المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ترجمة ابن المتأهل العذري
2024-12-03
ترجمة أبي الحجاج الطرطوشي
2024-12-03
ترجمة ابن الجد الفهري
2024-12-03
ترجمة ابن غفرون الكلبي
2024-12-03
ترجمة ابن الجياب
2024-12-03
ترجمة ابن الصباغ العقيلي
2024-12-03

صلاة العصر
3-8-2016
التوصيل الحراري Heat Conduction
7-8-2019
قياس أهمية الخبر
25-4-2021
المتقلبات الرائعة Proteus mirabilis
2024-06-11
موضوع الجيومورفولوجيا وأهميته للجغرافيا وعلاقته بالعلوم الأخرى
4/9/2022
تعريف وكالات الأنباء
13-12-2020


البلاغة والادب عند النساء  
  
981   10:41 صباحاً   التاريخ: 2024-03-24
المؤلف : سهيل أحمد بركات العاملي
الكتاب أو المصدر : آداب المعاشرة الزوجية
الجزء والصفحة : ص 173 ــ 177
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

ـ بلاغة من كلام الزهراء (عليها السلام):

لما أجمع أبو بكر على منع فاطمة (عليها السلام) حقها في فدك وبلغ ذلك فاطمة (عليها السلام) لاثت خمارها على رأسها وأقبلت في لمة من حفدتها تطأ ذيولها ما تخرم من مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله) شيئاً حتى دخلت على أبي أبكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار فنيطت دونها ملاءة ثم أنت أنّة أجهش القوم لها بالبكاء وارتج المجلس فأمهلت حتى سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم فافتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فعاد القوم في بكائهم فلما أمسكوا عادت في كلامها فقالت: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) فإن تعرفوه تجدوه أبي دون آبائكم وأخا ابن عمي دون رجالكم فبلغ النذارة صادعاً بالرسالة مائلاً على مدرجة المشركين ضارباً لثبجهم آخذاً بكظمهم يهشم الأصنام وينكث الهام حتى هزم الجمع وولوا الدبر وتغرى الليل عن صبحه وأسفر الحق عن محضه ونطق زعيم الدين وخرست شقائق الشياطين وكنتم على شفا حفرة من النار مذقة الشارب ونهزة الطامع وقبسة العجلان موطئ الأقدام تشربون الطرق وتقتاتون الورق أذلة خاشعين تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم... ثم انحرفت إلى قبر النبي (صلى الله عليه وآله) وهي تقول:

قد كان بعدك أنباء وهنبثة       لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب

إنا فقدناك فقد الأرض وابلها    واختل قومك فاشهدهم ولا تغب

- قد يسأل البعض لماذا نورد هذه البلاغة للزهراء (عليها السلام)؟ نقول: ذكرناها كي تتعلم الفتيات حسن الكلام فتصلح للزواج وتربية الأطفال، وتأخذ الزوجات من عبق الزهراء بعض الكلمات لربما وضعت في مواقف مماثلة.

- وقالت أم عميرة الليثيه (إحدى النساء السابقات) للعوفي في مجلس الحكم: عظم رأسك فبعد فهمك وطالت لحيتك فغمرت قلبك، وإذا طالت اللحية انشمر العقل وما رأيت ميتاً يقضي على الأحياء قبلك.

جاء في كتاب بلاغات النساء (ج 1، ص 133): قال أبو زيد بن شبة: كانت حميدة بنت النعمان تحت روح بن زنباع (زوجته) فنظر إليها يوماً تنظر إلى قومه جذام وقد اجتمعوا عنده فلامها فقالت: وهل أرى إلا جذاماً. . .

وقالت تهجوه:

بكى الخز من روح وأنكر جلده         وعجت عجيجاً من جذام المطارف

وقال العباء قد كنت حيناً لباسهم        وأكسيه كــــــــــردية  وقطائــــــف

فقال روح يجيبها:

فإن تبك منك تبك ممن يهينها         وأن تهوكم تهوى اللئام المقارف

وقال:

أثني عليَّ بما علمت فإنني     مثن عليك بئس حشو المنطق

قالت:

أثني عليك بأن باعك ضيق    وبأن اهلك في جذام ملصق

فقال:

أثني عليَّ بما علمت فإنني    مثن عليك بنتن ريح الجورب

فقالت:

فثناؤنا شر الثناء عليكم    أسوى وأنتن من سلاح الثعلب

وقالت:

فهل أنا إلا مهرة عربية               سليلة أفراس تحللها بغل

فإن نتجت مهراً كريماً فبالحري     وأن يك اقراف فمن قبل الفحل

فأجاب روح:

