أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-11-2016
3039
التاريخ: 23-5-2018
3458
التاريخ: 24-5-2017
4665
التاريخ: 5-11-2017
1856
|
وعلى إثر ما تقدم كتب البصريون إلى عبد الله بن الزبير بمكة يعلمونه أن لا إمام لهم، ويبايعونه بالخلافة، ويسألونه أن يوجه إليهم رجلًا من قبله يتولى أمر البصرة (1)، فوجه إليهم عمر بن عبد الله بن عمر التميمي، وذلك في سنة 64ﻫ، وكان البصريون يومئذ منقسمين إلى فرق وأحزاب، فاضطرب أمر الإدارة على الأمير فعزله ابن الزبير، وولى مكانه الحرث بن أبي ربيعة المخزومي، وذلك في سنة 65ﻫ — وسماه بعضهم الحارث، ولما وصل الحرث إلى البصرة جمع أهلها واستشارهم في رجل يوليه حرب الخوارج، فطلبوا القائد المشهور المهلب بن أبي صفرة، وكانت الخوارج المعروفين بالأزارقة قد استولوا حينذاك على أصفهان والأهواز وما بينهما، وتوجهوا نحو البصرة حتى اقتربوا منها، وكان المهلب قد قدم من عند عبد الله بن الزبير إلى البصرة وقد ولاه خراسان، فاجتمع أشراف البصرة وأميرها الحرث، وأحضروا المهلب، وطلبوا منه أن يتولى حرب الخوارج فاعتذر بعهده على خراسان أولًا، ثم لبى طلبهم، وانتخب من البصريين ممن يعرف شجاعته ونجدته اثني عشر ألف مقاتل — ويُرْوَى عشرون ألفًا(2)، وسار حتى التقى بالخوارج، وصار يزيحهم مرحلة بعد مرحلة، حتى انتهوا إلى منزل من الأهواز، وهناك حدثت بين الفريقين معركة هائلة، كاد أهل البصرة ينهزمون لولا ثبات المهلب وقوة جأشه، وأصابت المهلب ضربة في وجهه أغمي عليه منها، فظن أصحابه أنه قد مات، فهاجموا وهجموا هجمة المستميت، فقتلوا عددًا كبيرًا من الخوارج فيهم زعيمهم نافع بن الأزرق — وقيل: عبيد الله بن الماحوز — وانهزم الباقون هزيمة منكرة إلى كرمان وجانب أصفهان.
وبلغ أهل البصرة أن المهلب قد قُتِلَ، فرجت المدينة بأهلها وهَمَّ أمير البصرة الحرث أن يهرب، وبينما هم في خوف واضطراب إذ أقبل رسول المهلب يبشرهم بسلامته وبالنصر، ومعه كتاب المهلب يعرفهم بالظفر وبما حدث، فاستبشروا بذلك واطمئنوا إليه، وأقام أمير البصرة بعد أن هم بالهرب، وأرسل كتاب المهلب إلى ابن الزبير، وذلك في سنة 65ﻫ وبقي المهلب يطارد الخوارج مدة طويلة.
وفي أيام إمارة الحرث بن أبي ربيعة أرسل مروان بن الحكم في سنة 65ﻫ جيشين؛ أحدهما: يقوده ابن زياد إلى إخضاع الجزيرة، وولاه إياها على أن يسير بعد فتحها إلى العراق لأخذه من ابن الزبير، والثاني: يقوده حبيش بن دلجة لقتال عامل ابن الزبير في المدينة «يثرب»، فانتصر حبيش على أمير المدينة، فأرسل أمير البصرة الحرث جيشًا من البصرة تحت قيادة حنيف التميمي نجدة لأمير المدينة فاندحر جيش حبيش، ووقع هو قتيلًا في المعركة، وعادت فلول جيشه إلى الشام. أما ابن زياد فإنه لما وصل الجزيرة أتاه كتاب عبد الملك بن مروان يخبره بموت أبيه مروان، ويستعمله على ما استعمله عليه أبوه، ويحثه على المسير إلى العراق، فسار حتى إذا كان بعين الوردة قابلته عصابة كبيرة مقبلة من العراق تحت قيادة سليمان بن صرد الخزاعي الكوفي(3)، فتقاتلوا فقُتِلَ سليمان ومعظم جيشه، وأقام ابن زياد هناك يترقب الفرص للزحف على العراق.
أما عبد الله بن الزبير: فإنه لما بلغه ما كان من عزم عامله بالبصرة على الهرب عزله، وولى البصرة عبد الله بن معمر، وذلك في سنة 65ﻫ، وفي هذه السنة حدث طاعون بالبصرة، وفتك بأهلها فماتت به أم الأمير عبد الله ثم مات هو أيضًا، فولى ابن الزبير على البصرة ابنه حمزة، وكان ضعيف الرأي والتدبير، فعجز عن إدارة الإمارة، واحتقره البصريون، فعزله أبوه، وأعاد الحرث بن أبي ربيعة وذلك في سنة 66ﻫ.
وفي أثناء تلك الفوضى السائدة في العراق وغيره كان قد خرج المختار بن عبيد الثقفي بالعراق مطالبًا بدم الحسين بن علي، فاستولى على الكوفة في سنة 66ﻫ/675م وقاتل قاتلي الامام الحسين وظفر بهم وقتلهم، وفيهم شمر بن ذي الجوشن وعمر بن سعد بن أبي وقاص وحفص بن عمر والمذكور وغيره، وبعث برؤوسهم إلى محمد بن الحنفية نجل الإمام علي، ثم حارب عبد الله بن زياد فاستولى على الموصل، ولم يزل يقاتل ابن زياد حتى قتله وأحرق جثته في سنة 67ﻫ بعد أن هزم جيوشه، ولكنه كان غير مخلص النية لأحد؛ لأنه من جملة الطامعين بالسيادة في أثناء تلك الفوضى، فكان يدعو الناس إلى بيعة محمد بن الحنفية ظاهرًا، وهو يريدها لنفسه باطنًا، ولم يكن محمد راضيًا بتلك الدعوة، فكتب إليه يتبرأ منه، فحول دعوته لابن الزبير فحدث بينهما اختلاف فيما أنفقه المختار من بيت المال، فخلع المختار طاعة ابن الزبير، واستقل بالكوفة، وكتب إلى علي بن الحسين يرغبه في الخلافة على أن يكون هو وأهل الكوفة أول مبايعيه، فلم يجبه علي إلى ما طلب، فخشي ابن الزبير استفحال أمر المختار فولى أخاه مصعبًا العراقين، وعهد إليه أن يقاتل المختار، وأن يستعين بالمهلب بن أبي صفرة، وأن يصلح شئون المصرين — البصرة والكوفة — وذلك في سنة 67ﻫ.
............................................
1- وكان عبد الله بن الزبير قد خرج على يزيد الأول بمكة بعد مقتل الحسين، واجتمع عليه أهل مكة وبايعوه بالخلافة، فدانت له بعض الأقطار، فلما مات يزيد قوي أمر ابن الزبير، وبايعه أهل البصرة والكوفة.
2- ويُرْوَى أن أمير البصرة وأشرافها كتبوا إلى ابن الزبير في تسيير المهلب، فكتب ابن الزبير إلى المهلب — وهو يومئذ بالبصرة — يأمره بحرب الخوارج، والمهلب هذا هو الذي سماه ابن الزبير «سيد أهل العراق»، وهو من أكبر قواد ذلك العصر، وتوفي سنة 83ﻫ بخراسان، وكان واليًا عليها.
3- سليمان هذا نهض بالكوفة للأخذ بثأر الحسين، فاجتمع حوله خلق كثير، وسموا أنفسهم التوابين، وهم الذين ندموا على عدم نصرتهم الحسين بن علي، فقاموا للأخذ بثأره، وساروا من الكوفة لقتال ابن زياد، ولكنهم تمزقوا في الوقت الذي قام فيه المختار مطالبًا بدم الحسين في العراق وانتقم من قاتليه.
|
|
بكتيريا تعيش داخل الإنسان.. قد تقلل خطر الإصابة بالسرطان
|
|
|
|
|
دراسة تكشف أكثر سيارات موفرة في التكاليف بعد الشراء
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الدينية يقيم برنامجًا عزائيًّا لإحياء ذكرى شهادة السيدة الزهراء (عليها السلام)
|
|
|