المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6618 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



جناية الحكام  
  
247   11:10 صباحاً   التاريخ: 2025-04-05
المؤلف : الشيخ علي الكوراني
الكتاب أو المصدر : فلسفة الصلاة
الجزء والصفحة : ص263-267
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / أخلاقيات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-4-2019 2466
التاريخ: 2023-04-05 1660
التاريخ: 11-10-2016 2777
التاريخ: 28-4-2022 2410

قد تقول : وهل للحكام والمستعمرين جناية خاصة على الصلاة ، أم أنك تريد هذا العنوان مفتاحا للحديث عن جنايتهم على الإسلام والمسلمين ككل، كأنك تريد أن تقول أن المستعمرين الأوربيين ومن بعدهم المستعمرين الأمريكان والروس قد غزوا أرضنا وحطموا كياننا وفرقونا ومزقونا .

وأخذوا ينهبون ثرواتنا ويعملون على تشويه رسالتنا وفصلنا عن جذورنا الحضارية وطبعنا بمفاهيمهم وحضارتهم وشخصيتهم قصدا للإمعان في احتلالنا وإذلالنا . وأنهم بذلك جنوا علينا كأمة ، وجنوا على ديننا كرسالة إلهية ، وعلى صلاتنا كمنهج تربوي في هذه الرسالة . ؟

أو تقول أن حكامنا قد فرضوا علينا من قبلهم ولم يحكمونا بتكليفنا واختيارنا ، وأنهم يتواطؤون مع المستعمرين بشكل وآخر في جنايتهم على الأمة ورسالتها وصلاتها . ثم أنهم بحكم تربيتهم وعدم أصالتها قد أبعدوا الإسلام عن حياة الأمة واستبدلوه بنظم وقوانين وضعها المستعمرون أو المثقفون بثقافة الاستعمار . فهم بذلك جناة على الأمة واسلامها ، وهم بذلك جناة على الصلاة لأنهم لم يتربوا فيها على عيش الرسالة الإلهية ولم يربوا بها الأمة على رسالتها . ؟

قد تقول : مثل هذا الحديث موضوع مستقل عن جناية المستعمرين والحكام على الإسلام وليس على خصوص الصلاة . غير أني هنا أريد الحديث عن خصوص جناية المستعمرين والحكام على الصلاة وليس عن جنايتهم عليها كجزء من جنايتهم الكبرى على الإسلام وأمته . وهذه الجناية مؤلفة من ثلاثة أنواع :

النوع الأول : تحريفهم لمفهوم الصلاة ، فقد أجمع المستعمرون ومن والاهم من الحكام على تحميل صلاتنا الإسلامية مفهومهم الغربي عن الصلاة .

والصلاة بالمفهوم الغربي طقوس أو نوع من التطوع يقوم به الإنسان تجاه ربه دون أن يكون ضرورة لحياته أو يكون له تأثير في تسييرها . وحتى عندما يقول أصحاب هذا المفهوم : إن الصلاة صلة بين الإنسان وربه ، فهم يقصدون بالصلة التطوع أو التفضل من العبد في إقامة علاقة مع ربه ، أو يقصدون هذه الهواية والمذاق المعين لدى بعض الناس في أن تكون لهم علاقة بما وراء الطبيعة ! من أين جاءنا هذا الفهم للصلاة ؟

إن شريعة الإسلام لا تعرف الطقوس ولا تعرف الثانويات التي لا ترتبط بحركة الحياة أو تمس صميم قضية الإنسان في هذه الأرض . إن أحدا من المسلمين في صدر الإسلام لم يكن يعرف هذا المفهوم عن الصلاة وإنما تسرب إلينا في الوثنيات ثم ورد إلينا سيلا من المستعمرين حتى صار سائدا في الذهنيات المشبعة بالمفاهيم الاستعمارية .

هم ، كابدوا الجمود ، والكبت ، والظلم ، والطبقية ، والإتاوات ، من سدنة دينهم وكنائسهم وصلواتهم . حتى حطموا هذه الأساطير وتحرروا من دينهم وصلاته . فمهما وصفوا صلاتهم فهم في حل . ونحن ، ما عرفنا النور ولا شممنا العزة ولا أقمنا لنا كيانا عالميا إلا بإسلامنا وصلاتنا . وها نحن تركنا إسلامنا وصلاتنا فلم تزدد إلا ضعفا وتمزقا ومذلة .

وصلاتنا ، هذا التربي الواعي المنفتح ، هذا الأفق الكوني الشامل ، وهذا الاستمداد الفعال في حياة الفرد والأمة . هل يصح أن نعطيها مفهوم صلاة الكنيسة المحصورة بين التمثال والمذبح والكاهن والرطانة العبرية . ؟

لا زال المستعمرون ومن والاهم من الحكام يصرون بما يملكون من حول على تركيز هذا المفهوم عن الصلاة : يريدون حصرها في المساجد ، وقفلها في التراتيل المبهمة ، ولا يريدون أن تكون تربيا على منهج الإسلام ، أن تمتد إلى حركة الحياة فتمدها بالجد والاستقامة، إنهم يخافون أن تنفتح الأمة على صلاتها . يخافون أن نرفع رؤوسنا بالصلاة لربنا فنرفضهم سادة وأربابا .

والنوع الثاني من جنايتهم على الصلاة : عدم أخذها بعين الاعتبار في حياة الدولة ، لا في الدوام الرسمي ، ولا في وسائل الإعلام ، ولا في مناهج التعليم ، ولا في الحفلات الرسمية .

