المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8830 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
لا عبادة كل تفكر
2024-04-27
معنى التدليس
2024-04-27
معنى زحزحه
2024-04-27
شر البخل
2024-04-27
الاختيار الإلهي في اقتران فاطمة بعلي (عليهما السلام)
2024-04-27
دروس من مدير ناجح
2024-04-27

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


قضاء الإمام علي (عليه السلام) في أيام خلافته  
  
546   05:33 مساءً   التاريخ: 2024-02-24
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج2، ص53-62
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / بيعته و ماجرى في حكمه /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-4-2022 1607
التاريخ: 25-2-2018 2293
التاريخ: 28-1-2019 4468
التاريخ: 30-4-2022 1592

روى ابن عبد البر باسناده عن زر بن حبيش ، قال : " جلس رجلان يتغذيان مع أحدهما خمسة أرغفة ، ومع الآخر ثلاثة أرغفة ، فلما وضعا الغداء بين أيديهما مر بهما رجل فسلم فقالا : أجلس للغداء ، فجلس وأكل معهما ، واستوفوا في أكلهم الأرغفة الثمانية ، فقام الرجل وطرح إليهما ثمانية دراهم وقال : خذا هذا عوضاً مما أكلت لكما ، ونلته من طعامكما ، فتنازعا وقال صاحب الخمسة الأرغفة : لي خمسة دراهم ولك ثلاث ، فقال صاحب الثلاثة الأرغفة : لا أرضى إلا إن تكون الدراهم بيننا نصفين وارتفعا إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فقصا عليه قصتهما فقال لصاحب الثلاثة الأرغفة : قد عرض عليك صاحبك ما عرض ، وخبزه أكثر من خبزك فارض بثلاثة فقال : لا والله لا رضيت منه إلا بمرّ الحق ، فقال علي رضي الله عنه : ليس لك في مرّ الحق إلا درهم واحد وله سبعة ، فقال الرّجل : سبحان الله يا أمير المؤمنين وهو يعرض علي ثلاثة فلم أرض ، وأشرت علي بأخذها فلم أرض وتقول لي الآن : انه لا يجب في مر الحق إلاّ درهم واحد فقال له علي : عرض عليك صاحبك الثلاثة صلحاً فقلت : لم أرض إلاّ بمر الحق ولا يجب لك بمر الحق إلاّ واحد ، فقال له الرجل : فعرفني بالوجه في مر الحق حتى أقبله فقال علي رضي الله عنه : أليس للثمانية الأرغفة أربعة وعشرون ثلثاً أكلتموها وأنتم ثلاثة أنفس ولا يعلم الأكثر منكم أكلا ولا الأقل ، فتجعلون في أكلكم على السواء ؟ قال : بلى قال : فأكلت أنت ثمانية أثلاث ، وإنما لك تسعة أثلاث ، وأكل صاحبك ثمانية أثلاث وله خمسة عشر ثلثاً ، أكل منها ثمانية ويبقى له سبعة وأكل لك واحداً من تسعة ، فلك واحد بواحدك وله سبعة بسبعته . فقال له الرجل : رضيت الآن "[1].

وروى المتقي عن أبي مروان : " إن علياً ضرب النجاشي الحارثي الشاعر - وشرب الخمر في رمضان - فضربه ثمانين جلدة ثم حبسه وأخرجه من الغد فجلده عشرين ، وقال : انما جلدتك هذه العشرين لجرأتك على الله وافطارك في رمضان "[2].

وروى البيهقي باسناده عن ميسرة ، قال : " جاء رجل وأمه إلى علي رضي الله عنه ، فقالت : إن ابني هذا قتل زوجي ، فقال الابن : إن عبدي وقع على أمي ، فقال علي رضي الله عنه : خبتما وخسرتما إن تكوني صادقة نقتل ابنك وإنّ يكن ابنك صادقاً نرجمك ، ثم قام علي رضي الله عنه للصلاة فقال الغلام لأمه : ما تنظرين إن يقتلني أو يرجمك ؟ فانصرفا ، فلما صلى سأل عنهما فقيل : انطلقا "[3].

