المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مـحددات الطبقـة الاجتـماعيـة للمستهلك وقـياسهـا
2024-12-04
الطبقة الاجتماعية والمنزلة الاجتماعية وخصائص الطبقة الاجتماعية
2024-12-04
معطيات الإخلاص
2024-12-04
موانع الإخلاص
2024-12-04
حقيقة الإخلاص
2024-12-04
الإخلاص في الروايات الشريفة
2024-12-04

Electron Transfer
27-8-2018
خاصية التجميع Associative Property
6-11-2015
اتصال زمان الشك بزمان اليقين
8-9-2016
الإسلام
1-07-2015
أهمية النبات الطبيعي
2-7-2017
نزول سورة براءة
22-11-2015


مقاومة الشباب للنصيحة  
  
4182   06:56 مساءً   التاريخ: 19-1-2016
المؤلف : حسين دهنوي
الكتاب أو المصدر : نسيم المحبة تربية الأطفال والشباب
الجزء والصفحة : ص163ـ165
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

يُبدي ابني البالغ من العمر اربع عشرة سنة مقاومته الشديدة أمام نصيحتي، فما هو موطن الخلل؟

ـ الجواب :

لا شك ان الابناء وخاصة الشباب منهم سوف يظهرون مقاومتهم للنصائح اذا كانت بالأشكال التالية :

1ـ اقتران النصح باللوم : يجب الابتعاد عن الاسلوب اللوام عند تقديم النصح من قبيل (متى تصبح انسانا عاقلا).

2ـ النصيحة بصيغة الأمر : يجب عدم استعمال صيغة الأمر أثناء تقديم النصيحة من قبيل (أنا أمرك بذلك).

3ـ استعمال المصطلحات غير اللائقة : لا شك ان استعمال المصطلحات البعيدة عن الذوق يفقد النصيحة اثرها المطلوب، من قبيل : عاجز، ضعيف ، غير منظم، واهن، اعرج، مشلول....

4ـ التهديد : يدع الاسلوب التهديدي في النصيحة الى عناد الشاب ويخلق عنده شعورا روحيا لمقاومة تلك التهديدات لذلك يجب الابتعاد عن ذكر بعض الجمل أمثال : إياك أن تفعل ذلك ثانية.

5ـ التحذير : يعتقد بعض الأولياء ان اقتران التحذير مع النصيحة سيؤدي الغرض المطلوب من قبيل (ستكون سيء الحظ وسيء العاقبة، وفاشلا في حياتك وستصبح فقيرا تستجدي من الآخرين ..) والحال ليس كذلك لان الجمل السابقة قد تلقن بصورة غير مباشرة لروحية الولد.

6ـ اقتران النصح مع اثارة العواطف : قد يبالغ الوالدان وخاصة الأم باثارة عواطف ابنائهما الى حد تكون هذه الاثارة اقرب الى خدش المشاعر من النصيحة.

لا شك ان تحريك العواطف اسلوب حسن في التربية (راجع : ج1، ص98) ولكن بشرط أن يكون باسلوب بعيد عن بعض الجمل امثال : ( سوف تقتلني وتذهب بي الى القبر) لان ذلك سينتج عنه ضغطا روحيا اكثر من أن يكون له فائدة مرجوة.

7ـ الاستهزاء : يجب الابتعاد عن مسخرة الابن حين نصيحة من قبيل (لا يوجد مثلك في هذا العالم).

8ـ الدور السلبي : يجب عدم ارجاع أي دور سلبي الى الابن حين نصيحته كان تقول له (انت عار علينا) لأنه قد يصدق ذلك فيثبت في روحه ويتأصل في نفسه.

اسلوب الخطابة : قد يستعمل الأولياء وخاصة الآباء اسلوب الخطابة حين نصح الابن فيتحدث عشرين دقيقة قبل ان يعرض نصيحته، وقد ينتهي الى قول مالا فائد فيه.

فاذا أردت أن يكون لنصحك اثرا خياليا من اية ممانعة أو مقاومة يبديها ابنك مقابلها فيجب عليك مراعاة شروط النصيحة والتي منها : الجمل المختصرة والقصيرة لان لذلك تأثير عظيم على النفس كما تركت كلمات الأئمة المعصومين(عليهم السلام) وجملهم القصار اثارها العظيمة على البعض من أمثال فضيل العياض(1) وبشر الحافي(2).

_______________

1ـ فضيل العياضي: سارق كان يقطع الطريق على زائري بيت الله الحرام، ولمّا سمع آية من القرآن الكريم انقلب وتحول: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ}[الحديد: 16]

2ـ مر الإمام الكاظم (عليه السلام) على بيته فسمع غناء وأصوات طبل فسال عن صاحب الدار وقال (عليه السلام) : هل صاحب الدار حرّ ام عبد؟ فاجابته (عليه السلام) خادمة البيت : انه حرّ، فقال (عليه السلام) : نعم لوكان عبدا لخشي الله تعالى، فلما بلغ بشر ذلك انقلب وتغير حاله بهذه الكلمات القصار. (منتهى الامال، في مكارم اخلاق الامام الكاظم، للشيخ عباسي القمي).




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.