نعم ، ليس من الطبيعي أن نطلب من المستعمر أن يصلي ، أو نطالب الحاكم الذي تنصبه الدول الاستعمارية أن يكون مصليا ، ولكن أليس من الطبيعي للدولة أي دولة حينما تضع القوانين لحياة شعب من الشعوب أن تأخذ في اعتبارها واقع هذا الشعب والتزاماته القائمة حتى لو كانت مجرد عادات ؟

وهل يخفى على واضعي القوانين سواء القوانين التشريعية أو اللوائح التنظيمية للوزارات والمؤسسات أنهم يضعونها لأناس مسلمين يلتزم قسم منهم على الأقل بأداء الصلاة اليومية .

تراهم في تنظيم الدوام الرسمي يأخذون بعين الاعتبار الحر والبرد والسفر والحضر والصحة والمرض والنوم واليقظة . ويأخذون بعين الاعتبار احتياج الموظفين إلى المرطبات والشاي والقهوة ولا بد أنهم يأخذون بعين الاعتبار مضغ اللبان ومضغ القات وسواك الأسنان في البلاد التي توجد فيها هذه العادات اليومية تراهم يأخذون بعين الاعتبار العديد من الأمور الضرورية والثانوية والتافهة والضارة، أما أوقات الصلاة وأما أمكنة الصلاة فلا تؤخذ بعين الاعتبار ! لماذا هذا التجاهل ؟ أهو أمر عفوي أم أنه قصد أراد به المستعمرون عدم الاعتراف بصلاتنا ؟ يقولون : كيف يمكن أن نلغي عمل ساعة أو ساعتين بعد أذان الظهر ؟ ونقول : لماذا لا نربح عمل ساعة أو ساعتين في نشاط الصباح ، لماذا لا يبدأ الدوام مبكرا مع طلوع الشمس ؟ ووسائل الإعلام ، كيف نطالبها بالتوعية على الصلاة وهي في أكثر بلادنا وسائل تجهيل بالإسلام وتمييع للشخصية وإشاعة للفساد والبطالة، كيف نطالب مسؤول التلفزيون أن يقطع مسلسلة غربية أو رقصة شرقية أو تمجيدا بنظام حكم لكي يدعو الأمة إلى صلاتها ؟

والقائمون على التربية وواضعوا مناهجها كيف نطلب منهم أن يضعوا خطة للتوعية على الصلاة والتربية عليها وأن يخصصوا أمكنة لأدائها وأكثرهم فاقدون لما نريد منهم وفاقد الشيء من أين يعطيه ؟ والحفلات الرسمية : حفلات الكبار ، والوزراء ، والسفراء، تريد أيضا إخضاعها لمواقيت الصلاة ؟ وهل هذا إلا كفر بالرواسب الاستعمارية ؟ إن تجاهل الدولة للصلاة كفريضة من فرائض الإسلام ، وتجاهلها للمصلين كواقع قائم في حياة موظفيها وشعبها ، ما هو إلا جناية على الصلاة يقصد منها المستعمر أن يلغي هذه الفريضة من حياتنا .

والنوع الثالث : عدم أداء الحكام صلاتهم مع الناس ، فقد جعل الإسلام من واجبات الحاكم أن يؤدي صلاته بين الناس إماما أو مأموما وعلى الأخص في يوم الجمعة وقد تقدم في بحث ( التجمع للصلاة ) كيف يفرض التشريع الإسلامي على الحاكم أن يساوي نفسه بفقراء شعبه وكيف يأبى للحاكم أن يكون ( محجبا ) وأن يحيط نفسه بعناصر الإيهام كما يفعل الأكاسرة والقياصرة والغربيون . وتشريع الصلاة ما هو إلا مادة تطبيقية لمفهوم الإسلام عن الحكم والحاكم .

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وهو رئيس دولة متوثبة لافتتاح العالم يطبق هذا التشريع ويؤم الناس ويجلس مع فقرائهم قبل أغنيائهم ويستمع إلى صغارهم وكبارهم ويتقبل منهم .

ثم كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وهم يرأسون أكبر دولة في العالم يؤمون المسلمين في الصلاة ويستمعون إلى الناس ، وكذلك كان الأمر في حكام الولايات والمحافظات والنواحي .

ولما صار ملك الإسلام إلى الأمويين لم يستطيعوا التخلص كليا من واجبات الحاكم الإسلامي فاتخذوا مقصورات في المساجد يصلي فيها الخليفة وحاشيته ، ثم من ورائهم في سعة المسجد يقف المسلمون . ثم أخذ الأمويون يتباطؤون عن الصلاة ويستخلفون عليها أخا أو أبا أو وزيرا .

ثم ملك العباسيون فمشوا على سنة الأمويين ، ثم تباطؤوا عن الصلاة مع الناس وأخذوا يعينون أئمة لمساجد العاصمة والولايات ، وربما خرج الخليفة أو حاكم الولاية إلى صلاة جمعة أو عيد فأحيط بالحرس والمراسيم حتى لا يصل إليه أحد .

ثم ملك المماليك والعثمانيون واكتفوا بأن تقرأ لهم في المساجد سلسلة الألقاب والمدائح والدعوات وهم معزولون عن الناس في قصورهم .

ثم آل الملك إلى حكامنا . فلم يتغير في الأمر شيء ! إن الوراثة لا تقلل من أمر هذه الجناية ، وما على الحاكم المسلم إلا أن يستجيب إلى نداء الصلاة فيخرج من حجابه ويؤدي صلاته مع شعبه ويحتك بهم ويستمع إليهم ويفهم منهم ، وحكام المحافظات والنواحي عليهم أيضا ما على الحاكم في العاصمة . فما من شئ يكسر من كبرياء الذات الأعمى ويمزق عن البصيرة غشاوة الرؤية للشخصية مثل العيش مع عامة الناس وأداء الصلاة معهم .

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.