فما بال مهر رائع عرضت له       أتان فبالت عند جحفلة الفحل

إذا هو ولى جانباً ارتجت له        كما ارتجت قمراء في دمث سهل

وقالت لأخيها أبان بن النعمان:

أطال الله شأنك من غلام       متى كانت مناكحنا جذام

أترضى بالفراس والذنابى     وقد كنا يقر لنا السنام

وقالت:

سميت روحاً وأنت الغم قد علموا   لا روح الله عن روح بن زنباع

فقال:

لا روح الله عمن ليس يمنعها         مال رغيب وزوج غير ممتاع

لسلفع حوقة نحل خواصرها          رتابة ششنة الكفين جياع

فقالت له:

تكحل عينيك برد العشي        كأنك مومسة زانية

وإيه ذلك بعد الخفوق       تغلّف راسك بالغالية

وإن بنيك لريب الزمان     أمت رقابهم حالية

فلو كان أوس لهم شاهداً     لقال لهم ان ذا مالية

(وأوس هو رجل من قبيلة روح كان أعطى روحاً مالاً ولم يرجعه له).

ـ قالت امرأة من بني تغلب: للحجاف بن حكيم في وقعة البشر التي يقول فيها الأخطل:

لقد أوقع الحجاف بالبشر وقعة      إلى الله فيه المشتكى والمعول

- أقض الله عمادك وأكبى زنادك وأطال سهادك وأقل زادك فالوالله إن قتلت إلا نساء أسافلهن دمي وأعاليهن ثديي، - وكان قتل النساء والذرية - فقال لمن حوله: لولا أن تلد مثلها لاستبقيتها وأمر بقتلها.

ـ ومن النساء المشهورات في الشعر ليلى بنت الأخيل بن ذي الرحالة بن شداد بن عبادة بن عقيل وكانت ليلة هجت النابغة فقال لها:

ألا حييا ليلى وقولا لها هلا     فقد ركبت أمراً أغر محجلا

فهجته وبلغها أن بني جعدة استعدوا عليها وقالوا: قذفتنا، فقالت:

أحقا بما أنبئت ان عشيرتي             بشوران يزجون المطي المذللا

يروح ويغدو وفدهم بصحيفة           ليتجلدوا لي ساء ذلك معملا

أنابغ لم تنبغ ولم تك أولا               وكنت حنياً بين حنيين مجهلا

انابغ لم تنبغ بلومك لا تجد             للومك إلا وسط جعدة مجعلا

تسابق سوار الى المجد والعلى         وأقسم حقاً إن فعلت ليفعلا

بمجد اذا المجد اللئيم أراده             هوى دونه في مهبل ثم عصلا

لنا تأمك دون السماء وأصله          مقيم طول الدهر لم يتحلحلا

وما كان مجد في أناس علمته         من الناس إلا مجدنا كان أولا

وعيرتني داء بأمك مثله               وأي جواد لا يقال له هلا

ـ قالت إحدى الأعرابيات بلاغة جميلة وشعراً رائعاً:

أيا رب لا تجعل شبابي وبهجتي     لشيـــخ يعنـــيني  ولا  لغـــلام

فخرجت أن الشيخ يكره ريحه      وفي بعض أخلاق الغلام عرام

ولكن لعباس نتا لحم زوره          فروح لأوراك النساء حام

ـ وفي بلاغة لها أنشدت الخنساء بنت التيحان تشوق إلى حجوش الخفاجي:

أمتنذر قتلي إن العين آنست                  سنا بارق بالغور غور تهام

فلا زال منهل من الغيث رائح               يقاد إلى أهل القضا بزمام

ليثرب منه حجوش ويشمه                   بعيني فطامي أغر شامي

بنفسي وأهلي حجوش وكلد                  وأنيابه اللاتي جلا ببشام

ألا إن وجدي بالحفاجي حجوش             برى الجسم مني فهو نضو سقام

يرى الناس أني قد وجدت بحجوش         إذا جاء والمستأذنون نيام

فإن كنت من أهل الحجاز فلا تلج           وإن كنت نجدياً فلج بسلام

فأهل الحجاز معشر قد نفيتهم               وأهل الغضا قوم علي كرام

وقالت:

إن لنا بالشام لو نستطيعه                    خليلاً لنا بأتيحان مصافيا

نعد له الأيام من حب ذكره              ونحصي له بأتيحان اللياليا

فليت المطايا قد رفعنك مصعدا         تجوب بأيديها الحزون الفيافيا 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.