الحرب الشمالية التي يؤرخها علماء الآثار تقليدًا بالسنة الثامنة من حكم (رعمسيس). |
270
06:19 مساءً
التاريخ: 2024-10-09
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-18
841
التاريخ: 2024-08-28
366
التاريخ: 27-9-2016
1592
التاريخ: 2024-06-02
705
|
لقد ارتعد أهل الممالك الشمالية في أجسامهم، وهم الفلسطينيون (بلست) و«الثكر» … (52) وقد قُطعوا عن بلادهم، وأتوا وأنفسهم كسيرة، وقد كانوا محاربين (ثر) على اليابسة، وطائفة أخرى على البحر. أما الذين أتوا على البر فقد هُزموا وذُبحوا … (53)، وكان «آمون رع» خلفهم قاضيًا عليهم، والذين دخلوا في مصبات النيل كانوا مثل الطيور التي وقعت بالأحبولة، وصيروا … (54) أسلحتهم، وقد أُزيلت قلوبهم وانتزعت، ولم تعد بعد في أجسامهم، وقوادهم سِيقوا وذُبحوا وأُلقي بهم على الأرض، وكُتفوا … وصاحوا قائلين (55): يوجد أسد مهاجم، مفترس قوي قابض بمخالبه، وهو السيد الوحيد الذي أتى إلى مصر ولا نظير له، وهو محارب مسدد السهم لا يطيش قط … (56) نهايات المحيط، وكانوا يرتعدون جميعهم (قائلين): إلى أين نذهب؟ ويلتمسون السلام آتين بخضوع خوفًا منه، عارفين أن قوتهم قد نفدت، وأن أجسامهم أصبحت ضعيفة (57)؛ لأن هيبة جلالته أمامهم كل يوم، وهو كالثور الواقف في ساحة القتال، وعينه على قرنيه متأهبًا لمهاجمة منازله برأسه، وهو محارب جبار … (58) نداء الواقعة، العدَّاء، رب القوة، ناهب كل أرض، حتى إنهم يأتون مسلمين بخضوع فزعًا منه، وهو فتًى غض مغوار مثل «بعل» في … (59) الملك الذي ينجز الخطط، ورب النصائح، وما يفعله لا يخيب بل يحدث مباشرة، ملك الوجه القبلي والوجه البحري (وسرماعت رع مري آمون) ابن «رع»: «رعمسيس الثالث«.
والويل لها، تلك الأراضي (حتى ما تحيط به الأرض) … (60) التي يتآمر أهلها — في قلوبهم — على مصر. فإنه السيد العظيم المنتصر، ملك الأرضين، والرعب منه والفزع قد طوح بالأقواس التسعة؛ لأنه كالأسد — ضخم (61) الزئير على قمم الجبل — والإنسان يخاف من بعيد بسبب هيبته، وهو مارد مجنح، واسع الخطا، ذو جناحين، وهو الذي في نظره ملايين الأميال (إتر)(1) كأنها (62) مجرد خطوة، وهو فهد عارف بفريسته، قابض على منازله، ويداه تحطم صدر من يتعدى على حدوده، وهو ثائر رافعًا ذراعه اليمنى (63) ومقتحمًا المعمعة، وقاتلًا مائة ألف في أماكنهم أمام خيله؛ لأنه ينظر إلى تكتل الجمع كأنهم جنادب مهزومون منحلون (64) طُحنوا كالدقيق، وإنه قوي القرنين، معتمد على قوته حتى إن الملايين وعشرات الألوف يحتقرون أمامه، وصورته كصورة «منتو» عندما (65) يبرز. وكل بلد تجهد نفسها له عند مجرد ذكر اسمه: وهو حاكم ممتاز الخطط مثل الإله «تاتنن» يمد البلاد قاطبة بكل قانون (66) قوي الساعد، عظيم القوة في السهل والحزن، وكل شيء عمله يحدث مثل أعماله، ساكن «هرموبوليس» (تحوت) ملك الوجه القبلي والوجه البحري «وسرماعت رع مري آمون» ابن «رع»: «رعمسيس الثالث «.
وإن قلب مصر لفرح بتمليك بطل مثله، حتى إن الأرض أصبحت على (67) ارتفاع ظهرها (أي مرتاحة) لا تذمر فيها، وهو مرسل ظلًّا للناس يجلسون (في راحة) في زمنه، وقلوبهم واثقة لأن قوته هي حمايتهم (68). وإنهم يعرفون ساعديه، وإنه الصقر الإلهي الذي يضرب ويقبض. وإنه قد أوجد جيوشًا بانتصاراته، وملأ مخازن (69) المعابد بغنائم ساعده جاعلًا الآلهة راضين بإنعاماته، وبذلك كانوا على يمينه وعلى شماله ليطرحوا أرضًا الأقواس التسعة: ليتهم (الآلهة) يجعلون قوته (70) على كل من يهاجمه كالتي أعطاها إياه «آمون» والده الفاخر وهو الذي تجتمع الأرضان تحت قدميه، ملك الوجه القبلي والوجه البحري: (وسرماعت رع مري آمون) ابن «رع»: «رعمسيس الثالث «.