وروى مالك عن سعيد بن المسيب : " إن رجلا من أهل الشام يقال له ابن خيبري وجد مع امرأته رجلا فقتله أو قتلهما معاً ، فأشكل على معاوية بن أبي سفيان القضاء فيه ، فكتب إلى أبي موسى الأشعري يسأل له علي بن أبي طالب عن ذلك ، فسأل أبو موسى عن ذلك علي بن أبي طالب ، فقال له علي : إن هذا الشيء ما هو بأرضي ، عزمت عليك لتخبرني ، فقال له أبو موسى : كتب إلي معاوية بن أبي سفيان أن أسألك عن ذلك فقال علي : أنا أبو حسن ، إن لم يأت بأربعة شهداء ، فليعط برمته "[4] ( 1 ) .

وقال الشيخ المفيد : " ورووا إن أمير المؤمنين عليه السّلام دخل ذات يوم المسجد ، فوجد شاباً حدثاً يبكي ، وحوله قوم ، فسأل أمير المؤمنين عليه السّلام عنه فقال : إن شريحاً قضى عليّ قضيته ولم ينصفني فيها ، فقال : وما شأنك ؟ قال : إن هؤلاء النفر - وأومأ إلى نفر حضور - أخرجوا أبي معهم في سفر فرجعوا ولم يرجع أبي فسألتهم عنه قالوا : مات فسألتهم عن ماله الذي استصحبه ، فقالوا : ما نعرف له مالا ، فاستحلفهم شريح ، وتقدم إلي بترك التعرض لهم ، فقال أمير المؤمنين عليه السّلام لقنبر : اجمع القوم وادع لي شرطة الخميس ثم جلس ودعى النفر والحدث معهم ، ثم سأله عما قال : فأعاد الدعوى وجعل يبكي ، ويقول : أنا والله اتهمهم على أبي يا أمير المؤمنين ، فإنهم احتالوا عليه حتى أخرجوه معهم وطمعوا في ماله ، فسأل أمير المؤمنين عليه السّلام القوم ، فقالوا له كما قالوا لشريح : مات الرجل ولا نعرف له مالا ، فنظر في وجوههم ، ثم قال لهم : ماذا تظنون ؟ أتظنون إني لا اعلم ما صنعتم بأب هذا الفتى ، إني اذاً لقليل العلم ، ثم أمر بهم إن يفرقوا ففرقوا في المسجد ، وأقيم كل رجل منهم إلى جانب أسطوانة من أساطين المسجد ، ثم دعا عبيد الله بن أبي رافع كاتبه يومئذ ، فقال له : أجلس ثم دعا واحداً منهم فقال له : أخبرني - ولا ترفع صوتك - في أي يوم خرجتم من منازلكم وأبو هذا الغلام معكم ؟ فقال : في يوم كذا وكذا ، فقال لعبيد الله : اكتب ، ثم قال له : في أي شهر كان ؟ قال : في شهر كذا ، قال : اكتب ثم قال : في أي سنة ؟ قال : في سنة كذا ، فكتب عبيد الله ذلك كله ، قال : فبأي مرض مات ؟ قال : بمرض كذا ، قال : في أي منزل مات ؟ قال : في موضع كذا ، قال : من غسله وكفنه ؟ قال : فلان قال : فبم كفنتموه ؟ قال : بكذا ، قال : فمن صلى عليه ؟ قال : فلان ، قال : فمن أدخله القبر ؟ قال : فلان ، وعبيد الله بن أبي رافع يكتب ذلك كله ، فلما انتهى اقراره إلى دفنه ، كبر أمير المؤمنين عليه السّلام تكبيرة سمعها أهل المسجد .

ثم أمر بالرجل فرد إلى مكانه ودعا بآخر من القوم فأجلسه بالقرب منه ، ثم سأله عما سأل الأول عنه فأجاب بما خالف الأول في الكلام كله ، وعبيد الله بن أبي رافع يكتب ذلك ، فلما فرغ من سؤاله كبر تكبيرة سمعها أهل المسجد ، ثم أمر بالرجلين جميعاً أن يخرجا من المسجد نحو السجن ، فيوقف بهما على بابه .

ثم دعا بالثالث فسأله عما سأل الرجلين ، فحكى خلاف ما قالاه ، وأثبت ذلك عنه ، ثم كبر وأمر بإخراجه نحو صاحبيه .

ودعا برابع القوم فاضطرب قوله وتلجلج ، فوعظه وخوفه فاعترف أنه وأصحابه قتلوا الرجل وأخذوا ماله ، وإنهم دفنوه في موضع كذا وكذا بالقرب من الكوفة ، فكبر أمير المؤمنين عليه السّلام ، وأمر به إلى السجن .

