المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18912 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



معصية ادم عليه السلام قبل العصمة  
  
42   12:29 صباحاً   التاريخ: 2025-05-04
المؤلف : الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
الكتاب أو المصدر : التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة : ج 4 ص381-383.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /

معصية ادم عليه السلام قبل العصمة

قال تعالى : {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} [طه : 121، 122].

 وردت روايات عديدة عن طريق أهل البيت عليهم السّلام في هاتين الآيتين نذكر منها :

1 - قال أبو الصّلت الهروي : لما جمع المأمون لعلي بن موسى الرضا عليه السّلام أهل المقالات من أهل الإسلام ومن الديانات : من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين وسائر أهل المقالات ، فلم يقم أحد إلا وقد ألزمه حجّته كأنه ألقم حجرا ، قام إليه علي بن محمد بن الجهم ، فقال : يا بن رسول اللّه ، أتقول بعصمة الأنبياء ؟

قال : « نعم ».

قال : فما تقول في قول اللّه تعالى : {وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى} ؟

فقال الرضا عليه السّلام : « ويحك - يا عليّ - اتق اللّه ، ولا تنسب إلى أنبياء اللّه الفواحش ، ولا تتأوّل كتاب اللّه برأيك ، فإن اللّه عزّ وجلّ قد قال : {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} [آل عمران : 7] » . وقال عليه السّلام : « أمّا قوله عزّ وجلّ في آدم : وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى فإن اللّه عزّ وجلّ خلق آدم عليه السّلام حجّة في أرضه وخليفة في بلاده ، لم يخلقه للجنّة ، وكانت المعصية من آدم عليه السّلام في الجنّة لا في الأرض [ وعصمته يجب أن تكون في الأرض ] لتتمّ مقادير أمر اللّه عزّ وجلّ ، فلمّا أهبط إلى الأرض وجعله حجّة وخليفة ، عصمه بقوله عزّ وجلّ : {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} [آل عمران : 33] ». الحديث بطوله « 1 ».

2 - قال علي بن محمد بن الجهم : حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا علي بن موسى عليهما السّلام ، فقال له المأمون : يا بن رسول اللّه ، أليس من قولك أنّ الأنبياء معصومون ؟ قال : « بلى ».

قال : فما تقول في قول اللّه عزّ وجلّ : {وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى} ؟

قال عليه السّلام : « إنّ اللّه تعالى قال لآدم عليه السّلام : {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ } [البقرة : 35] وأشار لهما إلى شجرة الحنطة {فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} [البقرة : 35] ، ولم يقل لهما لا تأكلا من هذه الشجرة ولا ممّا كان من جنسها ، فلم يقربا تلك الشجرة ، ولم يأكلا منها ، وإنما أكلا من غيرها لمّا أن وسوس الشيطان إليهما ، وقال : {مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ } [الأعراف: 20] ، وإنما نهاكما عن أن تقربا غيرها ، ولم ينهكما عن الأكل منها {إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف : 20، 21] ، ولم يكن آدم وحواء شاهدا قبل ذلك من يحلف باللّه كاذبا {فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ } [الأعراف : 22] ، فأكلا منها ثقة بيمينه باللّه وكان ذلك من آدم عليه السّلام قبل النبوة ، ولم يكن ذلك بذنب كبير يستحق به دخول النار ، وإنما كان من الصّغائر الموهوبة التي تجوز على الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم ، فلما اجتباه اللّه تعالى وجعله نبيّا كان معصوما لا يذنب صغيرة ولا كبيرة ، قال اللّه عزّ وجلّ : وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ وَهَدى وقال عزّ وجلّ : {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} [آل عمران : 33] » « 2 ».

______________
( 1) عيون أخبار الرضا : ج 1 ، ص 191 ، ح 1.

( 2 ) عيون أخبار الرضا عليه السّلام : ج 1 ، ص 195 ، ح 1 .

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .