لم يكد الوسط العلمي يفيق من دهشته وانبهاره عقب إعلان اكتشاف البكي بول في العام 1985، حتى فاجأنا البروفيسور الياباني الشهير إيجيما S. Lijima، الباحث العلمي بشركة إن إي سي: NEC اليابانية، في العام 1991 باكتشافه أنابيب الكربون النانوية Carbon Nanotubes ⁽¹²⁾، التي بهرت، وما تزال، العالم كله! وكأن القرن الماضي كان على موعد مع القدر ليفصح لنا عن اكتشافات «نانو تكنولوجية» جديدة خلال عقوده الأربعة الأخيرة. وقد مهدت هذه الفتوحات النانو تكنولوجية المتوالية والمبتكرة، الطريق أمامها كي تتربع على عرش «تكنولوجيا القرن الحادي والعشرين»، وذلك بوصفها أهم التكنولوجيات التي عرفها الإنسان حتى اليوم. ولأنني عاصرت ومارست التجارب البحثية خلال الحقبات الأولى من عمر تكنولوجيا النانو، وبمنتهى الأمانة وعدم التحيز لمجالي أو لأحد أساتذتي – البروفيسور إيجيما – أود أن أؤكد أن ما قام به ايجيما وفريقه كان بمنزلة إعجاز أكاديمي وبحثي في مجال علوم النانو والمواد المتقدمة غير مسبوق. أيضا، فقد مثل هذا الاكتشاف لطمة قوية لكل المتشككين في هوية تكنولوجيا النانو، ومسمارا أخيرا في نعوش تلك الشكوك ومن الطريف أنه بعد أشهر قليلة من ذلك الاكتشاف، «هرول» كثير من هؤلاء المتشككين صوب «إمبراطورية تكنولوجيا النانو»، ساعين إلى أن كونوا من حاشيتها وتابعيها ولم لا فأبواب العلم غير موصدة، ومجال البحث العلمي في تكنولوجيا النانو مفتوحة لجميع المتخصصين الحقيقيين المحترفين أما الهواة من مدعي التخصص، فهذا موضوع اخر!

____________________________________________________________________________
هوامش

(12) S. Iijima, Nature, Vol. 354 (1991) pp. 56–58