واستدعى واحداً من القوم وقال له : زعمت إن الرجل مات حتف أنفه وقد قتلته ، اصدقني عن حالك وإلا نكلت بك ، فقد وضح لي الحق في قضيتكم ، فاعترف من قتل الرجل بما اعترف به صاحبه ، ثم دعا الباقين فاعترفوا عنده بالقتل ، وسقطوا في أيديهم واتفقت كلمتهم على قتل الرجل ، وأخذ ماله فأمر من مضى منهم مع بعضهم إلى موضع المال الذي دفنوه فاستخرجه منه وسلّمه إلى الغلام ابن الرجل المقتول .

ثم قال له : ما الذي تريد ؟ قد عرفت ما صنع القوم بأبيك ، قال : أريد أن يكون القضاء بيني وبينهم بين يدي الله عزّوجلّ ، وقد عفوت عن دمائهم في الدنيا ، فدرأ عنهم أمير المؤمنين عليه السّلام حد القتل وأنهكهم عقوبة ، فقال شريح : يا أمير المؤمنين ، كيف هذا الحكم ؟ فقال له : إن داود عليه السّلام مر بغلمان يلعبون وينادون بواحد منهم : يا مات الدين ، قال : والغلام يجيبهم ، فدنى داود عليه السّلام منهم فقال له : يا غلام ، ما اسمك ؟ فقال : اسمي مات الدين ، قال له داود عليه السّلام من سماك بهذا الاسم ؟ قال : أمي ، فقال داود عليه السّلام : وأين أمك ؟ قال : في منزلها ، قال داود عليه السّلام : انطلق بنا إلى أمك ، فانطلق به إليها ، فاستخرجها من منزلها ، فخرجت ، فقال : يا أمة الله ، ما اسم ابنك هذا ؟ قالت ؟ اسمه مات الدين ، قال لها داود عليه السّلام : ومن سماه بهذا الاسم ؟ قالت : أبوه قال لها : وما كان سبب ذلك ؟ قالت : انه خرج في سفر له ومعه قوم وأنا حامل بهذا الغلام ، فانصرف القوم ولم ينصرف زوجي معهم فسألتهم عنه ، قالوا : مات . فسألتهم عن ماله ، فقالوا : ما ترك مالا ، فقلت لهم : فهل وصاكم بوصيّته ؟ قالوا : نعم زعم إنك حبلى ، فان ولدت جارية أو غلاماً فسميه مات الدين ، فسميته كما وصى ولم أحب خلافه ، فقال لها داود عليه السّلام : فهل تعرفين القوم ؟ قالت : نعم قال لها : انطلقي مع هؤلاء ، يعني قوماً بين يديه فاستخرجهم من منازلهم فلما حضروا حكم فيهم بهذه الحكومة فثبت عليهم الدم ، واستخرج منهم المال ثم قال لها : يا أمة الله سمّي ابنك هذا بعاش الدين "[5].

وقال الشيخ المفيد : " رووا إن رجلا حضرته الوفاة فوصى بجزء من ماله ولم يعيّنه ، فاختلف الورّاث في ذلك بعده وترافعوا إلى أمير المؤمنين عليه السّلام فقضى عليهم بإخراج السبع من ماله وتلا قوله تعالى[6]: ( لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَاب لِّكُلِّ بَاب مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ )[7].

وقال : " قضى في رجل وصى عند الموت بسهم من ماله ولم يبينه ، فلما مضى اختلف الورثة في معناه ، فقضى عليهم بإخراج الثمن من ماله ، وتلا قوله تعالى : ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ )[8] الخ ، وهم ثمانية أصناف لكل صنف منهم سهم من الصدقات "[9].

وقال : " وقضى عليه السّلام في رجل ضرب امرأة فألقت علقة إن عليه ديتها أربعين ديناراً وتلا قوله عزّوجل : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الأنسَانَ مِن سُلاَلَة مِّن طِين * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَار مَّكِين * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ )[10] ثم قال : في النطفة عشرون ديناراً ، وفي العلقة أربعون ديناراً وفي المضغة ستون ديناراً ، وفي العظم قبل أن يستوي خلقاً ثمانون ديناراً ، وفي الصورة قبل أن تلجها الروح مائة دينار ، فإذا وجلتها الروح كان فيها ألف دينار "[11].

وروى العاصمي باسناده : " إن سارقاً دخل داراً ليسرق فرأى امرأة نائمة فدب إليها فنكحها فقام ابنها اليه ليمنعه فضربه السارق بحديدة كانت معه فقتله ، فعافصت المرأة السارق فضربته بفأس في يدها فقتلته ، فجاء أولياء السارق من الغد يطلبون بدم صاحبهم . فأخذهم أمير المؤمنين فغرمهم دية الغلام الذي قتله صاحبهم وغرمهم أربعة عشر ألف درهم للمرأة التي كابرها صاحبهم على فرجها وأبطل دم صاحبهم "[12].

وروى باسناده : " قضى في رجل قذف جماعة في لفظة واحدة ، فقال : إن سب واحداً واحداً فعليه لكل رجل حد . وإنّ لم يسمهم فعليه حد واحد "[13].

وروى باسناده : " في رجل جامع امرأته ، فقامت بحرارتها فساحقت جارية بكراً وأفضت إليها الماء ، فحبلت الجارية ، قال : ينظر بالجارية حتى تضع حملها ثم ترجم المرأة وتحد الجارية دون الرجم ، ويؤخذ من المرأة مهر الجارية لأنها لا تلد حتى تذهب عذرتها ويرد الولد على أبيه وهو الزوج "[14].

وقال : " انه رأى يوم افتتح البصرة امرأة حبلى ميتة ، وذلك إنها نظرت إلى الناس منهزمين يدخلون البصرة ففزعت وطرحت ما في بطنها ، فاضطرب الولد ومات وماتت أمه ، فقال المرتضى رضوان الله عليه للناس : أيهما مات قبل صاحبه ؟ قالوا : مات ابنها قبلها ، فورث الزوج ثلث الدية وورث أمه الميتة ثلث الدية ثم ورث الزوج من امرأته الميتة نصف ثلث الدية التي ورثتها من ابنها الميّت وورث قرابات المرأة نصف الدية وهي الف وستمائة وستة وستون درهماً وثلثا درهم ، وذلك أنه لم يكن لها ولد غير الميت الذي رمت به حين فزعت وأدى ذلك كله من مال البصرة " .

وروى أن علياً عليه السّلام قضى : " في رجل ضرب على رأسه فادعى أن بصره قد ضعف فقال : يقعد ثم يعرض عليه بيضة ، فيقال : تبصرها ؟ فان قال : نعم ، تنحى عنه البيضة حتى يقول : لا أبصرها ثم يعلم على ذلك المكان ثم حول وجه الرجل عن يمينه وعرضت عليه البيضة ثم لا يزال ينحيها عنه حتى يقول : لا أبصرها ، ثم يعلم على ذلك الموضع ، ثم ينحى عنه حتى يقول : لا أبصرها ، ثم يقاس الجوانب الأربع التي انتهى إليها بصره فان استوت ولم تزد ولم تنقص ، قيل له : صدقت في دعواك ثم يدعى رجل في سنه فيقعد بجنبه ثم تعرض عليه البيضة ، ثم تنحى عنه حتى يقول : لا أبصرها حتى يفعل ذلك في أربعة جوانب كما فعل في الأول ، ثم يقاس بين منتهى المصاب وبين الصحيح ويعطى المصاب الدية على قدر ما نقص من بصره الربع والثلث والنصف "[15].

وروى أن علياً عليه السّلام قضى " في رجل ادعى انه ضرب على رأسه وقد نقص سمعه فأمر أن ينقر له الدرهم ، ثم اقبل يتباعد منه وينقره حتى قال : لا اسمع فاعلم علي منتهى سمعه ثم حول وجهه من أربع جوانب ، ثم قال له : إذا استوت الجوانب كلها فإنه صادق ، وإنّ اختلفت الجوانب قال له ولصاحب البصر : انه كاذب فيما يدعي ، وإنّ استوت اقعد رجلا إلى جنب الذي ادعى نقصان سمعه ثم نقر له الدرهم ثم لم يزل يتباعد منه حتى قال : لا اسمع حتى فعل ذلك به من أربع جوانب ثم يقيس مقدار سمع الصحيح والمصاب ثم يعطيه الدية على مقدار ما نقص من سمعه "[16].

