دور التقانة الحيوية في تنمية وتحسين المحاصيل الزراعية

انتشرت في الاوانه الاخيرة عشرات الاصناف من الاغذية المعدلة وراثيا التي تقوم على تقنيات علمية تعتمد على عملية التهجين الوراثي للوصول الى خصائص معينة ، وعلى الرغم من النتائج الايجابية التي حققتها هذه الاغذية الا ان ثمة سلبيات غذائية قد اثبتها العلم الحديث فهناك العديد من النقاط والتساؤلات حول هذه الاغذية . فمنذ سنوات عديدة تم تطوير عدة انواع من الاغذية باستخدام ادوات علم التقنية الحيوية ، وقد اجتاحت هذه الاغذية  الاسواق العالمية فنجد من اواخر القرن التاسع عشر عندما اكتشف مندل انه يمكن بواسطة التهجين التقليدي ان تنتقل الصفات الوراثية لنبات البسلة بنسب مختلفة في الاجيال التالية . وظل العلماء يحسنون من انواع النباتات بتغير التركيبية الجينية لها وقد تمت هذه عن طريق التهجين . وقد تم حتى الان تعديل العشرات من الكائنات الحية (  نباتية او الحيوانية ) اشهرها فول الصويا ، الارز ، الذرة ، دوار الشمس ، الترمس ، البطاطس ، الطماطم ، القرع، قصب السكر ، والفت وكذلك من الاشجار التفاح والجوز والحمضيات وكذلك على الحيوانات منها الارانب والاسماك والطيور والابقار .

فتعديل هذا العدد الهائل من الانواع يتم بهدف تحقيق كمية اكبر من الانتاج وادخال بعض الصفات الهامة لبعض المنتجات كي تفي بما يحتاجه المستهلك من عناصر التغذية فمثلا تم تعديل الارز ليحتوي على فيتامين أ ، وهذا قد يساعد في وقاية مليوني طفل من العالم الثالث يعانون من نقص هذا الفيتامين ونظرا لا نه رخيص فيمكن للفقراء ان يتناولونه وكذلك الحليب لابد ان يحتوي على فيتامين د ، والذى يعانى من نقصه سكان  بعض الدول الذين لا يتعرضون لاشعة الشمس بما فيه الكفاية ، ودرنات البطاطس التي تم تعديلها وراثيا لتحتوي على البروتينات حيوانية تعوض اللحوم ، وفي بعض الانواع من البطاطا المعدلة وراثيا يؤدي تناولها الى تكون مناعة ضد فيروس الفورووك المسبب لأمراض تنتقل بواسطة الغذاء والبعض الاخر يعطي مقاومة لبعض الامراض الفطرية والبكتيرية والجرثومية ، وفول الصويا المعدل وراثيا والغني ببعض الاحماض الامينية .

وفيما يلي بعض الامثلة من الواقع الفعلي على النباتات المعدلة وراثيا والمقاومة لبعض الامراض المستعصية :

1-  بعض سلالات من الطماطم والموز مقاومة للسرطان تتصدر انجازات التكنولوجيا الحيوية

كشف مسح جديد اجرته مؤسسة صناعية اميركية ان الابحاث توصلت الى طماطم مقاومة للسرطان وموزا    يقي من الامراض الجنسية يتصدران قائمة الانجازات الحالية في مجال التكنولوجيا الحيوية للأغذية . وذكر مجلس معلومات التكنولوجيا الحيوية ان ثلثي مجموعة بلغ عدد افرادها الف أمريكي شملهم المسح اختاروا برنامجا للأبحاث يهدف الى انتاج طماطم مقاومة للتأكسد ويعتقد انها تساعد في مقاومة السرطان كأبرز تطور في مجال اغذية التكنولوجيا الحيوية لعام 2002 ، وهذا النوع من الطماطم لم يطرح بعد بالأسواق لكنه يعد في سلسلة من النباتات المعدلة وراثيا في طور البحث والتطوير . واظهر المسح انه في مقدمة التطورات الاخرى في مجال التكنولوجيا الحيوية الغذائية نوعا من البطاطس الحلوة مقاوما لفيروس نباتي مدمر وكذلك موزا وبطاطس يحتويان على مصل مضاد للأمراض الجنسية وجينا يطيل مدة بقاء الغذاء طازجا وابتكارات تسمح النباتات بالنمو حتى في اقسى الظروف المناخية المتطرفة . قالت ماري لي شين خبيرة التغذية في بيان اصدره المجلس ان هذه الانجازات تمثل تحولا من الموجة الاولى للابتكارات في محال الزراعة الحيوية التي كانت تهدف الى السيطرة على الافات والاعشاب الضارة .      

2- بعض انواع من الكتان تقي  من سرطان البروستاتا

يعتقد بعض الباحثون الأمريكيين ان بذور الكتان تحتوي على بعض العناصر التي تحمي الجسم من سرطان البروستاتا وخلص الباحثون الى ذلك بعد ان وجدوا ان الفئران التي تم تغذيتها على كمية كبيرة من بذور الكتان قد اصبحت اكثر مقاومة لأخطر اشكال سرطان البروستاتا . وتعد بذور الكتان مصدرا غني بأحماض اوميجا 3 الدهنية والياف وعناصر اخرى ربما تلعب كلها تلعب دورا في الحماية من السرطان وربما ايضا من امراض القلب . ولقد سجلوا في دورية دراسات المسالك البولية ان نحو3 % من الفئران لم يصبها سرطان البروستاتا على الاطلاق في حين اصيب الباقي بأورام اصغر يقل احتمال انتشارها . وقال الباحث الذي قاد الدراسة ان حجم الاورام في المجموعة التي لم تعالج زاد مرتين عن الاورام في المجوعة التي غذيت ببذور الكتان . واشار بحث اخر الى ان الرجال الذين يتناولون بذور الكتان لديهم مستويات اقل من بروتين معين تنتجه خلايا البروستاتا ويستخدم الان كاختبار لمعرفة سرطان البروستاتا . وكلما زادت مستويات هذا البروتين عند اي رجل زاد احتمال أصابته بسرطان البروستاتا . ويجري الان فريق البحث دراسة على الرجال المصابين بسرطان البروستاتا . وفي الولايات المتحدة يموت نحو 30 الف اميركي سنويا من سرطان البروستاتا وهو ثان اكبر انواع مرض السرطان فتكا بالرجال بعد سرطان الرئة .

المصادر:

عبيده ، علي ابراهيم علي و محمود ، احمد عبد الفتاح .اساسيات التقنية الحيوية . كلية الزراعة جامعة الاسكندرية .