّلمي ، المسمى بـ(حقائق التفسير) هو ابو عبد الرحمان محمد بن الحسين بن موسى الأزدي السلمي ، المولود سنة (330هـ) . والـمـتـوفـى سنة (412هـ) . كان شيخ الصوفية ورائدهم بخراسان ، وله اليد الطولى في الـتـصوف ، وكان موفقاً في علوم الحقائق حسبما اصطلح عليه القوم وكان على جانب كبير من العلم بالحديث ، اخذ منه الحاكم النيسابوري والقشيري صاحب التفسير.
وهذا التفسير من أهم تفاسير الصوفية ، ويعد من أمهات المراجع للتفسير الباطني لمن تأخر عنه ، كالقشيري والشيرازي وأضرابهما من أقطاب الصوفية .

وهـو امـتـداد للتفسير الصوفي الذي ابتدعه التستري من ذي قبل وتفصيل فيه ، وتحرير واسع للذوق الصوفي في فهمه لمعاني كلمات اللّه في القرآن العظيم يقول في مقدمته :

" لـمـا رأيت المتوسمين بعلوم الظاهر ، صنفوا في أنواع القرآن ، من فوائد ومشكلات وأحكام وإعراب ولغة ومجمل ومفسر وناسخ ومنسوخ ما يشغل منهم لجميع فهم خطابه على حساب الحقيقة ، إلا [تفسير] آيات متفرقة نسبت الى أبي العباس بن عطاء .

و[تفسير] آيات ذُكر أنها عن جعفر بن محمد (عليه السلام) على غير ترتيب ، وكنت قد سمعت منهم في ذلك جزءاً استحسنته ، أحببت أن أضم ذلك الى مقالتهم ، وأضم أقوال المشايخ من أهل الحقيقة الى ذلك ، وأرتبه على السور حسب وسعي وطاقتي ، فاستخرت الله في جميع ذلك واستعنت به وهو حسبي ونعم المعين " (1) .

غـير ان الاقتصار على المعاني الاشارية ، والاعراض عن المعاني الظاهرة في هذا التفسير ، ترك لـلـعـلماء مجالاً للطعن عليه ، و لقى معارضات شديدة من معاصريه وممن أتوا بعده ، فاتهم بالابتداع والتحريف والقرمطة ، ووضع الاحاديث على الصوفية .

يقول ابن الصلاح (2) في فتاواه وقد سئل عن كلام الصوفية في القرآن : وجدت عن الامام ابي الحسن الواحدي المفسر انه قال : صنف ابوعبد الرحمان السلمي (حقائق التفسير) فإن كان قد اعتقد أن ذلك تفسير ، فقد كفر.

 

قال : الظن بمن يوثق به منهم انه اذا قال شيئاً من أمثال ذلك انه لم يذكره تفسيراً ، ولا ذهب به مذهب الـشـرح للكلمة المذكورة من القرآن العظيم ، فإنه لو كان كذلك ، كانوا قد سلكوا مسلك الباطنية ، وانـمـا ذلك ذكر منهم لنظير ما ورد به القرآن ، فإن النظير يُذكر بالنظير ، ومن ذلك قتال النفس في الآية الكريمة {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ} [التوبة: 123] فكأنه قال : أمرنا بقتال الـنـفـس ومـن يـلـيـنـا من الكفار ، ومع ذلك فيا ليتهم لم يتساهلوا في مثل ذلك ، لما فيه من الابهام والإلباس  (3) .

قال ابو بكر احمد بن علي الخطيب البغدادي المتوفى سنة (463هـ) ـ وهو قريب عهد به ـ : قال لـي مـحمد بن يوسف القطان النيسابوري : كان السُلمي غير ثقة قال الخطيب : وكان يضع للصوفية الأحاديث  (4) .

وهكذا وصفه أبو العباس احمد بن تيمية الحراني المتوفى سنة (728هـ) بالوضع والاختلاق قال : ومـا يـنـقل في (حقائق) السُلمي من التفسير عن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)  عامته كذب على جعفر ، كما قد كذب عليه غير ذلك  (5) .

قـال الامـام ابـو عبد اللّه شمس الدين محمد بن احمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة (748هـ) في (تـذكـرة الحفاظ) : (ألف السُلمي حقائق التفسير فأتى فيه بمصائب وتأويلات الباطنية ، نسال اللّه العافية)  (6) .

وقـال فـي تـرجـمـته في (سير أعلام  النبلاء) : (و للسُلمي سؤالات للدار قطني عن أحوال الـمـشـايـخ والـرواة سـؤال عارف وفي الجملة ففي تصانيفه احاديث وحكايات موضوعة وفي (حـقـائق الـتفسير) اشياء لا تسوغ اصلاً ، عدها بعض الائمة من زندقة الباطنية ، وعدها بعضهم عرفاناً وحقيقة ، نعوذ باللّه من الضلال ومن الكلام بهوى ( (7) .

ومن ثم عد السيوطي المتوفى سنة (911هـ) تفسير السُلمي في كتابه (طبقات المفسرين) ضمن التفاسير المبتدعة قال : وإنما أوردته في هذا القسم لأنه غير محمود (8) .

