تنقيح المنهج الإشاري العرفاني و منشأ اصطلاحه
المؤلف:
علي اكبر المازندراني
المصدر:
دروس تمهيدية في القواعد التفسيرية
الجزء والصفحة:
ج1 , ص123- 124.
6-05-2015
3046
هذا المنهج يعبّر عنه بالتفسير الاشاري والتفسير الباطني والعرفاني والاشراقي ، والشهودي والرمزي والالهامي.
وللتفسير الإشاري جذر في نصوص أهل البيت عليهم السلام ، فقد روي عن الإمام أبي عبد اللّه الحسين عليه السلام والإمام الصادق عليه السلام :
«أنّ كتاب اللّه عزّ وجل على أربعة أشياء : على العبارة والاشارة واللطائف والحقائق.
فالعبارة للعوام ، والاشارة للخواص ، واللطائف للأولياء ، والحقائق للأنبياء» (1).
ولكن التفسير الإشاري المستفاد من هذا الحديث ليس بمعنى التفسير المشتهر بالتفسير العرفاني الصوفي الشهودي ، بل المقصود منه - ظاهرا- المداليل الالتزامية ، من دلالات التنبيه والإيماء والاشارة والدلالات السياقية.
وذلك بقرينة ما جعل في الحديث المزبور من المقابلة بين الاشارة والعبارة؛ حيث إنّ عبارة الكلام متنه ولفظه بما له من المدلول المطابقي ، وإشارة الكلام ما يشار إليه من المعنا بالدلالة الالتزامية والسياقية ، ولا يفهمها إلّا العلماء بالقواعد اللغوية والأدبية والبلاغية.
وإن شئت فقل : المقصود من العبارة : ترجمة لفظ الكلام ، ومن الاشارة :
استكشاف المراد بإيضاح العبارة وتفسير الآية.
وقد ذكر لهذا النوع من التفسير أنواع ، ووقع الخلاف في بعضها.
ويظهر من السيد الإمام الخميني قدّس سرّه (2) موافقة بعض أنواع هذا المنهج التفسيري وتقويته ، بل التشنيع على المقتصرين في تفسير القرآن على الدلالة والظهور اللفظي.
_________________________
(1) بحار الانوار : ج 92 ، ص 20 و130 وج 78 ، ص 278.
(2) راجع كتاب «پرواز در ملكوت» و«دروس في المناهج» : ص 194.
الاكثر قراءة في منهج التفسير العرفاني
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة