أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-10-2020
![]()
التاريخ: 2024-03-24
![]()
التاريخ: 2024-03-19
![]()
التاريخ: 2024-06-13
![]() |
لا يمكن فصل تاريخ إحدى الأسرتين الرابعة والعشرين والخامسة والعشرين عن تاريخ الأخرى؛ وذلك أنه عندما غزا بيعنخي البلاد المصرية لم يكن يحكمها ملك واحد بعينه، بل كان فيها عدة ملوك وأمراء، وكانوا كلهم يحملون ريشتين في لباس الرأس؛ أي إنهم كانوا من أصل لوبي، وقد كان على «بيعنخي» أن يخضعهم بحد السيف؛ لأنهم تألبوا كلهم عليه عند غزوه للبلاد. وهذا الموقف يذكِّرنا تمامًا بتاريخ المماليك؛ فإنهم خلعوا ملوك الأيوبية واستولوا على ملكهم ، وكان الأيوبيون قد أتوا بهم من بلادهم بوصفهم جنودًا مرتزقة ليحاربوا أعداء مصر ، فلما اشتد ساعدهم، وأخذ نفوذهم يقوى في البلاد بما لهم من قوة وبطش؛ خلعوا آخر ملك أيوبي وولوا مكانه أحد رؤساء أجنادهم ملكًا على البلاد، وهذا نفس ما حدث مع اللوبيين فإنهم كانوا يعملون جنودًا مرتزقة في جيش ملوك الأسرة الواحدة والعشرين، ولما ضعف نفوذ «بسوسنس الثاني» آخر ملوك هذه الأسرة قفز أحد رؤساء المشوش الذين كانوا قد وطدوا سلطانهم، وألفوا لأنفسهم حاميات أنحاء البلاد واستولى على الملك، وأصبح فراعنة الأسرتين الثانية والعشرين والثالثة والعشرين منهم، وفي نهاية الأمر تفرقوا فيما بينهم شيعًا إلى أن جاء «بيعنخي» من بلاد «كوش» واستولى على مصر كلها.
ومما يطيب ذكره هنا أن هؤلاء اللوبيين الذين كانوا يحكمون في أنحاء البلاد كانوا لا يزالون يحتفظون بالشارة التي تميزهم من المصريين وهي الريشتان اللتان كانتا توضعان في لباس الرأس. ومما يلاحظ أن المماليك عندما تولى محمد علي باشا ولاية مصر وجد أنهم كانوا لا يزالون يحتفظون بملابسهم التي تميزهم عن سائر المصريين. وقد كان بعض هؤلاء الأمراء اللوبيين أصحاب سلطان قوي في البلاد، ويسيطرون على إقليم كبير، وهم في ذلك يشبهون المماليك أيضًا؛ فقد كان «تفنخت» الذي وقف وقفة عظيمة في وجه «بيعنخي» يشبه مراد بك» الذي كان يعد من أعظم المماليك وأشدهم بأسًا عند الغزو الفرنسي وفي عهد محمد علي باشا.
وقد ذكر لنا «مانيتون» أن الأسرة الرابعة والعشرين كان مقرها «سايس»؛ غير أنه لم يذكر لنا في قائمة ملوكها إلا ملكًا واحدًا هو الملك «بوخاريس» الذائع الصيت، وهو الذي حفظ لنا الكتاب الإغريق عنه ذكريات كثيرة.
وعلى الرغم من قلة الآثار المصرية في هذا العصر فإنها قد حفظت لنا سلسلة أمراء ساويين تربط «بوخاريس» بالملك «نخاو» والملوك الذين سموا باسم «بسمتيك» في الأسرة السادسة والعشرين على حسب «مانيتون». وتدل شواهد الأحوال على أنه من المؤكد تقريبًا أن الأسرة السادسة والعشرين لم تكن إلا استمرارًا للأسرة الرابعة والعشرين، والخسوف الوقتي الذي حدث في أمراء «سايس» بين هاتين الأسرتين يقابل احتلال البلاد على يد ملوك إثيوبيا خلال الأسرة الخامسة والعشرين وبخاصة في الدلتا على يد «بيعنخي»، ولكن يرجع الفضل لنسل هؤلاء الذين هزمهم «بيعنخي» وغيره من ملوك الإثيوبيين في طرد الغزاة وزحزحتهم نحو الجنوب، وقد كان هذا هو السبب الذي حَدًا بالأستاذ «فلندرز بتري» عند درسه لهذا العصر (راجع 324-313 .Petrie, Hist, III p) أن يؤخر بحثه للأمراء الساويين الذين سبقوا الفرعون «نخاو» إلى ما بعد درس العهد الإثيوبي، وقد جمع ملوك الأسرتين الرابعة والعشرين والسادسة والعشرين الساويين، وبحثهم في فصل واحد متصل.
والواقع أن أول ملوك الأسرة الرابعة والعشرين لم يبتدئ حكمه بوصفه ملكًا على جزء من مصر إلا بعد فتح «بيعنخي» البلاد، وذلك أن «تفنخت» الذي يعد أول ملوك هذه الأسرة لم يكن ملكًا على «سايس»، بل كان يحمل لقب الأمير الوراثي والحاكم العظيم لبلدة «نترت تفنخت»، وسنتحدث عن ملوك هذه الأسرة عند الكلام عن ملوك الأسرة الخامسة والعشرين؛ أي في عهد الفتح الكوشي (الإثيوبي).
|
|
قلة النوم.. ضريبة ثقيلة على صحتك قد تهدد حياتك
|
|
|
|
|
اكتشاف انبعاث غاز الميثان في القارة القطبية الجنوبية
|
|
|
|
|
مركز الثقافة الأسرية ينظّم برنامج (تألق وإبداع) لوفد من مديرية تربية بغداد
|
|
|