وهـكـذا ذكـر الامـام الـحافظ شمس الدين محمد بن احمد الداودي المتوفى سنة (945هـ) في (طـبقات المفسرين) ، قال : وكتاب (حقائق التفسير) للسُلمي قد كثر الكلام فيه ، من قبل انه اقتصر فيه على ذكر تأويلات ومحامل للصوفية ، ينبو عنها ظاهر اللفظ (9).

وإليك الان نماذج من تأويلات السُلمي ، مما ينبو عنها لفظ القرآن الكريم :

قـال فـي الآية {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} [النساء: 66] : قال محمد بن الفضل : اقتلوا انفسكم بمخالفة هواها ، او اخرجوا من دياركم ، اي اخرجوا حب الدنيا من قلوبكم ، ما فعلوه إلا قليل منهم في العدد ، كثير في المعاني ، وهم أهل التوفيق والولايات الصادقة (10) .

وفـي سـورة الرعد عند قوله تعالى : { وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ} [الرعد: 3] يـقـول : قال بعضهم : هو الذي بسط الارض وجعل فيها اوتاداً من اوليائه وسادةً من عبيده ، فإليهم الملجأ وبهم النجاة ، فمن ضرب في الارض يقصدهم فازو نجا ، ومن كان بُغيته لغيرهم خاب وخـسـر سـمعت علي بن سعيد يقول : سمعت أبا محمد الحريري يقول : كان في جوار الجنيد إنسان مصاب في خربة ، فلما مات الجنيد وحملنا جنازته ، حضر الجنازة ، فلما رجعنا تقدم خطوات وعلا مـوضـعـاً مـن الارض عـالياً ، فاستقبلني بوجهه ، وقال : يا أبا محمد ، إني لراجع الى تلك الخربة ، وقد فقدت ذلك السيد ، ثم أنشد شعراً  :

وما أسفي من فراق قوم ـــــ هم المصابيح والحصون .

والمدن والمزن والرواسي ـــــ والخير والأمن والسكون .

لم تتغير لنا الليالي ـــــ حتى توفتهم المنون .

فكلّ جمر لنا قلوب ـــــ وكلّ ما لنا عيون  (11) .

وفـي سـورة الـحـج عـنـد قـولـه تـعـالـى : {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً} [الحج: 63]  ، يقول : قال بعضهم : أنزل مياه الرحمة من سحائب القربة ، وفتح الى قلوب عـباده عيوناً من ماء الرحمة ، فأنبتت فاخضرت بزينة المعرفة ، و أثمرت الايمان ، وأينعت التوحيد ، أضـاءت بـالـمحبة فهامت الى سيدها ، واشتاقت الى ربها فطارت بهمتها ، وأناخت بين يديه ، وعكفت فأقبلت عليه ، وانقطعت عن الاكوان أجمع ذاك آواها الحق اليه ، وفتح لها خزائن انواره ، واطلق لها الخِيَرَة في بساتين الأنس ، ورياض الشوق والقدس (12) .

وفـي سورة الرحمان عند قوله تعالى : {فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ } [الرحمن: 11] يقول : قال جـعـفر : جعل الحق تعالى في قلوب اوليائه رياض أُنسه ، فغرس فيها اشجار المعرفة ، أصولها ثابتة فـي أسرارهم ، وفروعها قائمة بالحضرة في المشهد ، فهم يجنون ثمار الأنس في كل أوان ، وهو قـولـه تـعـالى : {فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ } اي ذات الألوان ، كل يجتني منه لوناً على قدر سعته ، وما كوشف له من بوادي المعرفة وآثار الولاية (13) .
وفي سورة الانفطار {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ} [الانفطار: 13، 14] يقول : قال جعفر : النعيم : المعرفة والمشاهدة ، والجحيم : النفوس ، فان لها نيراناً تتقد (14)  .
وفـي سورة النصر {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] يقول : قال ابن عطاء اللّه : اذا شغلك به عـمـا دونـه فـقـد جـاك الـفـتـح مـن اللّه تـعالى ، والفتح : هو النجاة من السجن البشري بلقاء اللّه تعالى (15)  .
_____________________

1- تفسير السُلمي ، ج1 ، ص19-20 .

2- هو الإمام الحافظ العلامة شيخ الإسلام في قطره وعصره ، تقي الدين أبو عمرو عثمان بن المفتي صلاح الدين عبد الرحمان الكردي الشهر زوري الموصلي . ولد سنة (577هـ.) وتوفي سنة ( 643هـ.) بدمشق ، ودفن بمقبرة الصوفية ، وكان قبره ظاهراً يزار (سير أعلام النبلاء ، ج23 ، ص140 ، رقم 100 ) .
3- فتاوي ابن الصلاح ، ص29 (التفسير والمفسرون ، ج2 ، ص368).
4- تاريخ بغداد ، ج2 ، ص248 .
5- منهاج السنة لابن تيمية ، ج4 ، ص155 .
6- تذكرة الحفاظ ، ج3 ، ص1046 .
7- سير أعلام النبلاء ،ج17 ، ص252 .
8- طبقات المفسرين للسيوطي ، ص31 (ط ليدن) .
9- طبقات المفسرين للداوودي ، ج2 ، ص139 .
10.  تفسير السُلمي ، ص49.
11.  تفسير السُلمي ، ص 138 .
12.  تفسير السُلمي ، ص212 .
13.  تفسير السُلمي ، ص344 .
14.  تفسير السُلمي ، ص385 .
15.  تفسير السُلمي ، ص402 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .