المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
رسالة إلى أبي حمو
2024-10-07
الإمام الباقر (عليه السلام) وكتاب علي (عليه السلام).
2024-10-07
المعنى التشريعي للصلاحيات المالية لحكومة تصريف الأمور اليومية
2024-10-07
الاغسال الواجبة
2024-10-07
الاغسال المستحبة
2024-10-07
الاستحاضة واحكامها
2024-10-07

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


مقومات الشخصية القوية / كن جازماً من غير عنف  
  
113   01:35 صباحاً   التاريخ: 2024-09-10
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تكسب قوة الشخصية؟
الجزء والصفحة : ص55ــ57
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-6-2022 1188
التاريخ: 15-6-2022 1484
التاريخ: 2024-08-14 265
التاريخ: 10-4-2020 2246

هنالك مثل فارسي قديم يقول: (قل كلمتك بليونة، والتزم بها بقوة). والمقصود به أنه لا بد من الحزم ولكن بشرط الابتعاد عن العنف.

إن العنف هو نتاج الغضب ولا بد لمن أراد أن يكتسب شخصية قوية من أن يفصل بين الغضب والجزم. فالجزم نتاج العقل الهادئ، وإذا جاء في فوران التوتر فلربما يكون في الاتجاه الخاطئ.

وانه لنوع من التهرب الجبان أن يجزم المرء أمراً وهو في حال من الغضب الشديد. فإذا كنت لا تستطيع تأكيد موقفك بهدوء، فإن ردودك ستتسم بطابع هجومي وإلى ذلك فإنك حين تكون غاضباً تجعل الشخص الآخر يتخذ موقفاً دفاعياً، وهكذا تبقى المسألة الأساسية بلا حل.

واللازمة الطبيعية لذلك هي أن يتجنّب المرء الإثارة من ردود الفعل الانفعالية الصادرة عن الشخص الآخر من خلال ما يقوله. وفي رفضه الإثارة يكشف، من طريق التباين افتقار الآخر إلى النضج. وعندئذ يفرض الهدوء الشخصي تأثيراً مهدئاً في الآخرين.

إن بعض القوة في الشخصية نابع من القدرة على التحكم في الذات من جهة، والقدرة على استيعاب ردة الفعل لدى الآخرين من جهة أخرى. وهذا يتطلب أن تكون جازماً، ولكن من غير عنف أو غضب، وتذكر أن أقوياء الشخصية فاعلون، وليسوا انفعاليين.

أي أن الأقوياء جازمون في أعمالهم ومواقفهم..

أما الضعفاء فهم أبداً مترددون .

إن التردد يدفع الإنسان إلى الهاوية، لأن الحياة لا تقبل التوقف.

صحيح أن الطيش في اتخاذ القرارات ليس مطلوباً، حيث إن بعض التردد في بداية الأعمال، قبل أن تتوضح الأمور من فعل العقل.. إلا أن التردد يجب أن يعطي مكانه للجزم فور أن تتضح.

يقول الحديث الشريف: (أذكر حسرات التفريط بأخذ تقديم الحزم»(1).

وهكذا فإن التهور مرفوض، حيث إن المتهورين لا ينظرون إلى العواقب، وهم لذلك لا يخرجون من حفرة إلا ليقعوا في حفرة أخرى. وحسب تعبير الإمام علي (عليه السلام) فإن من تورط في الأمور بغير نظر في العواقب فقد تعرض للنوائب)(2).

وورد في الحديث أن رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله

أوصني».

فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): «فهل أنت مستوصٍ إن أوصيتك؟».

قال الرجل: نعم..

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته، فإن يك رشداً فامضه، وإن يك غياً فانته عنه)(3).

ذلك هو الحزم..

إلا أن الحزم لا معنى له بدون العزم. إذ إن (من الحزم، العزم)(4).

ومن هنا كان أنبياء الله - تعالى - ذوي عزائم قوية، بالرغم من استخدام اللين في ظاهر أمورهم..

يقول الإمام علي (عليه السلام) (إن الله جعل رسله أولي قوة في عزائمهم، وضعفاً فيما ترى الأعين من حالاتهم)(5).

وقد تسأل كيف أكون حازماً وجازماً؟

والجواب: أما الحزم، فأن تفكر في العواقب كما أوصى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأما الجزم، فبأن تقرر وترمي بنفسك في بحر العمل الذي قررته بلا توان، أو تكاسل.

يقول الإمام علي (عليه السلام) (ضادوا التواني بالعزم)(6).

وذلك من أهم أسباب القوة في شخصية الإنسان.

_________________________

(1) البحار، ج 78، ص370.

(2) البحار، ج 77، ص238.

(3) البحار، ج 71، ص339.

(4) البحار، ج 78، ص 10.

(5) نهج البلاغة، باب الخطب، ص 192.

(6) غرر الحكم ودرر الكلم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.