أما «حور»: فهو عظيم السنين، وبذرة «رع» الإلهية (71) التي خرجت من جسمه، والصورة الفاخرة الحية لابن «إزيس»، الذي خرج من الفرج مُحلًّى بالتاج الأزرق مثل «آتوم»، والعظيم الفيضانات النيلية التي تحمل طعامها لمصر (72)، في حين أن القوم والمواطنين يتمتعون بالأشياء الطيبة، والملك الذي يقيم «العدالة» لرب الكل، ويقربها كل يوم أمامه، ومصر والأرض في سلم في عهده (73)، والأرض كلها كلوح (سهلة منبسطة)؛ لأنه لا يوجد طمع، وفي استطاعة المرأة أن تذهب حيث شاءت بملابسها على رأسها دون أن تعاق خطواتها إلى المكان الذي ترغب فيه. والممالك الأجنبية تأتي منحنية (74) لشهرة جلالته بجزيتهم وأطفالهم على ظهورهم، وأهل الجنوب وأهل الشمال على السواء يمتدحونه، وينظرون إليه كما ينظرون إلى «رع» عند الفجر، وهم خاضعون لخطط وقوانين الملك الجبار، الحاكم صاحب الخطط ذات الأثر (75)، مثل خطط صاحب الوجه الجميل «بتاح» ملك الوجه القبلي والوجه البحري، رب الأرضين صاحب الساعد القوي: «وسرماعت رع مري آمون» ابن «رع»: «رعمسيس الثالث» معطي الحياة مثل «رع» في الخلود.
ولا نزاع في أن القارئ يجد نفسه غارقًا في بحر لجي من الصفات والنعوت، وعبارات المدح والإطراء للفرعون عند قراءة سطور هذا المتن الطويل، وإذا أردنا تصفيته وغربلته وجدنا أن الحقائق التاريخية التي يحتويها ضئيلة جدًّا، ولكن هذا هو الواقع في معظم متون الأسرة التاسعة عشرة بوجه خاص؛ إذ قد نحا الملوك نحو «رعمسيس الثاني» في قصيدته المشهورة التي نقشها على جدران معابده العظيمة.
وعلى أية حال فإنها لا تزال مصدرنا الوحيد عن هذه الحروب.
ومن جهة أخرى إذا فحصنا محتويات هذا المتن، الذي تُنسب حوادثه إلى السنة الخامسة من حكم هذا الفرعون، لوجدنا أنه لا يقتصر على حروب الفرعون لبلاد «لوبيا» كما هو المشهور، بل نجده يشير إلى وقوع حروب أخرى بينه وبين ممالك الشمال أو أقوام البحار، كما يُعرفون بذلك الاسم.
على أنه من المعلوم لدى علماء الآثار أن الحروب التي وقعت بين «رعمسيس الثالث» وهؤلاء الأقوام تؤرخ بالسنة الثامنة كما سنرى بعد. فهل الإشارة في المتن الذي بين أيدينا الآن تشير إلى حرب وقعت قبل السنة الخامسة، وهي السنة التي حارب فيها «اللوبيين»، أو أن هذا المتن عندما نُقش على جدران معبد مدينة «هابو» سبق الحوادث وأشار إلى حروب السنة الثامنة مع أنه مؤرخ بالسنة الخامسة؟ وذلك لأن النقوش في كثير من هذه المعابد تُكتب بعد وقوع الحوادث بسنين عدة، ومع ذلك تؤرخ بالتاريخ الهام الأول كما حدث ذلك في وثيقة الإهداء الكبرى التي نقشها «رعمسيس الثاني» على أحد جدران معبد «العرابة المدفونة» وأرخها بالسنة الأولى من حكمه. ومع ذلك ففيها من الحوادث ما يشير إلى أعمال جرت بعد هذا التاريخ (راجع مصر القديمة الجزء السادس). هذا فضلًا عن أن العبارات التي جاءت في هذا المتن ومتن السنة الثامنة فيها تشابه كبير.
وعلى أية حال فإن كلا الرأيين جائز، ولكن المرجح أن المتن قد كُتب سابقًا لزمنه.
...............................................
1- إتر: مقياس مصري لا يمكن تحديد طوله.
|
|
"علاج بالدماغ" قد يخلص مرضى الشلل من الكرسي المتحرك
|
|
|
|
|
تقنية يابانية مبتكرة لإنتاج الهيدروجين
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يطلق مشروع (حفظة الذكر) في قضاء الهندية
|
|
|