وروى إن علياً عليه السّلام قضى " في رجل سافر مع أصحاب له فلم يرجع حين قفلوا إلى أهاليهم فاتهم أهله أصحابه ، فرفعهم إلى شريح القاضي ، فسأل الأولياء البينة فعجزوا عن إقامتها فأخبروا علياً بحكم شريح ، فتمثل بقوله :

أوردها سعد وسعد مشتمل * يا سعد لا تروى بها ذاك الإبل

ثم قال : إن أهون السقي التشريع ، ثم فرق بينهم وسألهم واحداً واحداً فاعترفوا بقتله فقتلهم جميعاً . أراد المرتضى رضوان الله عليه : إن هذا الذي فعله شريح كان يسيراً هيناً ، وكان له أن يحتاط ويمتحن بأيسر ما يحتاط به في الدماء كما إن أهون السقي للإبل تشريعها الماء "[17].

وروى إن علياً " امضى ما قضى به حسن بن علي في رجل وجد في خربة وبيده سكين ملطخ بالدم ورجل مذبوح متشحط بدمه ، فقال له علي : ما تقول ؟ قال : يا أمير المؤمنين ، أنا قتلته ، قال : اذهبوا فأقيدوا منه ، فلما ذهبوا به ليقتص منه ، أقبل رجل مسرع فقال : لا تعجلوا وردّوه إلى أمير المؤمنين فردّوه ، فقال الرجل المقبل : لا والله يا أمير المؤمنين ، ما هذا صاحبه ، أنا والله قتلته ، فقال للأول : ما حملك على الاقرار على نفسك ؟ فقال يا أمير المؤمنين : وما كنت أستطيع أن أعمل وقد شهد علي مثل هؤلاء الرجال ، وقد أخذوني وفي يدي سكين ملطخ بالدم والرجل متشحط في دمه ، وأنا قمت عليه متعجباً منه ، فدخل عليّ هؤلاء الرجال وقد أخذوني وفي يدي سكين ملطخ بالدم ، فقال المرتضى رضي الله عنه : خذوا هذين فاذهبوا بهما إلى الحسن وقولوا : ما الحكم فيهما ؟ وقصوا عليه قصتهما ففعلوا ، فقال الحسن : قولوا لأمير المؤمنين : إن كان قتل هذا ، فقد أحيا هذا ، وقد قال الله تعالى : ( وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً )[18] فخلى عنهما وأخرج دية المقتول من بيت المال "[19].

وروى الحضرمي باسناده عن الحارث عن سيدنا علي عليه السلام " انه جاء رجل بامرأة فقال : يا أمير المؤمنين ، دلست عليَّ هذه وهي مجنونة قال : فصعد علي نظره وصوبه وكانت امرأة جميلة فقال : حق ما يقول هذا ؟ فقالت : والله ما بي جنون ولكني إذا كان ذلك الوقت غلبتني غشية ، فقال على : ويحك خذها وأحسن إليها فما أنت لها بأهل "[20].

 

[1] الاستيعاب في معرفة الأصحاب ، القسم الثالث ص 1105 .

[2] كنز العمال ، كتاب الحدود ج 5 ص 274 طبعة حيدر آباد .

[3] السن الكبرى ج 8 ص 322 ، باب ما جاء في الستر على أهل الحدود .

[4] الموطّأ ص 523 ، رقم 1414 .

[5] الارشاد ص 103 - 105 .

[6] الارشاد ص 106 .

[7] سورة الحجر : 44 .

[8] سورة التوبة : 60 .

[9] المصدر ص 106 .

[10] سورة المؤمنون : 12 و 13 و 14 .

[11] الارشاد ص 107 .

[12] زين الفتى في تفسير سورة هل أتى ص 189 مخطوط .

[13] المصدر ص 190 .

[14] المصدر .

[15] زين الفتى ص 192 .

[16] المصدر ص 93 .

[17] زين الفتى ص 195 .

[18] سورة المائدة : 32 .

[19] زين الفتى ص 196 مخطوط .

[20] وسيلة المآل ص 250 مخطوط .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






قسم الشؤون الفكرية يقيم برنامج (صنّاع المحتوى الهادف) لوفدٍ من محافظة ذي قار
الهيأة العليا لإحياء التراث تنظّم ورشة عن تحقيق المخطوطات الناقصة
قسم شؤون المعارف يقيم ندوة علمية حول دور الجنوب في حركة الجهاد ضد الإنكليز
وفد جامعة الكفيل يزور دار المسنين في النجف الأشرف